الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بجثيا ويجوز أن يتعلق بمحذوف على أنه حال من جثيا لأنه في الأصل صفة لنكرة قدم عليها فنصب على الحال، وجثيا حال أو تجعلها مفعولا ثانيا لنذر أي نتركهم فيها جثيا.
البلاغة:
1- فن القسم:
في قوله تعالى «فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ» فن القسم وهو أن يريد المتكلم الحلف على شيء فيحلف بما يكون فيه فخر له وتعظيم لشأنه أو تنويه لقدره أو ما يكون ذما لغيره أو جاريا مجرى الغزل والترقق أو خارجا مخرج الموعظة والزهد فقد أفاد القسم هنا أمران أحدهما أن العادة جرت بتأكيد الخبر باليمين والثاني أن في إقسام الله تعالى باسمه مضافا الى رسوله صلى الله عليه وسلم رفعا منه لقدره وتنويها بشأنه كما رفع من شأن السماء والأرض في قوله «فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ» وسيأتي تحقيق ذلك في مواضعه.
وقد توسّع الشعراء في القسم لأن فيه حلاوة ورفعا لشأن المتغزل به، وما ألطف قول عبد المحسن الصوري وهو من أبرع ما سمغنا:
يا غزالا قد رمى باللحظ
…
قلبي فأصابا
بالذي ألهم تعذيبي
…
ثناياك العذابا
والذي ألبس خديك
…
من الورد نقابا
والذي أودع في فيك من الشهد شرابا
والذي صيّر حظي
…
منك هجرا واجتنابا
ما الذي قالته عينا
…
ك لقلبي فأجابا
ولابن خفاجة الاندلسي:
لا وسحر بين أجفانكم
…
فتن الحب به من فتنا
وحديث من مواعيدكم
…
تحسد العين عليه الأذنا
ما رحلت العيس عن أرضكم
…
فرأت عيناي شيئا حسنا
وبلغ العباس بن الأحنف الغاية بقوله:
واني ليرضيني قليل نوالكم
…
وإن كان لا أرضى لكم بقليل
بحرمة ما قد كان بيني وبينكم
…
من الود إلا عدتم بجميل
وأبدع أبو الطيب بقوله:
أحيا وأيسر ما قاسيت ما قتلا
…
والبين جار على ضعفي وما عدلا
والوجد يقوى كما تقوى النوى أبدا
…
والصبر ينحل في جسمي كما نحلا
لولا مفارقة الأحباب ما وجدت
…
لها المنايا إلى أرواحنا سبلا
بما بجفنيك من سحر صلي دنفا
…
يهوى الحياة وأما إن صددت فلا