الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صبوحه حتى وافاه رسول إسماعيل في مهم له، فكتب إليه:
هبني لجاريتي وأرحم تفرّدها
…
بالوجد إن غبت عنها أيها الملك
فقد غدونا وستر الله منسدلٌ
…
وألتام ما بيننا وأنحلّت التكك
فحلف إسماعيل أنه يقيم عندها ثلاثة أيام، ووجه إليه بطيب ومال وكسوة.
عبد الله بن محمد الزجالى
قال أبو مروان بن حيان بن خلف بن حيان في كتابه المقتبس من أنباء أهل الأندلس: كان الأمير عبد الله يعني عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، قد عزل عبد الله بن محمد الزجالي عن خطتي الوزارة والكتابة في بعض أوقاته لموجدة وجدها عليه، ثم أقاله بعد مديدة، وأعاده إلى خطته، وكان محبباً في الناس فأبدوا فرحاً لرجعته، وقال في ذلك أحمد بن محمد بن عبد ربه الشاعر من أبيات:
يا ملكاً يزدهي به المنبر
…
والمسجد الجامع الذي عمّر
خليفة الله في بريّته
…
يسرّ للناس مثل ما يجهر
يا قمر الأرض إن تغب فلقد
…
أقمت للناس كوكباً يزهر
ما فرح الناس مثل فرحتهم
…
لمّا أُقيل الأديب واستوزر
وابتهج الملك حين دبّره
…
عين الإمام التي بها يبصر
قطبٌ عليه المدار أجمعه
…
في الأمر والرأي كلما دبّر
لم يزل البيت طول غيبته
…
أعمى فلمّا استوى به أبصر
وقال ابن عبد ربه في ذلك أيضاً مما لم يذكره ابن حيان:
تجددت الدنيا وأبدت جمالها
…
وردّت إلينا شمسها وهلالها
عشية يوم السبت جاءت بنعمةٍ
…
من الله لا يرجو العدوّ زوالها
بها جبر الله الكسير من العلا
…
وأدرك منه عثرةً فأقالها
فأشرقت الآفاق نوراً وبهجةً
…
ومدت علينا بالنعيم ظلالها
بتجديد عبد الله أعظم دولةٍ
…
لمولاه عبد الله كان أزالها
ولمّا تولت نضرة العيش ردّها
…
فآلت إلى العبد القديم مآلها
فتىً نشأت من كفه ديم الندى
…
فظلت سجال الرزق تجري خلالها
ترى الجود يجري من فريد يمينه
…
كصفحة هنديٍّ أرتك صقالها
ولو نيط من نجم السماء فضيلةٌ
…
لمدّ إليها الكفّ حتى ينالها
ومحمد بن سعيد الزجالي والد عبد الله هذا هو أول من رأس من هذا البيت وجل بالكتابة وأورثها عقبة، وكانت نباهته ورياسته بعلمه وبيانه، كأحمد بن يوسف وابن الزيات وطبقتهما، ويعرف بالأصمعي لعنايته بالأدب وحفظ اللغة.
ويذكر في سبب اتصاله بالسلطان أن الأمير عبد الرحمن بن الحكم عثرت به دابته، وهو في غزاة، فأنشد متمثلاً:
وما لا ترى مما يقي الله أكبر
وطلب صدر البيت فعزب عنه، فسأل أصحابه عنه فأضلّوه، وأمر بسؤال كل من اتسم بمعرفة في عسكره، فلم يلف أحد يقف عليه غير محمد بن سعيد هذا، فقال: أصلح الله الأمير، أول البيت:
نرى الشيء ممّا نتّقي فنهابه
فأعجب الأمير عبد الرحمن ما كان منه، وراقه بيانه، فاستخدمه.