المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌1- اسم الفعل

الخامسة: أن يكون المضاف إليه مضافًا إلى ضمير يعود على لفظ مشتمل على (ال) نحو: العلم أنتم المدركو قيمتِه. بجرِّ (قيمته) وفيه ضمير يعود على (العلم) وهو مشتمل على أل. و (العلم) مبتدأ أول و (أنتم) مبتدأ ثان (المدركو) خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالواو، وحذفت النون للإضافة، وهو مضاف و (قيمة) مضاف إليه. وهو مضاف والهاء مضاف إليه. والجملة من المبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول.

‌باب - في ذكر الأسماء العاملة عمل أفعالها

‌1- اسم الفعل

قوله: (يَعْمَلُ عَمَلَ فِعْلِهِ سَبْعَةٌ: اسْمُ الفِعْلِ كَـ (هَيْهَاتَ، وَصَه، وَوَيْ - بِمَعْنَى: بَعُدَ - وَاسْكُتْ، وَأَعْجَبُ) وَلَا يُحْذَفُ وَلا يَتَأَخَّرُ عَنْ مَعْمُولِهِ، و {كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} (1) مُتَأَوَّلٌ، وَلَا يَبْرُزُ ضَمِيرُهُ، وَيُجْزَمُ المُضَارعُ في جَوَابِ الطَّلَبِيِّ مِنْهُ نحْوُ:(مَكَانَكِ تُحْمَدِي أَوْ تَسْتَرِيحِي) وَلا يُنْصَبُ) .

هذا الباب معقود للأسماء التي تعمل عمل أفعالها وقد ذكر المصنف رحمه الله منها سبعة:

الأول: اسم الفعل. وهو كلمة تدل على معنى الفعل وتعمل عمله، ولا تقبل علاماته، نحو: صَهْ إذا تكلم غيرك. فـ (صه) متضمنة معنى فعل الأمر (اسكت)، وتعمل عمله. فالفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره: أنت، بَيْدَ أنها لا تقبل علامة فعل الأمر، مثل: ياء المخاطبة. ولذا لم تُسَمَّ فعل أمر، بل دعيت اسم فعل أمر.

واسم الفعل من حيث زمنه ثلاثة أقسام:

الأول: اسم فعل ماض نحو: هيهات الأمل إذا لم يسعده العمل. فـ (هيهات) اسم فعل ماض، بمعنى: بَعُدَ، مبني على الفتح لا محل له. (الأمل) فاعل.

الثاني: اسم فعل أمر، نحو: عليك نفسَك فهذبها. فـ (عليك) اسم فعل بمعنى (الزم) مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره (أنت) ، (نفسك) مفعول به لاسم الفعل منصوب بالفتحة، والكاف مضاف إليه.

(1) سورة النساء، آية:24.

ص: 223

الثالث: اسم فعل مضارع، نحو: وَيْ لشبابٍ لا يعمل. فـ (وي) اسم فعل مضارع بمعنى (أعجبُ) مبني على السكون لا محل له، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره (أنا) .

ووروده بمعنى الأمر كثير. وبمعنى الماضي والمضارع قليل.

ولاسم الفعل أحكام كثيرة ذكر المصنف رحمه الله بعضها ونزيد عليها ما نرى أهميته:

1-

أسماء الأفعال سماعية (1) يقتصر فيها على ما ورد عن العرب بلفظه دون تغيير. والقياسي منها: ما صيغ من فعل ثلاثي تام متصرف على وزن (فَعَال) نحو: حَذارِِ أن تُبتلى بالعجب، سماعِ النَصحَ بمعنى: احذر واسمع.

2-

أسماء الأفعال كلها مبنية على ما سمعت عليه عن العرب. وليس لها محل من الإعراب، فلا تكون مبتدأ ولا خبراً ولا فاعلاً ولا مفعولاً ولا شيئاً آخر يقتضي أن تكون في محل رفع أو نصب أو جر.

3-

أنها تعمل عمل الفعل فترفع الفاعل حتماً. وتساير فعلها في التعدي واللزوم وهذا تقدم بيانه في الأمثلة التي أعربناها.

4-

أن اسم الفعل لا يتأخر عن معموله. فلا تقول: نفسَك عليك، بتقديم المفعول وتأخير اسم الفعل.

وأجاز الكسائي ومن وافقه تأخير اسم الفعل عن معموله مستدلاً بما ذكر المصنف في قوله تعالى: {كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} (2) فـ (كتاب الله) مفعول به مقدم لاسم الفعل (عليكم) منصوب بالفتحة.

(1) أصل السماع هو الاستماع والمراد به عند النحاة: تلقى اللغة العربية من أهلها مشافهة. ويقابله القياس. ويطلقون السماعي على كل ما خالف القياس والقواعد المطردة. ولو ورد مسموعًا عن العرب (معجم المصطلحات النحوية ص 106، 107) .

(2)

سورة النساء، آية:24.

ص: 224

وخرجه غيره على أنه مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره: كتب الله ذلك عليكم كتابًا و (عليكم) جار ومجرور متعلق بالفعل المحذوف، وليس من باب اسم الفعل، وقد دل على المحذوف قوله تعالى:{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} (1) لأن التحريم يستلزم الكتابة، لأنه لما قال:{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} عُلم أن ذلك مكتوب، فكأنه قال: كتب الله ذلك عليكم كتابًا.

5-

ومن أحكام اسم الفعل أنه لا يحذف بل لابد من ذكره، وهذا بخلاف الفعل فإنه يعمل مذكورًا ومحذوفًا.

6-

أن اسم الفعل لا يبرز معه ضمير إذا أسند لمثنى أو جمع فتقول: صه، بلفظ واحد للمفرد والمثنى والجمع. والمذكر المؤنث.

7-

أنه إذا كان دالاً على الطلب جاز جزم المضارع في جوابه تقول: نزالِ نحدثْك. بجزم المضارع، كما تقول: انزل نحدثك، كما تقدم في جزم المضارع في جواب الطلب، ومنه قول الشاعر:

(1)

وقولي كلما جشأت وجاشت

مكانِك تحمدي أو تستريحي (2)

(1) سورة النساء، آية:23.

(2)

جشأت: الضمير المستتر يعود على نفسه. أي نهضت وثارت من فزع أو خوف (وجاشت) علت من الفزع ومعناه قريب من الأول. ومعنى الشطر الثاني: اثبتي والزمي مكانك يحمدك الناس ويشكروا لك الثبات وقوله (أو تستريحي) أي تطمئن خوالجك وتسكن ثورتك.

إعرابه:

(وقولي) معطوف على فاعل (أبى) في قوله قبل هذا البيت:

أبت لي عفتي وأبى بلائي ......وأخذي الحمد بالثمن الربيح

وإقحامي على المكروه نفسي

...وضربي هامة البطل المُشِيح

وقولي

فهو مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة وياء المتكلم مضاف إليه. (كلما) ظرف متعلق بالمصدر قبله (جشأت) فعل ماض. والتاء للتأنيث (مكانك) اسم فعل أمر مبني على الفتح والكاف حرف خطاب لا محل له. والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره: أنت. (تحمدي) فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بحذف النون لوقوعه في جواب اسم فعل الأمر. والياء نائب فاعل. (أو تستريحي) مثله. إلا أن الفعل مبني للمعلوم والياء فاعل.

ص: 225