الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عشر شهرًا من ذلك التاريخ (1). معطوف على {لَيَسْتَفِزُّونَكَ} ؛ أي: لا يبقون بعد إخراجك إلا زمنًا قليلًا ثم عوقبوا عقوبة تستأصلهم جميعًا.
وقال أبو حيان (2): {لَا يَلْبَثُونَ} جواب قسم محذوف؛ أي: والله إن استفزوك فخرجت لا يلبثون، ولذلك لم تعمل إذًا لأنها توسطت بين قسم مقدر والفعل، فلا يلبثون ليست منصبة عليه من جهة الإعراب، ويحتمل أن تكون {لَا يَلْبَثُونَ} خبرًا لمبتدأ محذوف، يدل عليه المعنى تقديره: وهم إذًا لا يلبثون، فوقعت إذًا بين المبتدأ وخبره، فألغيت اهـ. وقرأ (3) عطاء ابن أبي رباح {لا يلبثون} بضم الياء وفتح اللام، والباء مشددة، وقرأ يعقوب كذلك إلا أنه كسر الباء، وقرأ أبي {وإذًا لا يلبثوا} بحذف النون أعمل إذًا فنصب بها على قول الجمهور، وبأن مضمرة بعدها على قول بعضهم: وكذا هي في مصحف عبد الله محذوف النون، وقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وأبو بكر عن عاصم، {خلفك} بمعنى بعدك، وقرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم {خِلافَك} قال الأخفش:{خِلافَكَ} في معنى خلفك وبعدك، وقال ابن الأنباري {خِلافَك} بمعنى مخالفتك، والمعنى عليه على مخالفتك، فسقط حرف الخفض، ومما يدل على أنّ {خِلَاف} بمعنى بعد قول الشاعر:
عَفَتِ الدِّيَار خِلَافَهَا فَكَأَنَّمَا
…
بَسَطَ الشَّوَاطِبُ بَيْنَهُنَّ حَصِيْرَا
يقال: شطبت المرأة الجريد: إذا شققته لتعمل منه الحصير، قال أبو عبيدة: ثم تلقيه الشاطبة إلى المثقبة، وقرأ أبو رزين، وأبو المتوكل {خُلَّافُك} بضم الخاء وتشديد اللام، ورفع الفاء، وقرأ عطاء ابن أبي رباح {بعدك} مكان {خلفك} ، والأحسن أن يُجعل تفسيرا لخلفك لا قراءة لأنها تخالف سواد المصحف،
77
- وقوله: {سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا} منصوب على المصدرية؛ أي: سننّا ذلك الإهلاك سنة كسنّتنا في أقوام من قد أرسلنا {قَبْلَكَ} يا محمد {مَنْ
(1) الشوكاني.
(2)
البحر المحيط.
(3)
زاد المسير والشوكاني والبحر المحيط.