الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مالك: «وفي جميعها توسط الخبر أجز» قال الله تعالى «وكان حقا علينا نصر المؤمنين» فحقا خبر كان مقدم ونصر المؤمنين اسمها المؤخر، ويؤخذ من كلام المغني أن رفع الخبر ضعيف كضعف الاخبار بالضمير عما دونه في التعريف إلا ان يمنع مانع من تقدم الخبر كحصر الخبر نحو «وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية» أو كخفاء اعرابهما نحو كان موسى فتاك، وقد يكون التوسط واجبا نحو كان في الدار ساكنها فتحصل ثلاثة أقسام: قسم يجوز وقسم يمتنع وقسم يجب، وسكتوا عن تقديم أسمائهن لعدم تصوره، إذ متى تقدم الاسم صار مبتدأ وتحمل الناسخ ضميره فلا يقال ان الاسم تقدم.
[سورة النور (24) : الآيات 54 الى 55]
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَاّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (54) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (55)
الإعراب:
(قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) كلام مستأنف مسوق لخطاب
المأمورين بالطاعة من جهته تعالى. وجملة أطيعوا مقول القول ولفظ الجلالة مفعول به وأطيعوا الرسول عطف على أطيعوا الله. (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ) الفاء عاطفة وإن شرطية وتولوا فعل الشرط وهو مضارع حذفت إحدى تاءيه، فإنما الفاء رابطة للجواب والجواب محذوف أي إن تتولوا عن الطاعة إثر ما أمرتم بها فاعلموا أنما عليه السلام ما حمل أي ما أمر به من التبليغ، وإنما كافة ومكفوفة وعليه خبر مقدم وما حمل مبتدأ مؤخر وجملة حمل صلة وعليكم ما حملتم عطف على ما تقدم. (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) الواو عاطفة وان شرطية وتطيعوه فعل الشرط وهو فعل وفاعل ومفعول به وتهتدوا جواب الشرط والواو حالية أو استئنافية وما نافية وعلى الرسول خبر مقدم وإلا أداة حصر والبلاغ مبتدأ مؤخر والمبين صفة. (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ) كلام مستأنف مسوق لتقرير المصير للمؤمنين الذين يعملون الصالحات والتمكين لهم في الأرض. ووعد الله الذين فعل وفاعل ومفعول به وجملة آمنوا صلة ومنكم حال وعملوا الصالحات عطف على آمنوا ومفعول وعد الثاني محذوف تقديره الاستخلاف لدلالة قوله ليستخلفنهم عليه، واللام جواب قسم مضمر أي أقسم ليستخلفنهم وفي الأرض متعلقان بيستخلفنهم ولك أن تنزل وعد منزلة أقسم فتلقى بما يتلقى به القسم. (كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) الكاف نعت لمصدر محذوف أي استخلافا كاستخلاف الذين من قبلهم، والذين مفعول استخلف ومن قبلهم متعلقان بمحذوف صلة الذين. (وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ) وليمكنن عطف على ليستخلفنهم فهو مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ولهم متعلقان بيمكنن ودينهم مفعول به والذي صفة وجملة ارتضى صلة