الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْبَاب الثَّانِي
الْمسند إِلَيْهِ
الْمسند إِلَيْهِ حذفه لظُهُوره بِدلَالَة الْقَرِينَة عَلَيْهِ كَقَوْلِه
(قَالَ لي كَيفَ أَنْت قلت عليل
…
)
لم يقل أَنا عليل لذَلِك أَو اختبار تنبه السَّامع هَل يتَنَبَّه أم لَا أَو اختبار قدره أَي قدر تنبهه هَل يتَنَبَّه بالقرائن الْخفية أم لَا أَو صون لسَانك عَن ذكره تحقيرا لَهُ أَو صونه عَن لسَانك تَعْظِيمًا لَهُ أَو تيَسّر الْإِنْكَار عِنْد الْحَاجة نَحْو فَاسق زَان أَي زيد ليتأتى أَن تَقول مَا أردته بل غَيره أَو تعينه بِأَن لَا يصلح لذَلِك الْفِعْل سواهُ نَحْو {فعال لما يُرِيد} خَالق لما يَشَاء أَي الله وَذكره للْأَصْل وَلَا مُقْتَضى للعدول عَنهُ أَو ضعف الْقَرِينَة فيحتاط أَو النداء على غباوة السَّامع بِأَنَّهُ لَا يفهم إِلَّا بالتصريح أَو زِيَادَة الْإِيضَاح كَقَوْلِه تَعَالَى {أُولَئِكَ على هدى من رَبهم وَأُولَئِكَ هم المفلحون} أَو رفْعَة لكَون اسْمه يدل عَلَيْهَا نَحْو أَمِير الْمُؤمنِينَ حَاضر أَو إهانة لكَون اسْمه يدل عَلَيْهَا نَحْو السَّارِق اللَّئِيم حَاضر أَو تبرك بِذكرِهِ نَحْو رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَائِل هَذَا القَوْل أَو تلذذ بِهِ نَحْو الحبيب حَاضر وتعريفه بإضمار لمقام التَّكَلُّم وَنَحْوه أَي الْخطاب والغيبة أَي لِأَن الْمقَام لأحدها فَيُؤتى بِهِ كَقَوْلِه
(أَنا الَّذِي نظر الْأَعْمَى إِلَى أدبي
…
)
وَقَوله وَأَنت الَّذِي أخلفتني مَا وَعَدتنِي وَكَقَوْلِه
(بيمن أبي إِسْحَق طَالَتْ يدلا الْعلَا
…
وَقَامَت قناة الدّين وَاشْتَدَّ كأهله)
(هُوَ الْبَحْر من أَي النواحي أَتَيْته
…
فلجته الْمَعْرُوف والجود ساحله)
وعلمية أَي وتعريفه بإيراده علما لإحضاره فِي الذِّهْن أَي ذهن السَّامع ابْتِدَاء باسمه الْخَاص بِهِ بِحَيْثُ لَا يُطلق على غَيره نَحْو {قل هُوَ الله أحد} أَو رفْعَة أَو إهانة لَهُ كالألقاب الصَّالِحَة لذَلِك أَو كِنَايَة عَن معنى يصلح لَهُ الْعلم نَحْو أَو لَهب فعل كَذَا كِنَايَة عَن كَونه جهنميا أَو تلذذ بِهِ نَحْو ليلاي مِنْكُن أم ليلِي من الْبشر أَو تبرك بِهِ نَحْو الله الْهَادِي وَمُحَمّد الشَّفِيع
وموصولية أَي وتعريفه بإيراده إسما مَوْصُولا لفقد علم السَّامع غير الصِّلَة من أَحْوَاله الْخَاصَّة بِهِ نَحْو الَّذِي كَانَ مَعنا أمس رجل عَالم أَو هجنة أَي قبح للتصريح بِالِاسْمِ لكَونه مِمَّا يستقبح وَله صفة كَمَال فيذكر بهَا أَو تفخيم أَي تَعْظِيم وتهويل نَحْو فغشيهم أَي أحاطهم من أَلِيم مَا غشيهم أَو تَقْرِير للغرض المسوق لَهُ الْكَلَام نَحْو {وراودته الَّتِي هُوَ فِي بَيتهَا عَن نَفسه} الْغَرَض نزاهة يُوسُف صلى الله عليه وسلم وطهارة ذيله وَكَونه فِي بَيتهَا مُتَمَكنًا من نيل المُرَاد مِنْهَا وَلم يفعل أبلغ فِي الْعِفَّة فَهُوَ أعظم من امْرَأَة الْعَزِيز أَو زليخا وتعريفه بإيرادة اسْم إِشَارَة لكَمَال تَمْيِيزه نَحْو هَذَا أَبُو الصَّقْر فَردا فِي محاسنه أَو التَّعْرِيض بالغباوة للسامع حَتَّى أَنه لَا يدْرك غير المحسوس كَقَوْلِه
(أُولَئِكَ آبَائِي فجئني بمثلهم
…
إِذا جمعتنَا يَا جرير المجامع)
أَو بَيَان حَاله قربا أَو بعدا نَحْو ذَا وَذَلِكَ أَو تَعْظِيم بِالْقربِ أَو الْبعد نَحْو {إِن هَذَا الْقُرْآن يهدي للَّتِي هِيَ أقوم} {ذَلِك الْكتاب لَا ريب فِيهِ} أَو تحقير بِالْقربِ أَو الْبعد نَحْو {أَهَذا الَّذِي يذكر آلِهَتكُم} {فَذَلِك الَّذِي يدع الْيَتِيم} وتعريفه بِإِدْخَال اللَّام عَلَيْهِ للْإِشَارَة إِلَى عهد ذهني
نَحْو {إِذْ هما فِي الْغَار} أَو ذكرى نَحْو {أرسلنَا إِلَى فِرْعَوْن رَسُولا فعصى فِرْعَوْن الرَّسُول} أَو حضوري نَحْو خرجت فَإِذا بِالْبَابِ زيد أَو حسي نَحْو القرطاس لمن يسدد سَهْما أَو حَقِيقَة نَحْو الرجل خير من الْمَرْأَة أَو استغراق حَقِيقَة نَحْو {إِن الْإِنْسَان لفي خسر} أَو عرفا نَحْو جمع الْأَمِير الصاغة أَي صاغة بَلَده
وَإِضَافَة أَي وتعريفه بهَا لِأَنَّهَا أخصر طَرِيق وَالْمقَام يَقْتَضِي الإختصار كَقَوْل جَعْفَر بن علية وَهُوَ مَحْبُوس
هواي مَعَ الركب اليمانين مصعد فَإِنَّهُ أخصر من الَّذِي أهواه وَنَحْوه أَو تَعْظِيم للمضاف كَعبد الْخَلِيفَة حَاضر أَو للمضاف إِلَيْهِ كعبدي حضر تَعْظِيمًا لَك بِأَن لَك عبدا أَو غَيرهمَا كَعبد السُّلْطَان عِنْدِي تَعْظِيمًا للمتكلم بِأَن عبد السُّلْطَان عِنْده أَو تحقير كَذَلِك نَحْو ولد الْحجام حَاضر ضَارب زيد حَاضر ولد الْحجام جليس زيد
وتنكيره أَي الْمسند إِلَيْهِ لإفراد نَحْو {وَجَاء رجل من أقْصَى الْمَدِينَة يسْعَى} أَو نوعية نَحْو وعَلى أَبْصَارهم غشاوة أَي نوع من الأغطية لَيْسَ كَغَيْرِهِ أَو تَعْظِيم أَو تحقير نَحْو لَهُ حَاجِب فِي كل أَمر يشينه وَلَيْسَ لَهُ عَن طَالب الْعرف حَاجِب أَي لَهُ حَاجِب عَظِيم وَلَيْسَ لَهُ حَاجِب حقير أَي مَانع أَو تقليل نَحْو ورضوان من الله أكبر أَي قَلِيل مِنْهُ أَو تَكْثِير كَقَوْلِهِم إِن لَهُ لإبلا وَإِن لَهُ لغنما
وَوَصفه أَي الْمسند إِلَيْهِ لكشف عَن مَعْنَاهُ نَحْو الْجِسْم الطَّوِيل العريض العميق يحْتَاج إِلَى فرَاغ يشْغلهُ أَو تَخْصِيص نَحْو زيد التَّاجِر عِنْدَمَا أَو مدح كجاء زيد الْعَالم أَو ذمّ كجاء عَمْرو الْجَاهِل أَو تَأْكِيد نَحْو لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ وتأكيده لتقوية نَحْو جَاءَ زيد زيد أَو دفع توهم تجوز أَي تكلم بالمجاز كجاء السُّلْطَان نَفسه لِئَلَّا يتَوَهَّم أَن المُرَاد عسكره أَو دفع توهم عدم الشُّمُول نَحْو {فَسجدَ الْمَلَائِكَة كلهم أَجْمَعُونَ} لِئَلَّا يتَوَهَّم
أَن المُرَاد الْبَعْض وَبَيَانه أَي اتِّبَاعه بعطف بَيَان للإيضاح باسم مُخْتَصّ بِهِ نَحْو أقسم بِاللَّه أَبُو حَفْص عمر وَقدم صديقك خَالِد وإبداله أَي الْإِبْدَال مِنْهُ لزِيَادَة التَّقْرِير نَحْو جَاءَ زيد أَخُوك وَجَاءَنِي الْقَوْم أَكْثَرهم وسلب زيد ثَوْبه لما فِيهِ من ذكر الْمَحْكُوم عَلَيْهِ مرَّتَيْنِ صَرِيحًا فِي الأول وإجمالا فِي الآخرين
وَعطفه أَي إتباعه بعطف النسق للتفصيل للمسند إِلَيْهِ أَو الْمسند بِاخْتِصَار نَحْو جَاءَ زيد وَعَمْرو فَهُوَ أخصر من وَجَاء عمر وَزيد قَائِم وقاعد أَو رد للسامع عَن الْخَطَأ إِلَى صَوَاب نَحْو جَاءَ زيد لَا عَمْرو لمن يعْتَقد أَن عمرا جَاءَ دون زيد أَو صرف الحكم عَن الْمَحْكُوم عَلَيْهِ إِلَى آخر نَحْو جَاءَ زيد بل عَمْرو أَو شكّ من الْمُتَكَلّم أَو تشكيك للسامع أَي إِيقَاعه فِي الشَّك نَحْو جَاءَ زيد أَو عَمْرو وفصله أَي الْإِتْيَان بعده بضمير الْفَصْل للتخصيص أَي تَخْصِيص الْمسند إِلَيْهِ بالمسند نَحْو {إِن الله هُوَ الرَّزَّاق} أَي لَا غَيره وتقديمه على الْمسند للْأَصْل وَلَا عدُول أَي لَا مُقْتَضى لَهُ أَو تَمْكِين للْخَبَر فِي الذِّهْن بِأَن كَانَ فِي الْمُبْتَدَأ تشويق إِلَيْهِ نَحْو
(وَالَّذِي حارت الْبَريَّة فِيهِ
…
حَيَوَان مستحدث من جماد)
أَو تَعْجِيل مَسَرَّة نَحْو سعد فِي دَارك أَو تَعْجِيل مساءة نَحْو السفاح فِي دَارك وتأخيره لاقْتِضَاء الْمقَام لَهُ بِأَن اقْتضى تَقْدِيم الْمسند وَسَيَأْتِي وَقد يُخَالف مَا تقدم فَيُوضَع الْمُضمر مَوضِع الظَّاهِر نَحْو هُوَ زيد قَائِم أَو هِيَ زيد مَكَان الشَّأْن أَو الْقِصَّة ليتَمَكَّن مَا بعده فِي ذهن السَّامع وَعَكسه لزِيَادَة التَّمْكِين فِي غير الْإِشَارَة نَحْو {قل هُوَ الله أحد الله الصَّمد} والإجلال نَحْو أَمِير الْمُؤمنِينَ يَأْمُرك بِكَذَا مَكَان أَنا أَو لكَمَال الْعِنَايَة بتمييزه فِيهَا لاختصاصه بِحكم بديع كَقَوْلِه أَي قَول ابْن الراوندي
(كم عَاقل عَاقل أعيت مذاهبه
…
وجاهل جَاهِل تَلقاهُ مرزوقا)
(هَذَا الَّذِي ترك الأوهام حائرة
…
وصير الْعَالم التَّحْرِير زنديقا)