الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[30- عبد الغني الأزدي]
أبو محمد عبد الغني بن سعيد بن علي بن سعيد بن بشر الأزدي المعدل الحافظ.
سمع: أبا طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي قاضي مصر، وأبا بكر يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي قاضي دمشق، وأبا محمد الحسن بن رشيق العسكري المعدل، وأبا الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ، وأبا الحسن طاهر بن محمد بن سهلويه النيسابوري، وأبا الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيويه النيسابوري، وأبا القاسم حمزة بن محمد بن علي الكناني الحافظ، وأبا أحمد عبد الله بن محمد بن المفسر الدمشقي الفقيه الشافعي، وأبا عمرو عثمان بن محمد السمرقندي، وأبا محمد عبد الله بن جعفر ابن الورد البغدادي، وأبا علي الحسن بن [الخضر] الأسيوطي، وأبا بكر محمد بن علي النقاش، وأبا الحسن أحمد بن بهزاد بن مهران الفارسي،
وأبا يعقوب يوسف بن المبارك، وأحمد بن إبراهيم بن جامع، وعبد الله بن أحمد ابن ثوتال، وأبا القاسم الحسن بن عبد الله القرشي، وأبا الحسن علي بن جعفر الفريابي، وأبا عبد الله موسى بن جعفر الدورقي وآخرين.
مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة، وتوفي سنة تسع وأربع مائة.
روى عنه: أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري الحافظ، وأبو الحسن أحمد بن محمد بن منصور العتيقي، وأبو عبد الله محمد بن سلامة ابن جعفر القضاعي قاضي مصر، وأبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري الحافظ، وأبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله التجيبي الحبال وآخرون.
وكانت لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري الحافظ الأندلسي منه إجازة، وروى عن عبد الغني أيضاً ابن ابنته أبو الحسن علي بن الحسين بن بقاء الهمداني، وحدث عنه ببعض ما سمع منه.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن هاشم الأزدي قراءة، وأبو الفضل هبة الله بن الحسن بن عبد السلام المصري إذناً مشافهة، قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الأنصاري، أخبرنا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد
ابن نصر البخاري الحافظ، أخبرنا أبو محمد عبد الغني بن سعيد بن علي بن سعيد الأزدي الحافظ، حدثنا أبو حفص عمر بن محمد العطار، حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن دنوقا، حدثنا زكريا بن عدي، حدثنا بشر بن المفضل، عن غالب القطان، عن بكر، عن أنس قال:((كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شدة الحر، فإذا أراد أحدنا أن يسجد على الأرض بسط ثوبه، فسجد عليه)) .
قال عبد الغني: هو غالب بن أبي غيلان، وهو غالب بن خطاف، قال لي علي بن عمرك خطاف بالفتح هو الصواب.
قال الشيخ أحسن الله عقباه، هذا حديثٌ صحيحٌ ثابتٌ متفقٌ عليه من
حديث بشر بن المفضل، أخرجه البخاري عن مسدد عنه، وعن أبي الوليد عنه.
وأخرجه مسلمٌ عن يحيى بن يحيى عنه.
ورواه البخاري أيضاً من حديث غير بشر بن غالب، وأخرجه عن محمد بن مقاتل عن عبد الله بن المبارك عن خالد بن عبد الرحمن عن غالب القطان.
سمعت أبا طاهر السلفي يقول: سمعت أبا الفضل محمد بن طاهر
المقدسي الحافظ بهمذان يقول: ((سألت الإمام أبا القاسم سعد بن علي الزنجاني الحافظ بمكة، وما رأيت مثله قلت له: أربعة من الحفاظ تعاصروا أيهم أحفظ؟ فقال: من؟ قلت: الدارقطني ببغداذ، وعبد الغني بمصر، وأبو عبد الله بن مندة بأصبهان، وأبو عبد الله الحاكم بنيسابور، فسكت فألححت عليه، فقال: أما الدارقطني فأعلمهم بالعلل، وأما عبد الغني فأعلمهم بالأنساب، أما أبو عبد الله بن مندة فأكثرهم حديثاً مع معرفة تامة، وأما الحاكم فأحسنهم تصنيفاً)) .
وسمعت أبا طاهر يقول: سمعت أبا الفضل يقول: ((قرأت يوماً على أبي إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال الحافظ بمصر فقلت على العادة: ورضي الله عن الشيخ الحافظ، فقال: لا تقل الحافظ، إنما الحافظ الدارقطني وعبد الغني)) .
أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني، وأبو محمد عبد لله ابن عبد الرحمن بن يحيى العثماني بقراءتي عليهما، قال أبو طاهر: أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسن بن السراج البغدادي بها سنة أربع وتسعين
وأربع مائة، وقال أبو محمد: أخبرني أبو الحسن علي بن المشرف بن المسلم الأنماطي سنة سبع وخمس مائة قالا: أخبرنا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري الحافظ، حدثنا أبو محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ، قال: سمعت أبا الحسن علي بن عمر الحافظ يقول: سمعت أبا محمد الحسن بن أحمد ابن صالح السبيعي يقول: ((قدم علينا حلب الوزير أبو الفتح الفضل بن جعفر بن محمد بن الفرات، فتلقاه أهل البلد وكنت فيهم، فقيل له: إني من أصحاب الحديث، فقال لي: تعرف إسناداً جمع فيه أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كل واحد منهم يروي عن صاحبه؟ فقلت: نعم، وذكرت له حديث السائب بن يزيد عن حويطب بن عبد العزى عن عبد الله بن السعدي، عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه في العمالة.
فقال لي: صدقت، وعرف لي ذلك، وصارت لي به منزلة عنده.
قال عبد الغني: ثم تتبعت مثل ذلك مما لم يذكره السبيعي فوجدت حديثاً يرويه نعيم بن همار، عن المقدام بن معدي كرب، عن أبي أيوب، عن عوف بن مالك في الأمر بالطاعة والوصاة بكتاب الله عز وجل.
ووجدت أيضاً حديثاً آخر اجتمع فيه أربع نسوة كلهم قد رأين رسول الله وكل واحدة منهن روت عن صاحبتها روى ذلك الزهري عن عروة بن الزبير
عن زينب بنت أبي سلمة، عن حبيبة بنت أم حبيبة، عن أمها أم حبيبة، عن زينب بنت جحش في فتح ردم يأجوج ومأجوج، اجتمع في هذا الحديث زوجان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وهما أم حبيبة وزينب بنت جحش، وربيبتان من ربائب النبي صلى الله عليه وسلم إحداهما زينب بنت أم سلمة وهي بنت أبي سلمة عبد لله بن
عبد الأسد المخزومي، والأخرى حبيبة بنت أم حبيبة، وهي بنت عبيد الله بن جحش الذي تنصر بأرض الحبشة.
قال عبد الغني: ومما اجتمع فيه أربعةٌ رأوا رسول لله صلى الله عليه وسلم وكل واحد منهم ولد صاحبه وهم: أبو عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق لأبي قحافة رضي الله عنهم أجمعين.
أخبرنا أبو طاهر السلفي، أخبرنا أبو الحسين الصيرفي، أخبرنا أبو عبد الله الصوري، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ، قال: نظرت في كتاب ((المدخل)) الذي صنفه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري مع أبي سعيد عمر بن محمد بن محمد السجزي وإذا فيه أغلاطٌ وتصحيفاتٌ أعظمت أن تكون غابت عنه، وأكبرت جوازها عليه، وجوزت أن يكون ذلك جرى من ناقل الكتاب له، أو حامله عنه، مع أنه لا يعرى بشرٌ من السهو والغلط، فاستخرت الله جل وعلا وجردت ذلك وبينته وأوضحته واستشهدت عليه بأقاويل العلماء مجتهداً في تصحيحه متوخياً إظهار الصواب فيه، ولما وصل كتابي هذا إلى أبي عبد الله الحاكم أجابني بالشكر عليه وذكر أنه أملاه على الناس وضمن كتابه إلي الاعتراف بالفائدة، وأنه لا يذكرها إلا عنى،
وأن أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثهم، حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: سمعت أبا عبيد يقول: ((من شكر العلم أن تستفيد الشيء فإذا ذكر لك قلت: خفي علي كذا وكذا، ولم يكن لي علمٌ حتى أفادني فلانٌ فيه كذا وكذا، فهذا شكر العلم)) .
سمعت أبا طاهر الأصبهاني يقول: سمعت أبا الفضل المقدسي الحافظ ببغداذ يقول: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال الحافظ بمصر يقول: سمعت أبا محمد عبد الغني بن سعيد الأزدي الحافظ يقول: ((رجلان نبيلان لحقهما لقبان قبيحان: عبد الله بن محمد الضعيف، وإنما كان ضعيفاً في بدنه، قوياً في حديثه، ومعاوية بن عبد الكريم الضال، وإنما ضل في طريق مكة)) .
وسمعت أبا طاهر يقول: سمعت أبا الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن علي الصوري يقول: ((ما رأيت عيناي بعد عبد الغني بن سعيد المصري أحفظ من أبي محمد الخلال البغداذي)) .
سمعت أحمد بن محمد السلفي يقول: سمعت المبارك بن عبد الجبار الصيرفي يقول: ((لما رجع أبو بكر الخطيب الحافظ إلى بغداد سألته: هل رأيت أحداً يفهم الحديث؟ قال: إلا شاباً يقال له جعفر بن الحكاك.
ثم قال لي السلفي: إنما أخذ هذا من قول الدارقطني لما سئل عند عوده إلى بغداذ: هل رأيت أحداً يفهم الحديث؟ قال: لا، إلا شاباً بمصر يقال له عبد الغني بن سعيد كأنه شعلة نار.
وقول الدارقطني هذا عندي عن شيخنا السلفي في موضع آخر بإسناده، ولا يحضرني الآن إذ لم أجده في سماعاته ولا في سماعي منه بالإجازة فأخرجته على الإجازة عنه، وهو ما أنبأنا أبو طاهر السلفي، قال: أنبأنا أبو الحسين الصيرفي، قال: أخبرنا أبو عبد الله الصوري قال: قال لي أبو بكر البرقاني: سألت الدارقطني بعد قدومه من مصر: هل رأيت في طول طريقك من يفهم شيئاً من العلم؟ فقال لي: ما رأيت في طريقي أحداً إلا شاباً بمصر يقال له عبد الغني كأنه شعلة نار. وجعل يفخم أمره ويرفع ذكره)) .
قال السلفي: وقد أجاز لي أبو غالب، قال: أجاز لي البرقاني.
وأنبأنا أبو طاهر قال: أنبأنا أبو الحسين قال: أخبرنا الصوري، قال: قال لي عبد الغني بن سعيد: ابتدأت كتاب ((المؤتلف والمختلف)) وقدم علينا أبو الحسن الدارقطني فأخذت عنه أشياء كثيرة منه، فلما فرغت من تصنيفه سألني أن أقرأه عليه ليسمعه مني، فقلت: عنك أخذت أكثره. فقال لي: لا تقل هكذا، فإنك أخذته عني متفرقاً، وقد أوردته فيه مجموعاً، وفيه أشياء كثيرةٌ أخذتها من شيوخك. فقرأته عليه، أو كما قال.
قال الصوري: وقال لي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن أبي يزيد الأزدي، قال لي أبي: خرجنا يوماً مع أبي الحسن الدارقطني من عند أبي جعفر مسلم الحسيني، فلقينا عبد الغني بن سعيد، فسلم على أبي الحسن ووقفا ساعةً يتحدثان، ثم انصرف عبد الغني فالتفت إلينا أبو الحسن، فقال: يا صحبنا! ما التقيت من مرة مع شابكم هذه فانصرفت عنه إلا بفائدة، أو كما قال.
قال الصوري: وقال لي أبو الفتح منصور بن علي الطرسوسي، وكان شيخاً صالحاً: لما أراد أبو الحسن الدارقطني الخروج من عندنا من مصر خرجنا معه نودعه، فلما ودعناه بكينا، فقال لنا: لم تبكون؟ فقلنا: نبكي لم فقدناه من علمك، وعدمناه من فوائدك، فقال: تقولون هذا وعندكم عبد الغني بن سعيد، وفيه الخلف. أو كما قال.
قال الصوري: قال لي عبد الغني بن سعيد: ولدت لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة، وتوفي في صفر من سنة تسع وأربع مائة.
آخر الجزء الثالث من الأصل.
والحمد لله رب العالمين، وصلواته على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه أجمعين.