الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطبقة الثالثة
[9- عبد الله بن المبارك]
أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك الحنظلي مولاهم المروزي.
سمع يحيى بن سعيد الأنصاري، وحميداً الطويل، وهشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش، والسفيانين، والحمادين، ومالكاً وابن جريج وشعبة، والأوزاعي، ومعمراً، والليث، ومسعراً، وهشام بن حسان، ويونس بن يزيد، وكان يكتب عمن دونه إلى أن مات، ومات قبل ابن عيينة بكثير.
روى عنه: الثوري، وابن عيينة، وأبو إسحاق الفزاري، ويحيى بن آدم، وسلمة بن سليمان، وابن مهدي، ويحيى القطان، وبقية بن الوليد، ومسلم ابن إبراهيم، ومعاذ بن أسد، وعبدان، ومحمد بن مقاتل، وأحمد بن محمد مردويه، وسعيد بن سليمان، ومحمود بن غيلان، وعلي بن الحسن بن
شقيق، وعبد العزيز بن أبي رزمة، وسويد بن نصر، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، والحسين بن الحسن المروزي، وآخرون من أهل مصر والشام، وغيرهما.
وأنه كان يحج سنة، ويغزو سنة، وله من الكرامات ما لا يحصى.
ولد بمرو سنة ثمان عشر ومائة، وتوفي بهيت منصرفاً من الغزو سنة إحدى وثمانين ومائة، وهو ابن ثلاث وستين سنة.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن بري بن عبد الجبار المقدسي بقراءتي عليه، أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني بمصر، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله التجيبي، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن
القاسم الأنماطي، أخبرنا أبو القاسم الأنماطي، أخبرنا أبو العباس أحمد ابن الحسن بن إسحاق الوكيل، حدثنا أحمد بن موسى المكي، حدثنا عبد الله ابن محمد بن أسماء، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن علقمة بن وقاص، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لامرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأةٍ ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)) .
قال الشيخ أيده الله: متفق عليه من حديث أبي سعيد يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني، ومداره عليه، رواه عنه ما لا يحصى من الأئمة وأعلام الأمة كمالك، والثوري، وابن عيينة، والليث بن سعد، وحماد بن زيد، وعمرو بن الحارث، ويحيى بن أيوب، والأوزاعي، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز الدراوردي، وأبي ضمرة أنس بن عياض، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، وعبد الوهاب الثقفي، ويزيد بن هارون، ومحمد بن فضيل، وجعفر بن عون، وأبي إسحاق الفزاري، وأبي خالد الأحمر، وعبد الله بن نمير، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، وعباد بن العوام، وغيرهم.
وخرجه مصنفو الصحاح في كتبهم من طرق، وانفرد مسلم بحديث ابن المبارك هذا دون البخاري، فرواه عن أبي كريب محمد بن العلاء بن كريب
الهمداني الكوفي عنه، وبدأنا به في هذه الترجمة لاستحباب جماعة من العلماء البدء به في كل كتاب وباب، أو لأن ابن المبارك ساوى فيه شيوخه في يحيى بن سعيد، وعندنا من حديث ابن المبارك ما هو أقرب منا إليه إسناداً، ومن حديثه ما هو أقرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
فمن أعلى ما وقع لنا إليه، ما أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن محمد الأصبهاني، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي، حدثنا أبو عبد الرحمن المروزي، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا حسد إلا في اثنتين: رجلٌ آتاه الله
مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجلٌ آتاه الله حكمةً فهو يقضي بها ويعلمها قومه)) .
قال الشيخ أيده الله: متفقٌ عليه من حديث أبي عبد الله قيس بن أبي حازم البجلي الأحمسي الكوفي، واسم أبي حازم: عبد عوف بن الحارث، وقيل: عوف بن عبد الحارث، أخرجه البخاري عن الحميدي، عن ابن عيينة، وعن ابن المثنى، عن يحيى القطان، وعن شهاب بن عباد، عن إبراهيم بن حميد، وأخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، وعن محمد ابن عبد الله بن نمير، عن أبيه ومحمد بن بشر، ستتهم عن قيس.
ومن أقرب ما وقع إلينا منه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد البغدادي بقراءتي عليه، أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله
الشيحي قراءة عليه، وأنا أسمع بمدينة السلام، أخبرنا الشريف أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون الهاشمي، أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن حبابة البزاز، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا جدي أحمد بن منيع، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا مصعب بن ثابت، عن عبد الله بن الزبير قال:((قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الخصمين يقعدان بين يدي الحكم)) .
قال الشيخ أيده الله: أخرج أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني في ((سننه)) عن أبي جعفر أحمد بن منيع بن عبد الرحمن البغوي عن ابن المبارك كما أخرجناه فوافقناه فيه
أنبأنا ابن أبي أحمد عن ابن أبي ذر، عن أبيه (عبد الأنصاري) ، عن ابن أبي حاتم، قال: حدثنا محمد بن حمويه بن الحسن، قال: سمعت أبا طالب أحمد بن حميد، قال: سمعت أحمد بن محمد بن حنبل يقول: لم يكن في زمان ابن المبارك أحدٌ أطلب للعلم منه، رحل إلى اليمن وإلى مصر والشام والبصرة والكوفة، وكان من رواة العلم، وكان أهل ذاك، كتب عن الكبار والصغار، وكتب عن عبد الرحمن بن مهدي، وأبي إسحاق الفزاري، وجمع أمراً عظيماً، قال ابن أبي حاتم: وحدثني أبي، قال: حدثنا إسحاق بن محمد بن إبراهيم المروزي قال: نعي ابن المبارك إلى سفيان بن عيينة فقال: (رحمه الله فقد كان فقيهاً، عالماً، عابداً، زاهداً، سخياً، شجاعاً، شاعراً)) .
وحدثني أبي قال: حدثنا المسيب بن واضح قال: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: ((ابن المبارك إمام المسلمين)) .
قال: وأخبرني أبي قال: سمعت ابن الطباع يحدث عن عبد الرحمن بن مهدي قال: الأئمة أربعة: سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وحماد بن زيد، وابن المبارك.
قال ابن أبي حاتم: وحدثنا أبو نشيط محمد بن هارون البغدادي، قال: سمعت نعيم بن حماد قال: قلت لعبد الرحمن بن مهدي: أيهما أفضل عندك عبد الله بن المبارك أو سفيان الثوري؟ فقال: ابن المبارك. فقلت: إن الناس يخالفونك. فقال: ((إن الناس لم يجربوا، ما رأيت مثل ابن المبارك)) .
قال ابن أبي حاتم: وحدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن حسان السمتي قال: حدثني أبو عثمان الكلبي، قال: قال لي الأوزاعي: أرأيت عبد الله بن المبارك؟ قلت: لا. قال: لو رأيته لقرت عينك.
قال: وأخبرنا ابن أبي خيثمة فيما كتب إلينا حدثنا محمد بن عبد العزيز يعني ابن أبي رزمة قال: سمعت أبي قال: قال لي شعبة: عرفت ابن المبارك؟ قلت: نعم. قال: ما قدم علينا من ناحية مثله.
قال: وحدثنا محمد قال: حدثنا نوح بن حييب قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثني ابن المبارك، وكان نسيج وحده.
أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني الحافظ، أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد البرداني الحافظ، أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد الآبنوسي، أخبرنا علي بن عمر الحافظ الدارقطني، حدثنا محمد بن أحمد بن صالح، قال: سمعت عمي زهير بن صالح، سمعت أبي صالح بن أحمد، قال: سمعت أبي أحمد بن حنبل يقول: ما أخرجت خراسان بعد ابن المبارك مثل يحيى بن يحيى.
أخبرنا أحمد بن محمد السلفي، أخبرنا محمد بن الحسن الكرجي،
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح إذناً حدثنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا عبد الله بن أبي داود، حدثنا عبد الله بن خبيق عن شيخ له قال: قيل لابن المبارك: إلى كم تكتب الحديث؟ قال: لعل الكلمة التي أنتفع بها لم أسمعها بعد.
أخبرنا أحمد بن محمد السلفي، أخبرنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، أخبرنا علي بن أحمد الفالي، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن خربان، حدثنا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد، حدثنا علي بن محمد بن الحسن الفارسي، حدثنا محمد بن هارون الموصلي، حدثنا عبيد بن جناد، قال:
عرضت لابن المبارك فقلت: أمل علي. فقال: أقرأت القرآن؟ قلت: نعم. قال: اقرأ. فقرأت عشراً. فقال: هل علمت ما اختلف الناس فيه من الوقوف والابتداء؟ قلت: أبصر الناس بالوقف والابتداء. فقال: {مدهامتان} قلت: آية. قال: فالألفاظ؟ قلت: عبقري، وعباقري، ورفرف، ورفارف، وسرق وسرق، قال: فالحديث سمعته من أحد غيري؟ قلت: نعم. قال: فحدثني. قال: فحدثته في المناسك بأحاديث، قال لي:
أحسنت. ثم قال: أخرج ألواحك. فأخرجت، ثم قال لي: من أين أنت؟ قلت: من بغداد. قال: قم. قلت: هل رأيت إلا خيراً؟ قال: قم. قلت: امرأة الآخر طالق ثلاثاً إن قمت أو تمل علي وتفتيني وتغنيني أقولها أربعاً، قال: اكتب:
أيها القارئ الذي لبس الصوف
…
وأمسى يعد في الزهاد
الزم الشعر والتواضع فيه
…
ليس بغداذ منزل العباد
إن بغداد للملوك محل
…
ومناخ للقارئ الصياد
قلت: من الناس؟ قال: العلماء. قلت: من الملوك؟ قال: الزهاد. قلت: من الغوغاء؟ قال: هرثمة، وخزيمة بن خازم.
قلت: من السفلة؟ قال: من باع دينه بدنيا غيره.