الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال له عبد الله: إن كان معك فأس فاقطع حزم كتابك ثم ارجع إلى عملك، وإن عدت إلى مثلها عدنا إلى إشخاصك لقطعها.
وقد أوصى عبد الملك بن مروان أخاه عبد العزيز، حين وجهه إلى مصر فقال: تفقد كاتبك وحاجبك وجليسك، فإن الغائب يخبره عنك كاتبك، والمتوسم يعرفك بحاجبك، والخارج من عندك يذكرك بجليسك!
أبو بكر بن سليمان الزهري
أراده زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب أمير إفريقية على كتابته، وكان عالماً أديباً شاعراً مترسلاً، مع دين وصيانة، فأبى عليه واستعفاه، فلم يعفه، فاشترط عليه ثلاثة شروط، قال زيادة الله: وما هي؟ قال: لا أخلع ردائي، وأجلس في مجلسك بغير إذن، أنا شيخ ومجلسك لا يجلس فيه إلا بإذنك، ولا أكتب في دم أحد ولا ماله! قال: لك ذلك؛ ووفى له بهذه الشروط.
وروي أنه قال له يوماً: يا زهري أصليبة أنت أم مولى؟ فقال: صلبني القدم أعز الله الأمير! فقال زيادة الله: إني لأسر بصدقه مني بعلمه.
ومر به زيادة الله يوماً وهو يصلي فناداه: يا زهري يا زهري! فلم
يجبه، وتمادى في صلاته، فغضب عليه وعاتبه وقال: دعوتك فلم تجبني! فقال: كنت بين يدي من هو أعظم منك! قال: صدقت! ويشبه هذا ما حدث به عبد الصمد بن المعذل قال: ركب أبي إلى الأمير عيسى بن جعفر وكان على البصرة، فوقف ينتظره، فلما أبطأ عليه أقبل يصلي، وكان المعذل إذا دخل في الصلاة لم يقطعها، فجعل عيسى يصيح: يا معذل! يا أبا عمرو.. والمعذل على صلاته لم يعرج عليه، فغضب عيسى ومضى، فلما أتم صلاته لحق عيسى وأنشأ يقول:
قد قلت إذ هتف الأمير
…
يا أيّها القمر المنير
حرم الكلام فلم أُجب
…
وأجاب دعوتك الضمير
فلو أنّ نفسي طاوعت
…
ني إذ دعوت ولا أُحير
لبّاك كلّ جوارحي
…
بأناملٍ ولها السرور
شوقاً إليك وحقّ لي
…
ولكدت من فرحٍ أطير
فرضي عنه عيسى، وأمر له بعشرة آلاف درهم. وروى هذه القصة أبو علي البغدادي في نوادره عن أبي بكر الأنباري عن أبيه عن عبد الصمد بن المعذل، وبينهما خلاف يسير.