المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الثالث بعد المئة: طرق الجاهليين - المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام - جـ ١٤

[جواد علي]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الرابع عشر

- ‌الفصل الثاني بعد المئة: القوافل

- ‌مدخل

- ‌قوافل الميرة:

- ‌الفصل الثالث بعد المئة: طرق الجاهليين

- ‌الفصل الرابع بعد المئة: الأسواق

- ‌مدخل

- ‌أسواق العرب الموسمية:

- ‌سوق عكاظ في الإسلام:

- ‌الفصل الخامس بعد المئة: البيع والشراء

- ‌أنواع البيع

- ‌الخلابة:

- ‌الحكرة:

- ‌شهود البيع:

- ‌فسخ البيع:

- ‌العربون:

- ‌الخيار في البيع:

- ‌صفات البيع:

- ‌الدَّيْن:

- ‌المنحة:

- ‌الفصل السادس بعد المئة: الشركة

- ‌مدخل

- ‌أنواع الشركات:

- ‌المشاركة:

- ‌السفتجة:

- ‌الوكالة:

- ‌السمسرة:

- ‌الفصل السابع بعد المئة: المال

- ‌مدخل

- ‌رأس المال:

- ‌استثمار الأموال:

- ‌الربا:

- ‌القراض:

- ‌التسليف:

- ‌الإفلاس:

- ‌الفصل الثامن بعد المئة: أصحاب المال

- ‌مدخل

- ‌عادات وأعراف:

- ‌سرقة أموال الآلهة:

- ‌دفن الذنوب:

- ‌الفصل التاسع بعد المئة: الطبقة المملوكة

- ‌مدخل

- ‌الاتجار بالرقيق:

- ‌الموالي:

- ‌بيع الولاء:

- ‌رزق المملوك:

- ‌العتق:

- ‌المكاتبة:

- ‌سوء حالة العبيد:

- ‌تعرب العبيد والموالي:

- ‌السخرة:

- ‌الفصل العاشر بعد المئة: الاتاوة والمكس والاعشار

- ‌مدخل

- ‌الطعمة:

- ‌ضرائب الزراعة:

- ‌الفصل الحادي عشر بعد المئة: النقود

- ‌الفصل الثاني عشر بعد المئة: الصناعة والمعادن والتعدين

- ‌مدخل

- ‌الإجارة:

- ‌الأحجار:

- ‌النسيج والحياكة:

- ‌الفصل الثالث عشر بعد المئة: حاصلات طبيعية

- ‌الصبغ

- ‌العصير:

- ‌الزيوت والدهون:

- ‌الصمغ:

- ‌الدباغة:

- ‌الخمور:

- ‌الفصل الرابع عشر بعد المئة: الحرف

- ‌مدخل

- ‌النجارة:

- ‌الحدادة:

- ‌الصياغة:

- ‌حرف الإعاشة:

- ‌حرف أخرى:

- ‌حرف الجلد:

- ‌الحياكة والنسيج والثياب:

- ‌الفصل الخامس عشر بعد المئة: قياس الابعاد والمساحات والكيل

- ‌فهرس الجزء الرابع عشر

الفصل: ‌الفصل الثالث بعد المئة: طرق الجاهليين

‌الفصل الثالث بعد المئة: طرق الجاهليين

الفصل الثالث بعد المائة: طرق الجاهليين

لا أملك نصًّا جاهليًّا فيه أخبار عن الطرق التي كان يسلكها الجاهليون في تنقلاتهم من مكان إلى مكان؛ لأغراض خاصة، أو للرعي، أو للاتجار، وما سأذكره عن الطرق مأخوذ من الموارد الإسلامية فقط. وهي موارد تعرضت لموضوع "المسالك" والطرق التي كان يسلكها الحجاج والمسافرون والتجار في أيام الخلافة، داخل أرض الخلافة وخارجها. وعلى رأس هذه الموارد كتب "المسالك والممالك"، وبقية كتب "الجغرافيا" والسياحات ووصف جزيرة العرب. ففي هذه الموارد وصف للمسالك والطرق ولسكك البريد التي كانت في بلاد العرب، وهي وإن كانت طرقا إسلامية، إلا أنها بنيت على الطرق الجاهلية القديمة في الأغلب، وما فعله المسلمون هو أنهم اختصروا بعضًا منها، أو أقاموا مستوطنات جديدة عليها، أو حفروا آبارًا بين منازلها التي كانت متباعدة، بدليل أن المنازل والمواضع الجاهلية التي ترد أسماؤها في الشعر الجاهلي ترد كذلك في وصف الإسلاميين لطرق جزيرة العرب على النحو الوارد في ذلك الشعر، أو في أخبار أيام العرب، أو في كتب السير والتواريخ.

ولهذا فسيكون اعتمادي في وصف طرق القوافل عند أهل الجاهلية، على هذه الموارد الإسلامية، مع العلم بأن بعض المسالك الجاهلية قد ماتت وذهب أثرها، وأن بعضًا منها بقي على حاله، وأن بعضًا من الطرق المسلوكة في الوقت الحاضر، والتي مهدت وعمرت تعميرًا حديثًا بالوسائل الفنية المعروفة في هذا اليوم، هي طرق

ص: 19

جاهلية قديمة، كانت مسلوكة قبل الإسلام. وهي طرق طبيعية كانت مسلوكة لوجود الماء فيها في مواضع متقاربة، وقد أُقيمت عندها مستوطنات، وبقيت على حالها لم تذهب فائدتها، ولم تتغير مواضع الاستيطان فيها؛ لذلك صارت السبل التي تسلك بين أجزاء جزيرة العرب إلى هذا اليوم.

ومما يؤسف له كثيرًا، هو أن الموارد الإسلامية التي تحدثت عن غزوات الرسول وسراياه وعن الوفود التي قصدته من مختلف أنحاء جزيرة العرب، والعمال والرسل الذين أرسلهم الرسول إلى سادات القبائل أو لجمع الصدقات، ثم عن حروب الردة وعن عمال الخلفاء على أقاليم جزيرة العرب -سكتت عن ذكر الطرق التي سلكت والمنازل التي نزلت، ولم تفصل في ذكر المنازل والمراحل؛ فأضاعت علينا بذلك معرفة الطرق الجاهلية التي كان يسلكها الجاهليون في تجاراتهم وفي أسفارهم. ثم إن الذين بحثوا في الإسلام عن المسالك والطرق، وذكروا المنازل مع أبعادها بالأميال، أو بالفراسخ، أو بالمراحل -لم يهتموا بالإشارة إلى ذكر تواريخ هذه الطرق أو المنازل وإلى أصلها؛ هل هي جاهلية، أم هي إسلامية، أم معدلة، ولمثل هذه الملاحظات التي أهملوها أهمية كبيرة بالنسبة للبحث بالطبع.

وسأبدأ بالطرق التي سلكها أهل الجاهلية فيما بين العراق وبلاد الشام، وقد كان منهم من يحاذي الفرات؛ حتى لا يبتعد عن الماء والغذاء وأهل الحضر، ثم يسلك الطرق الشمالية التي مهدها الروم؛ لدخول بلاد الشام، وهي في أيدي الروم في الغالب، غير أن الفرس استولوا عليها في بعض الأحايين. ونظرا إلى ما لهذه الطرق من الأهمية من الناحية الاقتصادية والعسكرية، فقد تشدد الروم في مراقبة القوافل التي تقصد بلاد الشام، أو تخرج منها للذهاب إلى العراق، وتصعبوا في السماح لها وللتجار بالمرور.

ومن التجار من كان يخرج من الحيرة إلى بلاد الشام، فيسلك طريق "القطقطانة". وهو موضع سبق أن تحدثت عنه في أثناء كلامي على نهاية الملك "النعمان بن المنذر"، إذ جاء في رواية أن "كسرى" أمر به فسجن به. وهو موضع غير بعيد عن الكوفة من جهة البرية بالطف1، ثم يسلك الطريق إلى "البقعة"،

1 البلدان "7/ 125"، الأغاني "2/ 28"، تاج العروس "5/ 209"، "قطط"، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام "3/ 268".

ص: 20

ثم إلى "الأبيض"، ثم إلى "الحوشي"، ثم إلى "الجمع"، ثم إلى "الخطى"، ثم إلى "الجبة"، ثم إلى "القلوفي"، ثم إلى "الأعناك"، ثم إلى "أذرعات"، ثم إلى "دمشق"1.

وطريق آخر سلكه الناس من العراق إلى بلاد الشام يبدأ من "عين التمر"، وهو موضع تحدثت عنه في مواضع من هذا الكتاب، ويتجه نحو "الأخدمية"، ثم إلى "الخفية"، ثم إلى "الخلط"، ثم إلى "سوى"، ثم إلى "الأجيفر"، ثم إلى "الغربة"، ثم إلى "بصرى"2.

وقد سبق لي أن تحدثت عن بصرى في مواضع من هذا الكتاب. وهي المدينة التي وصل إليها الرسول مع عمه "أبي طالب"، وبها كان "بحيرا" الراهب على ما جاء في كتب السير، وإليها كان يقصد تجار مكة، حيث يتاجرون بأسواقها. وبها قبر "بحيرا"، وهو يزار3.

وأما طرق العربية الشرقية مع العراق، فقد كان من الجاهليين من يسلك الطرق المائية، فيتجه نحو سواحل الخليج عن طريق الأبلة، فيحاذي الساحل. ومنهم من كان يتجه إلى الشرق نحو جزر الخليج، ثم يتجه منها إلى ساحل "عمان"، ومنهم من كان يسلك طرق البر. وقد ذكر "ابن خرداذبة"، أن الطريق من البصرة إلى عمان على الساحل، يمر إلى "عبادان"، ثم إلى "الحدوثة"، ثم إلى "عرفجا"، ثم إلى "الزابوقة"، ثم إلى "المقر"، ثم إلى "عصى"، ثم إلى "المعرس"، ثم إلى "خليجة"، ثم إلى "حسان"، ثم إلى "القرى""القرنتين"، ثم إلى "مسيلحة""مسلحة"، ثم إلى "حمض"، ثم إلى ساحل "هجر"، ثم إلى "العقير"، ثم إلى "قطر"، ثم إلى "السبخة"، ثم إلى "عمان"4.

ومن الطرق المهمة التي تربط اليمامة بجنوب العراق، طريق يأخذ من الأبلة "البصرة"، ثم يتجه نحو "كاظمة"، ثم إلى منازل ثلاثة لم يذكر أسماءها "ابن خرداذبة"، ثم إلى "القرعاء"، ثم إلى "طخفة"، ثم إلى "الصمَّان"،

1 ابن خرداذبة، المسالك والممالك "99"، "وسيكون رمزه: المسالك".

2 المسالك "97".

3 صبح الأعشى "4/ 108".

4 المسالك "60"، قدامة "193"، صبح الأعشى "5/ 57".

ص: 21

ثم منازل ثلاثة لم يشر إلى اسمها "ابن خرداذبة"، ومنها إلى "جب التراب"، ثم إلى منزلين آخرين، ومنهما إلى "سليمة"، ثم إلى "النباك"، ومنه إلى "اليمامة"1. ويتفق وصف هذا الطريق، وأسماء المواضع مع ما ذكره "قدامة بن جعفر" في كتابه "الخراج"، سوى أن "ابن خرداذبة" يبدأ بالبصرة، ثم ينتهي باليمامة، أما "قدامة" فيبدأ باليمامة وينتهي بالبصرة.

ونجد في كتاب بلاد العرب، للحسن بن عبد الله الأصفهاني، وصفًا لطريق آخر يتجه من "حجر" اليمامة حتى ينتهي بالبصرة، ذكر فيه أسماء المواضع ووصف الأرض والمياه، وينتهي طريقه بـ"سفوان"، "صفوان"، المعروف اليوم في العراق. وقد ذكر "كاظمة"، وذكر أنها على ساحل البحر، وبها حصن وتجار ودور مبنية، ثم ذكر أسماء مواضع تقع بينها وبين "سفوان"2. ولما كانت البصرة إسلامية بُنيت في زمن "عمر"، فإن الجاهليين كانوا يسافرون من "الأبلة" التي حلت البصرة محلها، إلى جزيرة العرب.

ويبدأ هذا الطريق بالحرمليَّة، وهو ماءة في قف في شُعبة عليه نخلات، ثم تركب القف، فنأخذ على وادٍ يقال له:"ذو جراف"، فتجزعه عرضا، ثم تنتهي إلى "المديدان"، ثم تجزع "الحرملية" ثم وادي "بنبان" حتى تصل "سويسًا"، ثم "البديع"، ثم "الطنب"، ثم "الجرداء"، وهي روضة تشرب من وادي جراف، ثم "الراح". فإذا جزته وقعت في العرمة، ثم تخترق وادي حرج حتى تنتهي إلى "الجرباء"، وعلى يسار الجرباء في العرمة ماء يقال له:"الرداع"، فإذا فصلت من العرمة من حيال الجرباء صرت إلى وادٍ يقال له:"مجمع الأودية"، ثم تصير إلى "ذات الرّئال"، ثم تنتهي إلى "الحفر" حفر سعد، ثم تفوز إلى "الدهناء"، فتصل "خشاخِش" فتقع في معبر، فتعبر جبال الدهناء، فتصل إلى أبرق يقال له:"القنفذ"، ثم تستقبل "الصمان"، فتمضي فيه حتى تنتهي إلى "المعا"، ثم ترد "طويلعا" وهو وسط الطريق بين حجر وبين البصرة، وهو موضع فيه ماء وفيه تجار، وحصن يتحصنون به من اللصوص3.

1 المسالك "151"، كتاب الخراج، لقدامة "193"، "نبذ طبعت مع المسالك".

2 بلاد العرب "301-324".

3 بلاد العرب "301-314".

ص: 22

ثم تجوز "طويلعا" إلى وادٍ يقال له: "الشيط"، فإذا انحدرت من عقبة الشيط تأتي "الوريعة"، فإذا جزته تأتي "الدو". فإذا فصلت في "الدو" صرت إلى "كفة العرفج"، وفي منقطع "الدو" حين تجوزه وادٍ يقال له:"وادي السيّدان"، وعلى الطريق ماء "النحيحة"، تخرج منه إلى "تياس"، وقريب منه ثمد يقال له:"الفارسي"، ثم تجوز ثمادًا أخرى حتى تصل "المخارم"، فتهبط "كاظمة". ثم تخرج من "كاظمة" إلى "النجفة"، ثم تمضي إلى "الصليف""الصليب"، ثم تهبط إلى "أيرمى""أيرمى الركبان"، وهو علم مبني من حجارة للطريق، وهو شبه شخص إنسان. ثم تصل "الحزيز"، ثم تهبط "سفوان"، تم تخرج حتى تهبط "الأحواض"، وهو ماء للسانية، ثم تصل البصرة1.

وهناك طريق يوصل "حجرًا" بالكوفة، يبدأ بالحبل، وهو ماء في ناحية القف لراعية اليمامة، ثم تخرج منه فترد القف، ثم تمضي حتى ترد "البالدية"، فإذا خرجت منها وردت ماء يقال له:"الغميم"، ثم ترد واديًا يقال له:"العتك"، ثم "مبايض"، ثم تجوزه إلى "تعشار"، فـ"مويهة"، ثم "تلعة"، ثم "السقيا"، ثم تجوز الدهناء، فتعلو قفا يوصلك إلى "المجازة"، وهي من طريق مكة الذي يأخذ عليه البصريون، عليه المنار من بطن فلج. وهي منهل، ثم تجوزها فتقع في "اللوى" ثم تصير إلى "لينة"، وهي ماءة كبيرة، ثم تسير فترد "زبالة"، وهي سوق من أسواق طريق الكوفة المؤدي إلى مكة. فإذا خرجت من "زبالة" وردت "القاع"، ثم تخرج منه إلى "العقبة"، ثم ترد "الشقوق"، ثم "واقصة"، ثم "العذيب"2.

ويذكر علماء اللغة أن العرب أطلقت "القعقاع" على الطريق من اليمامة إلى الكوفة، وذكر بعضهم إلى مكة3.

وكان بين أهل "الحيرة" وبين أهل مكة اتصال تجاري وثيق، بل واتصال ثقافي أيضا، فمنها حُمِلَ الخط العربي إلى مكة على رواية أهل الأخبار. وكان

1 بلاد العرب "301-324".

2 بلاد العرب "327-335".

3 تاج العروس "5/ 477"، "قع".

ص: 23

التجار يرحلون منها إلى "القادسية"، وهو موضع معروف سبق أن تحدثت عنه، وبه كانت وقعة القادسية1. ومنه إلى "العذيب"، وهو مسلحة بين العرب وفارس في حد البرية، وبها حائطان متصلان من القادسية إلى العذيب ومن الجانبين كليهما نخل2. وبالعذيب أحساء غزيرة الماء، يخرج الماء خريرًا من قوة اندفاعه على ما يفهم من شعر ورد على لسان بعض الضبيين3. ويخرج الإنسان من العذيب فيدخل المفازة، ويكون بنجد حتى يبلغ موضع "ذات عرق"4. والعذيب بين القادسية ومغيثة، وفي الحديث ذكر العذيب، وهو ماء لبني تميم، وهو طرف أرض العرب5.

ويتجه الطريق من "العذيب" إلى المغيثة، وفيها برك6، وماؤها ماء السماء. ثم يتجه إلى "وادي السباع"، ثم إلى "القرعاء"7 وفيه آبار، ثم إلى "واقصة"8، ثم إلى "العقبة" وبها آبار9، ثم إلى "القاع"، ومن "القاع" إلى "زبالة"، ومن "زبالة" إلى "الشقوق"، ومن "الشقوق" إلى "البطان"، وهو قبر العبادي10، ثم إلى "الثعلبية"، وهو ثلث الطريق

1 المحبر "14، 261، 292، 302".

2 المسالك "185"، بلاد العرب "334، 337"، تاج العروس "1/ 370"، "عذب"، المفصل "4/ 225 وما بعدها".

3 المحبر "248".

4 المسالك "125".

5 تاج العروس "1/ 370"، "عذب".

6 المسالك "125-128"، قدامة "186"، بلاد العرب "335".

7 المسالك "126"، قدامة "186"، بلاد العرب "296، 351، 353، 355"، تاج العروس "5/ 463"، "قرع".

8 المسالك "126"، قدامة "186"، بلاد العرب "334، 335"، تاج العروس "4/ 445"، "وقص".

9 المسالك "126"، قدامة "186"، بلاد العرب "334، 335".

10 "البطان"، "البطانية"، ابن رستة، الأعلاق "175"، المسالك "126"، قدامة "186"، وبطان بين الشقوق والثعلبية في طريق الكوفة. وأنشد نصر:

أقول لصاحبي من التآسي

وقد بلغت نفوسهم الحلوقا

إذا بلغ المطي بنا بطانا

وجزنا الثعلبية والشقوقا

وخلفنا زبالة ثم رحنا

فقد وأبيك خلفنا الطريقا

تاج العروس "9/ 142"، "بطن".

ص: 24

فيها برك1، ثم إلى "الخزيمية"، وهي مدينة سميت "خزيمة"؛ لأن خزيمة صير فيها سواني، وكانت تسمى "زرود"2، ثم إلى "الأجفر"3، ثم إلى "فيد"، وهي نصف الطريق، وبها منزل العامل في الإسلام، وبها أسواق وقناة وزروع، وبرك وآبار وعيون جارية، وقد عظم شأنها في الإسلام. ذكر أن بها حصنًا عليه باب حديد وعليها سور دائر، وكان الحجاج يودعون فيها فواضل أزوادهم إلى حين رجوعهم وما ثقل من أمتعتهم، وهي قرب "أجأ" و"سلمى" جبلي طيء. وقد ذكرت في شعر "زهير بن أبي سلمى"، إذ قال:

ثم استمروا وقالوا: إن مشربكم

ماء بشرقيّ سلمى فيد أو ركك4

وتقع في فلاة الأرض بين أسد وطيء، أقطعها الرسول إلى "زيد الخيل"5.

ثم إلى "توز"، فيها برك وآبار وحصن بناه "أبو دلف"6، ثم إلى "سميراء"7، ثم الحاجز8، فمعدن القرشي، وهو "معدن النقرة"9، وعنده تفترق الطريق؛ فمن أراد مكة نزل "المغيثة"، ومن أراد "المدينة" أخذ نحو العسيلة فهبطها. وهو منزل حاج العراق بين "أضاخ" و"ماوان"، وفيه بركة وثلاثة آبار: بئر تعرف بالمهدي، وبئران تعرفان بالرشيد، وآبار صغار للأعراب تنزح عند كثرة الناس، وماؤها عذب10.

فمن أخذ على المدينة، فمن المعدن إلى العسيلة، ثم إلى بطن نخل، ثم إلى

1 المسالك "127"، قدامة "186"، "الثعلبية بطريق بكة -حرسها الله تعالى- على جادتها، من الكوفة حتى منازل أسد بن خزيمة"، تاج "1/ 165"، "ثعلب".

2 قدامة "186"، المسالك "127"، "والخزيمية: منزل للحاج بين الأجفر والثعلبية"، تاج العروس "8/ 275"، "خزم".

3 المسالك "127"، قدامة "186"، تاج العروس "3/ 106"، "جفر".

4 المسالك "127"، قدامة "186".

5 تاج العروس "2/ 457"، "فيد".

6 المسالك "127"، قدامة "186"، تاج العروس "4/ 12"، "توز".

7

يا رب جار لك بالحزيز

بين سميراء وبين توز

تاج العروس "3/ 278"، "سمر".

8 تاج العروس "3/ 126"، "حجر".

9 المسالك "127"، قدامة "186".

10 تاج العروس "3/ 582"، "نقر".

ص: 25

الطرق، ثم إلى المدينة1، وهي "يثرب". وذكر بعض أهل الأخبار أن "مرزبان البادية" كان قد عيَّن على المدينة في الجاهلية عاملًا يجبي خراجها، وكانت قريظة والنضير ملوكًا ملكوها على المدينة، على الأوس والخزرج. وفي ذلك يقول شاعر الأنصار:

تؤدي الخرج بعد خراج كسرى

وخرج من قريظة والنضير2

ومن المدينة إلى "السيالة"، ومنها إلى "الروحاء"، ثم إلى "الرويثة"، ومنها إلى "العرج"، ثم إلى "السقيا"، ثم إلى "الأبواء"، ثم "الجحفة"، ثم إلى "قديد"، ثم إلى "عسفان"، ثم إلى "مر الظهران"، ثم إلى مكة3.

ومن أراد "مكة" قصد "مغيثة الماوان"4، ومن "مغيثة" إلى "الربذة"، وماؤها كثير، وإليها هاجر "أبو ذر" الغفاري، وبها مدفنه. وقد خربت سنة "319" للهجرة بالقرامطة5. ومن الربذة إلى معدن بني سليم، ومن معدن بني سليم إلى العمق، ومنه إلى "أُفاعية"6 "الأفيعية" إلى "المسلح"، ثم إلى "الغمرة"، ومنه يعدل إلى اليمن، ومن الغمرة إلى "ذات عرق"، ومنه يقع الإحرام7، ثم إلى "أوطاس"، ثم إلى بستان بني عامر "بستان ابن عامر"، ثم غمر ذي كندة، ثم مشاش، ثم مكة8.

ويلاحظ أن هذا الطريق هو من أقصر الطرق المؤدية من "الحيرة" إلى "المدينة"، وهو يمر بجبلي "طيء"، أي:"جبل شمر" في الوقت الحاضر. ويمر على "حائل" بجبلي طيء، وهو مدينة في الوقت الحاضر ورد ذكرها في شعر "امرئ القيس"، إذ يقول:

1 المسالك "128"، قدامة "187".

2 المسالك "128".

3 الصفة "184 وما بعدها".

4 قدامة "186"، "بين معدن النقرة والعمق عند ماوان"، تاج العروس "1/ 637"، "غوث".

5 تاج العروس "2/ 562"، "ربذ".

6 تاج العروس "10/ 282"، "فعا".

7 قدامة "186".

8 المسالك "132".

ص: 26

يا دار ماوية بالحائل

فالفرد فالجبتين من عاقل1

وبجبل "سلمى" مدينة اسمها "أُرك"، عرفت بمدينة "سلمى"، وأصحابها من "طيء"، وقد انحاز إليها "خالد بن الوليد"، لما أرسله "أبو بكر" من "ذي القصة" لمحاربة المرتدين2. وقد نزل "خالد" بأجأ، ثم تعبأ لملاقاة "طليحة الأسدي"، فالتقى به على "بزاخة"3.

ويسلك هذا الطريق في الوقت الحاضر، الحجاج الذين يقصدون الحج عن طريق النجف بالسيارات.

و"الربذة" من القرى القديمة في الجاهلية، وهي عن المدينة من جهة الشرق على طريق حاج العراق على نحو ثلاثة أيام، سميت بـ"خرقة الصائغ"، بها مدفن "أبي ذر"4.

ومعدن بني سليم، هو لبني سليم الذين غزاهم الرسول غزوة "قرارة الكدر"، ويقال:"قرقرة بني سليم وغطفان"، لما بلغه أن بقرارة الكدر جمعًا من غطفان وسليم يريد الكيد للمسلمين5، و"الكدر": ماءة لبني سليم في ديار غطفان ناحية المعدن6. وإلى هذا الموضع أيضًا وصل الرسول في غزوته المعروفة بغزوة السويق، وسببها أن "أبا سفيان" نذر ألا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمدًا؛ انتقامًا لبدر، فسلك النجدية حتى نزل بصدور قناة إلى جبل يقال له: "تيت"، من المدينة على بريد أو نحوه، ثم خرج إلى "بني النضير"، ثم خرج فأرسل رجالًا من قريش إلى ناحية من المدينة يقال لها: "العُريض"، فحرقوا في أصوار من نخل لها، وقتلوا رجلين، ثم انصرفوا راجعين، فخرج رسول الله في طلبهم حتى بلغ "قرقرة الكدر"، فوجد أن "أبا سفيان" قد فاته وأصحابه، وكان أبو سفيان وأصحابه يلقون جرب الدقيق ويتخفون، وكان

1 تاج العروس "7/ 295"، "حول".

2 الطبري "3/ 254 وما بعدها"، تاج العروس "7/ 101"، "أرك".

3 الطبري "3/ 255"، تاج العروس "2/ 253"، "بزخ".

4 ابن رستة "179"، تاج العروس "2/ 562"، "ربذ".

5 إمتاع الأسماع "1/ 107".

6 تاج العروس "3/ 518"، "كدر"، "3/ 490 وما بعدها"، "قرر"، الطبري "2/ 482".

ص: 27

ذلك عامة زادهم؛ فلذلك سميت غزوة السويق1.

وقد غزا الرسول "بني سليم" مرة أخرى، فسار إليهم حتى بلغ موضع "بحران" معدنًا بالحجاز من ناحية الفرع، فلما لم يجد أحدًا منهم، وكانوا قد تفرقوا، رجع عنهم. ويظهر أن قريشًا كانوا قد جاءوا إليهم، واتفقوا معهم على مهاجمة المدينة، بدليل ما ورد في خبر هذه الحملة من أنه "غزا يريد قريشًا وبني سليم"2.

و"بحران": موضع بناحية الفرع من الحجاز، به معدن للحجاج بن علاط البهري3. و"الفرع" بالحجاز من أضخم أعراض المدينة4.

وهذا الطريق هو الطريق الذي كان أهل مكة في الجاهلية يسلكونه إلى العراق. ولما خافت قريش طريقها الذي كانت تسلكه إلى الشام حين كان من وقعة "بدر" ما كان، قررت سلوك طريق العراق، أي: هذا الطريق، واستأجرت لها دليلا خريتا بالطرق عالما بها، هو "فرات بن حيان"، وخرجت القافلة تحمل مالًا كثيرًا، فيه فضة كثيرة وهي معظم تجارتهم، سلكت طريق "ذات عرق"، ثم خرج الدليل بهم إلى "غمرة"، وانتهى إلى النبي خبر العير وفيها المال الكثير، فأرسل "زيد بن حارثة" على سرية، التقت بالقافلة بموضع "القردة"، فظفر بالعير، وأفلت أعيان القوم، وأتى بدليلها أسيرًا، وخمست الغنائم، فبلغ الخمس عشرين ألف درهم5.

وقد ذكر "الهمداني" أسماء منازل طريق الكوفة -يثرب، والكوفة- مكة على هذا النحو: الكوفة، فالقادسية، فالمغيثة، ثم القرعاء، ثم واقصة، ثم العقبة، ثم القاع، ثم زبالة، ثم الشقوق، ثم البطان، ثم الخزيمية، ثم الأجفر، ثم فيد، ثم توز، ثم سميراء، ثم الحاجر، ثم معدن النقرة، ثم العسيلة، ثم بطن نخل، ثم الطرف، ومنه إلى المدينة.

1 الطبري "2/ 483 وما بعدها"، ابن هشام "2/ 119"، "حاشية على الروض"، إمتاع الأسماع "1/ 106".

2 الطبري "2/ 487"، ابن هشام "2/ 120"، إمتاع الأسماع "1/ 111 وما بعدها".

3 تاج العروس "3/ 31"، "بحر".

4 تاج العروس "5/ 449"، "فرع".

5 الطبري "2/ 492"، إمتاع الأسماع "1/ 112"، ابن هشام "2/ 121 وما بعدها"، "حاشية على الروض".

ص: 28

ومن الطرف يؤدي الطريق إلى مكة، فيمر بالسيالة، ثم الروحاء، ثم الرويثة، ثم العرج، ثم السقيا، ثم الأبواء، ثم الجحفة، ثم قديد، ثم عسفان، ثم مرّ الظهران، ثم مكة1.

ومن أخذ الجادة من مكة إلى معدن النقرة، فمن مكة إلى البستان، ثم ذات عرق، ثم الغمرة، ثم المسلح، ثم الأفيعية، ثم حرة بني سليم، ثم العمق، ثم السليلة، ثم الربذة، ثم ماوان، ثم معدن النقرة، وهو ملتقى الطريقين2.

وقد عرف طريق العراق من الكوفة إلى مكة بـ"المثقب"، يقال: سلكوا المثقب، أي: مضوا إلى مكة، وقيل: إنه طريق ما بين اليمامة والكوفة. وذكر بعض العلماء أنه طريق كان بين الشام والكوفة، وكان يسلك في أيام بني أمية. ويظهر أن الاسم من الأسماء القديمة، بدليل اختلاف العلماء في تعليل التسمية؛ فقال بعضهم: سمي لمرور رجل به يقال له: مثقب، وقال بعض آخر: سمي بذلك؛ لأن بعض ملوك حمير بعث رجلًا يقال له: مثقب، على جيش كثير إلى الصين، فأخذ ذلك الطريق فسمي به3.

وكان حاج البصرة إذا أرادوا الحج، اتجهوا إلى "المنجشانية" على ستة أميال من البصرة، تنسب إلى "منجش" مولى "قيس بن مسعود"4، ثم إلى "الحفير"، وهو ركايا ما بين "ماوية" و"المنجشانيات"5، ثم إلى "الشجى"، ثم إلى "الخرجاء"، وهو ماءة احترفها "جعفر بن سليمان" على طريق حاج البصرة6، ثم إلى "الحفر"7، ثم إلى "ماوية"، ثم إلى ذات العشر، ثم إلى "الينسوعة" ينسوعة القف، منهل من مناهل طريق مكة على جادة البصرة، بها ركايا كثيرة عذبة الماء عند منقطع رمال الدهناء بين ماوية النباج8. ثم إلى

1 الصفة "183 وما بعدها".

2 الصفة "185".

3 تاج العروس "1/ 166"، "ثقب"، ابن دريد، جمهرة اللغة "1/ 203"، الصفة "173، 176"، البلدان "4/ 414".

4 تاج العروس "4/ 348، 354"، "م/ ج/ ش"، "نجش".

5 تاج العروس "3/ 152"، "حفر".

6 تاج العروس "2/ 32"، "خرج".

7 تاج العروس "3/ 152"، "حفر".

8 تاج العروس "5/ 523"، "نسع".

ص: 29

"السُّمَيْنة": أول منزل من النباج لقاصد البصرة1، ثم إلى "النباج"، ويقال له: نباج بني عامر بن كريز، وهو بحذاء "فيد"، وبه يوم من أيام العرب مشهور لتميم على بكر بن وائل. وقد استنبط ماءه "عبد الله بن عامر بن كريز"، شقق فيه عيونًا وغرس نخلًا، وسكن به رهطه بنو كريز2، و"عامر بن كريز بن ربيعة" القرشي العبشمي، والد "عبد الله"، وهو من المحمقين في قريش، ذكر أنه أسلم يوم الفتح، وكان ابنه "عبد الله" أميرًا على البصرة زمن عثمان3، كما كان صهرًا لمعاوية ومن أغنياء المسلمين4.

ومن النباج إلى "العوسجة"، ثم إلى "القريتين"، ثم إلى "رامة"، ثم إلى "إمرة"، ثم إلى "طخفة"، ثم إلى "ضرية"، ثم إلى "جديلة"، ثم إلى "فلجة"، ثم إلى "الدثينة""الدفينة"، ثم إلى "قبا"، ثم إلى "مران"، ثم إلى "وجرة"، ثم إلى "أوطاس"، ثم إلى "ذات عرق"، ثم إلى بستان ابن عامر، ثم إلى مكة5.

ويلاحظ أن مبدأ هذا الطريق قد عمر في الإسلام؛ وذلك بسبب تأسيس البصرة، ولكنه يسلك أيضا الطريق الجاهلي القديم في مواضع كثيرة منه.

و"بستان ابن عامر" عند مكة، ويرى بعض العلماء أن هذه التسمية مغلوطة وأنها من أقوال سواد الناس وأن الصحيح بستان ابن معمر، وهو مجتمع النخلتين اليمانية والشامية6. بينما يرى بعضهم العكس، إذ قال: "وبستان ابن عامر بنخلة، هو عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة. ولا تقل: بستان ابن معمر؛ فإنه قول العامة"7. وورد أيضا "بستان ابن عامر لعمر بن عبد الله بن معمر بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تميم بن مرة بن كعب بن لؤي، ولكن الناس غلطوا فيه، فقالوا: بستان ابن عامر، وبستان بني عامر، وإنما

1 تاج العروس "9/ 242"، "سمن".

2 تاج العروس "2/ 103"، "نبج".

3 الإصابة "2/ 248"، "رقم 4418".

4 المحبر "47، 57، 150، 346، 363، 387، 440، 450".

5 المسالك "146 وما بعدها"، قدامة "190"، بلاد العرب "371".

6 بلاد العرب "374"، تاج العروس "3/ 424"، "عمر".

7 تاج العروس "3/ 424"، "عمر".

ص: 30

هو بستان ابن معمر، وقوم يقولون: نسب إلى ابن عامر الحضرمي، وآخرون يقولون: نسب إلى ابن عامر بن كريز"1. وذكر أنه على مقربة من هذا البستان موضع يقال له: "المسدّ"، وهو مأسدة2.

ويقع موضع "السّيّ"، وهو ماء من ذات عرق إلى "وجرة"، على ثلاث مراحل من مكة إلى البصرة وخمس من المدينة. فهو من منازل طريق البصرة - مكة، وإليه أرسل الرسول "شجاع بن وهب" الأسدي، على "بني عامر" بناحية "ركبة"3، ووجرة في طريق البصرة. وأما "ذات عرق" فحد يفصل في عرف علماء جزيرة العرب بين الحجاز ونجد، فمن ذات عرق إلى الغرب الحجاز، ومن ذات عرق مشرقًا فهو نجد4. وإذا جزت "وغرة" ووجرة فأنت في نجد إلى أن تبلغ "العذيب"، و"غمرة" في طريق الكوفة5، وهي تفصل ما بين تهامة ونجد6.

وعلى مقربة من "ذات عرق"، يقع قبر أبي رغال في موضع يقال له:"الغُمَيْر"7، بين ذات عرق وبين البستان8.

وقد ذكر "القلقشندي" طريقًا يبدأ بالبصرة ويتجه نحو "اليمامة"، على هذا النحو:"البصرة"، ثم "المنجشانية"، ثم إلى "الكفير""الحُفير"، ثم إلى "الرحيل"، ثم إلى "الشجى"، ثم إلى "الحفر"، ثم إلى "ماوية"، ثم إلى "ذات العشر"، ثم إلى "الينسوعة"، ثم إلى "السمينة"، ثم إلى "النباج"، ثم إلى "العمومية""العوسجة"، ثم إلى "القريتين"، ثم إلى "سويقة"، ثم إلى "صداة"، ثم إلى "السد"، ثم إلى "السقي"،

1 البلاذري، فتوح "63".

2 تاج العروس "2/ 374"، "سدد".

3 إمتاع الأسماع "1/ 344".

4 بلاد العرب "15، 178، 336".

5 بلاد العرب "336".

6 تاج العروس "3/ 455"، "غمر".

7 كزبير.

8 قال امرؤ القيس:

كأثل من الأعراض من دون بَيْشَةٍ

ودون الغُمَيْر عامدات لِغَضُورا

تاج العروس "3/ 455"، "غمر".

ص: 31

ثم إلى "المنبية"، ثم إلى "السفح"، ثم إلى "المريقة"، ثم إلى "اليمامة"1.

وذكر "الهمداني" أسماء بعض المواضع التي كان يسكنها المسافرون من الكوفة إلى العراق، وهي الطرق السالكة التي عرفت بـ"المحجة"؛ لأنها طرق الحج2.

وقد ذكر "الهمداني" أسماء مواضع يمر بها الطريق من "نجران" إلى البصرة، وهي: نجران، ثم كوكب، ثم الحفر، ثم العقيق وهو معدن ذهب، ثم "الفلج"، ثم "الخرج"، ثم "الخضرمة"، ثم "الفقى"، ثم البصرة3.

وإذا أراد أهل اليمامة السفر إلى مكة، سافروا إلى العرض وهو بطن العرض، عرض بني حنيفة، الوادي المعروف اليوم باسم الباطن، وفيه مياه وقرى4، ثم "الحديقة"، ثم إلى "السيح"، وهو سيح "آل إبراهيم بن عربي" والي اليمامة في عهد "عبد الملك" و"هشام"5، ثم إلى "الثنية"، ثم إلى "سقيراء"، ثم إلى "السد"، ثم إلى صداة، ثم إلى "شريفة"، ثم إلى "القريتين" من طريق البصرة، فيتصل الطريق بطريق البصرة، ويسلكها على نحو ما مر6. وقد ذكر "قدامة" منازل هذا الطريق على هذا النحو:"العرض"، ثم "حديقة"، ثم "السيح"، ثم "الثنية العقاء"، ثم "سقيراء"، ثم "السد"، ثم "مرارة"، ثم "سويقة"، ثم "القريتين"، ثم طريق البصرة7.

ونجد في "بلاد العرب" وصف طريق يبدأ بـ"حجر" اليمامة وينتهي بمكة، ويبدأ بـ"بطن العرض"، ثم "السيح"، ثم "ثنية الأحيسى"، ثم ناحية من "قرقرى" اليمامة، ثم "المنفطرة"، ثم "الغُزيز"، ثم "الوركة"، ثم "أهوى"، و"أضيمر"، ثم "العفافة"، ثم "عكاش"، ثم "المروت"، ومنه إلى "السحامة" وعليها طريق المنار، وإذا جزت "أهوى"، فمن ورائها مويهة

1 صبح الأعشى "5/ 61".

2 الصفة "131".

3 الصفة "166".

4 بلاد العرب "361".

5 بلاد العرب "361".

6 المسالك "146 وما بعدها".

7 قدامة "191".

ص: 32

يقال لها: "الأسودة"، ثم تعبر رملة يقال لها:"جراد"، ثم تصل "الهلباء" بحايل، فإذا جزت "الهلباء" وقعت في وادٍ تجوزه فترد "عكاشا"، ثم ترد "العيصان" وهو معدن، ثم ترد معدن الأحسن وهو من أول عمل المدينة، ثم تجوزه إلى "العلكومة"، ثم ترد "الدثينة" "الدفينة": قرية على طريق البصرة إلى مكة1، ثم يسلك هذا الطريق المواضع التي ذكرتها عند حديثي على طريق البصرة - مكة.

وكان لأهل اليمامة طرق توصلهم إلى اليمن، منها طريق يؤدي إلى "الخرج"2، ثم إلى "نبعة"، ثم إلى "المجازة"، و"المعدن"، و"الشفق""الشقق"، ثم "الثور"، ثم "الفلج"، وهو قرية كبيرة بها نخيل ومزارع وعين يقال لها:"الذّبا"، يخرج منها سبعة عشر نهرًا، وهي من الأفلاج3. ثم "الصفا"، وبئر الآبار، ونجران، ثم الحمى، وبرانس، ومريع، والمهجرة4. ثم يسلك طريق المهجرة المؤدي إلى صنعاء5.

وذكر "الهمداني" طريقًا يصل نجران باليمامة ثم ينتهي بالبصرة، ومعنى ذلك طريق يوصل البصرة باليمن، فنجران من أهم عقد الطرق المؤدية إلى اليمن. ويبدأ الطريق بنجران، ومنها إلى "كوكب"، ثم إلى "الحفر"، ثم "العقيق" وهو معدن يعق عن الذهب، وهو لجرم وكندة، ثم "المقترب"، ثم "الفلج"، ثم "الخرج"، ثم "الخضرمة"، ثم "الفقى" وهو طرف اليمامة، ثم البصرة6.

وذكر "الهمداني" أن من يريد التوجه من "الفلج" إلى اليمامة، سلك طريق "العقيمة" أو "مخمسة"، ومن أخذ "الثفن" من الفلج إلى اليمامة أخذ أسافل أودية جعدة، فيأخذ الغادي على أسفل الغيل من الثفن، ثم يقطع "غلغل" و"الثجة" و"النضج"، فإن أحب شرب بدلاميس، ثم نسلة

1 بلاد العرب "361-371".

2 تاج العروس "2/ 29"، "خرج"، بلاد العرب "3، 233".

3 بلاد العرب "221 وما بعدها"، الصفة "159 وما بعدها"، تاج العروس "2/ 86 وما بعدها".

4 قدامة "193".

5 المسالك "152 وما بعدها"، الخراج "193".

6 الصفة "166".

ص: 33

إلى الخرج، وإن أحب شرب بالمرَّاء، ثم برك ثم بريك1.

وإذا أراد أهل البحرين التوجه إلى اليمامة صعدوا الطريق، فيكون عن يمينهم "خرشيم"، وهي هضاب وصحراء مطرحة إلى "الحفرين" وإلى "السلحين"، ثم "الحابسية"، ثم "مُزَلَّقَة"، ثم "الموارد"، ثم الفروق الأدنى، ثم الفروق الثاني، ثم الخوار، خوَّار الثلع، ثم الصليب، وعن يمينك الصلب: صلب المِعَى والبرقة: برقة الثور. ثم الصمان، ثم ترجع إلى طريق "زَرْي"، فعن يسارك "الدُّبيب"، وعن يمينك "الدحرض"، ثم تقطع بطن "قو"، ثم السمراء، ثم تأخذ في الدهناء وتأخذ على الشجرة، ثم إلى "الخل" خل الرمل، ثم قَلْت هبل، ثم "النظيم" نظيم الجفنة، ثم شباك العرمة والغرابات، ثم تقطع العرمة و"شيعًا"، ثم تسير في "السهباء"، ثم تقطع جبيلًا يقال له:"أنقد"، ثم الروضة، ثم ترد "الخضرمة" جو الخضارم، وهي أول اليمامة قبل البحرين2.

وكان لأهل نجد جملة طرق يسلكونها في اتجاههم نحو "مكة" أو المدينة أو اليمن، وقد عرف طريق نجد إلى مكة بـ"الجلال" وبـ"مثقب" وبـ"القعقاع"3. وذكر أن "المثقب": طريق العراق من الكوفة إلى "مكة"، وكان فيما مضى طريقًا بين اليمامة والكوفة يسمى "مثقبا"، وذكر أنه طريق العراق إلى مكة. وقد أوجدوا لذلك جملة تعاليل لحل مشكلة التسمية، فقالوا: إنه سمي مثقبًا؛ لمرور رجل به يقال له: مثقب. وقالوا: بل لأن بعض ملوك حمير بعث رجلًا يقال له: مثقب، على جيش كثير إلى الصين، فأخذ ذلك الطريق فسمي به. وذكر بعض آخر، أنه طريق كان بين الشام والكوفة، وكان يسلك في أيام بني أمية4.

وذكر أن "القعقاع": الطريق لا يسلك إلا بمشقة، وهو طريق من اليمامة إلى الكوفة، وقيل: إلى مكة5.

1 الصفة "150".

2 الصفة "138 وما بعدها".

3 تاج العروس "7/ 260"، "جلل".

4 تاج العروس "1/ 166"، "ثقب".

5 تاج العروس "5/ 477"، "قعقع".

ص: 34

ويكون طريق نجد إلى المدينة ومكة جزءًا من طريق العراق إلى المدينتين، وقد ذكرت أسماء بعض المواضع التي يسلكها القادمون من الكوفة أو الحيرة ثم من البصرة إلى المدينة أو مكة، وهي تمرّ بعد اجتيازهم حد العراق بنجد. ومن هذه المواضع:"القَرْدة""الفَردة"، الذي كانت إليه سرية "زيد بن حارثة" للتعرض بقافلة لقريش، تنكبت طريق الشام خوفًا من تحرش المسلمين بها وسلكت طريق العراق في الشتاء، فالتقى بها "زيد بن حارثة" بهذا الموضع فظفر بالعير1.

ومن مواضع طرق نجد "قطن"، وهو جبل بناحية "فيد"، به ماء لبني أسد ابن خزيمة بنجد. وإليه أرسل الرسول "أبا سلمة بن عبد الأسد"، لما بلغه أن "طليحة" و"سلمة" ابن خويلد، قد استعدا لحرب رسول الله. وقد نكب بالسرية عن الطريق وسار بها ليلا ونهارا حتى يعجل بها إلى ملاقاتهما، فنذر بهم القوم وتفرقوا، ثم عاد بعد أن وجد سرحًا ومعه ثلاثة رعاء مماليك2. و"قطن": جبل في غرب "القصيم" من نجد لا زال معروفًا بقرب بلدة "الفوارة"3.

ونجد في اصطلاح بعض العلماء، ما بين "العذيب" إلى "ذات عرق" وإلى اليمامة وإلى اليمن وإلى جبلي طيء، ومن المربد إلى "وجرة"، وذات عرق أول تهامة إلى البحر. وذكر أن الأعراب يقولون: إذا خلفت "عجلز" مصعدًا، فقد أنجدت، و"عجلز" فوق "القريتين"، فإذا أنجدت عن ثنايا ذات عرق فقد أتهمت، فإذا عرضت لك الحرار بنجد قيل: ذلك الحجاز. وذكر أن نجدًا: الأريضة التي تقع جنوب العراق والشام، وشمال تهامة واليمن. وذكر أن كل ما وراء الخندق على سواد العراق، فهو نجد، والغور كل ما انحدر سيله مغربيا وما أسفل منها مشرقيا فهو نجد. وتهامة ما بين ذات عرق إلى مرحلتين من وراء مكة، وما وراء ذلك من المغرب فهو غور، وما وراء ذلك من مهب الجنوب فهو السراة إلى تخوم اليمن4.

وأما طرق العربية الغربية، فأهمها الطرق الممتدة من بلاد الشام إلى اليمن، وتتصل بها الطرق الآتية من مصر. وقد كان الجاهليون يقصدون دمشق للاتجار

1 إمتاع الأسماع "1/ 112"، تاج العروس "2/ 450"، "فرد".

2 إمتاع الأسماع "1/ 170"، تاج العروس "9/ 312"، "قطن".

3 العرب "1968"، "ج11 ص977".

4 تاج العروس "2/ 509"، "نجد".

ص: 35

بها وللاصطياف، ولزيارة أمراء الغساسنة الذين كانوا قد امتلكوا قصورًا بها، غير أن بعضًا منهم كان يقف عند "بصرى"، يتاجر في أسواقها ثم يعود. ومنهم من كان يتوجه إلى "غزة"؛ للاتجار بها لوجود تجار بها قصدوها من سواحل البحر الأبيض، معهم تجارة ساحل البحر. وقد كان "هاشم" ممن قصد هذه المدينة.

ويبدأ طريق دمشق بـ"الكسوة" ومن "الكسوة" إلى "جاسم"، وهو موضع ورد ذكره في شعر لحسان بن ثابت، إذ قال:

قد عفا جاسم إلى بيت رأس

فالجوابي فحارث الجولان1

ومن "جاسم" إلى أفيق"، وأفيق من أعمال حوران، وهو عقبة طويلة، وأفيق في أول العقبة ينحدر منها إلى غور الأردن ومنها يشرف على طبرية2، ومن "أفيق" إلى "طبرية". وتعد "سرغ"، في آخر الشام وأول الحجاز، بين "المغيثة" و"تبوك"، وفيها لقي "عمر" أمراء الأجناد3، ثم "تبوك" وهي قرية مهمة يرد خبرها في أخبار غزوات الرسول، إذ عرفت بغزوة "تبوك". وبها صالح رسول الله "يحنة بن رؤبة"، صاحب أيلة، وأهل جرباء وأذرح4.

ومن "تبوك" يتجه الطريق إلى "المحدثة" ثم إلى "الأقرع"، ثم إلى "الجنينة"5، ثم إلى "الحجر"، وهي في نظر أهل الأخبار ديار ثمود وبلادهم، وقد أشير إليها في القرآن:{كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ} 6، وقد مر بها رسول الله في غزوته لتبوك، ونهى عن دخول مساكنها وعن الشرب من مائها، واستحث راحلته، وأسرع حتى خلفها7. وذكر "أن بيوتها منحوتة في الجبال مثل المغاور، كل جبل منقطع عن الآخر، يطاف حولها، وقد نقر فيها بيوت

1 المسالك "78"، تاج العروس "8/ 228"، "جسم".

2 تاج العروس "7/ 54"، "فوق".

3 تاج العروس "6/ 16"، "سرغ".

4 الطبري "3/ 100 وما بعدها"، تاج العروس "7/ 113"، "باك"، ابن سيد الناس "2/ 215 وما بعدها".

5 تاج العروس "9/ 166"، "جنن".

6 الحجر، الرقم 15، الآية 80.

7 تفسير الطبري "14/ 34"، ابن سيد الناس "2/ 218".

ص: 36

تقل وتكثر على قدر الجبال التي تنقر فيها. وهي بيوت في غاية الحسن، فيها بيوت وطبقات محكمة الصنعة، وفي وسطها البئر التي كانت تردها الناقة1. وهي قرية لا تزال معروفة مسكونة"2.

ثم إلى "وادي القرى"، فتمر القوافل في قرى عديدة، ثم إلى "الرحيبة"، ثم إلى "ذي المروة"، وهو قرية بين "ذي خشب" و"وادي القرى"3، ثم إلى "المر"، ثم إلى "السويداء"4، ثم إلى "ذي خشب"5، وهو وادٍ على مسيرة ليلة من المدينة، ذكر في الأحاديث والمغازي ويقال له:"وادي خشب"، فيه عيون6، ثم إلى المدينة7.

ولما سار الرسول إلى "تبوك" نزل "ذا خشب"، ثم "ثنية الوداع"، ثم مرَّ بوادي القرى، ثم بالحجر، ثم تبوك8.

وهناك طريق يمتد من "أيلة" إلى "حقل"، ثم "مدين"، ثم إلى الأغواء، ثم إلى "الكلابة"، ثم إلى "شغب"، ثم إلى "بدا". وشغب: موضع ذكر في حديث الزهري، أنه كان له مال بشغب وبدا، وهما موضعان كانا في الشام، وبه كان مقام "علي بن عبد الله بن عباس" وأولاده إلى أن وصلت إليهم الخلافة. وبشغب مات الزهري، وهو "أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري"، المدني، مات سنة "124هـ" في أمواله بها. وذكر أنه قبر بأداما، وهي خلف شغب وبدا، وهي أول عمل فلسطين وآخر عمل الحجاز، وبها ضيعة "الزهري" التي كان فيها9.

ومن "بدا" يتجه الطريق إلى "السرحتين"، ثم إلى "البيضاء"، ثم إلى "وادي القرى"، ثم إلى "الرحيبة"، ثم إلى "ذي المروة"، ثم إلى "المر"، ثم إلى "السويداء"، ثم إلى "ذي خشب"، ثم إلى المدينة،

1 تاج العروس "3/ 124 وما بعدها"، "حجر".

2 بلاد العرب "397 وما بعدها".

3 بلاد العرب "395، 396، 413، 414".

4 تاج العروس "2/ 385"، "سود".

5 بلاد العرب "406، 414".

6 تاج العروس "1/ 235"، "خشب".

7 المسالك "150"، قدامة "191".

8 الطبري "2/ 100 وما بعدها"، إمتاع الأسماع "1/ 445 وما بعدها".

9 تاج العروس "1/ 322"، "شغب"، "10/ 33"، "بدى".

ص: 37

ومنها إلى مكة. وقد كان حجاج مصر يسلكون هذا الطريق، إذا جاءوا من البر1.

وهناك طريق ساحلي سلكه حجاج مصر أيضًا، يبدأ بشرف البعل، ثم إلى "الصلا"، ثم إلى "النبك"2، ثم إلى "ظبة"، ثم إلى "عونيد"، ثم إلى "الوجه"، ثم إلى "منخوس"، ثم إلى "الجرة"، ثم إلى "الأحساء"، ثم إلى "ينبع"، ثم إلى "مسئولان"، ثم إلى "الجار"، ثم إلى المدينة3. و"الجار" على ساحل البحر، وهو فرضة المدينة، ترفأ إليه السفن من أرض الحبشة ومصر وعدن، وبحذائه جزيرة في البحر، ميل في ميل، يسكنها التجار4. و"ينبع" حصن له عيون فوَّارة، ذكر بعضهم أنها مائة وسبعون عينًا، ونخيل وزروع، بطريق حاج مصر عن يمين الجائي من المدينة إلى "وادي الصفراء"، وقد جفت عيونه فيما بعد، كما ذكر من زارها من الباحثين5.

وأما طريق المدينة المؤدي إلى مكة، فيمر بـ"الشجرة"، وهو ميقات أهل المدينة، ثم إلى "ملل"، ثم إلى "السيالة". وقد ذكر أنها أول مرحلة لأهل المدينة إذا أرادوا مكة، وأنها بين "ملل" والروحاء6. ثم إلى "الرويثة"، ثم إلى "السقيا"، فيها نهر جارٍ بين المدينة ووادي الصفراء7، ثم إلى "الأبواء"، وهي قرية من أعمال "الفرع" بين المدينة والجحفة8، ثم إلى "الجحفة" وهي من تهامة، وفيها آبار، وهي ميقات أهل الشام، وكانت تسمى "مهيعة"، فنزل بها "بنو عبيل" وهم إخوة عاد، وكان أخرجهم العماليق من يثرب، فجاءهم سيل جحاف فاجتحفهم فسميت الجحفة. وهكذا فسر

1 المسالك "149 وما بعدها"، قدامة "190".

2 "موضع بين ضجوة ومضيق جبة من منازل حاج مصر"، تاج العروس "7/ 186"، "بنك".

3 قدامة "191".

4 تاج العروس "3/ 112"، "جار".

5 تاج العروس "5/ 517"، "نبع".

6 تاج العروس "7/ 385 وما بعدها"، "ملل".

7 تاج العروس "10/ 180"، "سقى".

8 تاج العروس "10/ 6"، "أبى".

ص: 38

"ابن الكلبي" سبب تسمية هذه القرية القريبة من البحر بهذه التسمية1.

والأبواء من المنازل التي كان يطرقها المسافرون إلى بلاد الشام، فهي على طريق التجارة القديم. وللرسول غزوة عُرفت بغزوة الأبواء وبغزوة ودان، وصل فيها إلى موضع "ودان"، وكان يريد اعتراض عير لقريش مرت بهذا المكان، وهي أول غزوة غزاها الرسول. وقد وادع فيها "بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة" على ألا يكثروا عليه ولا يعينوا أحدًا عليه2، مما يدل على أن هذا الموضع كان لبني ضمرة في ذلك العهد. وورد أنه كان لبني ضمرة ولغفار وكنانة3.

وودان قرب الأبواء والجحفة من نواحي "الفرع"، بينها وبين "هرشى" ستة أميال، وبينها وبين "الأبواء" نحو من ثمانية أميال، وكانت قرية سكنها "الصعب بن جثامة" الليثي من أصحاب الرسول، فنسب إليها4.

و"هَرْشى" ثنية قرب "الجحفة" في طريق مكة يرى منها البحر، ولها طريقان فكل من سلكهما كان مصيبًا، وهي على طريق الشام وطريق المدينة إلى مكة في أرض مستوية، وأسفل منها "ودَّان" على ميلين مما يلي المغرب. ويتصل بها من الغرب خبت رمل، في وسط هذا الخبت جبل أسود شديد السواد صغير، يقال له: طفيل5.

ومن الجحفة يتجه المسافر إلى "قُديد"6، ثم إلى "عسفان"، ثم إلى بطن مر، ثم إلى مكة7. و"بطن مر": قرية كبيرة، وعلى أربعة أميال منها قبر "ميمونة" زوجة النبي، وعلى مسافة منها مسجد عائشة، ومنها يحرم أهل مكة، وهو حد الحرم8.

والجحفة من منازل طريق تجارة مكة إلى الشام؛ ولذلك صارت هي والمواضع التي تقع على هذا الطريق من الأهداف التي قصدها المسلمون للتحرش بقوافل

1 تاج العروس "6/ 53"، "جحف".

2 إمتاع الأسماع "1/ 53"، الطبري "2/ 403".

3 تاج العروس "2/ 530"، "ودد".

4 تاج العروس "2/ 530"، "ودد".

5 تاج العروس "4/ 367"، "هرش".

6 تاج العروس "2/ 461"، "قدد".

7 المسالك "131".

8 قدامة "187".

ص: 39

قريش. ومن نواحي الجحفة "ثنية المرة"، ومنها سار "عبيدة بن الحارث بن المطلب" إلى عير لقريش يحرسها مائتان من المشركين بقيادة "أبي سفيان" أو غيره، وذلك في السنة الأولى من الهجرة، فالتقى بها على ماء يقال له:"أحياء" من بطن "رابغ" على عشرة أميال من الجحفة، وأنت تريد قديدًا عن يسار الطريق1.

و"رابغ": وادٍ عند الجحفة قرب البحر بين "البزواء" و"الجحفة" دون "عزور"، وقرية لا تزال معروفة، بينها وبين "بدر" خمس مراحل؛ الأولى "قاع البزواء"، ثم عقبة وادي السويق، ثم آخر ودان، ثم شقراء، ثم رابغ2. وهي اليوم قرية، مياهها عذبة ذات مزارع ونخيل.

وأرسل الرسول سرية أخرى إلى "الخرَّار" للتعرض لعير قريش التي كانت تسلك الجحفة، فلما وصلت "الخرار" من الجحفة قريبًا من "خم"، وجدت عير قريش قد سبقتها ونجت3. و"خم": غدير دون الجحفة وقيل: بالجحفة4.

وعلى مسيرة يوم من "ينبع"، يقع جبل "رضوى" الذي يبعد سبع مراحل عن المدينة5، ومن نواحي هذا الجبل ناحية "بواط"، وإليها خرج الرسول غازيًا معترضًا عير قريش التي كانت مارة بهذا المكان. وكانت قافلة كبيرة تتألف من ألفين وخمسمائة بعير، يحرسها مائة رجل من قريش، فيها "أمية بن خلف"، وقد أفلتت ونجت، دون أن يقع أي قتال6.

وببطن ينبع موضع يقال له: "ذو العشيرة""ذات العشيرة"، إليه كانت غزوة "العشيرة""غزوة ذات العشيرة"، حين بلغ الرسول خبر خروج عير لقريش إلى بلاد الشام، وقد جمعت قريش أموالها في تلك العير، ولكن القافلة نجت، فوصلت سالمة إلى بلاد للشام، وهي التي خرج الرسول في طلبها

1 الطبري "2/ 402"، إمتاع الأسماع "1/ 52".

2 تاج العروس "6/ 10"، "ربغ".

3 الطبري "2/ 403"، إمتاع الأسماع "1/ 53"، تاج العروس "3/ 113"، "خرر".

4 تاج العروس "8/ 283"، "خم".

5 تاج العروس "10/ 151"، "رضو"، عرام "396".

6 الطبري "2/ 405، 407"، إمتاع الأسماع "1/ 54"، تاج العروس "5/ 112"، "باط".

ص: 40

لما عادت، وكانت وقعة بدر. فرجع الرسول إلى المدينة، بعد أن صالح "بني مدلج" وحلفاءهم "بني ضمرة"1.

ولما هاجر الرسول من مكة إلى المدينة، سلك به الدليل طريقًا لا تسلكه القوافل، أي: طريقًا لا يسلكه المسافرون عادة إلى المدينة؛ ليتجنب من ملاحقة قريش له. سلك به وبصاحبه "أبي بكر" أسفل مكة، ثم مضى بهما حتى حاذى بهما الساحل، وعارض الطريق أسفل من "عسفان"، ثم سلك بهما إلى أسفل "أمج"، ثم استجاز بهما حتى عارض بهما الطريق بعدما جاوز "قديدًا"، ثم أجاز بهما من مكانه ذلك، فسلك بهما "الخرار"، ثم سلك بهما "ثنية المرة""ثنية المرأة"، ثم أجاز بهما "مدلجة لفف""لقف"، ثم استبطن بهما "مدلجة مجاج""مجاج"، طريقًا يقال له:"المدلجة" بين طريق "عمق" وطريق الروحاء2. ثم سلك مرجحًا من مجاج، ثم بطن "مرجح ذي العضوين" ثم "بطن ذي كشد" "بطن ذات كشد" "ذي كشد"، ثم أخذ بهما على "الجداجد"، ثم على "الأجرد"، ثم سلك بهما "ذا سلم"3 "ذا سمر"4 من بطن أعداء "مدلجة تعهن"، ثم على "العبابيد"، ويقال: "العبايب" ويقال: "الغيثانة"5 "العتبانة"6، ثم أجاز بهما "الفاجة"، ويقال: "القاحة"7، ثم هبط بهما "العرج"، ثم خرج بهما دليلهما من العرج فسلك بهما ثنية "العاثر"8 "الغابر"9 "الأعيار"10، ويقال "ثنية الغاثر"11، عن يمين

1 الطبري "2/ 408 وما بعدها"، إمتاع الأسماع "1/ 54 وما بعدها"، تاج العروس "3/ 403"، "عشر"، "ويقال فيه: العشير بغير هاء أيضًا".

2 الطبري "2/ 377"، "لقف"، نهاية الأرب "16/ 238".

3 سيرة ابن هشام "1/ 9"، "حاشية على الروض".

4 المسالك "129 وما بعدها".

5 ابن هشام "1/ 9"، "حاشية على الروض".

6 المسالك "129 وما بعدها".

7 ابن هشام "1/ 9"، "حاشية على الروض"، "المسالك "129".

8 ابن هشام "1/ 10"، "حاشية على الروض".

9 الطبري "2/ 377".

10 المسالك "129".

11 ابن هشام "1/ 10"، "حاشية على الروض".

ص: 41

"ركوبة"، ثم هبط "بطن رئم"1 "بطن ريم"2، ثم قدم بهما "قباء"، ثم "يثرب"3.

ولما سمع الرسول بقدوم "أبي سفيان" مقبلًا من الشام في غير لقريش عظيمة، فيها أموال لقريش وتجارة من تجاراتهم، خرج لملاقاتها في موضع "بدر"، وكان بدر طريق ركبان قريش من أخذ منهم طريق الساحل إلى الشام4، فخرج من المدينة على نقب المدينة، فنزل بالبقع، ويقال: بئر أبي عتبة، وهي على ميل من المدينة، ثم اتجه نحو "بيوت السقيا"، فضرب عسكره هناك. ثم أمر أصحابه أن يستقوا من "بئر السقيا"، وصلى عند بيوت السقيا، وسلك من السقيا بطن العقيق حتى نزل تحت شجرة بالبطحاء، ثم سلك "ذا الحليفة"، ثم إلى "أولات الجيش""ذات الجيش"، ثم إلى "تربان"، ثم إلى "ملل"، ثم إلى "غميس الحمام" من "مريين"، ثم إلى صخيرات اليمام، ثم إلى "السيالة"، ثم إلى "فج الروحاء"، ثم إلى "شنوكة"، وهي الطريق المعتدلة، ثم إلى "عرق الظبيَّة""الظبية"، ثم إلى "سجسج" وهي بئر الروحاء، حتى إذا كان بالمنصرف ترك طريق مكة بيسار، وسلك ذات اليمين إلى "النازية" يريد "بدرا"، فسلك في ناحية منها، حتى جزع واديًا يقال له:"وحقان" بين "النازية" وبين مضيق الصفراء، ثم إلى المضيق ثم انصب منه إلى "الصفراء" وهي قرية بين جبلين، ثم سلك إلى وادٍ يقال له:"ذو فران"، ثم سلك إلى ثنايا يقال لها "الأصافر"، ثم انحط منها إلى بلد يقال له:"الدبة""الدية"، وترك "الحنان" بيمين وهو كثيب عظيم كالجبل، ثم نزل بدرًا5.

1 الطبري "2/ 377"، المسالك "129 وما بعدها".

2 ابن هشام "1/ 10"، "حاشية على الروض".

3 ابن هشام "1/ 10"، "حاشية على الروض"، الطبري "2/ 377"، المسالك "129 وما بعدها"، نهاية الأرب "16/ 338 وما بعدها".

4 الطبري "2/ 422"، "ذكر وقعة بدر الكبرى".

5 ابن هشام "2/ 63 وما بعدها"، "حاشية على الروض"، الطبري "2/ 433 وما بعدها".

ص: 42

و"السقيا": موضع به ماء، بين المدينة ووادي الصفراء1، يعرف اليوم بـ"أم البرك"2.

و"شنوكة": جبل جمع على "شنائك" في شعر لكثير؛ لأنه ثلاثة أجبل صغار منفردات من الجبال، يمر منها الطريق إلى بدر والصفراء وإلى النازية ورحقان، ويدع المنصرف إلى يساره3. وتقع بين "المنصرف" وبين الروحاء، ولا تزال معروفة4.

و"المنصرف": موضع يقال له "المسيجد" في الوقت الحاضر، وهو قرية كبيرة5، وتقع على طريق المدينة المتجه إلى "الصفراء" فالساحل والذي يتصل بجدة. وهو غير بعيد عن "النازية"، و"النازية": عين ثرة على طريق الآخذ من مكة إلى المدينة قرب الصفراء، وهي إلى المدينة أقرب6.

و"بدر" أسفل وادي الصفراء، وهو إلى المدينة أقرب، يقال: إنه هو منها على ثمانية وعشرين فرسخًا، وبينه وبين "الجار"، وهو على ساحل البحر، ليلة. وبه بئر حفرها رجل من غفار اسمه "بدر بن يخلد بن النضر بن كنانة"، وقيل: بدر بن قريش بن يخلد بن النضر بن كنانة، وقيل: بدر رجل من "بني ضمرة" سكن ذلك الموضع فنسب إليه، ثم غلب اسمه عليه، وقيل: بدر رجل من جهينة كان يملك البئر فسميت به، ولهم تفاسير أخرى من هذا القبيل في تعليل سبب تسمية بدر بدرا7. وبدر قرية كبيرة في الوقت الحاضر أسفل "وادي الصفراء"، يتجه منها طريق إلى "ينبع"، ومن ينبع إلى مكة8.

وكان "أبو سفيان" لما بلغ "الزرقاء" من بلاد الشام وهو منحدر إلى مكة، أخبره أحدهم أن محمدًا كان قد عرض لعيرهم في بدأتهم، وأنه تركه

1 تاج العروس "10/ 180"، "سقى".

2 العرب "1968"، "ج11، ص977".

3 تاج العروس "7/ 151"، "شنوكة"، العرب "1968"، "ج11، ص977".

4 العرب "1968"، "ج11، ص977".

5 العرب "ج11"، "السنة الثانية""1968"، "ص62".

6 تاج العروس "10/ 365"، "نزا".

7 تاج العروس "3/ 34"، "بدر".

8 العرب "1968"، "ج11، ص978".

ص: 43

مقيمًا ينتظر رجعتهم، فخرج خائفًا من الرصد، فلما بلغ الساحل أرسل رسولًا استأجره بعشرين مثقالًا، وأمره أن يخبر قريشًا أن محمدًا قد عرض لعيرهم، فذهب إليهم وأخبرهم، فتجهزوا وأسرعوا لإنقاذ قافلة "أبي سفيان" الذي خاف خوفا شديدا حين دنا من المدينة، فلما أصبح "أبو سفيان" ببدر، ضرب وجه عيره فساحل بها، وترك بدرًا يسارًا وانطلق سريعًا، حتى بلغ مكة. وكان أهل مكة قد خرجوا من مكة على طريق "مر الظهران"، ثم "عسفان"، ثم "قديد"، ثم إلى "مناة" من البحر، ثم "الجحفة"، ثم "الأبواء"، ثم "بدر"1، حيث التقوا برسول الله، فوقعت معركة بدر.

وكانت قريش تأخذ الساحل: ساحل البحر، حين تأخذ إلى الشام2. وهو طريقها إلى متجرها هناك، وقد عرف بالمعرقة، وفيه سلكت عير قريش حين كانت وقعة "بدر". ومن هذا قول "عمر" لسلمان: أين تأخذ إذا صدرت؟ أعلى المعرقة أم على المدينة؟ 3. ويقع طريق المعرفة بين "عزور" وبين "رضوى" تختصره العرب إلى الشام وإلى مكة وإلى المدينة، وهو بين الجبلين4.

ومن مواضع هذا الطريق: العيص، وهو عرض من أعراض المدينة، وموضع على مقربة من ساحل البحر5، ومن "ذي المروة"6. وهو موضع على طريق تجارة قريش مع الشام، وبه كان يمر طريق الشام ومصر إلى المدينة ومكة7. وإلى سيف البحر ناحية العيص أرسل الرسول "حمزة"، حين بلغه أن "أبا جهل" قد جاء بعير لقريش من الشام يريد مكة في ثلاثمائة راكب8، فقد كان هذا الموضع من الساحل مسلك قوافل قريش. ولا يزال اسم العيص معروفا، وفي مقابله "الحوراء"، مرفأ سفن مصر في القديم9.

1 إمتاع الأسماع "1/ 66 وما بعدها"، الطبري "2/ 437 وما بعدها".

2 الطبري "2/ 639".

3 تاج العروس "7/ 11"، "عرق".

4 عرام "396".

5 تاج العروس "4/ 411"، "عيص".

6 الطبري "2/ 639".

7 بلاد العرب "395، 396، 413، 414".

8 إمتاع الأسماع "1/ 51 وما بعدها"، ابن هشام "2/ 56"، "حاشية على الروض".

9 تاج العروس "3/ 161"، "حور".

ص: 44

ولم يذكر علماء السير والأخبار أسماء المراحل التي قطعتها قريش عند زحفها على "أُحُد" بتفصيل، وكل ما ذكروه أن قريشًا جاءوا فنزلوا "عينين" بجبل ببطن السبخة من قناة على شفير الوادي مما يلي المدينة1، وذكر أنه الجبل الذي أقام عليه الرماة يوم أحد؛ ولذلك قيل ليوم أحد: يوم عينين2. وكانوا قد قدموا من "ذي طوى" على طريق "الأبواء" حيث همت وهي هناك أن تنبش قبر "آمنة" أم النبي. وسلكوا "العقيق" حتى نزلوا ظاهر المدينة3، ثم التقوا بالمسلمين عند أحد.

ويظهر من هذه الأسماء، أن قريشًا سلكت في سيرها على المدينة الطريق المألوف الذي يمر بالأبواء. و"ذو طوى": موضع قرب مكة عرف بالزاهر، به بئر حفرها "عبد شمس بن عبد مناف"4.

ولما سار الرسول للعمرة، سلك طريق "الفرع""الفروع" نحو "مر الظهران"، ثم "بطن يأجج"، وحبس الهدي بـ"ذي طوى" ودخل مكة من الثنية5. و"مر الظهران"، وادٍ به عيوان ومياه غير بعيد عن مكة، وبه "مجنة"، ويعرف الآن بوادي فاطمة6.

وخرج الرسول من المدينة، فسلك حرة بني حارثة، ثم "الشوط" بين المدينة وأحد، ثم "الشيخين" حتى نزل الشعب من "أحد" في عدوة الوادي إلى الجبل7. ولما عاد الرسول إلى المدينة، بلغه أن "أبا سفيان" كان بموضع "ملل" يقرر الرجوع إلى المسلمين، وأن رجلًا أخبره أنه رأى "أبا سفيان" بالروحاء، وهو مجمع مع قريش على السير إلى المدينة. وسأل الرسول عن موضع قريش فقيل له: إنه بالسيالة، فخرج من المدينة حتى وصل "حمراء الأسد"، فبلغه رجوع قريش إلى مكة وذهاب شرها، فرجع إلى يثرب8.

1 الطبري "2/ 502"، "غزوة أحد".

2 تاج العروس "9/ 291"، "عين".

3 إمتاع الأسماع "1/ 115 وما بعدها".

4 تاج العروس "10/ 229"، "طوى".

5 إمتاع الأسماع "1/ 337 وما بعدها"، الطبري "3/ 23 وما بعدها".

6 بلاد العرب "24، 32".

7 الطبري "2/ 504 وما بعدها".

8 الطبري "2/ 534"، إمتاع الأسماع "1/ 167 وما بعدها".

ص: 45

ولما عاد "عمرو بن أمية الضمري" من مكة، وكان قد وجهه الرسول لقتل أبي سفيان، خرج إلى "التنعيم"، ثم أخذ طريق "الصفراء"، ثم "غليل ضجنان"، ثم أخذ المحجة، ثم "النقيع" حتى وصل المدينة1. و"التنعيم" على ثلاثة أمثال أو أربعة من مكة، وهو أقرب أطراف الحل إلى البيت، على يمينه جبل نعيم وعلى يساره جبل ناعم، والوادي اسمه "نعمان"2. و"الصفراء" وادٍ بين مكة والمدينة، وراء بدر مما يلي المدينة3، و"ضجنان" غليل يظهر من وصف خبر رجوع "عمرو بن أمية" إلى المدينة، أنه بعد الصفراء، ذكر أنه موضع أو جبل بين مكة والمدينة، ويظهر أن العلماء كانوا قد اختلفوا في تعيين مكانه4. و"النقيع" هو "نقيع الخصمات" الذي حماه "عمر" لنعم الفيء وخيل المجاهدين، فلا يرعاها غيرها. وورد في الحديث: "أول جمعة جمعت في الإسلام بالمدينة في نقيع الخضمات"5. ويظهر من شعر لمعبد بن أبي معبد الخزاعي، أن ماء "ضجنان" بعد ماء "قديد"6.

ولما سار الرسول إلى "بني لحيان"، خرج من المدينة فسلك على "غراب" جبل بناحية المدينة على طريقة إلى الشام، ثم على "مخيض"، ثم على "البتراء"، ثم صفق ذات اليسار، ثم على "يين"، ثم على "صخيرات اليمام"، ثم استقام به الطريق على المحجة من طريق مكة، حتى نزل على "غُران" وهي منازل بني لحيان، و"غران": وادٍ بين "أمج" و"عسفان" إلى بلد يقال له "ساية". ثم سار الرسول حتى نزل "عسفان"، ثم بعث فارسين من أصحابه حتى بلغا كُراع "الغميم"، ثم "كرا"، ثم قفل الرسول راجعًا إلى المدينة7.

1 الطبري "2/ 543 وما بعدها".

2 تاج العروس "8/ 84"، "نعم".

3 تاج العروس "3/ 335 وما بعدها"، "صفر".

4 تاج العروس "9/ 263"، "ضجن".

5 تاج العروس "5/ 530"، "تقع".

6

تهوى على دين أبيها الأتلد

قد جعلت ماء قديد موعدي

وماء منجنان لها ضحى الغد

الطبري "2/ 560".

7 الطبري "2/ 595".

ص: 46

ويظهر من هذا الوصف أن الرسول أراد إعماء خبر غزوته عن "بني لحيان"، فسلك طريق الشام، ثم غير اتجاهه فتوجه نحو "يين" وصخيرات اليمام، فبلغ الجادة، ثم أسرع حتى بلغ "غران"، منازل "بني لحيان" بين "أمج" و"عسفان"، فتكون منازل "بني لحيان" في هذه المنطقة.

ولما سار الرسول إلى مكة عام الفتح، سلك طريق "العرج"، و"العرج": جبل بين مكة والمدينة يمضي إلى الشام1، وواد يقع بين أم البرك، الموضع المعروف بالسقيا قديمًا، وبين الجيّ، الوادي الذي يقطعه المسافرون مع طريق السيارات القديم إلى "المسيجد"2، وذكر أنه على أربعة أميال من المدينة3. وكان الرسول قد نزل "السقيا"، وهي "أم البرك" الآن4، وذكر أنه بين المدينة والصفراء، وفي الحديث أنه كان يستعذب من بيوت السقيا5، و"الصفراء" وراء "بدر" مما يلي المدينة6. كما مر بثنية العقاب7، وبالأبواء، وبذي الحليفة، وبالجحفة، وبالكديد، وهو موضع على اثنين وأربعين ميلًا من مكة بين "عسفان" و"رابغ"، وقيل: بين عسفان وقديد بينه وبين مكة ثلاث مراحل، أو بين ثنية غزال وأمج8، وبـ"قديد"9، وبمر الظهران10.

ولما حج الرسول حجة الوداع، سار من المدينة فصلى الظهر بـ"ذي الحليفة"، ثم استوى بالبيداء، ومر إلى "القاحة"، وهو موضع على ثلاث مراحل من

1 المسالك "172".

2 بلاد العرب "29، 338".

3 تاج العروس "2/ 72"، "عرج".

4 بلاد العرب "29، 330، 396".

5 تاج العروس "10/ 180"، "سقى".

6 تاج العروس "3/ 335"، "صفر".

7 الطبري "3/ 52".

8 تاج العروس "2/ 483"، "كد".

9 تاج العروس "2/ 461"، "قد".

10 إمتاع الأسماع "1/ 357 وما بعدها"، الطبري "3/ 42 وما بعدها"، "ذكر الخبر عن فتح مكة".

ص: 47

المدينة وعلى ميل من "السقيا"، وهو بين "الجحفة" و"قديد"1. ثم سار إلى "ملل" "يلملم"2، وهو موضع به آبار على مسافة اثني عشر ميلًا من "الشجرة"3، أو سبعة عشر ميلًا من "المدينة"، وقيل: عشرين ميلًا4، ثم شرف السيالة وهو موضع بين "ملل" و"الروحاء" في طريق مكة5، ثم "عرق الظبية" بين "الروحاء" و"السيالة"، وهو دون "الروحاء"، ثم نزل "الروحاء"، ثم راح من "الروحاء" فصلى العصر بالمنصرف6. و"المنصرف" على أربعة بُرُد من "بدر" مما يلي "مكة"7، وصلى المغرب بالمُتعشى وتعشى به، وصلى الصبح بالأثاية. و"أثاية" بطريق "الجحفة" إلى مكة، فيه مسجد نبوي، قيل: بينه وبين المدينة خمسة وعشرون فرسخًا، أو بئر دون العرج8، وأصبح بالعرج يوم الثلاثاء9.

ونزل "السقيا" يوم الأربعاء، وأصبح بالأبواء، ثم راح إلى "الجحفة"، ثم راح منها إلى "قديد، ثم "عسفان"، ثم "الغميم"، ثم "مر الظهران"، ثم نزل موضع "سرف". ولما انتهى إلى "الثنيتين" بات بينهما، بين "كداء" و"كدى"، ودخل مكة من "كداء"10.

وأما الطريق من مكة إلى الطائف، فمن مكة إلى بئر ابن المرتفع، ثم إلى قرن المنازل وهي ميقات أهل اليمن والطائف، ثم إلى الطائف. ومن أراد من مكة إلى الطائف على طريق العقبة، يأتي عرفات، ثم بطن نعمان، ثم يصعد عقبة حراء، ثم يشرف على الطائف ويهبط ويصعد عقبة خفيفة، تسمى "تنعم

1 تاج العروس "2/ 210"، "قاح"، إمتاع الأسماع "1/ 512"، "حاشية رقم 3".

2 "يلملم" هكذا في إمتاع الأسماع "1/ 513"، وهو خطأ؛ فـ"يلملم": ميقات أهل اليمن، والصواب:"ملل".

3 المسالك "130، 187".

4 تاج العروس "8/ 120"، "ملل".

5 تاج العروس "7/ 385 وما بعدها"، "سال"، "6/ 152"، "شرف".

6 إمتاع الأسماع "1/ 513".

7 تاج العروس "6/ 165"، "صرف".

8 تاج العروس "10/ 10"، "أثى".

9 إمتاع الأسماع "1/ 513".

10إمتاع الأسماع "1/ 516 وما بعدها".

ص: 48

الطائف"، ثم يدخل الطائف1.

وبين مكة والطائف موضع يقال له: "بطن نخلة""نخلة"2، إليه أرسل الرسول "عبد الله بن جحش" على رأس سرية؛ ليرصد بها عير قريش. فسلك على الحجاز، حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع يقال له "بحران"، سلك طريقه نحو "نخلة" حتى بلغها، فمرت بهم عير لقريش تحمل زبيبًا وأدمًا وتجارةً من تجارة قريش وخمرًا، فاستولت على العير وأخذت أسيرين ممن كان يحرس العير، ورجعت إلى المدينة. وذكر أن "عبد الله بن جحش" كان يحمل كتابًا من الرسول يعين له الهدف، أمره ألا يفتحه إلا بعد أن يسير ليلتين، فلما سار وصار ببطن "ملل" أو عند "بئر ابن ضميرة" فتح الكتاب، فإذا فيه أن يذهب إلى "بطن نخلة" ليتحسس أخبار قريش3.

وقد سلك أهل مكة في ذهابهم إلى اليمن وفي إيابهم منها جملة طرق، منها ما تمر بالساحل، ومنها ما تمر شرقًا عنه. ومن هذه الطرق: طريق يبدأ بمكة، ثم إلى "قرن المنازل"، قرية كبيرة، وهو ميقات أهل اليمن والطائف، واسم وادٍ4. ثم إلى "الفتق"5، وهو قرية، ثم إلى "صفن" "صفر" "صقر"، ثم إلى "تربة"، ثم إلى "كرى" "كرا" "كدا" "كدى"، ثم إلى "رنية"، ثم إلى "تبالة"، ويرد اسمها في تأريخ "الحجاج"، فقد استعمل عبد الملك "الحجاج" عليها، فلما أتاها استحقرها ولم يدخلها، فقيل: "أهون من تبالة على الحجاج"6. ثم إلى "بيشة بعطان"، ثم إلى "جسداء"، ثم إلى "بنات حرب""بنات حرم"، ثم إلى "يبمبم"، وهو منزل في صحراء فيه بئر واحدة عذبة، وليس به أهل، وحوله أعراب من خثعم، وبينه وبين

1 المسالك "134"، قدامة "187 وما بعدها".

2 وقد ذكر في شعر لامرئ القيس:

فريقان منهم سالك بطن نخلة

وآخر منهم جازع نجد كبكب

تاج العروس "8/ 131"، "نخل".

3 الطبري "2/ 410 وما بعدها"، ابن هشام "2/ 59"، "حاشية على الروض"، إمتاع الأسماع "1/ 55 وما بعدها".

4 تاج العروس "9/ 306"، "قرن"، صبح الأعشى "5/ 43".

5 تاج العروس "7/ 41"، "فتق".

6 تاج العروس "7/ 239"، "تبل".

ص: 49

"جرش" نحو أربعة عشر ميلًا، ومنه إلى "كتنة""كثبة"، ثم إلى "الثجة"، ثم "سروم راح""شروم راح"، ثم إلى "المهجرة"، وفيما بين "سروم راح" والمهجرة طلحة الملك، شجرة عظيمة تشبه الغرب غير أنها أعظم منه، وهي الحد ما بين عمل مكة وعمل اليمن1، وكان النبي حجز بها بين اليمن ومكة2.

ومن "المهجرة" يتجه الطريق إلى "عرقة"، وهو أول عمل اليمن، ثم إلى "صعدة"، وهي مدينة يدبغ فيها الأدم، واشتهرت بالنعل3، ولصعدة مخاليف، وقرى كثيرة. وقد ذكر "قدامة" أن أكثر تجار "صعدة" من أهل البصرة، وطريق منها للبصريين يرجع إلى "ركبة""الركيبة"، مما يدل على أن التجارة كانت متينة بين أهل اليمن وبين أهل البصرة في الإسلام. ومن يدري، فلعل هذه التجارة تعود إلى ما قبل تأسيس البصرة، أي: إلى ما قبل الإسلام.

ومن صعدة، يتجه الطريق إلى "الأعمشية"، ومن الأعمشية إلى خيوان، قرية جبلية الماء من السماء، وفيها كروم، ومن خيوان إلى "أثافت"، وهي قرية عظيمة وفيها زروع وكروم، وماء الشرب من بركة4. ثم إلى صنعاء5.

والطريق المذكور، هو الطريق الذي عليه الأميال، وهو طريق العوامل والعمال6. فهو الطريق المسلوك الذي يمر به البريد.

وذكر العلماء أن أهل "صنعاء" كانوا إذا أرادوا مكة قصدوا "الرحابة"، ثم إلى "رافدة"، ثم إلى "خيوان"، ثم إلى "صعدة"، ثم إلى "النضج"، ثم "القصبة"، ثم "الثجة"، ثم كثبة "كتنة"، ثم بنات حرم "بنات حرب"، ثم جسداء، ثم بيشة، ثم تبالة، ثم رنية، ثم الزعراء، ثم صفر، ثم الفتق، ثم بستان ابن عامر، ثم مكة7.

1 المسالك "134 وما بعدها".

2 قدامة "189".

3 المسالك "135"، تاج العروس "2/ 398".

4 المسالك "136"، قدامة "189"، صبح الأعشى "5/ 43 وما بعدها".

5 المسالك "136".

6 قدامة "190".

7 قدامة "192"، الصفة "186".

ص: 50

و"تربة" بناحية "العبلاء"، على أربع ليالٍ من "مكة" طريق صنعاء ونجران، وإليها أرسل الرسول "عمر بن الخطاب" على رأس سرية في شعبان سنة سبع، وأصحابها من "عجز هوازن"1.

وذكر "الهمداني" محجة "صنعاء" إلى مكة على هذا النحو: ريدة، ومنها إلى "أثافت"، ثم خيوان، ثم العمشية، ثم صعدة، ثم إلى "العرقة"، في المحجة اليسرى القديمة، ثم بقعة في المحجة اليمنى المحدثة، ثم إلى مهجرة، ثم إلى أرينب، ثم سروم الفيض، ثم إلى الثجة، ثم إلى كتنة، ثم إلى الهجيرة، ثم إلى يَبَمبم، ثم إلى بنات حرب، ثم إلى الجسداء، ثم إلى بيشة بعطان، ثم تبالة، ومنها إلى كرى، ثم تربة، ثم إلى الصفن، ثم الفتق، ثم إلى رأس المناقب، ثم قرن المنازل، ثم رمة، ثم الزيمة، ثم مكة2.

وذكر "الهمداني" أن هنالك طريقًا يمر بتهامة، هو محجة صنعاء إلى مكة، فقال:"من صنعاء صليت من البون، ثم المربد، ثم أسفل العرقة وأخرف، ثم الصرجة، ثم رأس الشقيقة، ثم حرض، ثم الخصوف من بلد حكم، ثم الجوينية من قنونا وتسمى القناة، ثم دوقة وهي للعبديين من بقايا جرهم، ثم إلى السرين، ثم المعجر، ثم الخيال، ثم إلى يلملم، ثم ملكان، ثم مكة. هذه طريق الساحل". "والمحجة القديمة ترتفع إلى حلي العليا وتسمى حَلْية، وإليها ينسب أسود حلية

ثم إلى عشم، ثم على الليث ومركوب إلى يلملم"3.

وأما محجة "عدن"، فمن عدن إلى المخنق، ومن المخنق الحُجار، ومن الحجار المسيل، ومن المسيل عبرة، ومن عبرة إلى كهالة بئر ذي يزن، ومن كهالة الماجلية، ثم المقعدية، ثم إلى زبيد، ثم إلى المعقر، ثم الكدراء، ثم المهجم، وبالمهجم تفضي محجة صنعاء إلى وادي سهام، ثم بلحة من وادي مور، ثم الحسارة، ثم العباية، ثم الشرجة، ثم العُرش، ثم عثر4.

وذكر "ابن خرداذبة" طريقا ساحليا ربط "عمان" بمكة، وهو الطريق الذي سلك في الإسلام. وقد كان جاهليًّا ولا شك؛ لأن الجاهليين والروم وغيرهم كانوا يساحلون العربية الغربية والجنوبية والشرقية، ويهبطون بعض المواضع التي

1 إمتاع الأسماع "1/ 333"، تاج العروس "1/ 159"، "ترب".

2 الصفة "186 وما بعدها".

3 الصفة "188".

4 الصفة "188".

ص: 51

يذكرها المسلمون كمراحل لهذا الطريق. ويبدأ الطريق بعمان، ثم يمر إلى "فرق"، ثم إلى "عوكلان"، ثم إلى ساحل "هباة""هماة"، ثم إلى "الشحر"، وهي بلاد "الكندر"1، ثم إلى مخلاف "كندة"، ثم إلى مخلاف "عبد الله بن مذحج"، ثم إلى مخلاف "لحج"2، ثم إلى "عدن أبين"، ثم إلى "مغاص اللؤلؤ"، ثم إلى "مخلاف بني مجيد"، ثم إلى "المنجلة"، ثم إلى مخلاف الركب، ثم إلى المندب، ثم إلى مخلاف زبيد، ثم إلى غلافقة، ثم إلى مخلاف عك، ثم إلى الحردة، ثم إلى مخلاف حكم، ثم إلى عثر، ثم إلى مرسى ضنكان، ثم إلى مرسى حلي، ثم إلى السرين، ثم إلى أغيار، ثم إلى الهرجاب، ثم إلى الشعيبة، ثم إلى منزل لم يذكر "ابن خرداذبة" اسمه، ثم إلى "جدة" وهي إسلامية لم تكن في الجاهلية، وإنما ذكرت هنا؛ لأن هذا الطريق كان يسلك في الإسلام، ومن جدة إلى مكة3.

ويوجد طريق بري بين مكة وحضرموت يمر بـ"نجران" و"الضحيان" و"تثليث"، وهو طريق مختصر يكون الجادة إلى حضرموت4.

وذكر "الهمداني" أن محجة حضرموت من العبر إلى الجوف، ثم صعدة، وتنضم معهم في هذه الطريق أهل مأرب، وبيحان، والمسّروين، ومرخة، وهذه محجة حضرموت العليا. وأما محجتها السفلى، فمن العبر في شئز صيهد إلى نجران، ثم من نجران حبونن، ثم الملحات، ثم لوزة، ثم عبالم، ثم مريع، ثم الهجيرة، ثم تثليث، ثم جاش، ثم المصامة، ثم مجمعة ترج، والتقت بمحجة صنعاء بتبالة5.

1 قال الشاعر:

اذهب إلى الشحر ودع عمانا

ألا تجد تمرًا تجد لبانا

المسالك "147 وما بعدها"، تاج العروس "3/ 293"، "شجر".

2 "ولَحْج -بفتح فسكون-: بعدن أبين، سُمي بلحج بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميع بن حمير بن سبأ"، تاج العروس "2/ 94".

3 المسالك "147 وما بعدها"، قدامة "192 وما بعدها"، صبح الأعشى "5/ 57".

4 تاج العروس "10/ 217"، "ضحا".

5 الصفة "188 وما بعدها".

ص: 52