الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحاصلها (1): أنه إن لم يؤمن به هؤلاء الجهال الذين لا علم عندهم، ولا معرفة بكتب الله، ولا بأنبيائه، فلا تبال بذلك، فقد آمن به أهل العلم، وخشعوا له، وخضعوا عند تلاوته عليهم، خضوعًا ظهر أثره البالغ بكونهم يخرّون على أذقانهم سجّدًا لله.
108
- {وَيَقُولُونَ} ؛ أي: ويقول الذين أوتوا العلم في سجودهم {سُبْحانَ رَبِّنا} ؛ أي: تنزيهًا لربنا عما يقوله الجاهلون من التكذيب، أو تنزيهًا له عن خلف وعده الذي في الكتب السالفة ببعث محمد صلى الله عليه وسلم وإنزال القرآن عليه {إِنْ كانَ} {إِنْ} مخففة من الثقيلة أي: إن الشّأن والحال كان {وَعْدُ رَبِّنا} بإنزال القرآن، وبعث محمد صلى الله عليه وسلم، {لَمَفْعُولًا}؛ أي: منجزًا آتيًا كائنًا لا محالة واقعًا البتة؛ لأن الخلف نقص، والنّقص عليه تعالى محال، وقيل: الظاهر (2) أنّ المراد بالوعد، وعد الآخرة كما يدل عليه سياق الآية، من قصة موسى، وفرعون، وما قبلها من قصة قريش في إنكار البعث، والله أعلم.
109
- ثم ذكر أنهم خروا لأذقانهم باكين فقال: {يَخِرُّونَ} ؛ أي: ويخر الذين أوتوا العلم، ويسقطون {لِلْأَذْقانِ}؛ أي: على أذقانهم للسجود، لما أثر فيهم، من مواعظ القرآن حالة كونهم {يَبْكُونَ} من خشية الله تعالى، وكرر ذكر الخرور للأذقان لاختلاف السبب؛ فإن الأوّل: لتعظيم الله تعالى وتنزيهه، والثاني: للبكاء بتأثير مواعظ القرآن في قلوبهم، ومزيد خشوعهم، ولهذا قال:{وَيَزِيدُهُمْ} ؛ أي: سماع القرآن، أو القرآن بسماعهم له، أو البكاء، أو السجود، أو المتلو. {خُشُوعًا}؛ أي: تواضعًا لله كما يزيدهم علمًا، ويقينًا بالله تعالى؛ أي: يزيدهم لين قلب، ورطوبة عين، فالبكاء مستحب عند قراءة القرآن، وفي «الفتوحات»: وتكرر الخرور لاختلاف حاليه بالبكاء والسجود، وجاءت الحال الأولى اسمًا لدلالته على الاستمرار، والثانية فعلًا لدلالته على التجدد والحدوث اهـ «سمين» .
(1) الشوكاني.
(2)
روح البيان.