الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابٌ أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ
،
وَصِفَاتُهُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ
[2834]
حَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ، وَيَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ جَمِيعًا عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ- وَاللَّفْظُ لِيَعْقُوبَ- قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: إِمَّا تَفَاخَرُوا وَإِمَّا تَذَاكَرُوا الرِّجَالُ فِي الْجَنَّةِ أَكْثَرُ أَمِ النِّسَاءُ؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَوَ لَمْ يَقُلْ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى أَضْوَإِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ اثْنَتَانِ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ، وَمَا فِي الْجَنَّةِ أَعْزَبُ)).
[خ: 3327]
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: وَالنِّسَاءُ أَيُّهُمْ فِي الْجَنَّةِ أَكْثَرُ؟ فَسَأَلُوا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: اخْتَصَمَ الرِّجَالُ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، بِمِثْلِ حَدِيثِ ابْنِ عُلَيَّةَ.
في هذا الحديث: أن أكثر أهل الجنة النساء، كما أن النار أكثر أهلها النساء، أما كون أكثر أهل النار النساء؛ فلأنهن يتعرضن لأسباب دخول النار أكثر من الرجال، كما جاء في الحديث:((تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ))
(1)
، وهذا من أسباب دخول النار.
وأما كون النساء أكثر أهل الجنة؛ فلأن في الجنة الحور العين زيادة على نساء أهل الدنيا، وأنه ليس في الجنة أعزب- وهو الذي لا زوجة له- ولكل امرئ منهم زوجتان اثنتان، يعني: من الحور العين، غير زوجاته من نساء أهل الدنيا، وهذا أقلهم نصيبًا.
(1)
أخرجه البخاري (304)، ومسلم (80).
وفيه: أنَّ من شدة جمال نساء أهل الجنة: أن يُرَى مخُّ سيقان إحداهن من وراء اللحم والعظم من شدة الجمال والصفاء.
وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ- يَعْنِي: ابْنَ زِيَادٍ- عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ)). ح وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ- وَاللَّفْظُ لِقُتَيْبَةَ- قَالَا: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عُمَارَةَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، لَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، وَلَا يَمْتَخِطُونَ وَلَا يَتْفُلُونَ، أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ، وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ، وَمَجَامِرُهُمُ الْأَلُوَّةُ، وَأَزْوَاجُهُمُ الْحُورُ الْعِينُ، أَخْلَاقُهُمْ عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ)).
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، ثُمَّ هُمْ بَعْدَ ذَلِكَ مَنَازِلُ، لَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَبُولُونَ، وَلَا يَمْتَخِطُونَ وَلَا يَبْزُقُونَ، أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ، وَمَجَامِرُهُمُ الْأَلُوَّةُ، وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ، أَخْلَاقُهُمْ عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ عَلَى طُولِ أَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعًا))، قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ:((عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ))، وقَالَ أَبُو كُرَيْبٍ:((عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ))، وقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ:((عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ)).
في هذا الحديث: وصف أهل الجنة، فأول زمرة منهم يدخلونها وجوههم مستنيرة على صورة القمر ليلة البدر، حينما يستدير ويستنير في منتصف الشهر ليلةَ الرابع عشر، وليلةَ الخامس عشر، ثم الزمرة الثانية تكون كأشد الكواكب إضاءة، ثم تتوالى الزمرات، ولعل الزمرة الأولى هم
الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، أو زمرة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.
ومن أوصاف أهل الجنة: أنهم لا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يمتخطون، ولا يبصقون، ولا يتفلون.
ومن المعلوم: أن الذي يأكل ويشرب لا بد أن يكون له تفل، وتفل أهل الجنة يكون عرقًا كرشح المسك، ثم تضمر بطونهم، فإذا أكلوا أو شربوا تجشؤوا وخرج العرق كريح المسك، فضمرت بطونهم.
وهم كذلك لا يمتخطون ولا يبصقون، كما أنهم لا يمرضون ولا يسقمون، ولا يهرمون ولا يشيبون، فكلهم شباب، لا تبلى ثيابهم ولا تتسخ، وفوق ذلك فهم لا يموتون.
وقوله: ((وَمَجَامِرُهُمُ الْأَلُوَّةُ))، يعني: طيبهم العود.
والمشط الذي يمشطون به شعورهم من الذهب، ولكن: أليس الذهب حرامًا على الرجال؟
والجواب: بلى، لكن هذا محرم على رجال أهل الدنيا، أما في الجنة فقد أباحه الله لهم، فلا تكليف في الجنة، فالرجال يلبسون كل ما كان محرمًا عليهم في الدنيا من الذهب والحرير وغيرهما.
ومن أوصافهم: أن أخلاقهم على خُلُقِ رجلٍ واحد، روي هكذا بضمتين ((على خُلُقِ))، وروي- أيضا- بفتح الحاء وسكون اللام:((عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ، سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ))، يعني: في الخَلْق والجسم، على خَلْق آدم عليه السلام طولهم في السماء ستون ذراعًا، هذا طول الواحد من أهل الجنة، وأما عرضه فقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه:((عَلَى خَلْقِ آدَمَ، سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي عَرْضِ سَبْعِ أَذْرُعٍ))
(1)
، لكن الحديث ضعيف، ففي إسناده علي بن زيد بن جُدعان وهو ضعيف.
(1)
أخرجه أحمد (7933)، وفي سنده علي بن زيد بن جُدعان، قال الحافظ- في التقريب (4734) -: ضعيف.