الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان الصيارفة يعتبرون النقود الطيبة اللينة نقودًا صحيحة، والنقود الصلبة نقودًا زائفة، فالدرهم القسي هو درهم زائف؛ لذلك كانوا إذا قالوا:"درهم قسي"، عنوا بقولهم درهمًا زائفًا مغشوشًا، فضته صلبة رديئة ليست بلينة. وفي الحديث:"كانت زيوفًا وقسيانًا"1. قال مزرد:
وما زوَّدوني غير سحق عمامة
…
وخَمْسِمِئٍ منها قسيّ وزائف2
1 الروض "1/ 95"، تاج العروس "10/ 293"، "قسا".
2 تاج العروس "10/ 293"، "قسا".
رأس المال:
ورأس المال: أصله، يقال: أقرضني عشرة برءوسها، أي: قرضا لا ربح فيه إلا رأس المال1. وقد أشير إليه في القرآن الكريم في تحريم الربا: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُون} 2. فأوجب الإسلام على المرابين الذين دخلوا فيه التوبة من الربا، وأن يأخذوا رءوس أموالهم التي أعطوها من غير زيادة عليها، مهما كان قدرها، فهذه الزيادة هي الربا3.
وما يضعه التاجر من مال ليتاجر به، هو رأس ماله الذي يتاجر به. وما يتجمع من مال يقدمه المساهمون في تكوين شركة، هو رأس مال الشركة الذي تشتغل به ليأتي عليها بأرباح توزع على المساهمين، حسب نسب حصصهم في رأس المال، وما يقدم من مال قراضًا، فهو رأس مال، وكل مال يتخذ أساسًا لعمل هو رأس مال ذلك العمل.
1 تاج العروس "4/ 157"، "رأس".
2 البقرة، الرقم 2، الآية 279.
3 تفسير الطبري "3/ 71"، روح المعاني "3/ 46".
استثمار الأموال:
وقد أبدع أصحاب الأموال بمكة وأجادوا في تشغيل رءوس أموالهم وفي استثمارها،
--