الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأورد أبو العباس المبرد في الكامل من تأليفه، رسالة هشام بن عبد الملك إلى خالد بن عبد الله القسري، وفي آخرها: وكتب عبد الله بن سالم سنة تسع عشرة ومائة، فلعله ابن له، وكتبا جميعاً لهشام، والمعروف منهما سالم، وأراه الذي كتب لعبد الملك بن مروان؛ ذكره ابن عبد ربه وغيره. والبيت لأبي الأسود الدؤلي في سالم مملوكه، وبعده بيتان، ولذلك قصة محكية. وقيل إنه لعبد الله بن معاوية الفزاري في ابنه سالم بن عبد الله؛ ولعله تمثل به كما تمثل هشام. وفي الأمالي لأبي علي البغدادي أن عبد الملك بن مروان كتب إلى الحجاج: أنت عندي كسالم يريد هذا البيت.
إبراهيم بن أبي عبلة
حكى ابن عبدوس أن هشام بن عبد الملك أحضره قال: وتقلد
الخاتم لمروان بن محمد بعد فقال له: إنا عرفناك صغيراً، وخبرناك كبيراً، وأُريد أن أخلطك بحاشيتي، وقد وليتك خراج مصر؛ فأبى عليه، وقال: ليس الخراج من عملي ولا أُبصره! فغضب هشام، فأمسك عنه حتى حبس غضبه، ثم قال أتكلم يا أمير المؤمنين؟ فقال له: قل، فقال: يقول الله عز وجل " إنّا عَرضْنا الأمانَةَ على السمواتِ والأرضِ والجبالِ
…
" الآية، فوالله ما أكرهها، ولا سخط عليها؛ فقال: أبيت إلا دفعاً! وأعفاه ورضي عنه.
وروى أبو نعيم الأصبهاني الحافظ هذا الخبر بإسناده إلى إبراهيم بن أبي عبلة فقال: بعث إلي هشام بن عبد الملك فقال لي: يا إبراهيم إنا عرفناك صغيراً واختبرناك كبيراً فرضينا سيرتك وحالك، وقد رأيت أن أخلطك بنفسي وخاصتي وأُشركك في عملي، وقد وليتك خراج مصر؛ قال: فقلت: أما الذي عليه رأيك يا أمير المؤمنين، فالله يجزيك ويثيبك، وكفى بك جازياً ومثيباً، وأما الذي أنا عليه، فمالي بالخراج بصر، ومالي عليه قوة! قال: فغضب حتى اختلج وجهه، وكان في عينيه قبل، فنظر إلي نظراً منكراً،