الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَإِذا هُوَ يعْنى جِبْرِيل فَأَخَذَتْنِي رَجْفَة فاتيت خَدِيجَة فَأَمَرتهمْ فَدَثَّرُونِي فَأنْزل الله تَعَالَى {يَا أَيهَا المدثر قُم فَأَنْذر}
وَأجَاب الأول بِمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ أَيْضا عَن أبي سَلمَة عَن جَابر سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يحدث عَن فَتْرَة الْوَحْي فَقَالَ فِي حَدِيثه فَبَيْنَمَا أَنا أَمْشِي سَمِعت صَوتا من السَّمَاء فَرفعت رَأْسِي فَإِذا الْملك الَّذِي أَتَانِي بحراء جَالس على كرْسِي بَين السَّمَاء وَالْأَرْض فَرَجَعت فَقلت زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَدَثَّرُونِي فَأنْزل الله تَعَالَى {يَا أَيهَا المدثر} فَقَوله صلى الله عليه وسلم الْملك الَّذِي جَاءَنِي بحراء دَال على أَن هَذِه الْقِصَّة مُتَأَخِّرَة عَن قصَّة حراء الَّتِي فِيهَا {اقْرَأ باسم رَبك} قَالَ البُلْقِينِيّ وَيجمع بَين الْحَدِيثين بِأَن السُّؤَال كَانَ عَن نزُول بَقِيَّة إقرا والمدثر فَأجَاب عَنهُ بِمَا تقدم
وَفِي الْمُسْتَدْرك عَن عَائِشَة أول مَا نزل من الْقرَان {اقْرَأ باسم رَبك الَّذِي خلق} وَأول مَا نزل بِالْمَدِينَةِ {ويل لِلْمُطَفِّفِينَ} وَقيل الْبَقَرَة نقل البُلْقِينِيّ الأول عَن عَليّ بن الْحُسَيْن وَالثَّانِي عَن عِكْرِمَة
وَرُوِيَ الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل عَن ابْن عَبَّاس أول مَا نزل بِالْمَدِينَةِ {ويل لِلْمُطَفِّفِينَ} ثمَّ الْبَقَرَة
آخر مَا نزل من الْقُرْآن
النَّوْع الثَّانِي عشر آخر مَا نزل فِي أَقْوَال كَثِيرَة سردناها فِي التحبير قيل آيَة الْكَلَالَة آخر النِّسَاء رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَن الْبَراء بن عَازِب وَقيل آيَة الرِّبَا رَوَاهُ البُخَارِيّ عَن ابْن عَبَّاس وَالْبَيْهَقِيّ عَن عمر وَقيل {وَاتَّقوا يَوْمًا ترجعون} الْآيَة رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَغَيره عَن ابْن عَبَّاس وَقيل آخر بَرَاءَة رَوَاهُ الْحَاكِم عَن أبي بن كَعْب وَقيل آخر سُورَة نزلت النَّصْر رَوَاهُ مُسلم
عَن ابْن عَبَّاس وَقيل سُورَة بَرَاءَة رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَن الْبَراء وَمِنْهَا مَا يرجع الى السَّنَد وَهُوَ سِتَّة الأول وَالثَّانِي وَالثَّالِث الْمُتَوَاتر والآحاد والشاذ
الأول مَا نَقله جمع يمْتَنع تواطؤهم على الْكَذِب عَن مثلهم إِلَى منتهاه وَهُوَ السَّبْعَة أَي القراآت السَّبع المنسوبة إِلَى الائمة السَّبْعَة نَافِع وَابْن كثير وَأبي عَمْرو وَابْن عَامر وَعَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ قيل إِلَّا مَا كَانَ من قبيل الْأَدَاء كالمدو والامالة وتحفيف الْهمزَة فَإِنَّهُ لَيْسَ بمتواتر وَإِنَّمَا التَّوَاتُر جَوْهَر اللَّفْظ قَالَ ابْن الْحَاجِب ورد بِأَنَّهُ يلْزم من تَوَاتر اللَّفْظ تَوَاتر هَيئته
وَذكر ابْن الْجَوْزِيّ ان ابْن الْحَاجِب لَا سلف لَهُ فِي ذَلِك
وَالثَّانِي مَا لم يصل إِلَى هَذَا الْعدَد مِمَّا صَحَّ سَنَده كقراآت الثَّلَاثَة أبي جَعْفَر وَيَعْقُوب وَخلف المتممة للعشرة وقراآت الصَّحَابَة الَّتِي صَحَّ إسنادها إِذْ يظنّ بهم الْقِرَاءَة بِالرَّأْيِ
وَالثَّالِث مَا لم يشْتَهر من قراآت التَّابِعين لغرابته أَو ضعف إسنادها كَذَا تبعنا البُلْقِينِيّ فِي هَذَا التَّقْسِيم وحررنا الْكَلَام فِي هَذِه الْأَنْوَاع فِي التحبير بِمَا لَا مزِيد عَلَيْهِ ونقلنا فِيهِ خُلَاصَة كَلَام الْفُقَهَاء والقراء وَأَن الثَّلَاثَة من الْمُتَوَاتر وَلَا يقْرَأ بِغَيْر الأول أَي بالآحاد والشاذ وجوبا وَيعْمل بِهِ فِي الْأَحْكَام إِن جرى مجْرى التَّفْسِير كَقِرَاءَة ابْن مَسْعُود وَله أَخ أَو أُخْت من أم والا فَقَوْلَانِ قيل يعْمل بِهِ وَقيل لَا فَإِن عارضها خبر مَرْفُوع قدم لقُوته وَشرط الْقُرْآن صِحَة السَّنَد باتصاله وثقة رِجَاله وضبطهم وشهرتهم وموافقة اللَّفْظ الْعَرَبيَّة وَلَو بِوَجْه كَقِرَاءَة وأرجلكم بِالْجَرِّ بِخِلَاف مَا خالفها لتنزه الْقُرْآن عَن اللّحن والخط أَي خطّ الْمُصحف الإِمَام بِخِلَاف مَا خَالفه وَإِن صَحَّ سَنَده لِأَنَّهُ مِمَّا نسخ بالعرضة الْأَخِيرَة أَو بِإِجْمَاع الصَّحَابَة على الْمُصحف العثماني
مِثَال مَا لم يَصح سَنَده قِرَاءَة {إِنَّمَا يخْشَى الله} بِرَفْع الله وَنصب الْعلمَاء وغالب الشواذ مِمَّا إِسْنَاده ضَعِيف وَمِثَال مَا صَحَّ وَخَالف الْعَرَبيَّة وَهُوَ
قَلِيل جدا رِوَايَة خَارِجَة عَن نَافِع معائش بِالْهَمْزَةِ وَمِثَال مَا صَحَّ وَخَالف الْخط قِرَاءَة ابْن مَسْعُود وَالذكر وَالْأُنْثَى رَوَاهَا البُخَارِيّ وَغَيره
النَّوْع الرَّابِع قراآت النَّبِي صلى الله عليه وسلم عقد لَهَا أَبُو عبد الله الْحَاكِم النَّيْسَابُورِي فِي كِتَابه الْمُسْتَدْرك على الصَّحِيحَيْنِ بَابا أخرج فِيهِ من طرق عدَّة قراآت فَأخْرج من طَرِيق الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَنه صلى الله عليه وسلم قَرَأَ / ملك يَوْم الدّين / بِلَا ألف وَقَالَ صَحِيح على شَرط الشَّيْخَيْنِ وَجعله شَاهد الحَدِيث عبد الله بن أبي مليكَة عَن أم سَلمَة أَنه صلى الله عليه وسلم كَانَ يقْرَأ / بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم ملك يَوْم الدّين / يَعْنِي بِلَا ألف وَلَكِن وَقع لنا الحَدِيث فِي مُعْجم ابْن جَمِيع من طَرِيق هرون الْأَعْوَر عَن الْأَعْمَش بِلَفْظ {مَالك} فَالله تَعَالَى أعلم والقراءتان فِي السَّبع
وَأخرج من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان الْكَاتِب عَن إِبْرَاهِيم بن طهْمَان عَن الْعَلَاء ابْن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَنه صلى الله عليه وسلم قَرَأَ {اهدنا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم} بالصَّاد وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَتعقبه الذَّهَبِيّ فَقَالَ لم يَصح وَإِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان مُتَكَلم فِيهِ وَأخرج من طَرِيق دَاوُد بن مُسلم بن عباد الْمَكِّيّ عَن أَبِيه عَن عبد الله بن كثير القاريء عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أقرأه {وَاتَّقوا يَوْمًا لَا تجزي نفس عَن نفس شَيْئا} بِالتَّاءِ {وَلَا يقبل مِنْهَا شَفَاعَة وَلَا يُؤْخَذ مِنْهَا عدل} بِالْيَاءِ وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد
وَأخرج من طَرِيق خَارِجَة بن زيد بن ثَابت عَن أَبِيه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَرَأَ {كَيفَ ننشزها} بالزاي وَأخرج من هَذَا الطَّرِيق أَنه صلى الله عليه وسلم قَرَأَ وَهِي مَقْبُوضَة بِغَيْر ألف وَقَالَهُ هِيَ كل صَحِيح الْإِسْنَاد والقراءتان فِي السَّبع
وَأخرج من طَرِيق دَاوُد ابْن الْحصين عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَنه
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَرَأَ {وَمَا كَانَ لنَبِيّ أَن يغل} يفتح الْيَاء وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَهِي فِي السَّبع وَأخرج من طَرِيق الزُّهْرِيّ عَن أنس أَنه صلى الله عليه وسلم كَانَ يقْرَأ {وكتبنا عَلَيْهِم فِيهَا أَن النَّفس بِالنَّفسِ وَالْعين بِالْعينِ} بِالرَّفْع وَهِي فِي السَّبع وَأخرج من طَرِيق عبد الرَّحْمَن بن غنم الْأَشْعَرِيّ عَن معَاذ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أقرأه هَل تستيطع رَبك بِالتَّاءِ الْفَوْقِيَّة وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَهِي فِي السَّبع وَأخرج من طَرِيق حميد بن قيس الْأَعْرَج عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أقرأه وليقولوا درست يَعْنِي بجزم السِّين وَنصب التَّاء وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَهِي فِي السَّبع
وَأخرج من طَرِيق عبد الله بن طَاوُوس عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أقرأه {لقد جَاءَكُم رَسُول من أَنفسكُم} بِفَتْح الْفَاء يَعْنِي من أعظمكم قدرا وَأخرج من طَرِيق أبي إِسْحَق السبيعِي عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس أَنه صلى الله عليه وسلم كَانَ يقْرَأ / وَكَانَ وَرَاءَهُمْ ملك يَأْخُذ كل سفينة صَالِحَة غصبا / وَأخرج من طَرِيق الحكم بن عبد الْملك عَن قَتَادَة عَن الْحسن عَن عمرَان بن الْحصين أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَرَأَ / وَترى النَّاس سكرى وَمَا هم بسكرى / وَهِي فِي السَّبع وَأخرج من طَرِيق عمار بن مُحَمَّد عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَرَأَ فَلَا تعلم نفس مَا أُخْفِي لَهُم من قرات أعين وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد
وَأخرج من طَرِيق مُحَمَّد بن فُضَيْل بن غَزوَان عَن أَبِيه عَن زَاذَان عَن عَليّ أَنه صلى الله عليه وسلم قَرَأَ {وَالَّذين آمنُوا وَاتَّبَعتهمْ ذُرِّيتهمْ بِإِيمَان} قَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَهِي فِي السَّبع وَأخرج من طَرِيق الجحدري عَن أبي
بكرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَرَأَ / متكئين على رفارف خضر وعباقري / حسان وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد
النَّوْع الْخَامِس وَالسَّادِس الروَاة والحفاظ اشْتهر بِحِفْظ الْقُرْآن وإقرائه من الصَّحَابَة عُثْمَان بن عَفَّان وَعلي بن أبي طَالب وابي ابْن كَعْب وَزيد بن ثَابت وَعبد الله بن مَسْعُود وَأَبُو الدَّرْدَاء ومعاد ابْن جبل وَأَبُو زيد الْأنْصَارِيّ أحد عمومة أنس واسْمه قيس بن السكن على الْمَشْهُور
وَفِي الصَّحِيح عَن عبد الله بن عَمْرو سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول خُذُوا الْقُرْآن من أَرْبَعَة من عبد الله بن مَسْعُود وَسَالم ومعاذ وَأبي بن كَعْب وَفِيه عَن قَتَادَة قَالَ سَأَلت أنس بن مَالك من جمع الْقُرْآن على عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَرْبَعَة كهلم من الْأَنْصَار أبي بن كَعْب ومعاذ بن جبل وَزيد بن ثَابت وَأَبُو زيد وَفِيه عَن أنس أَيْضا قَالَ مَاتَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَلم يجمع الْقُرْآن غير أَرْبَعَة أَبُو الدَّرْدَاء ومعاذ بن جبل وَزيد بن ثَابت وَأَبُو زيد ثمَّ مِمَّن أَخذ عَن هَؤُلَاءِ أَبُو هُرَيْرَة وَعبد الله بن عَبَّاس وَعبد الله بن السَّائِب أخذُوا عَن أبي
واشتهر من التَّابِعين أَبُو جَعْفَر يزِيد الْقَعْقَاع وَعبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز الْأَعْرَج وَمُجاهد بن جبر وَسَعِيد بن جُبَير وَعِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس وَعَطَاء بن يسَار وَابْن أبي رَبَاح وَالْحسن بن أبي الْحسن الْبَصْرِيّ وعلقمة بن قيس وَالْأسود وزر بن حُبَيْش وَعبيدَة بِفَتْح الْعين السَّلمَانِي ومسروق واليهم ترجع السَّبْعَة فان نَافِعًا أَخذ عَن أبي جَعْفَر وَابْن كثير أَخذ عَن عبد الله ابْن السَّائِب وَأَبا عمر وَأخذ عَن أبي جَعْفَر وَمُجاهد وَابْن عَامر أَخذ عَن أبي الدَّرْدَاء وعاصما أَخذ عَن زر وَحَمْزَة أَخذ عَن عَاصِم وَالْكسَائِيّ أَخذ عَن حَمْزَة
وَمِنْهَا مَا يرجع الى الْأَدَاء وَهُوَ سِتَّة الأول وَالثَّانِي الْوَقْف والابتداء
يُوقف عَن المتحرك بِالسُّكُونِ هَذَا هُوَ الأَصْل وَيُزَاد الإشمام فِي الضَّم وَهُوَ الْإِشَارَة إِلَى الْحَرَكَة بِلَا تصويت بِأَن تجْعَل شفتيك على صورتهَا إِذا لفظت بهَا وَسَوَاء ضم الأغراب وَالْبناء إِذا كَانَ لَازِما وَيُزَاد الرّوم وَهُوَ النُّطْق بِبَعْض الْحَرَكَة فِيهِ أَي الضَّم وَالْكَسْر الأصليين بِخِلَاف العارضين كضم مِيم الْجمع وَكسرهَا أما الْفَتْح فَلَا روم فِيهِ وَلَا إشمام
وَاخْتلف فِي الْوَقْف على الْهَاء المرسومة تَاء فَوقف عَلَيْهَا أَبُو عَمْرو وَالْكسَائِيّ وَابْن كثير فِي رِوَايَة البزي بِالْهَاءِ وَكَذَا الْكسَائي فِي مرضات وَاللات وهيهات وَتَابعه البزي هَيْهَات هَيْهَات فَقَط وَكَذَا وقف ابْن كثير وَابْن عَامر على تَاء أَبَت حَيْثُ وَقع ووقف الْبَاقُونَ على هَذِه الْمَوَاضِع بِالتَّاءِ ووقف الْكسَائي فِي رِوَايَة الدوري على وي من ويكان ووقفل أَبُو عَمْرو على الْكَاف مِنْهَا وَالْبَاقُونَ على الْكَلِمَة بأسرها ووقفوا على لَام نَحْو مَال هَذَا الرَّسُول مَال هَذَا الْكتاب فَمَال هَؤُلَاءِ الْقَوْم فَمَال الَّذين كفرُوا اتبَاعا للرسم إِذْ تفصل فِيهِ وَعَن الْكسَائي رِوَايَة بِالْوَقْفِ على مَا
النَّوْع الثَّالِث الإمالة هِيَ أَن تنحي بِالْألف نَحْو الْيَاء وبالفتحة نَحْو الكسرة أمال حَمْزَة الْكسَائي كل اسْم يائي أَو فعل يائي كموسى وسعي ومثواكم ومأواكم وَأَنِّي بِمَعْنى كَيفَ نَحْو {فَأتوا حَرْثكُمْ أَنى شِئْتُم} بِخِلَاف غَيرهَا وَأما لَا كل مرسوم بِالْيَاءِ واويا كَانَ أَو مَجْهُولا كمتى وبلى إِلَّا حَتَّى وَلَدي وَإِلَى وعَلى وَمَا زكى مِنْكُم من أحد أبدا بِخِلَاف الواوي المرسوم بِالْألف كالصفا وعصا ودعا وخلا وَلَا يمِيل غَيرهمَا شَيْئا الا أَبُو عَمْرو وورش وَأَبُو بكر وَحَفْص وَهِشَام فِي مَوَاضِع مَعْدُودَة محلهَا كتب القراآت وأشرنا اليها فِي التحبير
النَّوْع الرَّابِع الْمَدّ هُوَ مُتَّصِل بِأَن يكون حرف الْمَدّ والهمزة فِي كلمة ومنفصل بِأَن يكون فِي كَلِمَتَيْنِ وأطولهم أَي الْقُرَّاء فيهمَا ورش وَحَمْزَة
وَلَهُمَا ثَلَاث ألفات تَقْرِيبًا فِي الْأَشْهر عِنْد الْمُتَأَخِّرين فعاصم وَله أَلفَانِ وَنصف تَقْرِيبًا فَابْن عَامر وَالْكسَائِيّ وَلَهُمَا أَلفَانِ تَقْرِيبًا فَأَبُو عمر وَله ألف وَنصف تَقْرِيبًا وَلَا خلاف فِي تَمْكِين الْمُتَّصِل بِحرف مد
وَاخْتلف فِي الْمُنْفَصِل فقالون والبزي وَابْن كثير يقصرون حرف الْمَدّ فَلَا يزيدونه على مَا فِيهِ من الْمَدّ الَّذِي لَا يُوصل إِلَيْهِ الْآيَة وَالْبَاقُونَ يطولونه
النَّوْع الْخَامِس تَخْفيف الْهمزَة هُوَ أَنْوَاع أَرْبَعَة نقل لحركتها إِلَى السَّاكِن قبلهَا فَتسقط نَحْو {قد أَفْلح} وإبدال لَهَا بِمد من جنس حَرَكَة مَا قبلهَا فتبدل ألفا بعد الْفَتْح وواوا بعد الضَّم وياء بعد الْكسر نَحْو يَأْتِي يُؤمنُونَ وبئر معطلة وتسهيل بَينهَا وَبَين حرف حركتها نَحْو إِيذَاء وَإِسْقَاط بِلَا نقل إِذا اتفقتا فِي الْحَرَكَة وكانتا فِي كَلِمَتَيْنِ نَحْو جَاءَ أَجلهم من النِّسَاء إِلَّا أَوْلِيَاء أُولَئِكَ ومواضع هَذِه الْأَنْوَاع وَمن يقْرَأ بهَا وَمَوْضِع بسطها كتب القراآت وأشرنا إِلَيْهَا فِي التحبير
النَّوْع السَّادِس الْإِدْغَام هُوَ إِدْخَال حرف فِي مثله أَو مقاربة فِي كلمة أَو كَلِمَتَيْنِ فَهَذِهِ أَرْبَعَة أَقسَام وَلم يدغم أَبُو عمر والمثل فِي كلمة إِلَّا فِي موضِعين مَنَاسِككُم ومسالككم وَأظْهر مَا عداهما نَحْو جباههم ووجوهم وَأما فِي كَلِمَتَيْنِ فادغم فِي جَمِيع الْقُرْآن إِلَّا {فَلَا يحزنك كفره} وَإِلَّا إِذا كَانَ الأول مشددا أَو منونا أَو تَاء خطاب أَو تكلم
وَأما المتقاربان فأدغم فِي كلمة الْقَاف المتحرك مَا قبلهَا فِي الْكَاف فِي ضمير جمع الْمُذكر فَقَط وَأظْهر مَا عَداهَا وَفِي كَلِمَتَيْنِ حروفا مَخْصُوصَة مَوضِع بسطها كتب القراآت أَشَرنَا إِلَيْهَا فِي التحبير وَمِنْهَا مَا يرجع إِلَى مبَاحث الْأَلْفَاظ وَهِي سَبْعَة الأول الْغَرِيب أَي معنى الْأَلْفَاظ الَّتِي يحْتَاج إِلَى الْبَحْث عَنْهَا فِي اللُّغَة ومرجعه النَّقْل والكتب المصنفة فِيهِ وَلَا نطول بأمثلته وَمن أشهر تصانيفه
غَرِيب العزيزي وَهُوَ مُحَرر سهل المأخذ وَلأبي حَيَّان فِيهِ تأليف لطيف فِي غَايَة الِاخْتِصَار وتتأكد الْعِنَايَة بِهِ
الثَّانِي المعرب بتَشْديد الرَّاء وَهُوَ لفظ استعملته الْعَرَب فِي معنى وضع لَهُ فِي غير لغتهم وَاخْتلف فِي وُقُوعه فِي الْقُرْآن فَقَالَ قوم نعم كالمشكاة للكوة بالحبشية والكفل للضعف بهَا والأواه الرَّحِيم بهَا والتسجيل الطين المشوي بِالْفَارِسِيَّةِ والقسطاس الْعدْل بالرومية وجمعت نَحْو سِتِّينَ لفظا ونظمت فِي أَبْيَات وَمِنْهَا الإستبرق والسندس والسلسبيل وكافور وناشية اللَّيْل وَغَيرهَا وأنكرها الْجُمْهُور وَقَالُوا بالتوافق أَي بِأَنَّهَا عَرَبِيَّة وَافَقت فِيهِ الغة الْعَرَب لُغَة غَيرهم حذرا من أَن يكون فِي الْقُرْآن لفظ غير عَرَبِيّ وَقد قَالَ تَعَالَى {قُرْآنًا عَرَبيا} وَقد أجَاب غَيرهم بِأَن هَذِه الْأَلْفَاظ القليلة لَا تخرجه عَن كَونه عَرَبيا فالقصيدة الْعَرَبيَّة الَّتِي فِيهَا كلمة فارسية لَا تخرج بهَا عَن كَونهَا عَرَبِيَّة وَبِالْعَكْسِ
الثَّالِث الْمجَاز وَسَيَأْتِي أَنه اللَّفْظ الْمُسْتَعْمل فِي غير مَا وضع لَهُ وَله أَنْوَاع كَثِيرَة جدا بسطناها فِي التحبير وَلابْن عبد السَّلَام فِي مجَاز الْقُرْآن تصنيف وَالْمَذْكُور هُنَا من أَنْوَاعه اخْتِصَار حذف وهما متقاربان نَحْو {فَمن كَانَ مِنْكُم مَرِيضا أَو على سفر فَعدَّة} أَي فافطر فَعدَّة أَنا أنبئكم بتأويله فأرسلون يُوسُف أَي فَأَرْسلُوهُ فجَاء فَقَالَ يَا يُوسُف ترك خبر نَحْو فَصَبر جميل أَي صبري مُفْرد ومثنى وَجمع عَن بَعْضهَا أَي إستعمال كل وَاحِد من الثَّلَاثَة مَوضِع الآخر مِثَال الْمُفْرد عَن الْمثنى وَالله وَرَسُوله أَحَق أَن يرضوه أَي يرضوهما وَعَن الْجمع {إِن الْإِنْسَان لفي خسر} أَي إِلَّا ناسى بِدَلِيل الِاسْتِثْنَاء مِنْهُ {وَالْمَلَائِكَة بعد ذَلِك ظهير}
وَمِثَال الْمثنى عَن الْمُفْرد القيافي جَهَنَّم أَي ألق وَعَن الْجمع {ثمَّ ارْجع الْبَصَر كرتين} أَي كرة بعد كرة وَمِثَال الْجمع عَن الْمُفْرد رب إرجعون
أَي أرجعني وَعَن المثني {فَإِن كَانَ لَهُ إخْوَة فلأمه السُّدس} فَإِنَّهَا تحجب بالأخوين لفظ عَاقل أَي اسْتِعْمَاله لغيره نَحْو {قَالَتَا أَتَيْنَا طائعين} {رَأَيْتهمْ لي ساجدين} جمع الوصفان بِالْيَاءِ وَالنُّون وَهُوَ من خَواص الْعُقَلَاء والموصوف وَهُوَ السَّمَاء وَالْأَرْض وَالْكَوَاكِب من غَيرهم والمسوغ لذَلِك تَنْزِيله مَنْزِلَته إِذْ نسب إِلَيْهِ القَوْل وَالسُّجُود الَّذِي لَا يكون إِلَّا من الْعُقَلَاء
وَعَكسه أَي اسْتِعْمَال لفظ غير الْعَاقِل للعاقل نَحْو {وَللَّه يسْجد مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْض} أطلق سُبْحَانَهُ مَا على الْمَلَائِكَة والثقلين وَهُوَ مَوْضُوع لغير الْعَاقِل لَكِن لما اقْترن بِهِ غلب لكثرته وَإِن كَانَ الْأَكْثَر فِي مثل ذَلِك تَغْلِيب الْعَاقِل لشرفه
إلتفات وَهُوَ الإنتقال من وَاحِد من الْمُتَكَلّم وَالْخطاب والغيبة إِلَى آخر مِنْهَا نَحْو {مَالك يَوْم الدّين إياك نعْبد} حَتَّى إِذا كُنْتُم فِي الفك وجرين بهم {وَالله الَّذِي أرسل الرِّيَاح فتثير سحابا فسقناه} هَكَذَا ذكره أَبُو عُبَيْدَة فِي أَنْوَاع الْمجَاز وَالصَّوَاب إِنَّه لَيْسَ مِنْهَا بل من أَنْوَاع الْخطاب فَإِنَّهُ حَقِيقَة وَلذَا لم نذكرهُ فِي التحبير فِي بَاب الْمجَاز وأفردنا لَهُ بَابا
إِضْمَار نَحْو {واسأل الْقرْيَة} وَمِنْهُم من جعله قسما من الْحَذف لَا قسيما لَهُ زِيَادَة نَحْو {لَيْسَ كمثله شَيْء} تَكْرِير نَحْو {كلا سيعلمون} ثمَّ كلا سيعلمون تَقْدِيم وَتَأْخِير نَحْو {فَضَحكت فبشرناها بِإسْحَاق} أَي بشرناها فَضَحكت
سَبَب نَحْو {يذبح أَبْنَاءَهُم} أَي يَأْمر بذبحهم فأسند إِلَيْهِ لِأَنَّهُ سَبَب فِيهِ
الرَّابِع الْمُشْتَرك وَهُوَ لفظ لَهُ مَعْنيانِ وَهُوَ فِي الْقُرْآن كثير مِنْهُ الْقُرْء للْحيض وَالطُّهْر وويل كلمة عَذَاب وواد فِي جَهَنَّم كَمَا رَوَاهُ الترميذي من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ والند للمثل والضد والتواب للتائب نَحْو يحب التوابين والقابل للتَّوْبَة نَحْو إِنَّه كَانَ تَوَّابًا والمولي للسَّيِّد وَالْعَبْد والغي لضد الرشد واسن وَاد فِي جَهَنَّم كَمَا قَالَه ابْن مَسْعُود فِي قَوْله تَعَالَى {فَسَوف يلقون غيا} رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك ووراء خلف وأمام وَهُوَ معنى {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ ملك يَأْخُذ} والمضارع للْحَال والاستقبال على الْأَصَح من أَقْوَال مبينَة فِي كتبنَا النحوية
الْخَامِس المترادف وَهُوَ لفظان بِإِزَاءِ معنى وَاحِد وَهُوَ فِي الْقُرْآن كثير مِنْهُ الْإِنْسَان والبشر بِمَعْنى سمي بِالْأولِ لنسيانه وبالنثاني لظُهُور بَشرته أَي ظَاهر جلده خلاف غَيره من سَائِر الْحَيَوَانَات والحرج والضيق بِمَعْنى واليم وَالْبَحْر بِمَعْنى وَقيل أَن اليم مُعرب وَالرجز والرجس وَالْعَذَاب بِمَعْنى
السَّادِس الِاسْتِعَارَة وَهِي تَشْبِيه خَال من أداته أَي آلَة التَّشْبِيه لفظا أَو تَقْديرا نَحْو {أَو من كَانَ مَيتا فأحييناه} أَي ضَالًّا فهديناه استعير لفظ الْمَوْت للضلال وَالْكفْر والإحياء للْإيمَان وَالْهِدَايَة {وَآيَة لَهُم اللَّيْل نسلخ مِنْهُ النَّهَار} استعير من سلخ الشَّاة وَهُوَ كشط جلدهَا ثمَّ الِاسْتِعَارَة من أَنْوَاع الْمجَاز إِلَّا أَنَّهَا تفارق سَائِر أَنْوَاعه ببنائها على التَّشْبِيه
السَّابِع التَّشْبِيه وَهُوَ الدّلَالَة على مُشَاركَة أَمر لآخر فِي معنى ثمَّ شَرطه إقتران أداته لفظا أَو تَقْديرا قَالَ أهل الْبَيَان مَا فقد الأداة لفظا إِن قدرت فِيهِ الأداة فَهُوَ تَشْبِيه وَإِلَّا فاستعارة وَبِذَلِك يفترقان ومثلوه بقوله تَعَالَى {صم بكم عمي} وَهِي أَي أَدَاة التَّشْبِيه الْكَاف وَمثل بِالسُّكُونِ وَمثل بِالتَّحْرِيكِ وَكَأن بِالتَّشْدِيدِ وأمثلته فِي الْقُرْآن كَثِيرَة مِنْهَا قَوْله