الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفتح بن خاقان يقول للمتوكل: إبراهيم فضيلة خبأها الله لك! وكان إبراهيم إذا دخل على المتوكل أمر ألا يهزأ أحد بين يديه حتى يقوم.
محمد بن الفضل الجرجرائي
كتب للفضل بن مروان، ثم وزر للمتوكل بعد ابن الزيات، وكان يسمع الفضل يقول: نجاح بن سلمة أشد الناس إقداماً على إهلاك الأموال! فلما ولي خافه نجاح، فاعتذر إليه يوماً من شيء بلغه فقال له الجرجرائي:
إن من الإخوان من ودّه
…
آلٌ على ديمومةٍ يلمع
يخاله الظمآن ماءً ولا
…
ماء به من ظمإٍ ينقع
وأنت منهم غير شك فلا
…
ترجع عن غيٍّ ولا تقلع
ولم يزل نجاح يطالبه حتى عزل، وأسلم إليه ليحاسبه، فكتب إلى صديق له: أنا مع أمير المؤمنين وتسليمه إياي لنجاح كما قال أبو تمام:
رأيتك من محبّك ذا بعاد
…
وممن لا يحبك ذا دنوّ
ومع نجاح كما قال في البيت الآخر:
وحسبك حسرةً لك من صديقٍ
…
يكون زمامه بيدي عدوّ
وكتب إلى المتوكل:
يا ملكاً أملك بي منّي
…
اصفح فدتك النفس لي عنّي
والله ما خنتك في حالةٍ
…
عالم ما أُبدي وما أُكني
ففيم سلّمت إلى حاسدٍ
…
منيته راحته منّي
فأمر المتوكل أن يصالح فيما كان يطالب به، تخفيفاً عنه، وكان صالح الرأي فيه. ويذكر أنه قال له قبل عزله: بلغني أنك تتشاغل بالغناء عن الأمور! فقال: ما أُنكر يا أمير المؤمنين أني أستعين بهزل على جد، وبراحة على تعب، وأما الإضاعة فلو لم أقض حقك وحق الله لقضيت حق نفسي فيما يلزمني من ذلك!