الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عيسى بن سعيد القطاع
قال ابن حيان: اختلف عيسى إلى الديوان، وصحب محمد بن أبي عامر وقت حركته في دولة الحكم، فبلغ به المنازل الجليلة، وكان مشهوراً عنده بيمن النقيبة.
وحكي أن ابن أبي عامر كان في مجالس أُنسه بما يعمله من كيده ويبرمه من رأيه أكلف به مما يدار عليه من طيب العقار ويعلل به من سحر الأوتار، ولقد اكثر في ذلك ليلة على كاتبه الأخص عيسى بن سعيد، وكان أول كاتب كتب له قبل ملكه، فكان ينبسط عليه بسالف حرمته وقديم صحبته، فلما باعد بينه وبين شهوته، وقطع به مدة الليلة عن لذته قال: اللهم غفراً! إما شراب ولذة وإما خدمة ومشقة، فإذا قد عزمت على صلة النهار بالليل، فأسكت المسمعة ولتحضر الخريطة، ثم أمر بما شئت نقم به على الحقيقة، فخلط الجد بالهزل مفسدة، وإنما نستجم بهذه الساعة الضيقه لقطع الأوقات الطويلة! فضحك المنصور وقال: أضجرنا عيسى، وليس منا في شيء، ومن عدل بالأمر والنهي لذة فقد انتفى من الذكورة! ثم توفر بقية الوقت على المنادمة.