الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا سائلي عن رسول الله كيف سها
…
والسهو في كل قلب غافل لاهي
قد غاب عن كل شيء سوه فها
…
عما سوى الله فالتعظيم لله
وليعلم أن الخشوع من واجبات الصلاة وعدمة يفضي الى التهاون بها فينبغي للمصلي أن يجتهد لاحضار قلبه فيها ويخطر فيه أنه واقف بين يدي الله عز وجل فجدير به أن يكون خاضعا خاشعا له حاصرا فكره فيما يقرأه فيها من كلام الله ليؤديها بوجه كامل ولئلا يدخل في قول القائل:
تصلي بلا قلب صلاة بمثلها
…
يكون الفتى مستوجبا للعقوبة
أما تستحي من خالق الملك أن يرى
…
صدودك عنه يا قليل المروءة
فعلى العاقل أن يعلم حين صلاته بين يدي من هو واقف، وليجتهد بإفراغ قلبه عما سوى الله، فيلازم الخشوع والخضوع والخوف ويتذكر وقوفه في موقف القيامة لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ولهذا البحث صلة في أول سورة المؤمنين في ج 2، وليعلم أن الله لا يقبل عملا من قلب غافل لاه هذا، والله أعلم، وأستغفر الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين.
تفسير سورة الكافرون عدد 18- 109
نزلت في مكة بعد الماعون وهي ست آيات، ومثلها سورة الناس فقط، وعشرون كلمة، وأربعة وتسعون حرفا، ويوجد في القرآن خمس سور مبدوءة بما بدأت به هذه والجن والإخلاص والفلق والناس ولا يوجد سورة مختومة بما ختمت به.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: «قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ 1» أمر الله رسوله أن يخاطب الرهط من قريش الذين قالوا له يا محمد هلم فاتبع ديننا ونتبع دينك بأن تعبد إلهنا سنة ونعبد إلهك سنة، وهم أناس مخصوصون، علم الله أنهم لا يؤمنون فأذن له أن يقول لهم «لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ 2» من الآلهة لأنها أوثان لا تضر ولا تنفع وهي من عمل البشر الذي هو من عمل الله ربي فمعاذ الله
أن أشرك به غيره. قالوا فاستلم لبعض آلهتنا نصدقك ونعبد إلهك (الاستلام يكون باليد على طريق التبرك كاستلام الحجر الأسود» فلم يفعل وأنزل الله هذه السورة قال تعالى «وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ 3» لأنكم تعبدون الأوثان وأنا أعبد الرحيم الرحمن الواحد الذي لا شريك له ولا رب غيره «وَلا أَنا عابِدٌ» الآن ولا في المستقبل «ما عَبَدْتُّمْ 4» من الأصنام وغيرها «وَلا أَنْتُمْ» الآن «عابِدُونَ ما أَعْبُدُ 5» ولعل الله أن يهديكم فيما بعد إذا أراد بكم خيرا، أما إذا بقيتم مصرين على ما أنتم عليه ولم تتابعوني إلى ما أرشدكم إليه في الدين القويم فأقول «لَكُمْ دِينُكُمْ» الذي تدينون به هو الإشراك بالله وعليكم وزره «وَلِيَ دِينِ 6» الذي أدين به وهو الإخلاص لله وحده ولي أجره، ولم يقل ديني لأن الآيات قبلها مختومة بالنون، ويجوز حذف الياء بلا حاذف مثل قوله تعالى يهدين ويحيين ويسقين ويشفين من سورة الشعراء، وقوله (وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) من سورة الفجر وما أشبه ذلك، فلما قرأها عليهم ايسوا منه وبادروا بأذاه، وقد سمى كفرهم دينا على حسب اعتقادهم، ولمشاكلة اللفظة وفي معنى الآية الأخيرة تهديد على حد قوله تعالى (اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ) الآية 20 من سورة فصلت في ج 2 والتكرار في الجملة الاولى يفيد التأكيد وكلما كانت الحاجة ماسة إلى التأكيد كان التكرار أحسن ولا موضع أحوج منه هنا، وذلك لأن القرآن نزل بلسان العرب وعلى مجاري خطابهم، وبما أنهم كانوا وثنيين ينكرون البعث والتوحيد والنبوة فلا جرم أن التكرار لازم لهم لأجل التقرير، وقد تقربى في علم الاجتماع أن الدعوة تستدعي التأكيد والتكرار، وإذا تأملت في نظم القرآن وجدت أن ما ذكر موضوع منه لنكتة، لا يذكر في اخرى إلا لنكتة أخرى وإذا أمعنت النظر في قصة بدء الخليقة المكررة في مواقع كثيرة من القرآن عملت أنها في كل موقع لنكتة لا تجدها في الموضع الآخر كما سيتضح لك من إنعامك النظر فيما سيأتي من هذا القبيل إذا تذكرت وأبقيت هذا في فكرك. وأن العرب من مذاهبهم التكرار ارادة التوكيد والإفهام، كما أن من مذاهبهم الاختصار وارادة التخفيف ولا يجاز. روي أن