الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[36- أبو عبد الله الصوري]
أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله بن رحيم الصوري الحافظ.
سمع بمصر، والشام، والعراق.
فممن سمع منه بمصر: أبو محمد عبد الغني بن سعيد بن علي الأزدي الحافظ، وأبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد البزاز المعروف بابن النحاس، وولده أبو العباس إسماعيل بن عبد الرحمن، وأبو القاسم يحيى ابن علي الحضرمي الطحان، وأبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الهروي الماليني، والقاضي أبو الحسن الخصيب بن عبد الله الخصيبي.
وممن سمع منه بالشام: أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميعٍ الغساني، وآخرون.
ثم سمع بالعراق جماعةً منهم: أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد
البزاز، وأبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران السكري، وأبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل الأزجي الوراق، وأبو بكر بن أحمد بن محمد بن غالب البرقاني، وأبو علي الحسن ين أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز، وجماعة يطول ذكرهم.
وقد خرج لأبي طاهر محمد بن الحسين بن سعدون المصولي ((فوائد)) أسمعها بمصر، وسمعنا بعضها من أبي محمد العثماني، وأبي الحسن المهراني بسماعها من كتائب بن علي الفارقي، عن ابن سعدون، وقد سمع أبو عبد الله الصوري أيضاً: من أبي محمد جناح بن يزيد المحاربي، وأبي بكر أحمد بن محمد بن الصقر المقرئ، وأبي محمد عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الله الأموي، وأبي أسامة محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم المقرئ، وأبي عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن زهير القيسي وأبي محمد عبد الله بن يوسف التنيسي، وأبي العباس أحمد بن الحسين بن جعفر بن هارون العكار، وأبي طاهر عبد الغفار بن محمد بن جعفر، وأبي علي الحسن بن شهاب بن الحسن الفقيه، وأبي بكر محمد بن عبد الله بن إسحاق بن الحسين بن إبراهيم بن جابر القاضي، وأبي العباس أحمد بن علي بن الحسين بن حجاج الطحان.
روى عنه: أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، والقاضي أبو الوليد
سليمان بن خلف الباجي، وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون المعدل، وأبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، وآخرون، وكانت لأبي غالب محمد بن الحسن الكرجي منه إجازةٌ، وقد أجاز لغير واحدٍ ممن أجاز لنا منهم السلفي.
توفي أبو عبد الله الصوري في جمادى الآخرة، سنة إحدى وأربعين وأربع مائة بعدما جاوز الستين.
أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني بقراءتي عليه، أخبرنا أبو الحسن المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي بقراءتي عليه ببغداذ [أخبرنا] أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري الحافظ، قال: قرأت على أبي محمد عبد الغني بن سعيد بن علي الأزدي الحافظ، حدثنا يعقوب بن المبارك، حدثنا محمد بن عبد الله بن حمزة الزبيري بمكة، حدثني أبي، حدثني عبد الله بن محمد بن زاذان مديني، عن هشام، عن
عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسئلوا، فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)) .
قال الشيخ أدام الله تأييده: متفقٌ عليه من حديث أبي المنذر هشام بن عروة ابن الزبير بن العوام الأسدي، رواه عنه مالك بن أنس، وحماد بن زيد، وعباد ابن عباد، وأبو معاوية، ووكيع، وأبو أسامة، وعبد الله بن إدريس، وعبد الله بن نمير، وعبدة بن سليمان، وسفيان بن عيينة، ويحيى القطان، وعمر بن علي المقدمي، وشعبة بن الحجاج.
فأما البخاري فانفرد بحديث مالك، فرواه عن إسماعيل بن أبي أويس
عنه، وأما مسلم فرواه من حديث الجماعة المذكورين من طرقٍ يطول ذكرها، وقد روياه جميعاً من حديث أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل المدني المعروف بيتيم عروة، عن عروة.
فأخرجه البخاري عن سعيد بن تليد عن ابن وهب عن أبي شريح عبد الرحمن بن شريح عنه، وأخرجه مسلمٌ عن حرملة، عن ابن وهب.
وفي حديث أبي الأسود قال: فحدثت عائشة بذلك فأعظمت ذلك وأنكرته، قالت: أحدثك أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذا؟ حتى إذا كان قابل قالت له: إن ابن عمرو قد قدم فالقه، ثم فاتحه حتى تسأله عن الحديث الذي ذكره لك في العلم. قال: فلقيته فساءلته فذكره لي نحو ما حدثني به في مرته الأولى. قال عروة: فلما أخبرتها بذلك قالت: ما أحسبه إلا قد صدق، أراه لم يزد فيه شيئاً ولم ينقص.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن أبي نصر البغداذي في آخرين إجازة، قالوا: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز ببغداذ،
قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغداذي في ((تاريخ بغداذ)) من تصنيفه، قال محمد بن علي بن عبد الله بن محمد أبو عبد الله الصوري: قدم علينا في سنة ثمان عشرة وأربع مائة، فسمع من أبي الحسن بن مخلد، ومن بعده، وأقام ببغداذ يكتب الحديث، وكان من أحسن الناس كلاماً عليه، وأكثرهم كتباً له، وأتمهم معرفة به، وما قدم علينا من الغرباء الذين لقيهم أفهم منه بعلم الحديث، وكان [دقيق الخط] صحيح النقل، وحدثني أنه كان يكتب في وجه ورقة من أثمان الكاغد الخراساني ثمانين سطراً، وكان مع كثرة طلب وكتبه صعب المذهب فيما يسمعه، ربما كرر قراءة الحديث الواحد على شيخه مرات، وكان يسرد الصوم، ولا يفطر إلا يومي العيدين وأيام التشريق، وحدثني إنه لم يكن سمع الحديث في صغره، وإما طلبه بنفسه على حال الكبر، وكتب عن أبي الحسين ابن جميع بصيدا، وهو أسند شيوخه، [ثم] صحب عبد الغني بن سعيد
المصري، فكتب عنه وعمن بعده من المصريين وغيرهم، وذكر لي أيضاً أن عبد الغني بن سعيد كتب عنه أشياء في تصانيفه وصرح باسمه في بعضها، وقال في بعضها: حدثني الورد بن علي كناية عنه، وكان صدوقاً كتبت عنه وكتب عني شيئاً كثيراً ولم يزل ببغداذ حتى توفي بها في يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وأربع مائة، ودفن من الغد في مقبرة جامع المدينة، وحضرت الصلاة عليه، وكان قد نيف عن الستين سنة.
سمعت أبا طاهرٍ السلفي يقول: كتب أبو عبد الله الصوري ((صحيح البخاري)) في سبعة أطباق من الورق البغدادي، لم يكن له سوى عين واحدة، وذكر القاضي أبو الوليد الباجي فيما أجازه لنا ابن مؤمن، عن ابن مدير، عنه في كتاب ((اختصار فرق الفقهاء)) من تأليفه قال: حدثني أبو عبد الله عمر بن علي الوراق، وكان من أهل الثقة والإتقان، أنه شاهد أبا عبد الله محمد بن علي الصوري، وكان فيه حسن خلق ومزاح وضحك لم يكن وراءه إلا الدين والخير، ولكنه كان شيئاً جبل عليه، ولم يكن بالخارق في ذلك للعادة، ولا الخارج عن السمت، فقرأ يوماً جزء حديث علي أبي العباس الرازي، وعن له أمر أضحكه، فضحك، وكان بالحضرة جماعةٌ من أهل بلدنا
فأنكروا عليه ضحكه، وقالوا: إن مثل هذا لا يصلح ولا يليق بعلمك ونصابك وتقدمك وحفظك أن تقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ننزه عن الضحك في حال قراءتك له، وشيوخ بلدنا لا يرضون هذا، ولا يستجيزونه، وأكثروا من ذكر شيوخ بلدهم حتى احفظوه [؟] فقال لهم: ما في بلدكم شيخٌ إلا يجب أن يقعد بين يدي ويقتدي بي فإن ضحكت ضحك، وإن أمسكت أمسك، ودليل ذلك أني قد صرت معكم على غير موعد، انظروا أي حديث شئتم من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، اقرؤوا إسناده لأقرأ عليكم متنه أو اقرؤوا إن شئتم متنه أخبركم بإسناده.
قال القاضي أبو الوليد: ثم لقيت بعد ذلك أبا عبد الله الصوري ولازمته ببغداذ ثلاثة أعوام ما رأيته قط يتعرض لفتوى، ولا يعد نفسه من الفقهاء.
سمعت أبا طاهر السلفي يقول: سمعت أبا الحسين بن الطيوري [يقول:] كتبت عن جماعة أكثر من أن يحصوا فما رأيت فيهم أحفظ من أبي عبد الله الصوري، وكان يكتب بفرد عين ما لا يحسن أحدٌ من الحافظ أن
يقرأه مع ضبط في كتابه، وكان متفنناً يعرف من كل علم، وقوله حجة (أخذ عنه) شيوخه، وعنه أخذ أبو بكر علم الحديث.
أنشدنا أبو طاهر السلفي قال: أنشدنا أبو الحسين الصيرفي، قال: أنشدنا أبو عبد الله الصوري لنفسه:
قل لمن عاند الحديث وأضحى
…
عائباً أهله ومن يدعيه
أبعلم تقول هذا؟ أبن لي
…
أم بجهلٍ؟ فالجهل خلق السفيه
أيعاب الذين هم حفظوا الدين
…
من الترهات والتمويه
وإلى قولهم وما قد رووه
…
راجعٌ كل عالمٍ وفقيه