الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[22- ابن جرير الطبري]
أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري الآملي.
أحد العلماء الحفاظ، وله مذهبٌ مختاره في الفروع وأصحابٌ ينتحلون مذهبه منهم: القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري المعروف بابن طرار، وأبو الطيب أحمد بن سليمان الجريري -بالجيم- نسبة إليه وهو الحريري -بالحاء أيضاً- كان بمصر، ولابن جرير التصانيف الواسعة المشهورة في التفسير، والحديث والتاريخ.
روى عن جماعة كثيرة يكثر عددهم، منهم: أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني، ومحمد بن عوف الطائي، ومحمد بن مسلم الرازي، ومحمد بن يزيد الرفاعي، ومحمد بن أبي منصور الآملي، ومحمد بن عمار الأسدي،
ومحمد بن علي بن الحسين بن شقيق، وموسى بن سهل الرملي، وأبو السائب سلم بن جنادة، وتميم بن المنتصر، والفضل بن الصباح، وخلاد بن أسلم، وعبد الله بن أحمد بن شبويه، وعلي بن سهل الرملي.
توفي في شوال سنة عشر وثلاث مائة، وقيل توفي في سنة تسع وثلاث مائة.
أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الأصبهاني بقراءتي عليه ببغداد، أخبرنا أبو الحسن المبارك بن عبد الجبار الصيرفي بقراءتي عليه ببغداد، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، أخبرنا أبو الحسن علي بن خفيف ابن عبد الله الدقاق، حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري من لفظه، حدثنا أبو السائب سلم بن جنادة، حدثنا ابن فضيل، قال ابن جرير: وحدثنا تميم بن المنتصر، ومجاهد بن موسى،
قال تميم: أخبرنا يزيد، وقال مجاهد: حدثنا يزيد بن هارون. قال ابن جرير: وحدثنا الفضل بن الصباح قال: حدثنا مروان بن معاوية ويزيد بن هارون جميعاً، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير ابن عبد الله قال: كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال: ((إنكم راؤون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا)) ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} )) ولفظ الحديث لحديث مجاهد.
قال يزيد: من كذب بهذا الحديث فهو بريءٌ من الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، حلف غير مرة.
قال أبو جعفر: ((صدق يزيد، وقال الحق)) .
قال الشيخ أسعده الله بتقواه: متفقٌ عليه، أخرجه البخاري عن الحميدي، عن مروان، وعن مسدد، عن يحيى القطان، وعن ابن راهوية، عن جرير، وعن عمرو بن عون، عن خالد، وهشيم.
ورواه مسلمٌ عن زهير، عن مروان، وعن أبي بكر، عن ابن نمير، وأبي أسامة، ووكيع كلهم عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد رواه البخاري عن عبدة بن عبد الله، عن حسين الجعفي، عن زائدة عن بيان بن بشر، عن قيسٍ، عن جرير.
سمعت أبا طاهر السلفي يقول: سمعت أبا الفتح الماكي يقول: سمعت أبا يعلى الخليلي يقول: أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري أشهر من أن يذكر، جامعٌ في العلوم إمام.
سمع بالري: محمد بن حميد، وأقرانه، وبالعراق: أحمد بن عبدة الضبي، ونصر بن علي الجهضمي، وارتحل إلى الشام ومصر، ولا تعد شيوخه، مات سنة تسع وثلاث مائة.
سمع منه الأئمة، والذين أكثروا عنه: علي بن موسى الدقيقي الحلواني، روى عنه ((التاريخ)) ، و ((التفسير)) ، ومخلد بن جعفر الباقرحي، روى عنه كتاب ((الذيل)) ، والباقون رواه عنه اليسير، وآخر من روى عنه
ببغداد ابن المظفر الحافظ، وقد كتب إلي وشيخٌ آخر بعد الثمانين، روى عنه جزءاً صغيراً.
وأخبرنا أبو طاهر السلفي، أخبرنا أبو الحسين الصيرفي، أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، أخبرنا أبو الحسن علي بن خفيف الدقاق، حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري من لفظه قال: الحمد لله مفلح الحق وناصره، ومدحض الباطل وماحقه، الذي اختار لنفسه الإسلام ديناً، فأمر به وحاطه وتوكل بحفظه، وضمن إظهاره على الدين كله ولو كره المشركون. ثم اصطفى رسلاً من خلقه ابتعثهم بالدعاء إليه، وأمرهم بالقيام به، والصبر على ما أنابهم من جهلة خلقه، وامتحنهم من المحن بصنوف، وابتلاهم من البلاء بضروب تكريماً لهم غير تذليل، وتشريفاً لهم غير تخسير، ورفع بعضهم فوق بعض درجات، فكان أرفعهم عنده درجة، أجدهم مضياً لأمره مع شدة المحنة، وأقربهم إليه زلفة أحسنهم نفاذاً لما أرسله به مع عظم البلية، فلم يخل جل ثناؤه أحداً من مكرمي رسله ومقربي أوليائه من محنته في عاجله دون آجله ليستوجب بصبره عليها من ربه من الكرامة ما أعد له، ومن المنزلة ما كتبه له، ثم جعل جل ذكره علماء أمة نبينا صلى الله عليه وسلم من أفضل علماء الأمم التي خلت قبلها فيما كان قسم لهم من المنازل
والدرجات والمناقب والمكرمات قسماً وأجزلهم فيه حظاً ونصيباً مع ابتلاء الله سبحانه أفاضلها بمنافقيها، وامتحانه خيارها بشرارها، ورفعائها بسفهائها ووضعائها، فلم يكن يثنيهم ما كانوا به منهم يبتلون، ولا كان يضرهم ما كانوا (في الله) منهم يلقون عن النصيحة لله في عباده وبلاده أيام حياتهم، بل كانوا بعلمهم على جهلهم يعودون، وبحلمهم لسفههم يتعمدون، وبفضلهم على نقصهم يأخذون، بل كان لا يرضى كثيرٌ منهم ما أزلفه لنفسه عند الله من فضل ذلك أيام حياته، وادخر منه من كريم الذخاير لديه قبل مماته حتى يبقى لمن بعده آثاراً على الأيام باقية، ولهم إلى الرشاد هادية، جزاهم الله عن أمة نبيهم صلى الله عليه وسلم أفضل ما جازى عالمٌ أمة عنها، وحباهم من الثواب أجزل ثواب، وجعلنا ممن قسم له من صالح ما قسم لهم، وألحقنا بمنازلهم، وكرمنا بحبهم، ومعرفة حقوقهم، وأعاذنا والمسلمين جميعاً من مرديات الأهواء، مضلات الآراء، إنه سميع الدعاء.