الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطبقة الخامسة
[17- البخاري]
أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن الأحنف الجعفي مولاهم البخاري.
صاحب ((التاريخ)) و ((الصحيح)) ، والرجوع إليه في التعديل والتجريح.
رحل في طلب العلم إلى الأمصار، وبالغ في الجمع والإكثار، وكتب الحديث عن علماء عصره، ومن كان في مصره وغيره مصره: بخراسان، والجبال، والعراق، والحجاز، ومصر، والشام.
سمع جماعة ممن أدرك متأخري التابعين، وبذلك علا على المذكورين معه في هذه الطبقة أجمعين، فكان أولها، وقارب الطبقة المذكورة قبلها.
سمع: مكي بن إبراهيم البلخي، وأبا عاصم النبيل، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وعصام بن خالد الحمصي، وكلهم أدرك متأخري التابعين.
وسمع أيضاً: عبيد الله بن موسى العبسي، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وأبا غسان مالك بن إسماعيل،
وسليمان بن حرب، وأبا سلمة التبوذكي، وعفان بن مسلم، وعارم بن الفضل، وأبا الوليد الطيالسي، وأبا معمر المنقري، والقعني، والحميدي، وإسماعيل بن أبي أويس، وأبا اليمان، وعبد القدوس بن الحجاج، وحجاج بن منهال، ومحمد بن كثير، وخالد بن مخلد، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وشيوخه ربما زادوا على الألف.
روى عنه أستاذه عبد الله بن محمد المسندي، وشيخه محمد بن سلام البيكندي، وإسحاق بن أحمد بن خلف الحافظ، وهو أمتن منه، وأبو حاتم الرازي، وأبو عيسى الترمذي، وأحمد بن سيار المروزي، ومحمد بن إسحاق ابن خزيمة، ومحمد بن إسحاق السراج، ومسلم بن الحجاج، ومحمد بن سليمان بن فارس، وأحمد بن هارون البرديجي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وقاسم بن زكريا المطرز، محمد بن محمد الباغندي، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن هارون الحضرمي، وأبو بكر محمد بن أحمد بن دلويه الدقاق، وأبو محمد ابن الشرقي، وآخرون.
وروى عنه ((الجامع)) : مهيب بن سليم، ومنصور بن محمد وإبراهيم ابن معقل النسفي، ومحمد بن يوسف الفربري وهو آخرهم.
آخر من حدث عنه من الثقات: الحسين بن إسماعيل القاضي المحاملي ببغداد.
مولده يوم الجمعة بعد الصلاة لثلاث عشرة ليلة خلت من شوال سنة أربع وتسعين ومائة.
وتوفي ليلة السبت وهي ليلة عيد الفطر عند صلاة العشاء، ودفن يوم الفطر بعد صلاة الظهر مستهل شوال سنة ست وخمسين ومائتين، وعمره اثنتان وستون سنة إلا ثلاثة عشر يوماً.
أخبرنا أبو عبيد نعمة بن (زيادة الله) بن خلف الغفاري قراءة عليه بالإسكندرية، أخبرنا أبو مكتوم عيسى بن أبي ذر الهروي قراءةً عليه بمكة.
ح وأخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الأصبهاني قراءةً عليه بالإسكندرية أيضاً، أخبرنا أبو مكتوم الهروي في كتابه، أخبرنا أبي.
ح وأخبرنا أبو سعد عبد الواحد بن علي بن حمويه الجويني بقراءتي عليه بمكة، أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي بنيسابور عم شيخ الشيوخ، أخبرنا أبو سهل محمد بن أحمد بن عبيد الله الحفصي.
وأخبرنا أبو عبد الله حامد بن محمد بن حامد الأصبهاني بقراءتي عليه بمكة أيضاً، أخبرنا أبو شكر أحمد بن أحمد الصيدلاني قراءة عليه، وأنا حاضر، أنبأنا أبو الخير محمد بن موسى بن عبد الله المروزي، المعروف بابن أبي عمران.
وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن ثابت الخزرجي قراءة عليه بالناصرية، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن بركات بن هلال السعيدي قراءة عليه.
وأخبرنا أبو المعالي منجب بن عبد الله المرشدي بفسطاط مصر،
وأخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني قالا: أخبرتنا كريمة ابنة أحمد المروزية بمكة، قالوا: أخبرنا أبو الهيثم محمد بن المكي الكشميهني، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار)) .
قال الشيخ أيده الله بتوفيقه: صحيحٌ ثابتٌ من حديث أبي السكن مكي بن إبراهيم بن فرقد بن بشير التميمي البلخي، ويقال: ابن بشير بن فرقد، عن يزيد بن أبي عبيد مولى سلمة بن الأكوع الأسلمي، ويقال: سلمة بن عمرو بن الأكوع، انفرد به البخاري دون مسلم فرواه في ((صحيحه)) هكذا عنه، وهو من أعلى أحاديثه.
فأما أعلى ما وقع لنا إليه فمنه:
ما أخبرنا أبو طاهر السلفي قراءة عليه وأنا أسمع سنة ستين وخمس مائة وبعد ذلك ما لا أحصي عدداً، وبقراءتي عليه أيضاً، أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر البغداذي بها سنة ثلاث وتسعين وأربع مائة، وتوفي سنة أربع، وكان مولده سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى البيع، حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل بن محمد المحاملي إملاء، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، حدثنا إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد المديني حدثني أبي يحيى، عن ابن إسحاق، حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن جابر بن عبد الله أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين راح قافلاً إلى المدينة وهو
يقول: ((آيبون تائبون إن شاء الله عائدون، لربنا حامدون، أعوذ بالله من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل والمال)) .
قال الشيخ أسعده الله: رواته بعد البخاري إلى النبي صلى الله عليه وسلم كلهم مدنيون، أما إبراهيم فقد صرح البخاري بنسبته إليها في إسناد الحديث، وكذلك ذكره أيضاً في ((تاريخه)) ، وقال:((سمع أباه عن ابن إسحاق)) ، وأما ابن إسحاق: هو أبو بكر محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي مولاهم، مدني مشهور بالمغازي، قبله بعض الأئمة، وكان مالك يضعفه جداً، وأما ابن قتادة فهو عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان، الأنصاري المديني، يكنى أبا عمرو، ثقة معروف، مات سنة ثمان وعشرين ومائة، روى عن جابر بن عبد الله صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وغيره.
وجابر تعداده في المدنيين أيضاً.
وقد روى نحو هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمر، وعبد الله
ابن عباس، والبراء بن عازب، وأنس بن مالك، بألفاظ مختلفة تماماً ومختصراً، ورويناه عنهم من أوجه لا يتسع الآن ذكرها.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن يحيى العثماني وأخوه أبو الطاهر إسماعيل، وأبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الأصبهاني واللفظ له، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن الوليد بن سعد الأنصاري، أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسن ابن بندار، أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ الجرجاني قال: ((سمعت عدة مشائخ يحكون أن محمد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد، فسمع به أصحاب الحديث فاجتمعوا وعمدوا إلى مائة حديث وقلبوا متونها وأسانيدها، فجعلوا متن هذا الإسناد لإسناد آخر، وإسناد هذا المتن لمتن آخر، ودفعوا إلى عشرة أنفس لكل واحد عشرة أحاديث، فأمروهم إذا حضوا المجلس يلقون ذلك على البخاري، وأخذوا الوعد للمجلس من جماعة من أصحاب الحديث الغرباء من أهل خراسان وغيرها، ومن البغداديين، فلما اطمأن المجلس بأهله انتدب إليه رجلٌ من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث المقلوبة فقال البخاري: لا أعرفه، فسأله عن آخر فقال: لا أعرفه.
ثم سأله عن آخر، فقال: لا أعرفه، فما زال يلقي عليه واحداً بعد واحد، ثم حتى فرغ من عشرته والبخاري يقول: لا أعرفه، فكان الفقهاء ممن حضر المجلس يلتفت بعضهم إلى بعض، ويقولون: الرجل فهم، ومن كان منهم غير فهم يقضي على البخاري بالعجز والتقصير وقلة الفهم، ثم انتدب رجلٌ آخر من العشرة، فسأله عن حديث من تلك الأحاديث المقلوبة، فقال البخاري: لا أعرفه، وسأله عن آخر فقال: لا أعرفه، وسأله عن آخر فقال: لا أعرفه، فلم يزل يلقي عليه واحداً بعد واحد حتى فرغ من عشرته، والبخاري يقول: لا أعرفه. ثم انتدب إليه الثالث والرابع إلى تمام العشرة حتى فرغوا كلهم من الأحاديث المقلوبة والبخاري لا يزيدهم على ((لا أعرفه)) . فلما علم البخاري أنهم قد فرغوا التفت إلى الأول منهم فقال: أما حديثك الأول فهو كذا، وحديثك الثاني فهو كذا، والثالث والرابع على الولاية حتى أتى على تمام العشرة، فرد كل متن إلى إسناده، وكل إسناد إلى متنه، وفعل بالآخرين مثل ذلك، ورد متون الأحاديث كلها إلى أسانيدها، وأسانيدها إلى متونها، فأقر له الناس بالحفظ والعلم)) .
قال ابن عدي: وكان ابن صاعد إذا ذكر البخاري يقول: ((الكبش النطاح)) .
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن العثماني قراءةً عليه، قال: قرأت على أبي محمد عبد الله بن محمد بن محمد بن علي الباهلي، وأجاز لي والده أبو عبد الله محمد قالا: حدثنا أبو علي الحسين بن محمد بن أحمد الغساني الجياني، قال: أخبرونا عن أبي ذر عبد بن أحمد الهروي، قال: سمعت أبا بكر الجوزقي، قال: سمعت أبا حامد بن الشرقي، أو غيره -الشك من أبي ذر- قال:((رأيت مسلم بن الحجاج بين يدي محمد بن إسماعيل البخاري كالصبي بين يدي معلمه)) .
سمعت أبا طاهر السلفي يقول: سمعت أبا سعيد أحمد بن حمد بن القاسم الأردستاني وآخرين بأصبهان قالوا: سمعنا أبا عثمان سعيد بن أحمد بن نعيم النيسابوري يقول: سمعت أبا محمد الحسن بن أحمد بن مخلد العدل
المخلدي يقول: سمعت أبا حامد أحمد بن حمدون الأعمشي، يقول: سمعت مسلم بن الحجاج يقول لمحمد بن إسماعيل البخاري: ((لا يبغضك إلا حاسدٌ، وأشهد أن ليس في الدنيا مثلك)) .
وأخبرنا غير واحد من شيوخنا إجازة قالوا: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن ابن محمد البغدادي، أخبرنا أبو بكر الخطيب، حدثنا عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي، قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول:
((لولا البخاري لما ذهب مسلم ولا جاء)) .
سمعت أبا طاهر السلفي يقول: سمعت أبا الفتح الماكي يقول: سمعت أبا يعلى الخليل يقول: سمعت أحمد بن أبي مسلم الحافظ يقول: حدثت عن محمد بن الأزهر السجزي قال:
((كنت بالبصرة في مجلس سليمان بن حرب، والبخاري جالسٌ لا يكتب، فقلت لبعضهم: مال أبي عبد الله لا يكتب؟ فقال: يرجع إلى بخارى فيكتب من حفظه)) .
قال الخليلي: وأخبرني عبد الواحد بن بكر الصوفي قال: حدثنا عبد الله ابن عدي الجرجاني، حدثنا محمد بن أحمد القومسي، قال: سمعت محمد بن حمدويه، يقول: سمعت البخاري يقول: ((أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأعرف مائتي ألف حديث غير صحيح)) .
قال الخليلي: وسمعت أحمد بن أبي مسلم الحافظ، وعبد الواحد بن بكر
الصوفي قالا: سمعنا ابن عدي الحافظ قال: سمعت الحسن بن الحسين يقول: سمعت إبراهيم بن معقل يقول: سمعت البخاري يقول: ((ما أدخلت في كتاب الجامع إلا ما صح، وقد تركت من الصحاح يعني خوفاً من التطويل)) .
قال الخليلي: وسمعت عبد الرحمن بن محمد بن فضالة الحافظ يقول: سمعت أبا أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الكرابيسي الحافظ يقول: ((رحم الله الإمام محمد بن إسماعيل، فإنه الذي ألف الأصول، وبين للناس، وكل من عمل بعده فإنما أخذه من كتابه، كمسلم بن الحجاج فرق كتابه في كتبه، وتجلد فيه حق الجلادة، حيث لم ينسبه إلى قائله، ولعل من ينظر في تصانيفه لا يقع فيها ما يزيد إلا ما يسهل على من يعد عداً، ومنهم من أخذ كتابه، فنقله بعينه إلى نفسه كأبي زرعة، وأبي حاتم، فإن عاند الحق معاندٌ فيما ذكرت، فليس يخفى صورة ذلك على ذوي الألباب)) .
أخبرنا غير واحد من شيوخنا إجازة، عن أبي منصور بن رزيق، عن أبي بكر الخطيب، قال: أخبرونا عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري الحاكم قال: سمعت أبا الطيب محمد بن أحمد المذكر يقول: سمعت أبا بكر محمد ابن إسحاق يعني ابن خزيمة يقول: ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بالحديث من محمد بن إسماعيل البخاري.