الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطبعة العاشرة
[37-أبو بكر الخطيب البغدادي]
أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي البغدادي الخطيب الحافظ. إمام هذا الشأن ومصنف ((تاريخ بغداذ)) وغيره من المصنفات الحسان.
سمع ببغداذ: أبا الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز، وهو أول شيخ سمع منه، وأبا الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، وأخاه أبا القاسم عبد الملك بن محمد، وأبا علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، وأبا محمد الحسن بن أحمد بن الحسن بن الخلال الحافظ، وأبا القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي، وأبا سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل الماليني الحافظ، وأبا الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت الأهوازي، وأبا بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني الحافظ، وأبا الحسن أحمد بن محمد بن أحمد
ابن حماد الواعظ المعروف بابن المتيم مولى بني هاشم، وأبا الحسن محمد ابن الحسين بن الفضل القطان، وأبا القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الأزهري، وأبا القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي الوراق، وأبا الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن منصور العتيقي، وبعكبرا: أبا حفص عمر بن أحمد بن أبي عمرو البزاز، وبأصبهان: أبا نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق المهراني الحافظ، وأبا سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهاني، وأبا القاسم عبد الله بن أحمد السوذرجاني المؤذن، وبالبصرة: أبا عمر القاسم ابن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، وأبا محمد الحسن بن علي بن أحمد بن بشار السابوري، وأبا الحسن علي بن أحمد بن محمد بن بكران الفوي، وأبا القاسم علي بن القاسم بن الحسن الشاهد، وبالبدوان: أبا الحسن علي بن أحمد بن هارون المعدل، وآخرين يطول ذكرهم.
وكتب إليه بالإجازة جماعةٌ كثيرةٌ من آفاق كثيرة.
مولده سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة اثنين وتسعين وثلاث مائة، ووفاته سنة [ثلاث] وستين وأربع مائة.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن يحيى الأموي قراءةً عليه، وأنا أسمع في شهر رجب سنة اثنين وستين وخمس مائة، أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن منصور بن محمد الحضرمي قراءةً عليه، وأنا أسمع سنة ثلاث وخمس مائة حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ بصور سنة سبع وخمسين وأربع مائة، أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أبو بكر الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا صالح بن صالح بن حي الهمداني، وكان خيراً من ابنيه
علي والحسن، وكان علي خيرهما -يريد من الآخر- قال: جاء رجل إلى الشعبي وأنا عنده فقال: يا أبا عمرو، إن ناساً عندنا يقولون: إذا أعتق الرجل أمته ثم تزوجها فهو كالراكب بدنته. قال الشعبي: حدثني أبو بردة بن أبي موسى، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين: الرجل من أهل الكتاب كان مؤمناً قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم فله أجران، ورجلٌ كانت له جاريةٌ، فعلمها، فأحسن تعليمها وأدبها فأحسن تأديبها، ثم أعتقها وتزوجها فله أجران، وعبدٌ أطاع الله وأدى حق سيده فله أجران)) . خذها بغير شيء، فلقد كان الرجل يرحل في أدنى منها إلى المدينة.
قال الشيخ أيده [الله] : متفقٌ عليه من حديث ابن عيينة، عن صالح بن صالح، رواه البخاري عن علي بن المديني، ومسلمٌ عن ابن أبي عمر جميعاً عن ابن عيينة، وأخرجاه أيضاً من حديث جماعة عن صالح.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي طاهر الأنصاري بقراءتي عليه، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الغساني بدمشق، حدثنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب لفظاً، أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، حدثنا أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسن النيازكي، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الجليل
البزاز، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، حدثنا أبو اليمان، حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، أخبرني سالمٌ، عن ابن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:((كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته: فالإمام راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها، والخادم في مال سيده)) ، سمعت هؤلاء من النبي صلى الله عليه وسلم، وأحسب النبي صلى الله عليه وسلم قال:((والرجل راعٍ في مال أبيه)) .
قال الخطيب رحمه الله: ذكر لي عبد العزيز بن محمد النخشبي أن المستغفري أحد شيوخ أهل العلم بنخشب حدثهم بعض حديث هذا الرجل أحمد بن محمد بن الجليل فقال فيه: ابن الجليل وضبط عنه نسبه كذلك بالجيم، قال: وأبو نصر ابن النيازكي. ثقةٌ توفي قبل سنة ثمانين وثلاث مائة.
أنبأناه عالياً أبو طاهر السلفي، أنبأنا أبو غالب الكرجي، أنبأنا أبو العلاء
الواسطي فذكره، وكان شيخنا السلفي يروي كتاب ((الأدب)) للبخاري سماعاً عن أبي غالب هذا عن أبي العلاء الواسطي، عن أبي نصر النيازكي، عن ابن الجليل عنه، سمعت إسناده منه في ((فهرسته)) وضبطه لي بخطه بالجيم، وكتب بخطه في حاشية نسختي.
وهذا الحديث قد أخرجه البخاري في كتاب العتق من ((صحيحه)) هكذا عن أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري، وأخرجه أيضاً عن بشر بن محمد، عن ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري.
وأخرجه مسلم عن حرملة، عن ابن وهب، عن يونس، عن الزهري.
سمعت أبا طاهر السلفي يقول: سمعت أبا القاسم محمود بن يوسف
البرزندي بثغر تفليس، يقول: سمعت أبا إسحاق الشيرازي ببغداد يقول: أبو بكر الخطيب في معرفة علم الحديث منظرٌ بالدارقطني ونظرائه.
وسمعت السلفي يقول: سمعت أبا نصر المؤتمن بن أحمد بن علي الحافظ الساجي ببغداذ يقول: ما أخرجت بغداذ بعد الدارقطني أحفظ من أبي بكر الخطيب.
وسمعت السلفي يقول: سمعت المؤتمن يقول: كان أبو بكر الخطيب الحافظ يقول: من صنف فقد جعل عقله على طبق يعرضه على الناس.
ويشبه هذا القول ما سمعت السلفي، سمعت أبا ياسر محمد بن عبد الله ابن كادش السلمي ببغداذ يقول: سمعت القاضي أبا يعلى محمد بن الحسين ابن خلف الفراء الحنبلي، يقول: عبد الله بن المقفع الكاتب:
من صنف فقد استهدف، فإن أحسن فقد استعطف، وإن أساء فقد استقذف.
أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الحافظ في كتابه، أخبرنا الشيخ الأمين أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني، حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني الحافظ قال: وردت كتب جماعة من بغداذ إلى دمشق كل واحد يذكر في كتابه أن الإمام الحافظ أبا بكر أحمد ابن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي رحمه الله توفي يوم الاثنين ضحى نهار السابع من ذي الحجة سنة ثلاث وستين وأربع مائة، وحمل يوم الثلاثاء إلى الجانب الغربي، ودفن بالقرب من قبر أحمد بن حنبل، عند قبر بشر بن الحارث رحمهم الله، وكان آخر من حمل جنازته الفقيه الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي، وأنه كان معه مائتا دينار فتصدق بها في علته فانتهى فراغها بموته، وكان رحمه الله يذكر أنه ولد يوم الخميس لست بقين من جمادى الآخرة من سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة، وأنه أسمع الحديث وهو ابن عشرين سنة، وكتب عنه شيخه أبو القاسم الأزهري عبيد الله بن أحمد بن عثمان في سنة اثنتي عشرة، وكتب عنه شيخه أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني الخوارزمي الحافظ في سنة تسع عشرة وأربع مائة، وكان قد علق الفقه عن القاضي أبي الطيب طاهر بن
عبد الله الطبري، وأبي نصر بن الصباغ، وكان يذهب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري رحمه الله.
قال أبو القاسم الحافظ الدمشقي: زادنا أبو محمد الأكفاني: وكان قد رحل إلى نيسابور وأصبهان والبصرة وغيرها، وكان مكثراً من الحديث، ثقة ضابطاً حافظاً متقناً متحرزاً مصنفاً، رحمه الله ورضي عنه.
وأخبرنا أبو القاسم الدمشقي الحافظ أيضاً في كتابه قال: قرأت بخط الشيخ الأمين أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون الباقلاني ببغداذ سنة ثلاث وستين وأربع مائة: مات أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب الحافظ ضحوة نهار يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء ثامن ذي الحجة بباب حرب إلى جنب بشر بن الحارث، وصلي عليه في جامع
المنصور القاضي أبو الحسين محمد بن علي ابن المهتدي بالله، وتصدق بجميع ماله، وهو مائتا دينار، وفرق ذلك على أصحاب الحديث والفقهاء والفقراء في مرضه، وأوصى أن يتصدق بجميع ما يخلفه من ثياب وغيرها، ووقف جميع كتبه على المسلمين، وأخرجت جنازته من حجرة تلي المدرسة النظامية من نهر معلى، وتبعه الفقهاء والخلق العظيم، وحملت الجنازة وعبر بها الجسر، وحملت إلى جامع المنصور، وكان بين يدي الجنازة جماعة ينادون: هذا الذي كان يذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا الذي كان ينفي الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا الذي كان يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبرت الجنازة في الكرخ ومعها الخلق العظيم، وكان اجتماع الناس في جامع المنصور، وحضر جميع الفقهاء وأهل العلم، ونقيب النقباء، وتبع الجنازة خلقٌ عظيمٌ إلى باب حرب، وختم على القبر ختماتٌ رضي الله عنه وغفر له، وألحقه بعباده الصالحين، فلقد انتهى إليه علم الحديث وحفظه، له ست وخمسون مصنفاً في علم الحديث، فمنها:((تاريخ بغداد)) مائة وستة أجزاء، ولد سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة.
وأنبأنا أبو القاسم الدمشقي الحافظ، أنبأنا أبو الفرج الأرمنازي، حدثنا أبو الفرج الإسفراييني، قال: كان الشيخ أبو بكر الخطيب معنا في طريق الحج فكان يختم في كل يوم ختمة إلى قرب الغياب، قراءة بترتيل، ثم يجتمع عليه الناس وهو راكب يقولون: حدثنا، فيحدثهم، أو كما قال، [وقال] أبو الفرج أيضاً: قال أبو القاسم مكي بن عبد السلام المقدسي: كنت نائماً في منزل الشيخ أبي الحسن ابن الزعفراني ببغداذ ليلة الأحد الثاني عشرة من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وأربع مائة، فرأيت في المنام عند السحر كأنا اجتمعنا عند الشيخ الإمام أبي بكر الخطيب في منزله بباب المراتب لقراءة ((التاريخ)) على العادة، فكأن الشيخ الإمام أبا بكر جالسٌ والشيخ الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم عن يمينه، وعن يمين الفقيه نصر رجل جالس لم أعرفه.
فسألت عنه، فقلت: من هذا الرجل الذي لم تجر عادته بالحضور معنا؟ فقيل لي: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء ليستمع ((التاريخ)) . (فقلت في نفسي) : هذه جلالةٌ للشيخ أبي بكر إذ يحضر النبي صلى الله عليه وسلم مجلسه، وقلت في نفسي: وهذا أيضاً رد لقول من يعيب ((التاريخ)) ويذكر أن فيه تحاملاً على أقوام، وشغلني التفكر في هذا على النهوض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسؤاله عن أشياء كنت قد قلت في نفسي أسأله عنها، فانتبهت في الحال ولم أكلمه صلى الله عليه وسلم.