الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[40- أبو نصر بن ماكولا]
الأمير أبو نصر علي بن الوزير العادل أبي القاسم هبة الله بن علي بن حفص بن ماكولا البغدادي الحافظ.
سمع أبا بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني الحافظ، وأبا سعد المظفر ابن الحسن الهمداني، وأبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، وأبا عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي قاضي مصر، والشريف أبا إبراهيم أحمد بن القاسم بن الميمون بن حمزة الحسيني، وأبا الحسين محمود بن حمود بن عمر بن الدليل الصواف، وأبا الوليد سليمان بن خلف بن سعد الباجي، وآخرين بالعراق والشام ومصر.
ورحل في طلب الحديث وبلغ النهاية في الحفظ والدراية وكتب وسمع وألف وجمع، وله كتاب ((الإكمال في المؤتلف والمختلف)) ، وهو أعلى كتاب ألف في فنه، رواه عنه أبو بكر محمد بن طرخان بن يلتكين ابن بجكم التركي،
وكانت لأبي الحسن الفراء الموصلي من ابن ماكولا إجازةٌ. وعنه رواه شيخنا السلفي بالإجازة، وآخر من حدث عنه فيما أعلم أبو الفضل بن ناصر، فإنه أجاز له في سنة ثمان وستين وأربع مائة، وأسمع عنه بهذه الإجازة كتابه هذا. سمعه منه أبو محمد بن الطباخ ولنا منه إجازةٌ، وكان أبو نصر بن ماكولا قد استجاز لابن ناصر جماعةً من الشيوخ العوالي المشهورين في الآفاق، وله أيضاً كتاب ((مفاخرة القلم والدينار)) ، وكان شيخنا أبو محمد العثماني يرويه عن أبي الحجاج يوسف بن علي القضاعي الأندي، عن أبي بكر محمد بن طرخان التركي عنه.
قال العثماني: وأظن أن لي إجازةً من ابن طرخان.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله البغدادي الحافظ من كتابه، أخبرنا أبو الفضل محمد بن أبي منصور الفارسي الحافظ، أخبرنا الأمير أبو نصر
علي بن هبة الله بن علي بن جعفر البغداذي الحافظ فيما أذن لنا فيه، أخبرنا أبو سعد المظفر بن الحسن الهمذاني سبط ابن لال الحافظ، أخبرنا جدي أبو بكر أحمد بن علي بن لال الهمذاني الحافظ.
وأنبأنا عالياً أبو طاهر السلفي قال: كتب إلي أبو الفرج عبدوس ابن عبد الله بن عبدوس الهمذاني أن أبا بكر بن لال الحافظ أنبأنهم حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي الحافظ قراءةً عليه، أخبرنا أبو الحسين محمد بن علي بن الشاه، حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم البغدادي
بأنطاكية، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن بحير الحميري بمصر، حدثنا خالد بن نجيح حدثنا سفيان الثوري، عن ابن جريج، عن فافاه، عن الأعمش.
وأخبرنا عالياً أبو عمر الغفاري، أخبرنا أبو مكتوم الهروي، أخبرنا أبي، أخبرنا عبد الله بن أحمد السرخسي وإبراهيم بن أحمد البلخي، ومحمد بن الهيثم الكشميهني، قالوا: حدثنا محمد بن يوسف الفربري، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، حدثنا آدم، حدثنا شعبة، عن الأعمش.
وأخبرنا أعلى من هذا أبو محمد العثماني، أخبرنا أبو عبد الله الرازي، أخبرنا أبو القاسم الفارسي، حدثنا أبو الطاهر الذهلي، بانتقاء
الدارقطني، حدثنا أبو أحمد محمد بن عبدوس بن كامل، حدثنا علي بن الجعد، أخبرنا شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا)) .
قال الأمير أبو نصر: قال أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي الحافظ: فافاه هذا هو أبو معاوية محمد بن خازم الضرير، قاله الأمير. ولعله قال هذا على الظن لما رأى روايته عن الأعمش، وإلا فقد روينا في حديث السقيفة الذي يرويه عمر ابن عثمان بين عيسى الآجري، عن أبيه، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن عبيد الله بن عمر بن حفص، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس أن إسماعيل بن أبي زياد هو إسماعيل بن مسلم مولى السكون، وهو فافاه الذي يروي عنه ابن جريج، وهو إسماعيل الكندي الذي يحدث عنه بقية.
فدل هذا أن الأول الذي روى عنه ابن جريج هو هذا، إذ قد بين في هذا الحديث، ولم يبين في ذلك أنه أبو معاوية، وإنما قال أحمد بن عبد الرحمن إنه أبو معاوية لروايته عن الأعمش، والله أعلم.
قال الشيخ أيده الله: هذا حديثٌ صحيحٌ ثابتٌ من حديث أبي محمد سليمان بن مهران الكاهلي مولاهم الأعمش، انفرد به البخاري في ((صحيحه)) دون مسلم، فرواه في الجنائز عن آدم بن أبي إياس، وفي الرقاق عن علي بن الجعد، عن شعبة عنه.
فشيخنا أبو محمد العثماني من حيث العدد بمنزلة شيخ شيخ شيخ ابن لال شيخ شيخ الأمير، وشيخنا السلفي فيه من طريق ابن لال بمنزلة الأمير، وكأني أخذته عنه.
وقد قرأت علي السلفي بهذه الإجازة عدة أحاديث من أعلى ما قرأته عليه من عبدوس، قال: أنبأنا ابن لال، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي بمكة، حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، حدثنا سفيان ابن عيينة، حدثنا عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت:
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بسرفٍ أو قريباً منه حضت فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقال:((مالك؟ أنفست؟)) قلت: نعم. قال: ((إن هذا أمرٌ كتبه الله على بنات آدم، فاقض ما يقضي الحاج إلا الطواف بالبيت)) .
قالت: وضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقرة أو ذبح.
قال الشيخ أطال الله بقاءه، وأحسن عقباه: متفقٌ عليه من حديث أبي محمد سفيان بن عيينة الهلالي الكوفي نزيل مكة، أخرجه البخاري، عن ابن المديني، وعن مسدد، وعن قتيبة، وأخرجه مسلمٌ عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، ستتهم عن ابن عيينة.
وقد وقع لنا حديث الأمير أبي نصر بالسماع على السماع متصلاً من غير إجازة، وفيه ما يستحسن من رواية الأقران بعضهم عن بعض.
وهو ما أخبرنا أبو الطاهر أحمد بن محمد بن سلفة الأصبهاني الحافظ، أخبرنا أبو الغنائم أبي بن علي بن ميمون النرسي الحافظ بالكوفة، أخبرنا
أبو نصر علي بن هبة الله بن علي بن جعفر العجلي الحافظ، قدم علينا ولم أسمع منه غيره، حدثني أبو بكر أحمد بن مهدي، حدثنا أبو حازم العبدوي، حدثنا أبو عمرو بن مطر، حدثنا إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، حدثنا أبو الفضل صاحب أحمد بن حنبل، حدثنا زهير بن حرب، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا علي بن المديني، حدثنا عبيد الله بن معاذ، حدثنا أبي، حدثنا شعبة، عن أبي بكر بن حفص، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ((كن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم
يأخذن من رؤوسهن حتى تكون كالوفرة)) .
قال شيخنا السلفي: سألت أبا الغنائم بن النرسي عن أبي بكر الخطيب، فقال: جبلٌ لا يسأل عن مثله، ما رأينا مثله، وما سألته عن شيء قط فيجيب في الحال، إلا يرجع إلى كتابه، ثم يجيب، فقتل: حديثه عن الحميدي أنه قال: [ما] سألت الخطيب عن شيء فأجابني في الحال، وكان أبو نصر بن ماكولا بخلافه، فقال: ومن يسوي بينهما، الخطيب مقتدى، قد صنف وخرج على الحفاظ، وانتهت به السنن واحتيج إليه، ولعمري إن ابن ماكولا كان فاضلاً إلا أنه شاب.
أخبرنا أبو القاسم علي بن الحس بن هبة الله الدمشقي الحافظ في كتابه، قال: قرأت على الشيخ أبي محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي،
بدمشق عن أبي نصر علي بن هبة الله بن علي بن جعفر الحافظ، المعروف بابن ماكولا، قال: إن أبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي: كان أحد الأعيان ممن شاهدناه معرفةً وإتقاناً وحفظاً وضبطاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفنناً في علله، وأسانيده، وخبرة برواته وناقليه، (وعلماء تصحيحه) ، وغريبه وفرده ومنكره، وسقيمه ومطروحه، ولم يكن للبغداديين بعد أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني من يجري مجراه، ولا قام بعده منهم بهذا الشأن سواه، وقد استفدنا كثيراً من هذا اليسير الذي نحسنه به وعنه، وتعلمنا شطراً من هذا القليل الذي نعرفه بتنبيهه ومنه، فجزاه الله تعالى عنا الخير ولقاه الحسنى، وغفر لنا وله ولجميع مشائخنا وأئمتنا ولجميع المسلمين.
آخر كتاب الأربعين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد نبيه خاتم النبيين وعلى آله الطاهرين وصحبه الأكرمين، وسلم تسليماً كثيراً كثيراً كثيراً، وشرف وكرم وعظم.
كتبها بيده الفانية لنفسه الخاطئة عبد الله بن عيار بن أبي العز الطنجي نفعه الله بها، وغفر له ولوالديه ولمشائخه ولجميع المسلمين، وفرغ من نسخها بالمدرسة المالكية بمصر مدرسة ابن المنصور حرسها الله لسبعة عشر يومٍ خلون من المحرم سنة ثمان وست مائة.