الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محمد بن سعيد التاكرني أبو عامر
ذكر أبو محمد بن حزم الفقيه أنه كان أحد القادمين مع المهدي محمد ابن هشام بن عبد الجبار على عبد الرحمن بن أبي عامر والساعين عليه؛ قال: ثم ولي عبد العزيز بن عبد الرحمن بلنسية، فكان محمد بن سعيد من أخص الناس به، ومتولي تدبير أموره إلى أن مات.
وقال ابن بسام وذكر أبا عامر هذا في الذخيرة: لما انقرضت الدولة العامرية وانشقت عصاها، وأدارت الفتنة المبيرة رحاها، كان أحد من مرق من ظلمائها، وآوى إلى جبل عصمه من مائها، فاستقر في بلنسية وأميرها حينئذ مظفر ومبارك صاحبه وكانا من عبيد العامرية، فانتظم في سلكهما، وشاركهما
في مراتب ملكهما، إلى أن أجابا صوت المنادي، وخلا منهما النادي؛ وأفضى ملكهما وملك من كان بهذا الأُفق الشرقي يعني من الأندلس من تلك الطائفة العبدى المجابيب إلى عبد العزيز وهو الملقب بالمنصور، فنهل أبو عامر في دولته وعل، ونهض بأعباء مملكته واستقل.
وحكي أن مجاهداً كتب يوماً إلى المنصور عبد العزيز رقعة لم يضمنها غير بيت الحطيئة حيث يقول:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها
…
واقعد فإنّك أنت الطاعم الكاسي
فلما وردت على المنصور أقامته وأقعدته، وكاد يمرق من إهابه فضلاً عن ثيابه، واستحضر أبا عامر التاكرني، فقال له: تطأطأ لخطبك واسمع المراجعة عنه؛ وعنون وبسمل وكتب هذا البيت:
شتمت مواليها عبيد نزارها
…
شيم العبيد شتيمة الأحرار
فسلا المنصور عما كان فيه، وألحق أبا عامر بوزرائه، فنال جسيماً من دنياه.