الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطبقة الثامنة
[29- أبو عبد الله الحاكم]
الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم ابن الحاكم الضبي الطهماني، النيسابوري، المعروف بابن البيع.
الحافظ، المصنف في علم الحديث عدة تصانيف لم يسبق إليها، والمخصوص من جودة الترتيب لما لم يوفق لغيره عليها.
سمع بنيسابور: أبا العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الشيباني الأصم، وأبا عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف الشيباني الأخرم، وأبا عبد الله محمد ابن عبد الله بن أحمد الأصبهاني الصفار وآخرين.
وبمرو: أبا العباس محمد بن أحمد المحبوبي، وأبا العباس القاسم بن القاسم السياري، وأبا علي الحسين بن محمد الصغاني.
وببغداذ: أبا عمرو عثمان بن أحمد بن السماك، وأبا بكر أحمد بن سلمان النجاد، وأبا محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه.
وبمكة: أبا محمد الفاكهي، وأبا إسحاق بن فراس، وأبا يحيى حفيد أبي عبد الرحمن المقرئ.
وبالكوفة: أبا جعفر محمد بن علي بن دحيم، وعلي بن محمد بن عقبة الشيبانيين.
وببخارى: أحمد بن سهل الفقيه، وخلف بن محمد الخيام.
وبنسا: محمد بن عبد الله الجوهري.
وبالري: إسماعيل بن محمد الصياد.
وبهمذان: أبا محمد بن حمدان الجلاب، ولا يمكن حصر شيوخه لكثرتهم.
انتخب على المشائخ خمسين سنة، وقرأ القرآن على الصرام، وابن الإمام بنيسابور، وبالعراق على أبي علي بن النقار الكوفي، وأبي عيسى
البغداذي، والفقه على علي بن أبي هريرة، وأبي الوليد حسان بن محمد القرشي، وأبي سهل محمد بن سليمان الحنفي، وذاكر أبا بكر الجعابي، وأبا جعفر الهمداني، وأبا علي الحافظ، وكان يقبل عليه من بين أقرانه.
سمع منه من المشايخ: أحمد بن أبي عثمان الحيري الزاهد ابن الزاهد، والإمام أبو بكر القفال الشاشي، وأبو أحمد بن مطرف، والسيد أبو محمد العلوي وأبو عبد الله العصمي، وأبو أحمد بن شعيب، وأبو إسحاق إبراهيم ابن محمد المزكيان.
ومن شيوخ العراق ابن أبي دارم، وابن المظفر، والدارقطني.
وصحب مشايخ التصوف: أبا عمرو بن نجيد، وأبا الحسن البوشنجي، وأبا سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، وأبا نصر الصفار، وأبا القاسم الرازي.
وبالعراق: جعفر بن نصير وأقرانه.
وبالحجاز: أبا عمرو الزجاجي، وجعفر بن إبراهيم الحذاء، وكان يكثر الاختلاف إلى الشيخ أبي عثمان المغربي.
ولد سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة. وتوفي سنة خمس وأربع مائة، وقيل سنة ثلاث، والأول أصح.
روى عنه جمعٌ كثير، منهم: أبو ذر عبد بن أحمد بن محمد الهروي الحافظ، وغيره، وآخر من حدث عنه أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي الأديب.
أخبرنا أبو الغنائم المطهر بن خلف بن عبد الكريم النيسابوري الشحامي بقراءتي عليه، أخبرنا جدي أبو المظفر عبد الكريم ابن خلف بن طاهر بن محمد، وعمه أبو بكر وجيه بن طاهر ابن محمد، وابن أخيه أبو منصور عبد الخالق بن زاهر [بن] طاهر الشحاميون، وأبو حفص عمر بن أحمد بن منصور الصفار، وأبو البركات عبد الله بن محمد بن الفضل
الفراوي، وآخرون، قالوا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي.
قال وجيه: وأخبرنا أيضاً أبو بكر يعقوب الصيرفي، قالا: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحاكم الضبي الحافظ.
وأخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن أبي تمام البغداذي الصوفي، أخبرنا أبو الفضل أحمد بن طاهر بن سعيد بن أبي سعيد الميهني الصوفي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الأديب، أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا علي بن حمشاذ العدل، حدثنا أبو المثنى العنبري وزياد بن الخليل
التستري، قالا: حدثنا مسدد، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد ابن سيرين قال:((سئل أنس: أقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الصبح قبل الركوع أو بعده؟ قال: بعد الركوع يسيراً)) .
قال الحاكم: اتفق البخاري ومسلم على إخراجه في الصحيح، فرواه البخاري عن مسدد، ورواه مسلم عن زهير بن حرب، عن إسماعيل بن علية عن أيوب.
كتب إلي أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الحافظ قال: قرأت بخط أبي الحسن علي بن سليمان اليمني ما ذكر أنه وقع إليه عن
أبي حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي الحافظ قال: الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحاكم الحافظ إمام أهل الحديث في عصره.
مولده صبيحة يوم الاثنين الثالث من شهر ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة، سمعته يقول: شربت ماء زمزم، وسألت الله تعالى أن يرزقني حسن التصنيف، فوقع من تصانيفه المسموعة في أيدي الناس ما يبلغ ألفاً وخمس مائة جزء، منها:((الصحيحان)) ، و ((العلل)) ، و ((الأمال)) ، و ((فوائد الشيخ)) ، و ((فوائد الخراسانيين)) ، و ((أمالي العشيات)) ، و ((التلخيص)) ، و ((الأبواب)) ، و ((تراجم الشيوخ)) .
فأما الكتب التي تفرد بإخراجها: فـ ((معرفة علوم الحديث)) و ((تاريخ علماء أهل نيسابور)) ، وكتاب ((مزكي الأخبار)) ، و ((المدخل إلى علم الصحيح)) ، وكتاب ((الإكليل)) ، وفي ((دلائل النبوة)) ، و ((المستدرك على الصحيحين)) ، و ((وما انفرد بإخراجه كل واحد من الإمامين)) ، و ((فضائل الشافعي)) ، و ((تراجم المسند على شرط الصحيحين)) وغير ذلك.
أملى بما وراء النهر سنة خمس وخمسين، وبالعراق سنة سبع وستين، ولازمه ابن المظفر والدارقطني، وأملى ببغداذ والري مدة من حفظه.
سمعت أبا أحمد الحافظ يقول: إن كان رجلٌ يقعد مكاني فهو أبو عبد الله.
وسمعت مشايخنا يقولون: كان الشيخ أبو بكر بن إسحاق، وأبا الوليد يرجعان إلى أبي عبد الله في السؤال عن الجرح والتعديل وعلل الحديث وصحيحه وسقيمه.
قال: وسمعت السلمي يقول: كتبت على ظهر ((جزء من حديث أبي الحسين الحجاجي الحافظ)) ، فأخذ القلم وضرب على الحائط، وقال: أيش أحفظ أنا؟ أبو عبد الله بن البياع أحفظ مني، وأنا لم أر من الحفاظ إلا أبا علي الحافظ، وابن عقدة.
وسمعته يقول: سألت الدارقطني: أيهما أحفظ ابن مندة أو ابن البيع؟ فقال: ابن البيع أتقن حفظاً.
قال أبو حازم: أقمت عند الشيخ أبي عبد الله العصمي قريباً من ثلاث سنين، ولم أر في جملة مشايخنا أتقن منه ولا أكثر تنقيراً، فكان إذا أشكل عليه شيء أمرني أن أكتب إلى الحاكم أبي عبد الله، فإذا ورد جواب كتابه حكم به وقطع بقوله.
قال أبو حازم: وليس يمكن حصر شيوخه -يعني الحاكم- فإن ((معجمه)) على شيوخه يقرب من ألفي رجل.
قال أبو القاسم الدمشقي الحافظ: وأخبرنا الشيخ أبو الحسن عبد الغافر ابن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي في كتابه، قال: محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم بن أبو عبد الله الحافظ، روى عن ألف رجل أو أكثر من أهل الحديث، ولد في شهر ربيع الأول سنة إحدى وعشرين
وثلاث مائة، وأخذ في التصنيف سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة، وتوفي في صفر يوم الثلاثاء الثالث من سنة خمس وأربع مائة.
سمعت أبا طاهر السلفي يقول: سمعت أبا الحسن الصيرفي يقول: سمعت أبا الحسن العتيقي يقول: توفي أبو عبد الله بن البيع بنيسابور سنة خمس وأربع مائة.
سمعت أبا طاهر السلفي يقول: سمعت أبا الفتح الماكي يقول: سمعت أبا يعلى الخليلي يقول: الحاكم أبو عبد الله [محمد بن عبد الله] بن محمد بن حمدويه بن نعيم الضبي، الطهماني، عالمٌ، عارفٌ، واسع العلم، ذو تصانيف كثيرة، ولم أر أوفى منه، ولد إلى العراق والحجاز رحلتان، ارتحل إليها سنة ثمان وستين في الرحلة الثانية، وذاكر الحفاظ والشيوخ، وكتب عنهم أيضاً، وناظر الدارقطني فرضيه، وهو ثقةٌ واسع العلم، بلغت تصانيفه الكتب الطوال والأبواب، وجمع الشيوخ المكثرين والمقلين قريباً من خمس مائة جزء، ويستقصي في ذلك، يؤلف الغث والسمين، ثم يتكلم عليه فيبين ذلك، توفي سنة ثلاث وأربع مائة.
سألني في اليوم الثاني لما دخلت عليه، ويقرأ عليه في ((فوائد
العراقيين)) : سفيان الثوري عن أبي سلمة، عن الزهري، عن سهل بن سعد، حديث الاستئذان فقال: من أبو سلمة هذا؟ فقلت من وقته: هو المغيرة بن سلمة السراج. فقال لي: وكيف يروي المغيرة عن الزهري؟ فبقيت ثم قال: قد أمهلتك أسبوعاً حتى تتفكر فيه. فمن ليلته تفكرت في أصحاب الزهري مراراً حتى بقيت فيه أكرر التفكير، فلما وقعت إلى أصحاب الجزيرة من أصحابه تذكرت محمد بن أبي حفصة فإذا كنيته أبو سلمة، فلما أصبحت حضرت مجلسه، ولم أذكر شيئاً حتى قرأت عليه مما انتخبت قريباً من مائة حديث، قال: هل تفكرت فيما جرى؟ فقلت: نعم، هو محمد بن أبي حفصة، فتعجب، وقال لي: نظرت في ((حديث سفيان)) لأبي عمرو البحيري؟ قلت: والله ما لقيت أبا عمرو ولا رأيته، فذكرت له ما أممت في ذلك، فتحير، وأثنى علي، ثم كنت أسأله، فقال لي: إذا ذاكرت اليوم في باب لابد من المطالعة لكبر سني، فرأيته في كل ما ألقي عليه بحراً لا يعجزه عنه.
وقال لي: اعلم بأن خراسان وما وراء النهر لكل بلدة تاريخ صنفه عالمٌ منها، ووجدت بنيسابور مع كثرة العلماء بها والحفاظ لم يصنفوا فيه شيئاً، فدعاني ذلك إلى أن صنفت ((تاريخ النيسابوريين)) فتأملته، ولم يسبقه إلى ذلك أحد، وصنف لأبي علي بن سيمجور كتاباً في أيام النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه ومسنداته وأحاديثه وسماه:((الإكليل)) ، لم أر أحداً رتب ذلك الترتيب، وكنت أسأله عن الضعفاء الذين نشأوا بعد الثلاث مائة بنيسابور وغيرها من شيوخ خراسان، فكان يبين من غير محاباة.