الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر يا رب
أخبرنا شيخنا الشيخ الإمام العالم الحافظ، شيخ الإسلام، ناصر السنة، قامع البدعة، الفقيه، النبيه، شرف الدين، أبو الحسن علي بن القاضي الوجيه الأنجب، أبي المكارم، المفضل بن علي المقدسي أيده الله بقراءتي عليه بمحروسة القاهرة بالمدرسة الصاحبية عمرها الله تعالى.
قال: الحمد لله ذي الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام، المقدم حمده أمام كل كلام، الذي لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسوله وآله خير الأنام، وعلى آله وصحبه الكرام، وسائر أهل الإسلام، صلاةً متصلة الدوام، مدى الليالي والأيام.
أما بعد: فهذه أربعون حديثاً مخرجة من حديث أربعين حافظاً، من حفاظ الإسلام المتقدمين، وأئمة الشريعة الماضين، الذين انتدبوا للتحديث والرواية، واشتهروا بالعلم والدراية، وعنوا بالتعديل والتجريح، واشتغلوا بالتسقيم والتصحيح، مرتبة على عشر طبقات، من كل عصر أربعة من الحفاظ الثقات، يكون العصر الثاني قد تنزل في طبقة من أخذ عن العصر الأول، والعصر الثالث في طبقة من أخذ عن الثاني، ثم كذلك على التوالي والتداني.
وابتدأت بعصر التابعين دون من تقدمهم من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، لأنه لابد لكل تابعي إذا كان الحديث مسنداً أن يصله بصحابي إما بالسماع منه، أو بالأخذ عمن أخذ عنه، ولذلك لم أتعرض أيضاً لعصر شيوخي الذين رويت عنهم، لأنه لا يكون أيضاً متصلاً إلا بذكر واحدٍ منهم.
فالمعنى المشار إليه في الطبقة العليا موجود بعينه في الطبقة الدنيا، وهو أنهما من ضرورة اتصاله والسلامة من إرساله.
وانتهيت بالعصر العاشر إلى عصر الخطيب أبي بكر، وابن ماكولا أبي نصر، والبيهقي، وابن عبد البر، فإنني وإن لم أدرك أصحابهم، فقد أدركت بسني أضرابهم، واتصلت روايتي بمن يروي عن رجل عن رجالهم، فكأنه قد سمع منهم أو سمع من أمثالهم.
وجعلت تبويب الكتاب على حسب الطبقات، وترتيب الدرجات،
وذكرت عقيب حديث كل واحد منهم رحمهم الله ورضي عنهم ما تيسر ذكره من فضائله وآثاره، وحكاياته وأخباره، وعلى وجه الإيجاز والاختصار، دون التطويل والإكثار، والله تعالى ينفعنا به ومن سمعه ونظر فيه ويوفقنا لما يرضيه وجميع المسلمين بكرمه، آمين.