المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[39- أبو عمر ابن عبد البر] - الأربعون على الطبقات لعلي بن المفضل المقدسي

[علي بن المفضل المقدسي]

فهرس الكتاب

- ‌أربعون حديثاً عن أربعين حافظاً

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌الطبقة الأولى

- ‌[1-الزهري]

- ‌[2- عمرو بن دينار]

- ‌[3- قتادة السدوسي]

- ‌[4- أبو إسحاق السبيعي]

- ‌الطبقة الثانية

- ‌[5- مالك بن أنس]

- ‌[6- عبيد الله بن عمر القرشي]

- ‌[7- سفيان الثوري]

- ‌[8- شعبة بن الحجاج]

- ‌الطبقة الثالثة

- ‌[9- عبد الله بن المبارك]

- ‌[10- يحيى بن سعيد القطان]

- ‌[11- عبد الرحمن بن مهدي]

- ‌[12- عبد الله بن وهب]

- ‌الطبقة الرابعة

- ‌[13- الشافعي]

- ‌[14- أحمد بن حنبل]

- ‌[15- علي ابن المديني]

- ‌[16- يحيى بن معين]

- ‌الطبقة الخامسة

- ‌[17- البخاري]

- ‌[18- مسلم بن الحجاج]

- ‌[19- أبو داود السجستاني]

- ‌[20- أبو عيسى الترمذي]

- ‌الطبقة السادسة

- ‌[21- ابن خزيمة النيسابوري]

- ‌[22- ابن جرير الطبري]

- ‌[23- ابن صاعد البغدادي]

- ‌[24- ابن أبي حاتم الرازي]

- ‌الطبقة السابعة

- ‌[25- حمزة الكناني]

- ‌[26- أبو الحسن الدارقطني]

- ‌[27- أبو أحمد ابن عدي

- ‌[28- أبو بكر الإسماعيلي]

- ‌الطبقة الثامنة

- ‌[29- أبو عبد الله الحاكم]

- ‌[30- عبد الغني الأزدي]

- ‌[31- أبو عبد الله ابن منده]

- ‌[32- أبو مسعود الدمشقي]

- ‌الطبقة التاسعة

- ‌[33- أبو بكر البرقاني]

- ‌[34- أبو نعيم الأصبهاني]

- ‌[35- أبو ذر الهروي]

- ‌[36- أبو عبد الله الصوري]

- ‌الطبعة العاشرة

- ‌[37-أبو بكر الخطيب البغدادي]

- ‌[38- أبو بكر البيهقي]

- ‌[39- أبو عمر ابن عبد البر]

- ‌[40- أبو نصر بن ماكولا]

الفصل: ‌[39- أبو عمر ابن عبد البر]

[39- أبو عمر ابن عبد البر]

أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري الحافظ.

إمام في الحديث والفقه، لم يرحل عن الأندلس، لكن سمع بها أكابر أهلها والقادمين عليها.

ومن شيوخه: أبو القاسم خلف بن القاسم بن أسود الحافظ، وعبد الوارث ابن سفيان بن جبرون، وعبد الله بن محمد بن أسد، وأبو عمر أحمد بن محمد بن الجسور، وأحمد بن عبد الله الباجي، وأبو الوليد يونس بن عبد الله بن مغيث، وعبد الله بن محمد بن الفرضي، وأحمد بن محمد بن عبد الله الطلمنكي، وآخرون.

ص: 518

وكتب إليه عبد الغني بن سعيد، وأبو محمد بن النحاس، وأبو الفتح سيبخت، وأبو القاسم السقطي المكي، وأحمد بن نصر الداودي، وأبو ذر الهروي، وغيرهم من مصر ومكة وغيرهما.

مولده سنة ثمان وستين وثلاث مائة، وتوفي سنة ثلاث وستين وأربع مائة.

وسمع بنفسه قبل الأربع مائة بمدة جماعة من: أصحاب قاسم بن أصبغ.

وقد قيل: إن مولده سنة اثنتين وستين وثلاث مائة، ووفاته سنة ستين وأربع مائة، والأول أصح.

له التواليف الحسان التي لا مثل لها ككتاب ((التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد)) وهو سبعون جزءاً من أصله، وككتاب ((الاستذكار

ص: 519

لمذاهب علماء الأمصار)) في شرح ((الموطأ)) ، وكتاب ((الاستيعاب في أسماء الصحابة)) ، وكتاب ((جامع بيان العلم)) ، وكتاب ((التقصي لما في الموطأ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم) ، وكتاب ((التجريد)) ، و ((المدخل إلى علم القراءات والتجويد)) ، وكتاب ((الكافي في الفقه على مذهب أهل المدينة)) ، وكتاب ((اختلاف أصحاب مالك واختلاف رواياتهم عنه)) ، وكتاب ((بهجة المجالس وأنفس المجالس)) ، وعدة تصانيفه أحد وثلاثون

ص: 520

تصنيفاً، وكان يرى الاجتهاد، ويميل إلى رأي الشافعي، وذكر أنه كان في ابتدائه ظاهرياً، ثم رجع إلى القول بالقياس، وأن ابن حزم كان في ابتدائه شافعياً، ثم انتقل إلى القول بالظاهر.

آخر من روى عن أبي عمر: أبو الحسن علي بن عبد الله بن موهب الجذامي، وكان له منه إجازةٌ، وروى لنا عنه جماعة.

ومن قدماء أصحابه أبو بحر سفيان بن العاص وأبو محمد عبد الرحمن بن عتاب، وأبو عمران موسى بن أبي تليد، وكل هؤلاء قد أجاز لنا أصحابهم.

أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني، أخبرنا أبو عمران موسى بن عبد الرحمن بن أبي تليد الشاطبي في كتابه.

وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن جعفر القيسي في كتابه، أخبرنا أبو بحر سفيان بن العاص بن سفيان الأسدي، قالا: أخبرنا أبو عمر يوسف

ص: 521

ابن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري الحافظ، قال: حدثني أبو عمر أحمد ابن محمد بن أحمد بن سعيد الأموي مولى لهم، عن أبي عمر أحمد بن مطرف بن عبد الرحمن، وأحمد بن سعيد بن حزم عن عبيد الله بن يحيى بن يحيى.

وأخبرنا أبو الطيب عبد المنعم بن يحيى بن خلف الحميري، قراءةً

ص: 522

عليه، أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن رضا القرطبي، وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفرج بن الطلاع.

وأخبرنا عالياً أبو الحسن علي بن أحمد بن أبي بكر الكناني في كتابه، أخبرنا ابن الطلاع، أخبرنا القاضي أبو الوليد يونس بن عبد الله بن مغيث، حدثنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله بن أبي عيسى الليثي، حدثنا عمر بن عبيد الله بن يحيى بن يحيى، حدثني أبي، عن مالك بن أنس، عن إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((اللهم بارك لهم في مكيالهم، وبارك لهم في صاعهم ومدهم)) يعني أهل المدينة.

قال الشيخ أمده الله بمعونته، متفقٌ عليه، أخرجه البخاري عن عبد الله بن سلمة القعنبي، وعن عبد الله بن يوسف التنيسي، وأخرجه مسلم عن قتيبة بن سعيد البلخي، ثلاثتهم عن مالك.

ص: 523

سمعت أبا طاهر السلفي يقول: ذكر أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري في رسالته في ((فضل الأندلس وعلمائها وما صنف بها من كتب)) ، وهذه الرسالة إجازةٌ لشيخنا السلفي من أبي الحسن شريح بن محمد بن شريح الرعيني، عن ابن حزم، وهي إجازةٌ لنا من السلفي، ومن جماعة سواه، عن شريح عنه، قال: كتاب ((التمهيد)) لصاحبنا أبي عمر بن عبد البر، وهو الآن بعد في هذه الحياة لم يبلغ سن الشيخوخة، كتابٌ لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله، فكيف أحسن منه؟ وكتابه في الصحابة ليس لأحد من المتقدمين مثله على كثرة ما صنفوا فيه، له تواليف لا مثل لها في جميع معانيها.

قال السلفي: وحسبك بأبي محمد مثنياً، وكان من أقرانه، وجرى بينهما مناظرات ومناقرات ومع ذلك يروي عنه بالإجازة، وتوفي سنة ست وخمسين وأربع مائة، قبل موت أبي عمر أزيد من ست سنين، وكان من نوادر الدهر وعلماء ذلك العصر في فنون شتى، وأنواع مختلفة المعنى، هذا ما ذكر لنا السلفي، وقد كان أبو عمر مشهوراً بالصلاح التام، والتدين العام، وإجابة الدعوات، وظهور الكرامات، وعندنا قطعةٌ صالحةٌ من حديثه، سمعناها من السلفي بإجازته عن ابن أبي تليد بسماعه منه.

ص: 524

وقبره إلى شاطبة يزار ويتبرك به، رحمه الله ورضي عنه.

ومن فوائده ما حدثنا أبو طاهر الأصبهاني إملاء، أخبرنا أبو عمران الشاطبي كتابة، أخبرنا أبو عمر النمري، أخبرنا محمد بن إبراهيم، حدثنا سعيد بن أحمد بن عبدويه، وأحمد بن مطرف، قالا: حدثنا سعيد بن عثمان، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا سفيان بن عيينة، عن معمر، قال: إنما العلم أن تسمع بالرخصة من ثقة، وأما التشديد فيحسنه كل أحد.

كتب إلي أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود الأنصاري الحافظ المعروف بابن بشكوال، قال: سمعت القاضي أبا عبد الله محمد بن أحمد بن الحاج رحمه الله يقول: سمعت أبا علي الغساني، يقول: سمعت أبا عمر بن عبد البر، يقول: لم يكن أحدٌ ببلدنا مثل أبي محمد قاسم بن محمد، وأبي عمر أحمد بن خالد الجباب.

ص: 525

قال أبو علي: وأنا أقول إن شاء الله: إن أبا عمر لم يكن بدونهما، ولا متخلفاً عنهما.

قال أبو علي: وأبو عمر شيخنا رحمه الله ابن النمر بن قاسط في ربيعة من أهل قرطبة بها طلب وتفقه، ولزم أبا عمر أحمد بن عبد الملك بن هاشم الفقيه الإشبيلي، وكتب بين يديه، ولزم أبا الوليد بن الفرضي الحافظ، وعنه أخذ كثيراً من علم الحديث، ودأب أبو عمر في طلب العلم وافتن فيه، وبرع براعةً فاق بها من تقدمه من رجال الأندلس، وألف في ((الموطأ)) كتباً مفيدة، منها كتاب ((التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد)) ، ورتبه على أسماء شيوخ مالك على حروف المعجم، وهو كتاب لم يتقدمه أحدٌ إلى مثله، وهو سبعون جزءاً.

قال أبو محمد بن حزم: لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله، فكيف أحسن منه.

ثم صنع كتاب ((الاستذكار لمذاهب علماء الأمصار فيما تضمنه الموطأ من معاني الرأي والآثار)) شرح فيه ((الموطأ)) على وجهه، ونسق أبوابه، وجمع في

ص: 526

أسماء الصحابة كتاباً جليلاً مفيداً سماه كتاب ((الاستيعاب في أسماء الصحابة)) رضي الله عنهم، وله كتاب ((جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله)) ، وغير ذلك من تواليفه، وكان موفقاً في التأليف، معاناً عليه ونفع الله بتواليفه، وكان مع تقدمه في علم الأثر، وبصره بالفقه ومعاني الحديث، له بسطةٌ كبيرةٌ في علم النسب والخبر.

جلى عن وطنه ومنشئه قرطبة، فكان في الغرب مدة، ثم تحول إلى شرق الأندلس، وسكن منه دانية، وبلنسية، وشاطبة، وبها توفي رحمه الله في آخر ربيع الآخر، ودفن يوم الجمعة لصلاة العصر من سنة ثلاث وستين وأربع مائة، وصلى عليه صاحبنا أبو الحسن طاهر بن مفوز المعافري.

قال أبو علي: وسمعت طاهر بن مفوز يقول: سمعت أبا عمر يقول: ولدت يوم الجمعة والإمام يخطب لخمس بقين من ربيع الآخر سنة ثمان وستين، وهو اليوم التاسع والعشرين من نونبر، قال أبو طاهر: أرانيه الشيخ بخط أبيه عبد الله بن محمد رحمه الله.

وكتب إلي أبو القاسم خلفٌ أيضاً قال: قرأت بخط صاحبنا أبي الوليد

ص: 527

الدباغ، قال: سمعت القاضي أبا علي بن سكرة، يقول: سمعت القاضي أبا الوليد الباجي يقول: لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر بن عبد البر في الحديث.

قال خلف: وكتب إلي أبو بكر بن فتحون بخطه قال: سمعت أبا علي بن سكرة يقول: سمعت القاضي أبا الوليد الباجي وقد جرى ذكر أبي عمر بن عبد البر عنده، فقال: أبو عمر أحفظ أهل المغرب.

ص: 528