الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله:
نحن في حالةٍ لأيسر منها
…
يتلظّى الردى وتبكي الخطوب
مالنا في وطء البسيطة حظٌ
…
لا ولا في نشق الهواء نصيب
في محلٍّ كأنه ظلف شاةٍ
…
ليس فيه لذي دبيبٍ دبيب
وكأنّ الكبل الثقيل إذا ما
…
رنّ في الساق للخطوب خطيب
إن رمتنا يد الخطوب بقوسٍ
…
طالما كان سهمها لا يصيب
أو يكن عثّر الزمان فمرجوٌّ
…
لإنعاشنا القريب المجيب
قد أجاب الإله دعوة نوحٍ
…
حين نادى بأنه مغلوب
وشفى ذو الجلال علّة أيّو
…
ب وقد شارف الردى أيوب
وانقضى سجن يوسفٍ وقد استي
…
أس وارتدّ مبصراً يعقوب
فرق له المأمون لما وقف على هذه الرسالة وأطلقه وعفا عنه.
أبو محمد بن عبد البر
كتب للمعتضد عباد بن محمد بإشبيلية، وله عنه الرسالة البديعة في قتل ابنه
إسماعيل، ويقال إنه كتبها دون روية؛ ثم سعي به إليه حتى غير عليه، فاحتال للخلاص من يديه، سمعت بعض شيوخي يحكي أن أباه الإمام أبا عمر بن عبد البر سار في أمره من مستقره بشرق الأندلس، وهو حينئذ يتردد بين بلنسية وشاطبة، فلأول دخوله على عباد نادى رافعاً صوته: ابني يا معتضد ابني يا معتضد: فشفعه فيه، وانصرفا عنه محفوفين بالإكرام، ومكنوفين بالاحترام.
وقال ابن بسام في الذخيرة: لما شأى أبو محمد بالأندلس الحلبة، وتبحبح صدر الرتبة، تهادته الآفاق، وامتدت إليه الأعناق، ففاز به قدح عباد بعد طول خصام والتفاف زحام، فأصاخ أبو محمد لمقاله، وتورط في حباله، وغص أبو الوليد بن زيدون بمقدمه، فجهد زعموا كل جهد في إراقة دمه، ولما رأى أبو محمد أنه قد باء بصفقة خسران، وأن العشاء قد سقط به على سرحان، أدار الحيلة، والتمس على الخلاص الوسيلة؛ زعموا أنه لم يزل نافر النفس منقبض الأنس، فلما استشعر الحذر وأحس بالتغير، ألقى عصا التسيار، وأخذ في اقتناء الضياع والديار، حتى ظن عباد أنه قد رضي جواره، واستوطن داره، فاستنام