الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأرزقر؛ ليس بالقرير
…
من لدما ظهر إلى سحير
حتى بدت لي جبهة القمير
…
لأربع غبرن من شهير
ثم غدوت غرضا من فوري
…
وقطقط البلة في شعير
وبعد أن يتم ابن جنى القصيدة كلها؛ يقول: أفلا ترى إلى قلة غير المصغر في قوافيها؟ ؛ وهذا أفخر ما فيهان وأدلة على قوة قاتلها، وأنه إنما لزم التصغير في أكثرها سباطه وطبعاً؛ لا تكلفاً وكرهاً.
والدليل على أن هذا الالتزام من الشاعر إنما هو طبع لا تكلف - كما يرى ابن جنى - أنه لو كان منه تجشماً وصنعة، لتحامي غير المصغر ليتم غرضه، ولا ينقض عليه ما اعتزمه (1).
5 - التزام الشاعر بلام التعريف في آخر مصراع كل بيت:
ومن ذلك ما أنشده أبو بكر محمد بن علي عن أبي إسحاق لعبيد، من قوله:
يا خليلي أربعاً واستخبرا الـ
…
منزل الدارس من أهل الخلال
مثل سحق البرد عني بعدك الـ
…
قطر وتأويب الشمال
ولقد يغني به جيرانك الـ
…
ممسكو منك بأسباب الوصال
(1) الخصائص 2/ 239
ثم أودى ودهم إذ أزمعوا الـ
…
بين والأيام حال بعد حال
فانصرف عنهم بعنس كالوأى الـ
…
جأب ذي العانة أو شاة الرمال
نحن قدنا من أهاضيب الملا الـ
…
خيل في الأرسال أمثال السعالي
شرباً يعسفن من مجهوله الـ
…
أرض وعثا من سهول أو رمال
فانتجعنا الحارث الأعرج في
…
جحفل كالليل خطار العوالي
إلى أن أتم القصيدة كلها، رقادها على أن آخر مصراع كل بيت منها منته إلى لام التعريف، غير بيت واحد، وهو قوله:
فانتجعنا الحارث الأعرج
فصار هذا البيت الذي نقض القصيدة أن تمضي على ترتيب واحد هو أفحر ما فيها - على حد تعبير ابن جنى - وذلك لأنه دل على أن هذا الشاعر. إنما تساند إلى ما في طبعة، ولم يتجشم إلا ما في نهضته ووسعة، من غير اغتصاب له، واستكراه ألجأه إليه، إذا لو كان ذلك على خلاف ما حددناه، وأنه إنما صنع الشعر صنعاً، وقابله بها ترتيباً ووضعاً، لكان قمنا ألا ينقض ذلك كله يبيت واحد يوهيبه ويقدح فيه (1) وهذا واضح.
ومما ذكره ابن جنى غير تلك الأنواع التي يلتزم فيها الشاعر بما لا يلزمه: التزامه بحرف التأسيس في القافية، والتزامه بحركة ما قبل الروى، والتزامه بأن تكون الكلمة التي بها القافية معربة إعراباً واحداً وهكذا.
(1) الخصائص 2/ 258