المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ باب تمني الموت وذكره - الميسر في شرح مصابيح السنة للتوربشتي - جـ ٢

[التوربشتي]

فهرس الكتاب

- ‌ كتاب الجنائز

- ‌ باب عيادة المريض وثواب المرض

- ‌ باب تمني الموت وذكره

- ‌ باب غسل الميت وتكفينه

- ‌ باب المشي بالجنازة والصلاة عليها

- ‌ باب دفن الميت

- ‌ باب البكاء على الميت

- ‌ كتاب الزكاة

- ‌ باب ما تجب فيه الزكاة

- ‌ باب صدقة الفطر

- ‌ باب من لا تحل له الصدقة

- ‌ باب من تحل له المسألة

- ‌ باب الإنفاق وكراهية المسألة

- ‌ باب فضل الصدقة

- ‌ باب إخفاء الصدقة

- ‌ من لا يعبد في الصدقة

- ‌ كتاب الصوم

- ‌ باب رؤية الهلال

- ‌ باب تنزيه الصوم

- ‌ باب صوم المسافر

- ‌ باب صيام التطوع

- ‌ باب الاعتكاف

- ‌ كتاب فضائل القرآن

- ‌ كتاب الدعوات

- ‌ باب ذكر الله تعالى

- ‌ باب أسماء الله تعالى

- ‌ باب ثواب التسبيح والتحميد والتهليل

- ‌ باب الاستغفار والتوبة

- ‌ باب الدعوات في الأوقات

- ‌ باب الاستعاذة

- ‌ باب جامع الدعاء

- ‌ كتاب المناسك

- ‌ باب الإحرام والتلبية

- ‌ باب دخول مكة والطواف

- ‌ باب الوقوف بعرفة

- ‌ باب الدفع من عرفة والمزدلفة

- ‌ رمي الجمار

- ‌ باب الهدى

- ‌ باب الحلق

- ‌ باب خطبة يوم النحر ورمى أيام التشريق والتوديع

- ‌ باب الإحصار وفوت الحج:

- ‌ باب حرم مكة

- ‌ باب حرم المدينة

- ‌كتاب البيوع

- ‌ باب الكسب وطلب الحلال

- ‌ باب المساهلة في المعاملة

- ‌ باب الخيار

- ‌ باب الربا

- ‌ باب المنهي عنه من البيوع

- ‌ باب السلم والرهن

- ‌ باب الاحتكار

- ‌ الإفلاس والإنظار

- ‌ باب الشركة والوكالة

- ‌ الغضب والعارية

- ‌ باب الشفعة

- ‌ باب المساقاة والمزارعة

- ‌ باب الإجارة

- ‌ باب إحياء الموات والشرب

- ‌ باب اللقطة

- ‌ باب الفرائض

- ‌ باب الوصايا

الفصل: ‌ باب تمني الموت وذكره

ومن‌

‌ باب تمني الموت وذكره

(من الصحاح)

[1087]

حديث أبي هريرة- رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يتمنى أحدكم الموت .... الحديث):

الياء في قوله: (لا يتمنى) مثبتة في رسم الخط في كتب الحديث، فلعله نهى ورد على صيغة الخبر، والمراد منه: لا تتمن؛ فأجرى مجرى الصحيح.

ويحتمل: أن بعض الرواة أثبتها في الخط، فروى على ذلك.

ص: 380

والنهي عن تمني الموت- وإن أطلق في هذا الحديث- فإنه في معنى المقيد، يبين ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أنس رضي الله عنه:(لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه)، وقوله صلى الله عليه وسلم:(وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي)؛ فعلى هذا: يكره تمني الموت من ضر أصابه في نفسه أو ماله لأنه في معنى التبرم عن قضاء الله في أمر يره في دنياه، وينفعه في آخرته، ولا يكره الخوف في دينه من فساد.

وفيه: (إما محسناً):

وردت الرواية فيه- أيضاً- بالرفع، وبالنصب هي الرواية المعتد بها تقديره: إما أن يكون محسناً، أو: إما في تمنيه محسناً، ويفتح الألف على هذا التقدير، ولفظ الحديث محتمل للكلمتين، أعنى: إماً وأما، والذي اعتمد عليه:(إما) بكسر الألف الذي هو في معنى المجازاة.

وفيه: (فلعله أن يستعتب):

أي: يطلب أن يعتب، تقول: استعتبته فأعتبني، أي: استرضيته فأرضاني، وحقيقة الإعتاب: إزالة العتب والمراد منه هنا أن يتوب فيطلب رضاء الله سبحانه بتوبته.

[1090]

ومنه: حديث عبادة بن الصامت، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم:(من أحب لقاء الله .... الحديث).

قال أبو عبيدة: ليس وجه قوله: (ومن كره لقاء الله): أن يكره شدة الموت؛ فإن هذا أمر لا يكاد يخلو منه أحد، وبلغنا عن غير واحد من الأنبياء، أنه كرهه حين نزل به، ولكن المكروه من ذلك ما كان إيثاراً للدنيا على الآخرة، وركوناً إلى الحظوظ العاجلة، وقد عاب الله قوماً حرصوا على ذلك، فقال عز من قائل:(ولتجدنهم أحرص الناس على حياة).

قلت: وقد استبان معنى الحديث من سؤال عائشة، رضي الله عنها، وجواب النبي صلى الله عليه وسلم؛ فالحب- ههنا- هو الذي يقتضيه الإيمان بالله، والثقة بوعده، دون ما يقتضيه حكم الجبلة.

[1093]

ومنه: حديث جابر، رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله):

ص: 381

قلت 130] /أ [: وفي (كتاب أبي داود)، عن جابر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته بثلاث .... الحديث): وقع لنهى في ظاهر الكلام على الموت، فإنها نهاهم عن الحالة التي] ..... [دونها الرجاء لسوء عملهم، وقبح صنيعهم؛ كيلا يصادفهم الموت عليها، وهو- في الحقيقة- حث على الأعمال الصالحة المفية إلى حسن الظن، وفيه تنبيه على تأميل العفو، وتحقيق الرجاء في روح الله.

(ومن الحسان)

[1096]

حديث عبدالله بن مسعود، رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم لأصحابه:(استحيوا من الله حق الحياء .... الحديث): (ذات يوم): هو من ظروف الزمان التي لا تتمكن تقول: لقيته ذات يوم، وذات ليلة، وذات غداة، وذات العشاء، وذات مرة، وذات الزمين وذات العويم فلعلهم يريدون بالتأنيث حملها على الحالة، أو يعنون: لقيته لقية ذات يوم.

وفيه: (فليحفظ الرأس وما وعى):

الوعي: الحفظ، يريد: ما يعيه الرأس من السمع والبصر واللسان حتى لا يستعملها إلا فيما يحل.

وفيه: (والبطن وما حوى):

أي: ما جمع، يريد: لا يجمع فيه إلا الحلال، ولا يأكل إلا الطيب.

ويحتمل: أن يكون المراد مما حواه البطن: القلب يحفظ مما يعقب القسوة، ويورث الغفلة.

ويروى: (ولا تنسوا الجوف وما وعى، والرأس وما احتوى).

قيل: أراد بالجوف: البطن والفرج؛ وفى الحديث: (أكثر ما يدخل الناس النار الأجوفان).

[1098]

ومنه: حديث بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم (المؤمن يموت بعرق الجبين).

ص: 382

أراد بـ (عرق الجبين): ما يكابده من شدة السياق التي يعوق دونها الجبين؛ وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه: (موت المؤمن بعرق الجبين؛ تبقى عليه البقية من الذنوب فيحارف بها عند الموت) أي يشدد عليه لتمحص عنه ذنوبه، من قولهم:(حورف كسب فلان): إذا شدد في معاشه؛ كأنه ميل برزقه عنه.

وقال الهروي: يحارف، أي: يقايس؛ فيكون كفارة لذنوبه، والمحارفة: المقايسة بالمحراف، وهو الميل الذي يسير به الجراحات والأول: أقيس.

ونقل عن ابن سيرين؛ أنه قال: علم بين من المؤمن عرق الجبين.

وقد ذهب بعض أهل الفهم: إلى أن المراد من عرق الجبين: كد المؤمن في طلب الحلال، وتضييقه على النفس بالصوم والصلاة حتى يلقي الله وهذا وإن كان وجهاً لا بأس به- فإن التأويل هو الأول.

ومنه 130] /ب [: حديث عبيد بن خالد السلمي البهزي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:(موت الفجأة: أخذة الأسف):

فجئه الأمر، وفجاة: فجاءة- بالضم والمد: إذا أتاه بغتة، وكذلك فاجأه الأمر مفاجأة، وفجاء والأسف: الغضب؛ وعلى هذا: فالسين منه مفتوحة، وقد رواه الخطابي بكسر السين، فسره بالغضبان.

قلت: وفي كتاب الله: (غضبان أسفا) أي: شديد الغضب، ملتهفاً على ما أصابه.

وذهب الخطابي إلى ما ذهب؛ بناء على ما بلغه من الرواية.

ووجدنا الأعلام من أصحاب الغريب فسروه ب (الغضب)؛ وعلى هذا: فلا خفاء أن الرواية- عندهم- بفتح السين، ثم إن السبيل في صفات الله سبحانه: ألا يتجاوز بها عن النص الصحيح الموجب للعلم.

وإضافة الغضب إلى الله تعالى ورد بها السمع في كتاب الله، وسنة رسوله، ومعناه: الانتقام، وأما تسميته بالغضبان على الإطلاق من غير ضميمة: فإنه شيء لم يرد به النقل المتواتر، ثم إن الرواية المعتد بها بفتح السين؛ فالعدول عن الرواية الأخرى إلى هذه هو الصواب.

والمعنى: أن موت الفجاءة من آثار غضب الرب؛ لأنه أخذ بغته؛ فلم يتفرغ أن يستعد لمعاده على سنة من درج من عصاة الأولين؛ قال الله تعالى: (أخذناهم بغتة)، وقد ورد في الحديث؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن موت الفجاءة؟ فقال:(راحة للمؤمن، وأخذة للمؤمن، وأخذة أسف للكافر)، فإن صح هذا، جعلنا الأمر فيه مخصوصاً بالكفار.

ص: 383

والظاهر: أن موت الفجاءة مما لا يحمد ويستعاذ بالله] منه [.

[1103]

ومنه حديث أم سلمة- رضي الله عنهما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق

ص: 384