الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بمتحد، كـ: أنت طالق إن كلمت زيدًا، أنت طالق إن كلمته، وأما إن علقه بمتعدد تعدد كـ: طالق إن كلمت، إن دخلت، إن خرجت.
[ما اختلف في لزومه واحدة أو اثنتين: ]
ولو طلق زوجته، فقيل له: ما فعلت؟ فقال للسائل: هي طالق، فإن لم ينو إخباره بذلك، بل قال ذلك بغير نية، ففي لزوم طلقة فقط، وهو قول اللخمي، أو اثنتين قولان للمتأخرين، وإن نوى إخباره فيقبل، ويحلف، وهل الآن أو عند نية إرجاعها؟ قولان لابن محرز وعياض.
[حكم التجزئة: تكميل الكسر: ]
ولما كان حكم التجزئة التكميل، قال: وفي نصف طلقة، أو: نصف طلقتين، أو: نصفي طلقة، أو: نصف وثلث طلقة، بذكر طلقة في المعطوف، وحذف من المعطوف عليه: طلقة؛ لرجوع الجزأين معًا واحدة.
وكذا لو ذكر أجزاء يقصر مجموعها عن الطلقة، أو يساويها، واستشكل لزوم واحدة في المسألة الثانية، بأنه مخالف لقولهم: التثنية والجمع كتكرار الواحد.
أو كان الضرب لا يزيد على المضروب، مثل واحدة في واحدة؛ لأن الخارج واحدة.
أو علقه بمتحد، كقوله: متى ما فعلت، وأسند الفعل إليه أو إليها، وكرر ذلك مرة فأكثر لزمه واحدة، إن نوى التأكيد، وإلا تعدد، وفي بعض النسخ هنا:(أو متى) فقط دون (ما)، كما قدمه في باب الأيمان، أو طالق أبدًا طلقة في المسائل السبع، وحذفه من الستة الأول لدلالة هذا عليه.
[ما فيه لزوم اثنتين: ]
ويلزم اثنتان في ربع طلقة ونصف طلقة؛ لأن كلا منهما أخذ مميزة
فاستقل به، وهو الأصل في النكرة إذا أعيدت نكرة، فالثانية غير الأولى (1)؛
(1) قال في مغني اللبيب ص 861، وما بعدها:"الرابع عشر: قولهم: إن النكرة إذا أعيدت نكرة كانت غير الأولى وإذا أعدت معرفة أو أعدت المعرفة معرفة أو نكرة كان الثاني عين الأول، وحملوا على ذلك ما روي: "لن يغلب عسر يسرين" قال الزجاج: ذكر العسر مع الألف واللام ثم ثنى ذكره فصار المعنى: إن مع العسر يسرين اهـ. ويشهد للصورتين الأوليين أنك تقول: اشتريت فرسًا ثم بعث فرسًا فيكون الثاني غير الأول، ولو قلت: ثم بعت الفرس لكان الثاني عين الأول وللرابع قول الحماسي:
صفحنا عن بني ذهل
…
وقلنا: القوم إخوان
عسى الأيام أن يرجعـ
…
ـن قومًا كالذي كانوا
ويشكل على ذلك أمور ثلاثة:
أحدها: أن الظاهر في آية: {أَلَمْ نَشْرَحْ} أن الجملة الثانية تكرار للجملة الأولى كما تقول: إن لزيد دارًا إن لزيد دارًا وعلى هذا فالثانية عين الأولى.
والثاني: أن ابن مسعود قال: لو كان العسر في جحر لطلبه اليسر حتى يدخل عليه أنه لن يغلب عسر يسرين مع أن الآية في قراءته وفي مصحفه مرة واحدة، فدل على ما ادعينا من التأكيد وعلى أنه لم يستفد تكرر اليسر من تكرره، بل هو من غير ذلك كأن يكون فهمه مما في التنكير من التفخيم فتأوله بيسر الدارين.
والثالث: أن في التنزيل آيات ترد هذه الأحكام الأربعة فيشكل على الأول قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} الآية: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} واللَّه إله واحد سبحانه وتعالى وعلى الثاني قوله تعالى: {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} فالصلح الأول خاص وهو الصلح بين الزوجين والثاني عام ولهذا يستدل بها على استحباب كل صلح جائر ومثله {زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ} والشيء لا يكون فوق نفسه وعلى الثالث قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ} فإن الملك الأول عام والثاني خاص {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60)} فإن الأولى العمل والثاني الثواب {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} فإن الأول القاتلة والثانية المقتولة وكذلك بقية الآية وعلى الرابع: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ} وقوله:
إذ الناس ناس والزمان زمان
فإن الثاني لو ساوى الأول في مفهومه لم يكن في الاخبار به عنه فائدة وإنما هذا من باب قوله:
أنا أبو النجم وشعري شعري
أي: وشعري لم يتغير عن حالته =