الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالضر وتمني الْمَوْت لأَجله وَله تَعَالَى إيلام الْأَطْفَال وَالدَّوَاب لأَنهم ملكه يتَصَرَّف فيهم كَيفَ يَشَاء وَلَيْسَ يُصِيب الْمُؤمن من وصب وَلَا نصب حَتَّى الشَّوْكَة يشاكها إِلَّا كفر بهَا من خطاياه أَو رفع بهَا دَرَجَات كَمَا صَحَّ بذلك الحَدِيث
علم التصوف
حَده كَمَا قَالَ الْغَزالِيّ رحمه الله تَجْرِيد الْقلب لله تَعَالَى واحتقار مَا سواهُ وَلذَلِك سمي بِهِ أخذا من الصفاء لتصفيته للقلوب كَمَا قيل
(وَلَيْسَ يشهر بالصوفي غير فني
…
صافي فصوفي حَتَّى سمي الصُّوفِي)
وحددته دون علمه بِخِلَاف الْعُلُوم السَّابِقَة لِأَن صَاحبه أحْوج إِلَى حَده مِنْهُ إِلَى حد علمه لعدم اعتنائه بذلك الَّذِي هُوَ شَأْن المدققين فِي الظَّوَاهِر إِذا عرفت الْمَقْصُود من التصوف فراقب الله تَعَالَى فِي جَمِيع حالاتك أَي اتقه بِحَيْثُ إِنَّك تراقبه أَي تنظر إِلَيْهِ فَإنَّك أَن لم تكن ترَاهُ فَإِنَّهُ يراك وَذَلِكَ بِأَن تبدأ بِفعل الْفَرَائِض الَّتِي افترضها عَلَيْك وَترك الْمُحرمَات عَلَيْك كبيرها وصغيرها ثمَّ بِفعل النَّوَافِل وَترك المكروهات فَفِي التحديث عَن الله تَعَالَى
مَا تقرب إِلَيّ عَبدِي بِشَيْء أحب إِلَيّ مِمَّا افترضته عَلَيْهِ وَمَا يزَال عَبدِي يتَقرَّب إِلَيّ بالنوافل حَتَّى أحبه فَإِذا أحببته كنت سَمعه الَّذِي يسمع بِهِ وبصره الَّذِي يبصر بِهِ وَيَده الَّتِي يبطش بهَا وَرجله الَّتِي يمشي بهَا وَلَئِن سَأَلَني لأعطينه وَلَئِن استعاذ بِي لأعيذنه رَوَاهُ البُخَارِيّ وَليكن اهتمامك بترك الْمنْهِي أَشد من فعل الْمَأْمُور لِأَن الأول كف وَهُوَ أسهل من الْفِعْل وَمن قَوَاعِد الشَّرْع أَن دَرْء الْمَفَاسِد أولى من جلب الْمصَالح وَلِهَذَا قيل إِن لم تطق أَن تعبد الله فَلَا تعصه
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ
مَا نَهَيْتُكُمْ عَنهُ فَاجْتَنبُوهُ وَمَا أَمرتكُم بِهِ فافعلوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُم علق الْمَأْمُور على الإستطاعة دون الْمنْهِي لسُهُولَة الاجتناب لَكِن فِي مُعْجم الطَّبَرَانِيّ من حَدِيثه
إِذا أَمرتكُم بِشَيْء فائتوه وَإِذا نَهَيْتُكُمْ عَن شَيْء فَاجْتَنبُوهُ مَا اسْتَطَعْتُم وَعِنْدِي أَن هَذِه الرِّوَايَة مَقْلُوبَة وَرِوَايَة الصَّحِيحَيْنِ أثبت
وَأَنت فِي الْمُبَاح بِالْخِيَارِ بَين الْفِعْل وَالتّرْك وَإِن نَوَيْت بِهِ الطَّاعَة كالجلوس فِي الْمَسْجِد للاستراحة مضموما إِلَيْهِ نِيَّة الِاعْتِكَاف أَو التَّوَصُّل إِلَيْهَا كَالْأَكْلِ للقوة على الْعِبَادَة أَو الْكَفّ عَن الحارم كالجماع لكسر الشَّهْوَة حذرا من الْوُقُوع فِي الزِّنَا فَحسن يُثَاب عَلَيْهِ وَفِي الْأَخير حَدِيث مُسلم
وَفِي بضع أحدكُم صَدَقَة فَقيل أَيَأتِي أَحَدنَا شَهْوَته وَله فِيهَا أجر فَقَالَ أَرَأَيْتُم لَو وَضعهَا فِي حرَام أَكَانَ عَلَيْهِ وزر فَكَذَلِك إِذا وَضعهَا فِي الْحَلَال كَانَ لَهُ أجر
وأعتقد بعد مُرَاعَاة مَا سبق إِنَّك مقصر فِيمَا أتيت بِهِ وَأَنَّك لم توف من حق الله عَلَيْك مِثْقَال ذرة كَيفَ وإقداره إياك على مَا أتيت بِهِ نعْمَة مِنْهُ يجب عَلَيْك شكرها وَفِي مُسْند أَحْمد حَدِيث
لَو أَن رجلا يخر على وَجهه من يَوْم ولد إِلَى يَوْم يَمُوت فِي مرضاة الله تَعَالَى لحقره يَوْم الْقِيَامَة وأعتقد أَنَّك لست بِخَير من أحد وَلَو كَانَ بِحَسب الظَّاهِر من كَانَ فَإنَّك لَا تَدْرِي مَا الخاتمة لَك وَله وَقد قَالَ صلى الله عليه وسلم
إِن أحدكُم ليعْمَل بِعَمَل أهل الْجنَّة حَتَّى لَا يكون بَينهَا وَبَينه إِلَّا ذِرَاع فَيَسْبق عَلَيْهِ الْكتاب فَيعْمل بِعَمَل أهل النَّار فَيدْخل النَّار وَإِن أحدكُم ليعْمَل بِعَمَل أهل النَّار حَتَّى مَا يكون بَينهَا وَبَينه إِلَّا ذِرَاع فَيَسْبق عَلَيْهِ الْكتاب فَيعْمل بِعَمَل أهل الْجنَّة فَيدْخل الْجنَّة رَوَاهُ الشَّيْخَانِ
وَسلم لأمر الله تَعَالَى وقضائه مُعْتَقدًا أَنه لَا يكون إِلَّا مَا يُرِيد هُوَ لَا مَا تُرِيدُ أَنْت وَلَو حرصت فَفِي صَحِيح مُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة اسْتَعِنْ بِاللَّه وَلَا تعجزن وَإِن أَصَابَك شَيْء فَلَا تقل لَو أَنِّي فعلت كَذَا وَكَذَا لَكَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِن قل قدر الله وَمَا شَاءَ الله فعل فَإِن لَو تفتح عمل الشَّيْطَان وَإِيَّاك إِن تراقب أَحْوَال النَّاس أَو تراعيهم فينسد عَلَيْك أَبْوَاب كَثِيرَة من الْخَيْر إِلَّا بِمَا ورد بِهِ الشَّرْع من المداراة وَالْقَوْل السَّالِم من الْإِثْم وَالشَّر والصفح واستحضر فِي نَفسك ثَلَاثَة أصُول تعينك على مَا تقدم من الْوِصَايَة الأول أَن لَا نفع وَلَا ضَرَر إِلَّا مِنْهُ تَعَالَى وَأَنه قدر لَك رزقا ونفعا وَشدَّة وضررا فِي الْأَزَل وأصلا إِلَيْك لَا محَالة وَإِن جرى على يَدي شخص فبتقديره تَعَالَى كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي كِتَابه الْعَزِيز {وَإِن يمسسك الله بضر فَلَا كاشف لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يردك بِخَير فَلَا راد لفضله}
) وَقَالَ تَعَالَى {وَإِن تصبهم حَسَنَة يَقُولُوا هَذِه من عِنْد الله وَإِن تصبهم سَيِّئَة يَقُولُوا هَذِه من عنْدك قل كل من عِنْد الله} وَقَالَ صلى الله عليه وسلم
إحفظ الله يحفظك إحفظ الله تَجدهُ أمامك وَإِذا سَأَلت فاسأل الله وَإِذا استعنت فَاسْتَعِنْ بِاللَّه وَاعْلَم أَن الْأمة لَو اجْتَمعُوا على أَن ينفعوك لم ينفعوك إِلَّا بِشَيْء قد كتبه الله لَك وَلَو اجْتَمعُوا على أَن يضروك لم يضروك إِلَّا بِشَيْء قد كتبه الله عَلَيْك رفعت الأقلام وجفت الصُّحُف رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ فَإِذا استحضرت هَذَا الأَصْل هان عَلَيْك ترك مُرَاعَاة النَّاس إِذْ لَا معنى لَهَا حِينَئِذٍ
الثَّانِي أَنَّك عبد مرموق وَلَا تصرف لَك فِي نَفسك وَأَن مَوْلَاك وَمَالك لَهُ التصريف فِيك كَيفَ شَاءَ كَمَا هُوَ شَأْن الْمَالِك فِي مَمْلُوكه وَأَنه يقبح عَلَيْك أَن تكره مَا يَفْعَله بك مَوْلَاك الَّذِي هُوَ أشْفق عَلَيْك وَارْحَمْ بك من نَفسك ووالديك فَفِي الحَدِيث
الله أرْحم بِالْمُؤمنِ من الْمَرْأَة بِوَلَدِهَا وَإنَّهُ أحكم الْحَاكِمين فِي فعله كَمَا أخبر بذلك فِي كِتَابه وَأَنه لم يرد بذلك الْوَاصِل إِلَيْك من الضَّرَر إِلَّا صلاحك ونفعك من التَّكْفِير لخطاياك والترفيع لدرجاتك قَالَ صلى الله عليه وسلم
لَا يُصِيب الْمُؤمن نصب وَلَا وصب وَلَا سقم وَلَا حزن حَتَّى الْهم يهمه إِلَّا كفر الله بِهِ من سيئاته رَوَاهُ الشَّيْخَانِ فَإِذا استحضرت هَذَا الأَصْل هان عَلَيْك التَّسْلِيم للْقَضَاء
الثَّالِث أَن الدُّنْيَا زائلة فانية وَالْآخِرَة آتِيَة بَاقِيَة وَأَنَّك فِي الدُّنْيَا مُسَافر وَلَا بُد أَن يَنْتَهِي سفرك وَتصل إِلَى دَارك فتستقر بهَا وتنال الرَّاحَة واللذة والاجتماع بالأحباب الَّذِي سبقوك فِي السّفر فَاحْتمل مشقات السّفر الَّذِي يَنْقَطِع عَن قريب بِالصبرِ على الطَّاعَة وَعَن الْمعْصِيَة وعَلى شَدِيد الْمَعيشَة وَنَحْوهَا واجتهد فِي عمَارَة دَارك الَّتِي هِيَ مسكنك بِالْحَقِيقَةِ وإصلاحها وتزيينها بالإكثار من الْعِبَادَات فِي هَذَا الأمد الْقَلِيل لتتمتع بهَا دهرا مديدا بِلَا نصب فَإِذا استحضرت هَذَا الأَصْل هَانَتْ عَلَيْك المراقبة السَّابِقَة وتشبيه الدُّنْيَا بِالسَّفرِ مَأْخُوذ
من حَدِيث ابْن مَسْعُود
نَام رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على حَصِير فَقَامَ وَقد أثر فِي جنبه فَقُلْنَا يَا رَسُول الله لَو اتخذنا لَك فَقَالَ مَالِي وللدنيا مَا أَنا فِي الدُّنْيَا إِلَّا كراكب استظل تَحت شَجَرَة ثمَّ رَاح وَتركهَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ
وَالْمُؤمن حَقًا وَأي الْكَامِل فِي إيمَانه من كملت فِيهِ شعب الْإِيمَان وَمن نقصت مِنْهُ وَاحِدَة مِنْهَا نقص من إيمَانه بحسبها وَقد أجمع السّلف على أَن الْإِيمَان يزِيد وَينْقص وزيادته بالطاعات ونقصانه بِالْمَعَاصِي وَهِي أَي شعب الْإِيمَان كَمَا فِي الحَدِيث
بضع وَسِتُّونَ أَو بضع وَسَبْعُونَ شُعْبَة رَوَاهُ الشَّيْخَانِ هَكَذَا على الشَّك من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَرَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الثَّلَاثَة بِلَفْظ
بضع وَسَبْعُونَ بِلَا شكّ وَأَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه بِلَفْظ
سِتّ وَسَبْعُونَ أَو سبع وَسَبْعُونَ وَالتِّرْمِذِيّ بِلَفْظ
أَربع وَسِتُّونَ وَقد تكلّف جمَاعَة عدهَا بطرِيق الإجتهاد وأقربهم عدا ابْن حبَان حَيْثُ ذكر كل خصْلَة سميت فِي الْكتاب أَو السّنة إِيمَانًا وَقد تبعه شيخ الْإِسْلَام أَبُو الْفضل ابْن حجر فِي شرح البُخَارِيّ وتبعناهما وَذَلِكَ الْإِيمَان بِاللَّه وَصِفَاته وحدوث مَا دونه وَالْإِيمَان بملائكته وَكتبه وَرُسُله وَالْقدر وَالْإِيمَان بِالْيَوْمِ الآخر أَي الْقِيَامَة لِأَنَّهُ آخر الايام ويشمل الْبَعْث والحساب وَالْجنَّة وَالنَّار والحوض والصراط وَالْمِيزَان قَالَ صلى الله عليه وسلم
الْإِيمَان أَن تؤمن بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه وَرُسُله وَالْيَوْم الآخر وَالْقدر خَيره وشره رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَفِي لفظ لمُسلم
وَالْجنَّة وَالنَّار والبعث بعد الْمَوْت وروى التِّرْمِذِيّ وَغَيره حَدِيث
لَا يُؤمن عبد حَتَّى يُؤمن بِالْقدرِ خَيره وشره حَتَّى يعلم أَن مَا أَصَابَهُ لم يكن ليخطئه وَأَن مَا أخطأه لم يكن ليصيبه
ومحبة الله وَالْحب والبغض فِيهِ ومحبة النَّبِي صلى الله عليه وسلم روى الشَّيْخَانِ عَن أنس
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ ثَلَاث من كن فِيهِ وجد حلاوة الْإِيمَان أَن يكون الله وَرَسُوله أحب إِلَيْهِ مِمَّا سواهُمَا وَأَن يحب الْمَرْء لَا يُحِبهُ إِلَّا الله الحَدِيث وَرُوِيَ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ حَدِيث
الْحبّ فِي الله والبغض فِي الله من الْإِيمَان وَفِي مُسْند أَحْمد
أوثق عرى الْإِيمَان أَن تحب فِي الله وَتبْغض فِي الله
واعتقاد تَعْظِيمه وَفِيه الصَّلَاة عَلَيْهِ وَقد خَاطب الله تَعَالَى الْمُؤمنِينَ بِالثَّانِيَةِ وَمعنى الأولى قَالَ الله تَعَالَى {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا صلوا عَلَيْهِ} وَقَالَ {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تقدمُوا بَين يَدي الله وَرَسُوله} {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تَرفعُوا أَصْوَاتكُم فَوق صَوت النَّبِي} وَذَلِكَ تَعْظِيمًا لَهُ وَاتِّبَاع سنته قَالَ صلى الله عليه وسلم
لن يستكمل مُؤمن إيمَانه حَتَّى يكون هَوَاهُ تبعا لما جِئتُكُمْ بِهِ رَوَاهُ الْأَصْبَهَانِيّ فِي التَّرْغِيب وَرَوَاهُ الْحسن بن سُفْيَان بِلَفْظ
لَا يُؤمن أحدكُم حَتَّى يكون هَوَاهُ تبعا لما جِئْت بِهِ وَإِسْنَاده حسن وَقَالَ صلى الله عليه وسلم وَإِسْنَاده حسن وَقَالَ صلى الله عليه وسلم
عَلَيْكُم بِسنتي وَسنة الْخُلَفَاء الرَّاشِدين عضوا عَلَيْهَا بالنواجذ وَإِيَّاكُم ومحدثات الْأُمُور فَإِن كل محدثة بِدعَة وكل بِدعَة ضَلَالَة رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة
والاخلاص قَالَ صلى الله عليه وسلم
ثَلَاث لَا يغل عَلَيْهِنَّ قلب الْمُؤمن إخلاص إالعمل لله وَطَاعَة ذَوي الْأَمر وَلُزُوم الْجَمَاعَة رَوَاهُ أَحْمد وَصَححهُ الْحَاكِم وَغَيره وَمعنى لَا يغل لَا يحقد عَلَيْهِنَّ أَي لَا يكون بَينه وبينهن عَدَاوَة وَفِيه ترك الرِّيَاء والنفاق روى ابْن ماجة عَن شَدَّاد بن أَوْس مَرْفُوعا أَن أخوف مَا أَخَاف على أمتِي الْإِشْرَاك بِاللَّه أما إِنِّي لست أَقُول يعْبدُونَ شمسا وَلَا قمرا وَلَا وثنا وَلَكِن أعمالا لغير الله وشهوة خُفْيَة وَفِي لفظ عَنهُ عِنْد غَيره
كُنَّا نعد الرِّيَاء على عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الشّرك الْأَصْغَر وَقد فسر الشّرك فِي قَوْله تَعَالَى {وَلَا يُشْرك بِعبَادة ربه أحدا} بالرياء والنفاق إخفاء الْكفْر وَإِظْهَار الْإِسْلَام
وَالتَّوْبَة قَالَ تَعَالَى {وتوبوا إِلَى الله جَمِيعًا أَيهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تفلحون} وَالْخَوْف قَالَ صلى الله عليه وسلم
إِن من أفضل إِيمَان العَبْد أَن يعلم أَن الله مَعَه حَيْثُ كَانَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي هَذَا الْبَاب وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وروى الْأَصْبَهَانِيّ فِي ترغيبه من حَدِيث معَاذ
إِن الْمُؤمن لَا يَأْمَن قلبه وَلَا تسكن رَوْعَته
والرجاء لوصف الله تَعَالَى ضِدّه بالْكفْر قَوْله تَعَالَى {إِنَّه لَا ييأس من روح الله} أَي رَحمته {إِلَّا الْقَوْم الْكَافِرُونَ} وَقَالَ صلى الله عليه وسلم
حسن الظَّن من حسن الْعِبَادَة رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ
أفضل الْعِبَادَة انْتِظَار الْفرج رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ
وَالشُّكْر فَإِن الله تَعَالَى قابله بالْكفْر حَيْثُ قَالَ عز وجل {وَمن يشْكر فَإِنَّمَا يشْكر لنَفسِهِ وَمن كفر فَإِن الله غَنِي حميد} وروى أَبُو دَاوُد حَدِيث
من أعْطى عَطاء فَوجدَ فليجز بِهِ فَإِن لم يجد فليثن بِهِ فَمن اثنى بِهِ فقد شكره وَمن كتمه فقد كفره وَفِي مُسْند الفردوس حَدِيث
الايمان نِصْفَانِ نصف فِي الصَّبْر وَنصف فِي الشُّكْر
وَالْوَفَاء قَالَ تَعَالَى {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا أَوْفوا بِالْعُقُودِ} وَقَالَ سبحانه وتعالى {وأوفوا بِعَهْد الله إِذا عاهدتم} وَقَالَ صلى الله عليه وسلم
حسن الْعَهْد من الْإِيمَان رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَغَيره وَالصَّبْر وَالرِّضَا بِالْقضَاءِ وَمِنْه الْيَقِين قَالَ صلى الله عليه وسلم الصَّبْر نصف الْإِيمَان وَالْيَقِين الْإِيمَان كُله رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الزّهْد وَغَيره وصححوا وَقفه على بن مَسْعُود وروى الْبَزَّار حَدِيث
خمس من الْإِيمَان من لم يكن فِيهِ شَيْء مِنْهُنَّ فَلَا إِيمَان لَهُ التَّسْلِيم لأمر الله وَالرِّضَا بِقَضَاء الله والتفويض إِلَى الله والتوكل على الله وَالصَّبْر عِنْد الصدمة الأولى وَقَالَ صلى الله عليه وسلم
من سَعَادَة ابْن آدم استخارة الله وَرضَاهُ بِمَا قضى الله وَمن شقاوته ترك استخارة الله وَسخطه بِمَا قضى الله رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ
وَالْحيَاء قَالَ صلى الله عليه وسلم
الْحيَاء شُعْبَة من الْإِيمَان رَوَاهُ الشَّيْخَانِ والتوكل قَالَ الله تَعَالَى {وعَلى الله فَليَتَوَكَّل الْمُؤْمِنُونَ} وَقد عد فِي حَدِيث الْبَزَّار الْمَذْكُور قَرِيبا من الْإِيمَان وَقَالَ صلى الله عليه وسلم
الطَّيرَة شرك وَمَا منا الإ أَن الله يذهبه بالتوكل وَقَالَ الرقي والتمائم والتولة شرك قَالَ العيافة والطيرة والطرق من الْجُبَّة رَوَاهُمَا
أَبُو دَاوُد وَغَيره والتميمة مَا يعلق على الصَّغِير
والتولة مَا يجب الرجل فِي امْرَأَته والعيافة التكهن والطرق الضَّرْب بالحصا والحط فِي التُّرَاب والجبت السحر
وَالرَّحْمَة قَالَ صلى الله عليه وسلم
لَا تنْزع الرَّحْمَة إِلَّا من شقي رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْأَدَب وَغَيره وَقَالَ
من لَا يرحم النَّاس لَا يرحمه الله رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَقَالَ
لَا يدْخل الْجنَّة إِلَّا رَحِيم قيل يَا رَسُول الله كلنا يرحم قَالَ لَيْسَ أَن يرحم أحدكُم صَاحبه إِنَّمَا الرَّحْمَة أَن يرحم النَّاس رَوَاهُ الْبَزَّار
والتواضع وَفِيه توقير الْكَبِير وَرَحْمَة الصَّغِير وَترك الْكبر وَالْعجب قَالَ صلى الله عليه وسلم
لَا يدْخل الْجنَّة من فِي قلبه مِثْقَال ذرة من كبر وَلَا يدْخل النَّار من فِي قلبه مِثْقَال ذرة من إِيمَان رَوَاهُ مُسلم وَقَالَ
من لم يرحم صَغِيرنَا وَيعرف حق كَبِيرنَا فَلَيْسَ منا رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْأَدَب وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَفِي لفظ لَهُ
ويوقر كَبِيرنَا وَيَأْمُر بِالْمَعْرُوفِ وينه عَن الْمُنكر وَفِي لفظ عِنْد أَحْمد
لَيْسَ من أمتِي من لم يَجْعَل كَبِيرنَا وَيرْحَم صَغِيرنَا وَيعرف لعالمنا وروى الطَّبَرَانِيّ حَدِيث
ثَلَاثَة لَا يستخف بهم إِلَّا مُنَافِق ذُو الشيبة فِي الْإِسْلَام وَذُو الْعلم وامام مقسط وروى أَيْضا
ثَلَاث مهلكات شح مُطَاع وَهوى مُتبع وَإِعْجَاب الْمَرْء بِنَفسِهِ وروى الْحَاكِم وَغَيره أَحَادِيث
أهل النَّار كل جعظري جواظ مستكبر وَمَا من رجل يتعظم فِي نَفسه ويختال فِي مشيته إِلَّا لَقِي الله وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَان وَيَقُول الله تَعَالَى {الْكِبْرِيَاء رِدَائي وَالْعَظَمَة إزَارِي فَمن نَازَعَنِي فِي وَاحِد مِنْهُمَا أدخلته جَهَنَّم} وَفِي لفظ قصمته
وَترك الْحَسَد وَترك الحقد قَالَ صلى الله عليه وسلم
الْحَسَد يَأْكُل الْحَسَنَات كَمَا تَأْكُل النَّار الْحَطب رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَقَالَ
لَا تدْخلُوا الْجنَّة حَتَّى تؤمنوا وَلَا تؤمنوا حَتَّى تحَابوا رَوَاهُ مُسلم وَقَالَ
دب إِلَيْكُم دَاء الْأُمَم قبلكُمْ الْحَسَد والبغضاء هِيَ حالقة الدّين لَا حالقة الشّعْر رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ
إِن النميمة والحقد فِي النَّار لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قلب مُسلم رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَقَالَ
لَا يَسْتَقِيم ايمان عبد حَتَّى يَسْتَقِيم قلبه رَوَاهُ أَحْمد
وَترك الْغَضَب قَالَ صلى الله عليه وسلم أكمل الْمُؤمنِينَ إِيمَانًا أحْسنهم
خلقا صَححهُ الْحَاكِم وروى الْأَصْبَهَانِيّ فِي التَّرْغِيب حَدِيث
لَا يستكمل العَبْد الْإِيمَان حَتَّى يحسن خلقه وَلَا يشفي غيظه وَقد قَالَ صلى الله عليه وسلم لمن قَالَ لَهُ أوصني
لَا تغْضب رَوَاهُ البُخَارِيّ
والنطق بِالتَّوْحِيدِ فَفِي حَدِيث الشّعب السَّابِق
أرفعها قَول لَا إِلَه إِلَّا الله وَرُوِيَ أَحْمد وَغَيره حَدِيث
جددوا إيمَانكُمْ قيل يَا رَسُول الله كَيفَ نجدد إيمَاننَا قَالَ أَكْثرُوا من قَول لَا إِلَه إِلَّا الله وتلاوة الْقُرْآن قَالَ تَعَالَى {ثمَّ أَوْرَثنَا الْكتاب الَّذين اصْطَفَيْنَا من عبادنَا} وَقَالَ صلى الله عليه وسلم
اقرأوا الْقُرْآن فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة شَفِيعًا لأَصْحَابه رَوَاهُ مُسلم
وَسُئِلَ أَي الْأَعْمَال أفضل فَقَالَ
الْحَال المرتحل قيل وَمَا هُوَ قَالَ
صَاحب الْقُرْآن يضْرب فِي أَوله حَتَّى يبلغ آخِره وَفِي آخِره حَتَّى يبلغ أَوله وَقَالَ
أفضل عبَادَة أمتِي قِرَاءَة الْقُرْآن رَوَاهُمَا الْبَيْهَقِيّ
وروى أَحْمد وَغَيره حَدِيث
أهل الْقُرْآن هم أهل الله وخاصته
وَتعلم الْعلم وتعليمه قَالَ صلى الله عليه وسلم
من يرد الله بِهِ خيرا يفقهه فِي الدّين رَوَاهُ الشَّيْخَانِ
وَقَالَ خصلتان لَا يَجْتَمِعَانِ فِي مُنَافِق حسن سمت وَفقه فِي الدّين رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ
لكل شَيْء عماد وعماد هَذَا الدّين الْفِقْه رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَقَالَ
طلب الْعلم فَرِيضَة على كل مُسلم وَقَالَ
تكون فتن يصبح الرجل فِيهَا مُؤمنا ويمسي كَافِرًا إِلَّا من أَحْيَاهُ الله بِالْعلمِ رَوَاهُمَا ابْن مَاجَه وَقَالَ
من سُئِلَ عَن علم فكتمه ألْجمهُ الله يَوْم الْقِيَامَة بلجام من نَار رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ الْحَاكِم
وَالدُّعَاء قَالَ صلى الله عليه وسلم
الدُّعَاء هُوَ الْعِبَادَة ثمَّ قَرَأَ هَذِه الْآيَة {ادْعُونِي أَسْتَجِب لكم إِن الَّذين يَسْتَكْبِرُونَ عَن عبادتي} الْآيَة رَوَاهُ الشَّيْخَانِ
وَالذكر وَفِيه الإستغفار وَاجْتنَاب اللَّغْو قَالَ صلى الله عليه وسلم
أفضل الْإِيمَان أَن تحب لله وَتبْغض لله وتعمل لسَانك فِي ذكر الله رَوَاهُ أَحْمد وَالْبَيْهَقِيّ وَقَالَ تَعَالَى فِي صِفَات الْمُؤمنِينَ {وَإِذا سمعُوا اللَّغْو أَعرضُوا عَنهُ} وَهُوَ شَامِل لكل كَلَام فَاحش كالنميمة والغيبة وَالْكذب واللعن والطعن وَالْفُحْش فِي القَوْل وَقد تقدم حَدِيث الطَّبَرَانِيّ فِي النميمة وَفِي الصَّحِيحَيْنِ
لَا يدْخل الْجنَّة نمام وَقَالَ تَعَالَى فِي الْغَيْبَة {وَلَا يغتب بَعْضكُم بَعْضًا} وَقَالَ صلى الله عليه وسلم
يطبع الْمُؤمن على الْخلال كلهَا إِلَّا الْخِيَانَة وَالْكذب رَوَاهُ أَحْمد وَقَالَ
لَيْسَ بالطعان وَلَا بِاللّعانِ وَلَا الْفَاحِش وَلَا الْبَذِيء وَقَالَ
الْحيَاء والغي شعبتان من الْإِيمَان وَالْبذَاء وَالْبَيَان شعبتان من النِّفَاق رَوَاهُمَا التِّرْمِذِيّ وَغَيره وصححهما الْحَاكِم وَفِي الصَّحِيحَيْنِ
من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلْيقل خيرا أَو ليصمت
والتطهر حسا بِالْوضُوءِ وَالْغسْل وَإِزَالَة النَّجَاسَة وَحكما بِإِزَالَة الشّعْر وَالظفر وَالرِّيح الكريه والختان وَفِيه اجْتِنَاب النَّجَاسَات قَالَ صلى الله عليه وسلم
الطّهُور شطر الْإِيمَان رَوَاهُ مُسلم وَفِي لفظ عِنْد النَّسَائِيّ وَابْن ماجة
إسباغ الْوضُوء وَقَالَ
لَا يحافظ على الْوضُوء إِلَّا مُؤمن وَصَححهُ ابْن حبَان وَقَالَ
الْفطْرَة خمس الْخِتَان والاستحداد وقص الشَّارِب وتقليم الأظافر ونتف الْإِبِط رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَقَالَ
إِن الله طيب نظيف يحب النَّظَافَة فنظفوا أفنيتكم رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَلَفظه
تنظفوا فَإِن الْإِسْلَام نظيف
وَستر الْعَوْرَة قَالَ صلى الله عليه وسلم
من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلَا يدْخل الْحمام بِغَيْر إِزَار رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَغَيره وروى أَيْضا عَن مُعَاوِيَة بن حيدة قَالَ
قلت يَا رَسُول الله عوراتنا مَا نأتي مِنْهَا وَمَا نذر قَالَ احفظ عورتك إِلَّا من زَوجتك وَمَا ملكت يَمِينك فَقَالَ الرجل يكون مَعَ الرجل فَإِن اسْتَطَعْت أَن لَا يَرَاهَا أحد فأفعل قَالَ فالرجل يكون خَالِيا قَالَ الله أَحَق أَن يستحيا مِنْهُ
وَالصَّلَاة فرضا ونفلا وَالزَّكَاة كَذَلِك روى الشَّيْخَانِ وَغَيرهمَا عَن ابْن عَبَّاس أَنه صلى الله عليه وسلم قَالَ لوفد عبد الْقَيْس
أَتَدْرُونَ مَا الْإِيمَان بِاللَّه شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنِّي رَسُول الله وإقام الصَّلَاة وإيتاء الزَّكَاة وَأَن تُؤَدُّوا خمس مَا غَنِمْتُم وَرُوِيَ عَن ابْن عمر أَنه صلى الله عليه وسلم قَالَ
أمرت أَن أقَاتل النَّاس حَتَّى يشْهدُوا أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله ويقموا الصَّلَاة ويؤتوا الزَّكَاة فَإِذا قَالُوا ذَلِك عصموا مني دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالهمْ وَقَالَ صلى الله عليه وسلم
إِن بَين الرجل وَبَين الشّرك وَالْكفْر ترك الصَّلَاة رَوَاهُ مُسلم وَفِي لفظ
الْعَهْد الَّذِي بَيْننَا وَبينهمْ الصَّلَاة فَمن تَركهَا فقد كفر صَححهُ الْحَاكِم وروى الطَّبَرَانِيّ حَدِيث إِن لِلْإِسْلَامِ صوى وعلامات كمنار الطَّرِيق وَرَأسه وجماعه شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله وإقام الصَّلَاة وإيتاء الزَّكَاة وَتَمام الْوضُوء وَفِي صَحِيح مُسلم
الصَّلَاة نور وَالصَّدَََقَة برهَان أَي دَلِيل على إِيمَان صَاحبهَا
وَفك الرّقاب قَالَ تَعَالَى {وَلَكِن الْبر من آمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر} إِلَى قَوْله وَفِي الرّقاب وروى الشَّيْخَانِ حَدِيث
من أعتق رَقَبَة أعتق الله بِكُل عُضْو مِنْهَا عضوا مِنْهُ من النَّار حَتَّى فرجهَا بفرجه
والجود روى أَحْمد عَن عَمْرو بن عبسة
قَالَ قلت يَا رَسُول الله مَا الْإِيمَان قَالَ الصَّبْر والسماحة وروى أَبُو عَليّ مثله عَن جَابر وروى من حَدِيث أنس
مَا محق الْإِسْلَام محق الشُّح شَيْء وروى التِّرْمِذِيّ حَدِيث
خصلتان لَا تجتمعان فِي مُؤمن الْبُخْل وَسُوء الْخلق
وَفِيه الْإِطْعَام للطعام والضيافة فَفِي الصَّحِيحَيْنِ
أَن رجلا سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَي الْإِسْلَام خير قَالَ تطعم الطَّعَام وتقرأ السَّلَام على من عرفت وَمن لم تعرف وَفِيه
من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَليُكرم ضَيفه
وَالصِّيَام فرضا ونفلا قَالَ صلى الله عليه وسلم
بني الْإِسْلَام على خمس
شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنِّي رَسُول الله وإقام الصَّلَاة وإيتاء الزَّكَاة وَصَوْم رَمَضَان وَحج الْبَيْت رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَقَالَ
أسْهم الْإِسْلَام ثَلَاثَة الصَّلَاة وَالصَّوْم وَالزَّكَاة رَوَاهُ أَحْمد وَرُوِيَ أَيْضا من حَدِيث جرير
أَن رجلا قَالَ يَا رَسُول الله مَا الْإِيمَان قَالَ تشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله وتقيم الصَّلَاة وتؤتي الزَّكَاة وتصوم رَمَضَان وتحج الْبَيْت وروى أَبُو يعلى حَدِيث
عري الْإِسْلَام وقواعد الدّين ثَلَاثَة من ترك وَاحِدَة مِنْهُنَّ فَهُوَ بهَا كَافِر حَلَال الدَّم شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَالصَّلَاة الْمَكْتُوبَة وَصَوْم رَمَضَان وَفِي صَحِيح مُسلم
الصّيام جنَّة أَي وقاية من النَّار
والإعتكاف روى ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَغَيره حَدِيث إِذا رَأَيْتُمْ الرجل يعْتَاد الْمَسَاجِد فَاشْهَدُوا لَهُ بِالْإِيمَان فَإِن الله يَقُول {إِنَّمَا يعمر مَسَاجِد الله من آمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر} الْآيَة
والتماس لَيْلَة الْقدر أَي طلبَهَا فِي ليَالِي رَمَضَان بإحيائها لِلْأَمْرِ بِهِ فِي الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة وَفِي الصَّحِيحَيْنِ
من قَامَ لَيْلَة الْقدر إِيمَانًا واحتسابا غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ومذهبنا اختصاصها بالعشر الْأَخير وبأوتاره
وَالْحج وَالْعمْرَة فرضا ونفلا قَالَ تَعَالَى {وَأَتمُّوا الْحَج وَالْعمْرَة لله} وَتقدم فِي حَدِيث
بني الْإِسْلَام على خمس عدا الْحَج مِنْهَا وروى الْبَزَّار وَغَيره حَدِيث
الْإِسْلَام ثَمَانِيَة أسْهم الْإِسْلَام سهم وَالصَّلَاة سهم وَالزَّكَاة سهم وَحج الْبَيْت سهم وَالصِّيَام سهم وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ سهم وَالنَّهْي عَن الْمُنكر سهم وَالْجهَاد فِي سَبِيل الله سهم وَقد خَابَ من لَا سهم لَهُ وروى ابْن حبَان فِي صَحِيحه من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ
إِن الله تَعَالَى يَقُول إِن عبدا صححت لَهُ جِسْمه ووسعت عَلَيْهِ فِي الْمَعيشَة تمْضِي عَلَيْهِ خَمْسَة أَعْوَام لَا يغدوا إِلَيّ محروم وَالطّواف لِأَنَّهُ بِمَنْزِلَة الصَّلَاة بل فَضله قوم عَلَيْهَا وَفِي الْمُسْتَدْرك حَدِيث
الطّواف بِالْبَيْتِ صَلَاة والفرار بِالدّينِ وَفِيه الْهِجْرَة من دَار الْكفْر وَالْفِسْق
روى أَحْمد عَن عَمْرو بن عبسة قَالَ
قَالَ رجل يَا رَسُول الله أَي الْإِيمَان أفضل قَالَ الْهِجْرَة وَقَالَ الْهِجْرَة قَالَ أَن تهجر السوء قَالَ فَأَي الْهِجْرَة أفضل قَالَ الْجِهَاد
وَالْوَفَاء بِالنذرِ قَالَ تَعَالَى {يُوفونَ بِالنذرِ} والتحري فِي الْإِيمَان بحفظها وَالْحلف بِمَا يجوز الْحلف بِهِ قَالَ تَعَالَى {واحفظوا أَيْمَانكُم} وَقَالَ صلى الله عليه وسلم
من حلف على يَمِين صَبر يقتطع بهَا مَال امريء مُسلم لَقِي الله وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَان رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَقَالَ
من حلف بِغَيْر الله فقد كفر أَو أشرك رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَصَححهُ الْحَاكِم
وَأَدَاء الْكَفَّارَات لِأَنَّهَا من الْأَمَانَة إِذْ هِيَ من حُقُوق الله تَعَالَى وَفِي حَدِيث الصَّحِيحَيْنِ
دين الله أَحَق بِالْقضَاءِ وَالتَّعَفُّف بِالنِّكَاحِ قَالَ صلى الله عليه وسلم
يَا معشر الشَّبَاب من اسْتَطَاعَ مِنْكُم الْبَاءَة فليتزوج فَإِنَّهُ أَغضّ لِلْبَصَرِ وَأحْصن لِلْفَرجِ وَقَالَ
اني أَنَام وأقوم وَأَصُوم وَأفْطر وأتزوج النِّسَاء فَمن رغب عَن سنتي فَلَيْسَ مني رَوَاهُمَا الشَّيْخَانِ وروى التِّرْمِذِيّ وَغَيره حَدِيث
أَربع من سنَن الْمُرْسلين الْخِتَان والتعطر والسواك وَالنِّكَاح
وَالْقِيَام بِحُقُوق الْعِيَال قَالَ صلى الله عليه وسلم أبدأ بِمن تعول رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَقَالَ أفضل الدِّينَار دِينَار يُنْفِقهُ الرجل على عِيَاله رَوَاهُ مُسلم وَقَالَ
كفى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَن يضيع من يعول رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَعند مُسلم مَعْنَاهُ
وبر الْوَالِدين قَالَ تَعَالَى {وَقضى رَبك أَلا تعبدوا إِلَّا إِيَّاه وبالوالدين إحسانا} الْآيَتَيْنِ وروى الشَّيْخَانِ عَن ابْن مَسْعُود قَالَ
قلت يَا رَسُول الله أَي الْأَعْمَال أفضل قَالَ الصَّلَاة لوَقْتهَا قلت ثمَّ أَي قَالَ بر الْوَالِدين قلت ثمَّ أَي قَالَ الْجِهَاد فِي سَبِيل الله وروى التِّرْمِذِيّ وَغَيره حَدِيث
رضى الرب فِي رضى الْوَالِد وَسخط الرب فِي سخط الْوَالِد
وتربية الْأَوْلَاد قَالَ صلى الله عليه وسلم
من كَانَ لَهُ ثَلَاث بَنَات يؤدبهن ويكفيهن ويرحمهن فقد وَجَبت لَهُ الْجنَّة الْبَتَّةَ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْأَدَب وروى أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ حَدِيث
من كَانَ لَهُ ثَلَاث بَنَات أَو ثَلَاث أَخَوَات أَو ابنتان أَو أختَان فَأحْسن صحبتهن وَاتَّقَى الله فِيهِنَّ فَلهُ الْجنَّة وروى التِّرْمِذِيّ حَدِيث
لِأَن يُؤَدب الرجل وَلَده خير لَهُ من أَن يتَصَدَّق بِصَاع وَحَدِيث
مَا نحل وَالِد ولدا أفضل من أدب حسن وروى البُخَارِيّ فِي الْأَدَب عَن ابْن عمر أَنه قَالَ
إِنَّمَا سماهم الله الْأَبْرَار لأَنهم بروا الْآبَاء والبنين كَمَا أَن لوالدك عَلَيْك حَقًا كَذَلِك لودك عَلَيْك حق
لطيفه من قَوَاعِد الشَّرْع أَن الْوَازِع الطبيعي يُغني عَن الْوَازِع الشَّرْعِيّ مِثَاله شرب الْبَوْل حرَام وَكَذَلِكَ الْخمر ورتب الْحَد على الثَّانِي دون الأول لنفرة النُّفُوس مِنْهُ فوكلت إِلَى طباعها وَالْوَالِد وَالْولد مشتركان فِي الْحق وَبَالغ الله تَعَالَى فِي كِتَابه الْعَزِيز فِي الْوَصِيَّة بالوالدين فِي مَوَاضِع دون الْوَلَد وكولا إِلَى الطَّبْع لِأَنَّهُ يقْضِي بالشفقة عَلَيْهِ ضَرُورَة
وصلَة الرَّحِم قَالَ صلى الله عليه وسلم لَا يدْخل
الْجنَّة قَاطع رحم رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَطَاعَة السَّادة روى البُخَارِيّ وَغَيره حَدِيث
إِن العَبْد إِذا نصح لسَيِّده وَأحسن عبَادَة ربه فَلهُ الْأجر مرَّتَيْنِ والرفق بالعبيد قَالَ صلى الله عليه وسلم
إخْوَانكُمْ جعلهم الله تَحت أَيْدِيكُم فَمن كَانَ أَخُوهُ تَحت يَده فليطعمه من طَعَامه وليلبسه من لِبَاسه وَلَا يكلفه مَا يغلبه فَإِن كلفه مَا يغلبه فليعنه رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَقَالَ صلى الله عليه وسلم
لَا يدْخل الْجنَّة سيء الملكة وَسَأَلَهُ رجل
كم أعفو عَن الْخَادِم فَقَالَ كل يَوْم سبعين مرّة رَوَاهُمَا التِّرْمِذِيّ وَغَيره وروى البُخَارِيّ فِي الْأَدَب وَغَيره عَن عَليّ
كَانَ أخر كَلَام النَّبِي صلى الله عليه وسلم
الصَّلَاة وَاتَّقوا الله فِيمَا ملكت أَيْمَانكُم وروى الْحَاكِم وَغَيره حَدِيث
أكمل الْمُؤمنِينَ أيمانا أحْسنهم خلقا وألطفهم بأَهْله
وَالْقِيَام بِالْأَمر مَعَ الْعدْل لِأَنَّهَا من مصَالح الْأمة وَقَالَ تَعَالَى {وَإِذا حكمتم بَين النَّاس أَن تحكموا بِالْعَدْلِ} وَفِي الصَّحِيحَيْنِ حَدِيث
سَبْعَة يظلهم الله فِي ظلّ عَرْشه إِمَام عَادل إِلَى آخر الحَدِيث وروى الْبَزَّار حَدِيث
لِلْإِسْلَامِ عَلَامَات كمنار الطَّرِيق شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وإقام الصَّلَاة وإيتاء الزَّكَاة وَالْحكم بِكِتَاب الله وَطَاعَة النَّبِي الْأُمِّي صلى الله عليه وسلم وَالتَّسْلِيم على بني آدم ومتابعة الْجَمَاعَة فَفِي الحَدِيث السَّابِق
وَلُزُوم الْجَمَاعَة وروى التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ حَدِيث
آمركُم بِخمْس الله أَمرنِي بِهن السّمع وَالطَّاعَة وَالْجهَاد وَالْهجْرَة وَالْجَمَاعَة فَإِنَّهُ من فَارق الْجَمَاعَة قيد شبر فقد خلع ربقة الْإِسْلَام من عُنُقه إِلَّا أَن يُرَاجع وَطَاعَة أولي الْأَمر قَالَ الله تَعَالَى {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا أطِيعُوا الله وَأَطيعُوا الرَّسُول وأولي الْأَمر مِنْكُم} وَفِي الحَدِيث السَّابِق
وَطَاعَة أولي الْأَمر وروى أَبُو دَاوُد وَغَيره حَدِيث
أوصيكم بتقوى الله والسمع وَالطَّاعَة وَلَو لعبد حبشِي وروى الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد ضَعِيف
الْإِسْلَام عشرَة أسْهم شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَهِي الْملَّة وَالثَّانيَِة الصَّلَاة وَهِي الْفطْرَة وَالثَّالِثَة الزَّكَاة وَهِي الطهرة وَالرَّابِعَة الصَّوْم وَهِي الْجنَّة وَالْخَامِسَة الْحَج وَهِي الشَّرِيعَة وَالسَّادِسَة الْجِهَاد وَهِي العروة وَالسَّابِعَة الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَهِي الْوَفَاء وَالثَّامِنَة النَّهْي عَن الْمُنكر وَهِي الْحجَّة والتاسعة الْجَمَاعَة وَهِي الإلفة والعاشرة الطَّاعَة وَهِي الْعِصْمَة
والإصلاح بَين النَّاس وَفِيه قتال الْخَوَارِج والبغاة قَالَ تَعَالَى {وَإِن طَائِفَتَانِ من الْمُؤمنِينَ اقْتَتَلُوا فأصلحوا بَينهمَا} الْآيَتَيْنِ والمعاونة على الْبر قَالَ الله تَعَالَى {وتعاونوا على الْبر وَالتَّقوى} وَفِيه الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ والنيهى عَن الْمُنكر وَمر فِي الْأَحَادِيث وروى مُسلم حَدِيث
من رأى مِنْكُم مُنْكرا فليغيره بِيَدِهِ فَإِن لم يسْتَطع فبلسانه فَإِن لم يسْتَطع فبقلبه وَذَلِكَ أَضْعَف الْإِيمَان وَإِقَامَة الْحُدُود قَالَ تَعَالَى {وَلَا تأخذكم بهما رأفة فِي دين الله إِن كُنْتُم تؤمنون بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر}
) وَقَالَ صلى الله عليه وسلم
إِنَّمَا أهلك الَّذين من قبلكُمْ أَنهم كَانُوا إِذا سرق فيهم الشريف تَرَكُوهُ وَإِذا سرق فيهم الضَّعِيف أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَد رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَقَالَ
إِقَامَة حد من حُدُود الله خير من مطر أَرْبَعِينَ لَيْلَة فِي بِلَاد الله وَقَالَ
أقِيمُوا حُدُود الله فِي الْقَرِيب والبعيد وَلَا تأخذكم فِي الله لومة لائم رَوَاهُ بن مَاجَه
وَالْجهَاد وَتقدم فِي عدَّة أَحَادِيث وَفِيه المرابطة قَالَ صلى الله عليه وسلم
كل ميت يخْتم على عمله إِلَّا الَّذِي مَاتَ مرابطا فِي سَبِيل الله فَإِنَّهُ ينمى لَهُ عمله إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ويأمن فتْنَة الْقَبْر رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ
وَأَدَاء الْأَمَانَة قَالَ الله تَعَالَى {إِن الله يَأْمُركُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَات إِلَى أَهلهَا} وَقَالَ صلى الله عليه وسلم
لَا إِيمَان لمن لَا أَمَانَة لَهُ رَوَاهُ أَحْمد وَقَالَ
الْمُؤمن من أَمنه النَّاس على دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالهمْ صَححهُ الْحَاكِم وَتقدم حَدِيث
يطبع الْمُؤمن على الْخلال كلهَا إِلَّا الْخِيَانَة وروى الطَّبَرَانِيّ حَدِيث
ناصحوا فِي الْعلم فَإِن خِيَانَة أحدكُم فِي علمه أَشد من خيانته فِي مَاله
وَمِنْهَا الْخمس من الْمغنم كَمَا سبق فِي حَدِيث الشَّيْخَيْنِ وَالْقَرْض لِأَنَّهُ إِعَانَة على كشف كربَة مَعَ وفائه لِأَنَّهُ من الْأَمَانَة وَفِي صَحِيح مُسلم حَدِيث
خياركم أحسنكم قَضَاء وإكرام الْجَار قَالَ صلى الله عليه وسلم من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلَا يؤذ جَاره رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وروى التِّرْمِذِيّ حَدِيث
أحسن إِلَى جَارك تكن مُؤمنا وَحسن الْمُعَامَلَة وَتقدم فِي حَدِيث
الْمُؤمن من أَمنه النَّاس على أَمْوَالهم وَفِيه جمع المَال من حلّه قَالَ صلى الله عليه وسلم
إِن التُّجَّار يبعثون يَوْم الْقِيَامَة فجارا إِلَّا من اتَّقى الله وبر وَصدق رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ وَابْن مَاجَه وَقَالَ صلى الله عليه وسلم
أَيهَا النَّاس إِن أحدكُم لن يَمُوت حَتَّى يستكمل رزقه فَاتَّقُوا الله وأجملوا فِي الطِّبّ خُذُوا مَا حل ودعوا مَا حرم رَوَاهُ ابْن ماجة
وإنفاق المَال فِي حَقه وَفِيه ترك التبذير والسرف قَالَ صلى الله عليه وسلم
إِن الله كره لكم إِضَاعَة المَال رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَقَالَ ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {وَمَا أنفقتم من شَيْء فَهُوَ يخلفه} قَالَ فِي غير إِسْرَاف وَلَا تقتير وَفِي قَوْله تَعَالَى {وَلَا تبذر تبذيرا} الْآيَة التبذير إِنْفَاق فِي غير حق رَوَاهُمَا البُخَارِيّ فِي الْأَدَب
ورد السَّلَام قَالَ تَعَالَى {وَإِذا حييتُمْ بِتَحِيَّة فَحَيوا بِأَحْسَن مِنْهَا أَو ردوهَا} وَفِي الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة الأمرية وَورد عدَّة من الْإِيمَان فِي حَدِيث الْبَزَّار
ثَلَاث من الْإِيمَان الْإِنْفَاق من الإقتار وبذل السَّلَام والإنصاف من نَفسك وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ بِلَفْظ
من جمعهن فقد جمع الايمان
وتشميت الْعَاطِس قَالَ صلى الله عليه وسلم
حق الْمُسلم على الْمُسلم خمس رد السَّلَام وتشميت الْعَاطِس الحَدِيث رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَفِي لفظ لمُسلم
حق الْمُسلم على الْمُسلم سِتّ إِذا لَقيته فَسلم عَلَيْهِ وَإِذا عطس فَحَمدَ الله فشمته الحَدِيث وروى البُخَارِيّ حَدِيث
إِذا عطس أحدكُم وَحمد الله كَانَ حَقًا على كل مُسلم سَمعه أَن يَقُول لَهُ يَرْحَمك الله
وكف الضَّرَر عَن النَّاس قَالَ صلى الله عليه وسلم
لَا ضَرَر وَلَا ضرار رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره وَاجْتنَاب اللَّهْو قَالَ صلى الله عليه وسلم
لست من دَد وَلَا الدَّد مني وَقَالَ
الأشرة شَرّ وَقَالَ ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {وَمن النَّاس من يَشْتَرِي لَهو الحَدِيث} قَالَ الْغناء وأشباهه رَوَاهُمَا البُخَارِيّ فِي الْأَدَب فِي بَاب اللَّهْو والدد اللَّهْو وَالْبَاطِل والأشرة الْعَبَث
وروى ابْن أبي الدُّنْيَا فِي ذمّ الملاهي حَدِيث
الْغناء ينْبت النِّفَاق فِي الْقلب وَفِي مُسْند الْبَزَّار بِسَنَد صَحِيح
عَلَيْكُم بِالرَّمْي فَإِنَّهُ من خير لهوكم وَفِيه أَيْضا بِسَنَد صَحِيح كل شَيْء لَيْسَ فِيهِ ذكر الله فَهُوَ سَهْو ولغو إِلَّا أَرْبعا
مَشى الرجل بَين العرضتين وتأديبه فرسه وملاعبته أَهله وتعليمه السباحة وَعند ابْن ماجة نَحوه
وإماطة الْأَذَى عَن الطَّرِيق قَالَ صلى الله عليه وسلم
الْإِيمَان بضع وَسِتُّونَ أَو سَبْعُونَ شبعة فأرفعها قَول لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَدْنَاهَا إمَاطَة الْأَذَى عَن الطَّرِيق رَوَاهُ مُسلم
خَاتِمَة
الْعلم أساس الْعَمَل فَلَا يَصح عمل بِدُونِ وَهُوَ أَي الْعَمَل ثَمَرَته أَي الْعلم فَلَا ينفع علم بِلَا عمل بل يضر وقليله أَي الْعَمَل مَعَه أَي الْعلم خير من كَثِيره مَعَ جهل لِأَن من عمل بِلَا علم كَانَ فَسَاده أَكثر من صَلَاحه فَمن ثمَّ أَي من أجل ذَلِك كَانَ الْعلم كَمَا قَالَ الشَّافِعِي رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ
أفضل من صَلَاة النَّافِلَة لِأَنَّهُ فرض عين أَو كِفَايَة وَالْفَرْض أفضل من النَّقْل لحَدِيث البُخَارِيّ السَّابِق أول التصوف وَقد قَالَ صلى الله عليه وسلم
فضل الْعَالم على العابد كفضلي على أدناكم وَقَالَ
فَقِيه وَاحِد أَشد على الشَّيْطَان من ألف عَابِد رَوَاهُمَا التِّرْمِذِيّ وَغَيره وَقَالَ
فضل الْعلم أحب إِلَى الله من فضل الْعِبَادَة رَوَاهُ الْحَاكِم وَفِي لفظ عِنْد الطَّبَرَانِيّ
قَلِيل الْعلم خير من كثير الْعِبَادَة وَكفى بِالْمَرْءِ فقها إِذا عبد الله وَكفى بِالْمَرْءِ جهلا إِذا أعجب بِرَأْيهِ وَفِي لفظ عِنْده
يسير الْفِقْه خير من كثير الْعِبَادَة وَفِي صَحِيح مُسلم حَدِيث
إِذا مَاتَ ابْن آدم انْقَطع عمله إِلَّا من ثَلَاث صَدَقَة جَارِيَة وَعلم ينْتَفع بِهِ الحَدِيث وَفِي لفظ لِابْنِ ماجة
إِن مِمَّا يلْحق الْمُؤمن من عمله وحسناته بعد مَوته علما نشره وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو
اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من علم لَا ينفع رَوَاهُ الْحَاكِم وَغَيره وَقَالَ
كل علم وبال على صَاحبه يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا من عمل بِهِ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ
وأفضله أصُول الدّين لتوقف أصُول الْإِيمَان أَو كَمَاله عَلَيْهِ فالتفسير لتَعَلُّقه بِكَلَام الله تَعَالَى أشرف الْكَلَام فَالْحَدِيث لتَعَلُّقه بِكَلَام النَّبِي صلى الله عليه وسلم فالأصول وَقدم على الْفِقْه لشرف الأَصْل على الْفَرْع فالفقه
أشرف من غَيره للأحاديث السَّابِقَة فِيهِ فالآلات من النَّحْو وَالصرْف واللغة والمعاني وَغَيرهَا على حسبها أَي قدرهَا فِي الْحَاجة إِلَيْهَا فالطب يَليهَا فِي الْفَضِيلَة وَهُوَ من فروض الْكِفَايَة أَيْضا صرح بِهِ فِي الرَّوْضَة وَغَيرهَا
وَتحرم عُلُوم الفلسفة كالمتعلق بِإِجْمَاع السّلف وَأكْثر المعتبرين من الْخلف وَمِمَّنْ صرح بذلك ابْن الصّلاح وَالنَّوَوِيّ وَخلق لَا يُحصونَ وَقد جمعت فِي تَحْرِيمه كتابا نقلت فِيهِ نُصُوص الْأَئِمَّة فِي الْحَط عَلَيْهِ وَذكر الْحَافِظ سراج الدّين الْقزْوِينِي من الْحَنَفِيَّة فِي كتاب أَلفه فِي تَحْرِيمه
أَن الْغَزالِيّ رَجَعَ إِلَى تَحْرِيمه بعد ثنائه عَلَيْهِ فِي أول الْمُسْتَصْفى وَجزم السلَفِي من أَصْحَابنَا وَابْن رشد من الْمَالِكِيَّة بِأَن المشتغل بِهِ لَا تقبل رِوَايَته
وَالصَّلَاة أفضل من الطّواف وَسَائِر الْعِبَادَات على الْأَصَح لحَدِيث
خير أَعمالكُم الصَّلَاة رَوَاهُ الْحَاكِم وَغَيره وَلِأَنَّهَا تجمع من الْقرب مَا لَا يجمع غَيرهَا من الطَّهَارَة واستقبال الْقبْلَة وَالْقِرَاءَة وَذكر الله تَعَالَى وَالصَّلَاة على رَسُوله صلى الله عليه وسلم وَيمْنَع فِيهَا كل مَا يمْنَع فِي غَيرهَا وتزيد بِالْمَنْعِ من الْكَلَام وَالْمَشْي وَغَيرهمَا وَقيل الصَّوْم أفضل لحَدِيث الصَّحِيحَيْنِ
كل عمل ابْن آدم لَهُ إِلَّا الصَّوْم فَإِنَّهُ لي وَأَنا أجزي بِهِ وَقيل الطّواف أفضل مِنْهَا وَقيل للغرباء بِمَكَّة وَقيل الْحَج أفضل مِنْهَا لإجهاده الْبدن وَالْمَال ولأنا دعينا إِلَيْهِ فِي الأصلاب فَأشبه الْإِيمَان وَلِأَنَّهُ لَا يتَصَوَّر وُقُوعه نفلا إِذْ إحْيَاء الْكَعْبَة بِهِ فرض كِفَايَة فَكل من قَامَ بِهِ فَفعله مَوْصُوف بالفرضية وَقيل الصَّلَاة أفضل بِمَكَّة وَالصَّوْم أفضل بِالْمَدَنِيَّةِ وَهُوَ أَي الطّواف أفضل من غَيره أَي من الْعِبَادَات حَتَّى من الْعمرَة روى الْأَزْرَقِيّ أَن أنس ابْن مَالك قدم الْمَدِينَة فَركب إِلَيْهِ عمر بن عبد الْعَزِيز فَسَأَلَهُ الطّواف أفضل أم الْعمرَة فَقَالَ الطوافق
وَقيل الْعمرَة أفضل مِنْهُ قَالَ الْمُحب الطَّبَرِيّ فِي تأليف لَهُ فِي الْمَسْأَلَة وَهُوَ خطأ ظَاهر وأدل دَلِيل عَلَيْهِ مُخَالفَة السّلف فَإِنَّهُ لم ينْقل تكرارها عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَمن بعده بل كره مَالك وَأحمد تكرارها فِي الْعَام وَأَجْمعُوا على اسْتِحْبَاب تكْرَار الطّواف وَالْكَلَام فِي الْإِكْثَار أَي فِيمَن أَرَادَ الإستكثار من
نوع وَاحِد وَيكون غَالِبا عَلَيْهِ ويقتصر من الآخر على المتأكد مِنْهُ الْمَذْكُور من الصَّلَاة ثمَّ الطّواف أفضل لَهُ وَإِلَّا فصوم يَوْم أفضل من رَكْعَتَيْنِ بِلَا خلاف وَكَذَا عمْرَة أفضل من طواف وَاحِد لاشتمالها عَلَيْهِ وَزِيَادَة نبه على ذَلِك النَّوَوِيّ فِي شرح الْمُهَذّب والمحب الطَّبَرِيّ فِي تأليفه الْمَذْكُور
وَالنَّفْل بالمبيت أفضل مِنْهُ خَارجه حَتَّى من مَسْجِد مَكَّة وَالْمَدينَة لحَدِيث الصَّحِيحَيْنِ
أَيهَا النَّاس صلوا فِي بُيُوتكُمْ فَإِن أفضل صَلَاة الْمَرْء فِي بَيته إِلَّا الْمَكْتُوبَة وَقَيده الشَّيْخ فِي الْمُهَذّب بتطوع النَّهَار وتعجب مِنْهُ النَّوَوِيّ فِي شَرحه وَقَالَ ابْن السُّبْكِيّ فِي الْأَشْبَاه والنظائر الْعلَّة أَشَارَ بِهِ إِلَى أَنه فِي الْبَيْت حَيْثُ يظْهر فِي الْمَسْجِد أفضل لَا حَيْثُ يخفى قَالَ وَهُوَ حسن
وَنفل اللَّيْل أفضل من نفل النَّهَار لحَدِيث مُسلم
أفضل الصَّلَاة بعد الْفَرِيضَة صَلَاة اللَّيْل ثمَّ وَسطه أَي ثلثه الْأَوْسَط أفضل من طَرفَيْهِ فآخره أفضل من أَوله وَهُوَ بعد الْوسط
سُئِلَ صلى الله عليه وسلم أَي الصَّلَاة أفضل بعد الْمَكْتُوبَة فَقَالَ جَوف اللَّيْل رَوَاهُ مُسلم وَقَالَ
أحب الصَّلَاة إِلَى الله تَعَالَى صَلَاة دَاوُد كَانَ ينَام نصف اللَّيْل وَيقوم ثلثه وينام سدسه وَقَالَ
ينزل رَبنَا كل لَيْلَة إِلَى سَمَاء الدُّنْيَا حِين يبْقى ثلث اللَّيْل الْأَخير فَيَقُول من يدعوني فاستجيب لَهُ من يسألني فَأعْطِيه من يستغفرني فَأغْفِر لَهُ رَوَاهُمَا الشَّيْخَانِ
وَالْقُرْآن أفضل من سَائِر الذّكر للْحَدِيث الْآتِي وهما أَي الْقُرْآن وَالذكر أفضل من الدُّعَاء حَيْثُ لم يشرع روى التِّرْمِذِيّ وَحسنه عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ
قَالَ صلى الله عليه وسلم يَقُول الرب تبارك وتعالى من شغله الْقُرْآن وذكري عَن مَسْأَلَتي أَعْطيته أفضل مَا أعطي السَّائِلين وَفضل كَلَام الله على سَائِر الْكَلَام كفضل الله على خلقه وَفِي لفظ فِي مُسْند الْبَزَّار
يَقُول الله من شغله قِرَاءَة الْقُرْآن عَن دعائي أَعْطيته أفضل ثَوَاب الشَّاكِرِينَ وروى التِّرْمِذِيّ حَدِيث
مَا تقرب الْعباد إِلَى الله بِمثل مَا خرج مِنْهُ وروى الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان حَدِيث
قِرَاءَة الْقُرْآن فِي الصَّلَاة أفضل من قِرَاءَة الْقُرْآن فِي غير الصَّلَاة وَقِرَاءَة الْقُرْآن فِي غير الصَّلَاة أفضل من التَّسْبِيح وَالتَّكْبِير
أما الدُّعَاء حَيْثُ شرع وَكَذَا الذّكر فَهُوَ أفضل اتبَاعا وحرف تدبر أفضل من حرفي غَيره قَالَ تَعَالَى {كتاب أَنزَلْنَاهُ إِلَيْك مبارك ليدبروا آيَاته} وَقَالَ تَعَالَى {ورتل الْقُرْآن ترتيلا} وروى الشَّيْخَانِ عَن أبي وَائِل قَالَ
غدونا على عبد الله فَقَالَ رجل قَرَأت الْمفصل البارحة فَقَالَ هَذَا كَهَذا الشّعْر وروى أَحْمد عَن عَائِشَة أَنه ذكر لَهَا أَن نَاسا يقرؤن الْقُرْآن فِي اللَّيْل مرّة أَو مرَّتَيْنِ فَقَالَت
أُولَئِكَ قرؤا وَلم يقرؤا كنت أقوم مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم لَيْلَة التَّمام فَكَانَ يقْرَأ سُورَة الْبَقَرَة وَآل عمرَان وَالنِّسَاء فَلَا يمر بِآيَة فِيهَا تخويف إِلَّا دَعَا الله واستعاذ وَلَا يمر بِآيَة فِيهَا استبشار إِلَّا دَعَا الله وَرغب إِلَيْهِ وروى التِّرْمِذِيّ وَغَيره حَدِيث
يُقَال لصَاحب الْقُرْآن إقرأ وارق ورتل كَمَا كنت ترتل فِي الدُّنْيَا فَإِن منزلتك عِنْد آخر آيَة تقرؤها وروى أَبُو عبيد عَن أبي حَمْزَة قَالَ
قلت لِابْنِ عَبَّاس إِنِّي سريع الْقِرَاءَة فَقَالَ لِأَن أَقرَأ الْبَقَرَة فِي لَيْلَة فأتدبرها وأرتلها أحب إِلَيّ من أَن أَقرَأ الْقُرْآن أجمع هذرمة وروى أَصْحَاب السّنَن حَدِيث
لَا يفقه من قَرَأَ الْقُرْآن فِي أقل من ثَلَاث وروى البُخَارِيّ عَن أنس قَالَ
كَانَت قِرَاءَة النَّبِي صلى الله عليه وسلم مدا وروى أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ عَن مسلمة
أَنَّهَا نعتت قِرَاءَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قِرَاءَة مفسرة حرفا حرفا
وَالْقِرَاءَة بالمصحف أفضل مِنْهَا عَن ظهر قلب لِأَن النّظر فِيهِ عبَادَة حَتَّى كره جمَاعَة من السّلف أَن يمْضِي على الرجل يَوْم لَا ينظر فِي مصحفه وروى أَبُو عبيد حَدِيث
فضل قِرَاءَة الْقُرْآن نظرا على من يَقْرَؤُهُ ظهر كفضل الْفَرِيضَة على النَّافِلَة وَإِسْنَاده ضَعِيف وَفِي الشّعب للبيهقي بأسانيد ضَعِيفَة حَدِيث قِرَاءَة الْقُرْآن فِي غير الْمُصحف ألف دَرَجَة وقراءته فِي الْمُصحف تضعف على ذَلِك إِلَى ألفي دَرَجَة وَحَدِيث
أعْطوا أَعطيتكُم حظها من الْعِبَادَة قَالُوا وَمَا هُوَ قَالَ النّظر فِي الْمُصحف وَفِيه بِسَنَد صَحِيح مَوْقُوفا على ابْن مَسْعُود
أديموا النّظر فِي الْمُصحف
والجهر أفضل من الْإِسْرَار حَيْثُ لَا رِيَاء يخَاف لِأَن نَفعه مُتَعَدٍّ للسامعين
وَأما إِذا خَافَ الرِّيَاء فالإسرار وَعَلِيهِ يحمل حَدِيث التِّرْمِذِيّ
الجاهر بِالْقُرْآنِ كالجاهر بِالصَّدَقَةِ والمسر بِالْقُرْآنِ كالمسر بِالصَّدَقَةِ وَالسُّكُوت أفضل من التَّكَلُّم وَلَو اسْتَوَت مصلحتهما إِلَّا فِي حق قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
كل كَلَام ابْن آدم عَلَيْهِ لَا لَهُ إِلَّا أمرا بِمَعْرُوف أَو نهيا عَن مُنكر أَو ذكرا لله تَعَالَى وَقَالَ
لَا تكثروا الْكَلَام بِغَيْر ذكر الله فَإِن الْكَلَام بِغَيْر ذكر الله قسوة الْقلب وَإِن أبعد النَّاس من الله الْقلب القاسي وَقَالَ
إِذا أصبح ابْن آدم فَإِن الْأَعْضَاء كلهَا تذكر اللِّسَان فَتَقول لَهُ اتَّقِ الله فِينَا فَإِنَّمَا نَحن بك فَإِن اسْتَقَمْت استقمنا وَإِن اعوججت إعوججنا وَقَالَ لعقبة ابْن عَامر
وَقد سَأَلَهُ مَا النجَاة أمسك عَلَيْك لسَانك وليسعك بَيْتك وَقَالَ لِسُفْيَان وَقد سَأَلَهُ مَا أخوف مَا تخَاف عَليّ
هَذَا وَأخذ بِلِسَانِهِ وَقَالَ أنس رضي الله عنه توفّي رجل فبشره رجل بِالْجنَّةِ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم
أَو لَا تَدْرِي فَلَعَلَّهُ تكلم بِمَا لَا يعنيه رَوَاهَا كلهَا التِّرْمِذِيّ وَغَيره وَفِي الصَّحِيحَيْنِ
إِن العَبْد يتلكم بِالْكَلِمَةِ مَا يتَبَيَّن فِيهَا يزل بهَا إِلَى النَّار أبعد مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب وروى البُخَارِيّ حَدِيث
من يضمن لي مَا بَين لحييْهِ وَرجلَيْهِ أضمن لَهُ الْجنَّة وَقَوله مَا يتَبَيَّن أَي يتفكر فِي أَنَّهَا خير أم لَا والمستثنى فِي الحَدِيث الأول هُوَ المُرَاد بِقَوْلِي إِلَّا فِي حق
ومخالطة النَّاس وَتحمل أذاهم أفضل من اعتزالهم قَالَ صلى الله عليه وسلم
الْمُؤمن الَّذِي يخالط النَّاس ويصبر على أذاهم خير من الَّذِي لَا يخالط النَّاس وَلَا يصبر على أذاهم رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْأَدَب وَغَيره وَهُوَ أَي إعتزالهم أفضل حَيْثُ خَافَ الْفِتْنَة فِي دينه بموافقتهم على مَا هم عَلَيْهِ وَعَلِيهِ يحمل حَدِيث عقبَة السَّابِق
وليسعك بَيْتك وَحَدِيث البُخَارِيّ
يُوشك أَن يكون خير مَال الْمُسلم غنم يتبع بهَا شغف الْجبَال ومواقع الْقطر يفر بِدِينِهِ من الْفِتَن وَحَدِيث الصَّحِيحَيْنِ
أَي النَّاس أفضل قَالُوا من جَاهد بِمَالِه وَنَفسه قَالَ ثمَّ من قَالُوا الله وَرَسُوله أعلم قَالَ ثمَّ مُؤمن يعتزل النَّاس فِي شعب يَتَّقِي ربه ويدع النَّاس من شَره وروى ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الْعُزْلَة حَدِيث
إِن أعجب النَّاس إِلَيّ رجل يُؤمن بِاللَّه وَرَسُوله وَيُقِيم الصَّلَاة ويؤتي الزَّكَاة ويحفظ دينه ويعتزل النَّاس وروى الْبَيْهَقِيّ فِي الزّهْد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا
يَأْتِي على النَّاس زمَان لَا يسلم لذِي دين دينه إِلَّا من هرب بِدِينِهِ من شَاهِق إِلَى شَاهِق وَمن حجر إِلَى حجر فَإِذا كَانَ ذَلِك الزَّمَان لم تنَلْ الْمَعيشَة إِلَّا بسخط الله تَعَالَى فَإِذا كَانَ كَذَلِك كَانَ هِلَال الرجل على يَدي زَوجته وَولده فَإِن لم يكن لَهُ زَوْجَة وَلَا ولد كَانَ هَلَاكه على يَدي أَبَوَيْهِ فَإِن لم يكن لَهُ أَبَوَانِ كَانَ هَلَاكه على يَدي قرَابَته أَو الْجِيرَان قَالُوا كَيفَ ذَلِك يَا رَسُول الله قَالَ يُعَيِّرُونَهُ بِضيق العيشة فَعِنْدَ ذَلِك يُورد نَفسه الْمَوَارِد الَّتِي يهْلك فِيهَا نَفسه
والكفاف أفضل من الْفقر والغنى قَالَ صلى الله عليه وسلم
قد أَفْلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بِمَا رزقه وَقَالَ طُوبَى لمن هدي لِلْإِسْلَامِ وكانن عيشه كفافا وقنع بِهِ وَقَالَ
اللَّهُمَّ اجْعَل رزق آل مُحَمَّد كفافا رُوِيَ الأول والأخير مُسلم وَالثَّانِي التِّرْمِذِيّ وَرُوِيَ أَيْضا حَدِيث
إِن أعبط أوليائي عِنْدِي الْمُؤمن خَفِيف الحاذ ذُو حَظّ من الصَّلَاة أحسن عبَادَة ربه وأطاعه فِي السِّرّ وَكَانَ غامضا فِي النَّاس لَا يشار إِلَيْهِ بالأصابع وَكَانَ رزقه كفافا فَصَبر على ذَلِك وروى مُسلم حَدِيث
يَا ابْن آدم إِنَّك إِن تبذل الْفضل خير لَك وَإِن تمسكه شَرّ لَك وَلَا تلام على كفاف وَقيل
الْفقر مَعَ الصَّبْر أفضل فَفِي الصَّحِيح
يدْخل فُقَرَاء الْمُسلمين الْجنَّة قبل أغنيائهم بِنصْف يَوْم وَهُوَ خَمْسمِائَة عَام وَعند التِّرْمِذِيّ
اللَّهُمَّ أحيني مِسْكينا وأمتني مِسْكينا واحشرني فِي زمرة الْمَسَاكِين يَوْم الْقِيَامَة وَقيل
الْغنى مَعَ الشُّكْر أفضل لحَدِيث الصَّحِيحَيْنِ
ذهب أهل الدُّثُور بِالْأُجُورِ الحَدِيث
وَفضل قوم التَّوَكُّل على الِاكْتِسَاب بِالْإِعْرَاضِ عَن أَسبَابه اعْتِمَادًا للقلب على الله تَعَالَى وَعكس قوم ففضلوا الإكتساب على تَركه وَفضل آخَرُونَ باخْتلَاف الْأَحْوَال فَمن يكون فِي توكله لَا يتسخط عِنْد ضيق الرزق عَلَيْهِ وَلَا يتطلع إِلَى أحد من الْخلق فالتوكل فِي حَقه أفضل لما فِيهِ من الصَّبْر والمجاهدة للنَّفس وَمن يكون فِي توكله بِخِلَاف مَا ذكر فلاكتساب فِي حَقه أفضل حذرا من التسخط والتطلع
وَالْمُخْتَار عِنْدِي أَنه لَا يُنَافِي التَّوَكُّل الْكسْب بل يكون مكتسبا متوكلا بِأَن
يرضى بِمَا قسم لَهُ وَلَا يتطلع إِلَيّ أَكثر مِنْهُ وَقد قَالَ عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لقوم قعدوا وَادعوا التَّوَكُّل
بل أَنْتُم المتأكلون إِنَّمَا المتَوَكل الَّذِي يلقِي بذرة فِي الأَرْض ويتوكل رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَفِي رِسَالَة الْقشيرِي عَن سهل بن عبد الله
التَّوَكُّل حَال النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَالْكَسْب سنته فَمن قوي على حَاله فَلَا يتركن سنته وَيقرب من ذَلِك حَدِيث
ادْع نَاقَتي وَأَتَوَكَّل فَقَالَ أعقلها وتوكل
وَلَا يُنَافِيهِ أَيْضا إدخار قوت سنة فقد كَانَ صلى الله عليه وسلم يدّخر قوت عِيَاله سنة كَمَا فِي الصحيحن وَهُوَ سيد المتوكلين وكل من الْخلق أَقَامَهُ الله على مَا يُرِيد سُبْحَانَهُ من الْحَالة الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا من كسب وَترك وَعلم وَعمل وارتفاع وانخفاض وَغير ذَلِك لانتظام الْوُجُود إِذْ لَو ترك النَّاس كلهم الْكسْب لتعطلت الْمصَالح والمعايش وتفاوتت الْمَرَاتِب فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة لاراد لقضائه بِالدفع وَلَا معقب لحكمه بِالنَّقْضِ سبحانه وتعالى وَالْحَمْد لله تَعَالَى وَحده وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وصبحه وَأَتْبَاعه وَحزبه هَذَا آخر شرح النقاية قَالَ مُؤَلفه رَحمَه الله تَعَالَى فرغت من تأليفه يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسبعين وَثَمَانمِائَة هجرية
لما كَانَ شرح النقاية الْمَتْن فِيهِ رُبمَا يحْتَاج إِلَيْهِ فتكميلا للفائدة وَضعنَا متن النقاية بِتَمَامِهِ آخرا
فارغه