الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زياد بن أبي سفيان
كتب للمغيرة بن شعبة، ثم لأبي موسى الأشعري، في استعمالهما على الكوفة. وذكر حويرثة بن أسماء أن أبا موسى الأشعري كتب إلى عمر رضي الله عنه أن المال كثر من يأخذه، فلسنا نحصيه إلا بالأعاجم، فاكتب إلينا بما ترى؛ فكتب إليه عمر: لا تعيدوهم في شيء سلبهم الله إياه، واخشوهم على دينكم، وأنزلوهم حيث أنزلهم الله، وتعلموا فإنما هي الرجال؛ فاستكتب زياداً.
ويروى أن عمر استقدم أبا موسى، فاستخلف زياداً على عمله، فقال له: استخلفت غلاماً حدثاً! فقال: يا أمير المؤمنين، إنه ضابط لما ولي، خليق بكل خير؛ فكتب عمر إلى زياد يأمره بالقدوم عليه، وباستخلافه على
العمل من يقوم به؛ فاستخلف زياد عمران بن حصين، وقدم عليه، فقال عمر: لئن كان أبو موسى استخلف حدثاً، لقد استخلف الحدث كهلاً! ثم دعا بزياد فقال له: ينبغي أن تكتب إلى خليفتك بما يجب أن يعمل به؛ فكتب إليه كتاباً، ودفعه إلى عمر، فنظر فيه، ثم قال: أعد! فكتب غيره، فقال: أعده! فكتب الثالث، فقال عمر: لقد بلغ ما أردت في الكتاب الأول، ولكني ظننت أنه قد روى فيه، ثم بلغ في الثاني ما أردت، فكرهت أن أُعلمه ذلك، وأردت أن أضع منه لئلا يدخله العجب فيهلك!
ولما عزله عمر عن كتابة أبي موسى قال له: أعن عجز أم خيانة يا أمير المؤمنين؟ قال: لا عن واحد منهما، ولكن كرهت أن أحمل على الناس فضل عقلك.
ثم كتب لعبد الله بن عامر، وهو الذي قال له، وقد حصر على منبر البصرة، فشق ذلك عليه: أيها الأمير، إنك إن أقمت عامة من ترى، أصابه أكثر مما أصابك! وكتب أيضاً لعبد الله بن عباس، ذكر ذلك أبو عمر بن عبد ربه في كتاب العقد الفريد من تأليفه؛ ثم ولي لعلي رضي الله عنه فارس، وكان من كبار