الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحطب، فأيدلها الله سلسلة من حديد محماة في عنقها تعذب فيها في نار جهنم.
هذا وقد عيّر بعض الناس الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب بحمالة الحطب فرد عليه بقوله:
ماذا أردت بشتمي أو بمنقصي
…
أم ما تعيّر من حمالة الحطب
غراء شادخة في المجد غرتها
…
كانت سليلة شيخ ثاقب الحسب
أي وقد وقع منها ما وقع من قومها فذمها الله لا غير، أي لم تنتقد في شيء تعاب به عند العرب إذ ذاك ولا بعد هذا والله أعلم. أستغفر الله العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
تفسير سورة التكوير عدد 7- 81 وتسمى كورت
نزلت بمكة بعد (المسد) وهي تسع وعشرون آية ومثلها في عد الآي الفتح والحديد ومائة وأربع كلمات، وخمسمائة وثلاثون حرفا، ويوجد في القرآن سبع سور مبدوءة بلفظ إذا: هذه، والواقعة، والمنافقون، والانفطار، والانشقاق، والزلزلة، والنصر.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: «إِذَا» ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه «الشَّمْسُ» الجرم المعهود أحد الكواكب السيارة السبع وقد أخبر الله بما تؤول إليه عند إرادته ابادة هذا الكون بقوله «كُوِّرَتْ 1» لغت وغورت واضحات وذهب نورها «وَإِذَا النُّجُومُ» يشمل بقية السيارات وغيرها كالثريا والشعرى وبنات نعش وغيرها «انْكَدَرَتْ 2» اغبرّت وذهب ضوءها وانقضت من أماكنها وسقطت من مواقعها وفرط نظامها وتناثرت «وَإِذَا الْجِبالُ» الشامخات الرّواسي «سُيِّرَتْ 3» من أماكنها فارتجت عن وجه الأرض وصارت هباء «وَإِذَا الْعِشارُ» الإبل العشر التي مر عليها عشرة أشهر وهي أنفس مال العرب وكذلك غيرها من الحيوانات «عُطِّلَتْ 4» أهملت وتركت بلا راع لهول ما يشاهدون في ذلك اليوم وكانوا قبله يلازمونها «وَإِذَا الْوُحُوشُ» دواب البر والبحر «حُشِرَتْ 5» جمعت في المحل الذي يريده الله بذلك اليوم ليقتص بعضها من بعض ومن القرناء للجلحاء ثم تكون ترابا فيتمنى الكافر إذ ذاك
لو كان مثلها تخلصا من العذاب الأليم، وفي هذه الآية إيذان بأن هول القيامة لا يقتصر على البشر وما يألفه من الحيوانات بل يتعدى إلى دواب البحر والبرّ وإلى الجمادات أيضا، وهذا يكون بعد النفخة الثانية. ثبتنا الله وعافانا ومن شره وقانا- راجع تفسير الآية الأخيرة من سورة النساء في ج 2- «وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ 6» التهبت بالنار وذهب ماؤها وصارت تضطرم، يؤيده قوله صلى الله عليه وسلم: إن البحر غطاء جهنم أو طباقها. وقيل امتلأت أخذا من سجر التنور إذا امتلأ حطبا وعليه يكون المعنى تفجرت على بعضها فصارت بحرا واحدا إلا أنه لم يبق بحر إذ ذاك (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ) راجع هذه الآية 40 من سورة ابراهيم في ج 2 «وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ 7» قرنت أرواحها بأجسادها وكل نفس مع من يشاكلها الصالحة بالصالحة والعاصية بالعاصية وألحق كل امرئ بشيعته «وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ» الطفلة المقبورة حية «سُئِلَتْ 8» أي سئل وائدها فيقال له من قبل الملائكة «بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ 9» هذه الموءودة كبيرة كانت أو صغيرة وهكذا كل مقبور حيّ يسأل وائده عن سبب واده فيصمت إذ لا جواب له ولا عذر فيذبح الوائد في نار جهنم ذبحا زائدا على عذابه الذي يستحقه للقتل بلا ذنب وهذا الذبح لا يميته لأن النار لا موت فيها وإنما يذيقه عذاب الذبح ثم يبقيه حيا للعذاب الآخر. أو سئلت هي سؤال تلطف لتقول: وأدني فلان بلا ذنب، ويكون سؤال توبيخ لواندها بصرف الخطاب إليه، وهذا نوع من الاستدراج واقع على طريق التعريض كما في قوله تعالى:(أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ) الآية 115 من المائدة في ج 3 وقرىء قتّلت بالتشديد، وفي هذا دليل على أن أطفال المشركين لا يعذّبون وان التعذيب لا يكون بلا ذنب، وهو كذلك في الآخرة أما في الدنيا فقد يقع من بعض الناس جورا ومن الله عدلا قال:
وله أن يؤلم الأطفالا
…
ووصفه بالظالم استحالا
قال ابن عباس: كانت المرأة في الجاهلية تحفر حفرة عند ولادتها فتتمخض فإن ولدت جارية دفنتها وإن ولدت غلاما حبسته، وكان الرجل في الجاهلية إذا أراد