الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو عامر أحمد بن عبد الملك بن شهيد
سعي به إلى المعتلي يحيى بن علي بن حمود في خلافته بقرطبة، فنكبه واعتقله، فقال في ذلك ما أورده أبو مروان عبد الملك بن غصن الحجاري في رسالته في صفة السجن والمسجون التي كتب بها إلى المأمون يحيى بن ذي النون يستعطف ابن حمود ويعتذر إليه:
قريبٌ بمحتلّ الهوان بعيد
…
يجود بشكوى حزنه فيجيد
بغى ضرّه عند الإمام فناله
…
عدوٌّ لأبناء الكرام حسود
وما ضرّه إلا مزاحٌ ورقّةٌ
…
ثنته سفيه الذكر وهو رشيد
جنى ما جنى في قبة الملك غيره
…
وطوّق منه بالعظيمة جيد
وما بي إلاّ الشعر أبثثته الهوى
…
فسار به في العالمين بريد
أفوه بما لم آته متعرّضاً
…
لحسن المعاني عندهم فأزيد
فإن طار ذكري بالمجون فإنني
…
شقيٌ بمنظوم الكلام سعيد
يقول فيها:
إلى المعتلي عاليت همّي طالباً
…
لكرّته إنّ الكريم يعود
همامٌ أراه جوده سبل العلا
…
وعلّمه الإحسان كيف يسود
نفى الذمّ عنه أن طي بروده
…
عفافٌ على سن الشباب وجود
تؤدّي إلينا أنه سبط أحمدٍ
…
مخايل فيه للهدى وشهود
ومنها:
حنانيك إن الماء قد بلغ الزبى
…
وأنحت رزايا ما لهنّ عديد
ظمئت إلى صافي الهواء وطلقه
…
فهل لي يوماً في رضاك ورود
ولي حرمةٌ حاشا لمثلك أن يرى
…
مضيعاً لها وهو الغداة شهيد
فلا يعر من رحماكم من عليكم
…
مطارف مما حاكه وبرود
جواهر شعرٍ شاكل المجد درّها
…
كما شاكلت جيد الفتاة عقود
فصفح عنه وخلى سبيله، فقال من قصيدة يشكره ويهنئه بفتح أولها:
فريق العدا من حدّ عزمك يفرق
…
وبالدهر ممّا خاف بطشك أولق
تيممته والسعد حولك جحفلٌ
…
وقارعته والنصر دونك خندق
يقول فيها:
أدرت رحى الحرب الزّبون بساحةٍ
…
وغالبته والجوّ بالبيض يعبقّ
فلما حوت كفاك رمّة أمره
…
وشدّ بكفّ الحصر منه المخنّق
وأسقيته من جمّة الأمن صافياً
…
إذا ذاقه من ذاقه يتمطّق
وكم لك مثلي مسترقّ مكارمٍ
…
بعفوك من رقّ المنيّة يعتق
كشفت سماء المجد عنك فلم أجد
…
سوى كرمٍ عن طيب خيمك ينطق
وردت رياض العفو منك فجادني
…
بأرجائها من مزن نعماك مغدق
فإن أنا لم أشكرك أبيض معرقاً
…
فلا هزّني للمجد أبيض معرق
ثم خدم المستظهر أبا المطرف عبد الرحمن بن هشام المرواني إذ بويع له بالخلافة بقرطبة بعد القاسم بن حمود، وكان من كتابه.