الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبعثه عمر رضي الله عنه قاضيا على البصرة لخبر عجيب مشهور جرى له معه في امرأة شكت زوجها إلى عمر، فقالت: إن زوجي يقول الليل ويصوم النهار، وأنا أكره أن أشكوه إليك، وهو يعمل بطاعة اللَّه، فكأن عمر لم يفهم عنها، وكعب بن سور جالس معه، فأخبره أنها تشكو أنها ليس لها من زوجها نصيب، فأمره عمر [بن الخطاب]«1» رضي الله عنه أن يقضي بينهما، فقضى للمرأة بيوم من أربعة أيام أو ليلة من أربع ليال فسأله «2» عمر عن ذلك رضي الله عنه فنزع بأن اللَّه تعالى أحلّ له أربع نسوة لا زيادة، فلها ليلة من أربع ليال، فأعجب ذلك عمر، فاستقضاه. هذا معنى الخبر.
وقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنّفه، من طريق محمد بن سيرين: ورواه الشعبي أيضا. انتهى.
وأخرجه الزّبير بن بكّار في «الموفقيات» من طريق محمد بن معن، وأورده ابن دريد في الأخبار المنثورة عن أبي حاتم السّجستاني، عن أبي عبيدة، وله طرق. وقال ابن أبي حاتم: روى عنه يزيد بن عبد اللَّه بن الشّخّير وغيره، وشهد كعب بن سور الجمل مع عائشة، فلما اجتمع الناس خرج وبيده مصحف فنشره وجال بين الصفّين يناشد الناس في ترك القتال فأتاه سهم «3» غرب فقتل، وكانت وقعة الجمل في جمادى سنة ست وثلاثين.
7509- كعب بن عاصم الصّدفي:
قال ابن يونس: شهد فتح مصر، ذكروه في كتبهم، يعني في فتح مصر.
7510- كعب بن عبد اللَّه:
بن عمرو بن سعد بن صريم «4» .
له إدراك وقتل ولده عبد اللَّه بن كعب مع علي، وكان معه اللواء، ذكره ابن الكلبيّ، وأخوه خالد بن عبد اللَّه بن عمرو شاعر جاهلي، ذكره ابن الكلبي أيضا.
وفي تاريخ البخاريّ: كعب بن عبد اللَّه العبديّ يعدّ في الكوفيين، ورأى عليّا يمسح على جوربيه، ثم ساقه من طريق الثوري عن الزبرقان، عنه، فكأنه هذا.
7511- كعب بن ماتع
«5» :
بكسر «6» المثناة من فوق، الحميري، أبو إسحاق المعروف بكعب الأحبار.
وقال البخاريّ: ويقال له: كعب الحبر، يكنى أبا إسحاق من آل ذي رعين، أو من ذي الكلاع.
(1) سقط في أ.
(2)
في أفأعجب عمر ذلك.
(3)
في أغريب.
(4)
في أمريم.
(5)
أسد الغابة ت (4483) .
(6)
في أبفتح.
وقد أخرج الطّبرانيّ، من طريق يحيى بن أبي عمرو الشيبانيّ، عن عوف بن مالك أنه دخل المسجد يتوكّأ «1» على ذي الكلاع، وكعب يقصّ على الناس، فقال عوف لذي الكلاع:
ألا تنهى ابن أخيك هذا عما يفعل، فذكر الحديث الآتي.
وكعب أدرك النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم رجلا، وأسلم في خلافة أبي بكر أو عمر رضي الله عنهما، وقيل في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والراجح أنّ إسلامه كان في خلافة عمر رضي الله عنه، فقد أخرج ابن سعد من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيّب، قال: قال العبّاس لكعب: ما منعك أن تسلم في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر حتى أسلمت في خلافة عمر؟ قال: إنّ أبي كتب كتابا.
وحكى الرّشاطيّ عن كعب الأحبار قال: لما قدم علي اليمن أتيته فسألته عن صفة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فأخبرني فتبسّمت فسألني، فقلت: من موافقة ما عندنا، وأسلمت، وصدقت به، ودعوت من قبلي إلى الإسلام، فأقمت على إسلامي إلى أن هاجرت في زمن عمر، ويا ليتني تقدمت في الهجرة.
وروى الواقديّ في «السير» رواية محمد بن شجاع الثلجي، عنه، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن نسطاس، عن عمرو بن عبد اللَّه، قال: قال كعب: لما قدم علي رضي الله عنه اليمن
…
فذكر نحوه وأتمّ منه.
وقال أبو مسهر: الّذي حدثني به غير واحد أن كعبا كان مسكنه في اليمن- فذكره نحوه، فقدم على أبي بكر، ثم أتى الشام فمات به.
وذكر سيف بأسانيده أنه أسلم في زمن عمر (سنة اثنتي عشرة) . «2»
وأخرج ابن سعد بسند حسن عن سعيد بن المسيّب، قال: قال العباس لكعب: ما منعك أن تسلم في عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر؟ قال: إنّ أبي كان كتب لي كتابا من التوراة، فقال: اعمل بهذا، وختم على سائر كتبه، وأخذ عليّ بحقّ الوالد ألّا أفض الختم عنها، فلما رأيت ظهور الإسلام قلت: لعلّ أبي غيب عني علما، ففتحتها فإذا صفة محمد وأمته، فجئت الآن مسلما.
وروينا ما في المجالسة بسند حسن، عن عبد اللَّه بن غيلان، حدثني العبد الصالح كعب الأحبار.
(1) متوكئا في أ.
(2)
في أنسبه إلى غيره.
وأخرج ابن أبي خيثمة بسند حسن، عن القاسم بن كثير، عن رجل من أصحابه، قال:
كان كعب يقصّ فبلغه حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم. لا يقصّ إلا أمير أو مأمور أو محتال، فترك القصص حتى أمره معاوية فصار يقصّ بعد ذلك.
روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسلا، وعن عمر، وصهيب، وعائشة، روى عنه من الصحابة ابن عمر. وأبو هريرة، وابن عباس، وابن الزبير، ومعاوية، ومن كبار التابعين أبو رافع الصائغ، ومالك بن عامر، وسعيد بن المسيب، وابن امرأته تبيع الحميري، وممن بعدهم، عطاء، وعبد اللَّه بن ضمرة السلولي، وعبد اللَّه بن رباح الأنصاري، وآخرون.
قال ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام: وكان على دين اليهود فأسلم، وقدم المدينة، ثم خرج إلى الشام فسكن حمص، قالوا: ذكر أبو الدرداء كعبا، فقال: إن عند ابن الحميرية لعلما كثيرا وعند ابن عبد الرحمن بن جبير بن نفير. قال: قال معاوية ألا إن أبا الدرداء أحد الحكماء، ألا إنّ كعب الأحبار أحد العلماء إن كان عنده لعلم كالبحار، وإن كنّا فيه لمفرّطين.
وقال عبد اللَّه بن الزّبير لما أتي برأس المختار: ما وقع في سلطاني شيء إلا أخبرني به كعب، إلا أنه ذكر لي أنه يقتلني رجل من ثقيف، وهذه رأسه بين يدي، وما دري أنّ الحجاج خبئ له، أخرجه الفاكهي وغيره.
وأخرج الطّبرانيّ من طريق الأزرق بن قيس، عن عوف بن مالك- أنه أتى على كعب وهو يقصّ، فقال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «لا يقصّ على النّاس إلّا أمير أو مأمور «1» أو متكلّف» ، فأمسك عن القصص حتى أمره به معاوية رضي الله عنه.
وقال حميد بن عبد الرحمن بن عوف: سمعت معاوية يحدّث رهطا من قريش بالمدينة، وذكر كعبا، فقال: إن كان لمن أصدق من هؤلاء «2» المحدثين عن أهل الكتاب، وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب.
أخرجه البخاريّ، وأوّله بعضهم بأنّ مراده بالكذب عدم وقوع ما يخبر به أنه سيقع، لا أنه هو يكذب.
(1) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1235 عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بلفظه كتاب الأدب (33) باب القصص (40) حديث رقم 3753. قال البوصيري في الزوائد في إسناده عبد اللَّه بن عامر الأسلمي وهو ضعيف، وأحمد في المسند 2/ 178، 6/ 27 والطبراني في الكبير 18/ 56، 66، 78 والطبراني من الصغير 1/ 216، والبخاري في التاريخ الكبير 8/ 329 وابن عساكر في التاريخ 7/ 430، وابن عدي في الكامل 2/ 668.
(2)
في ألا أصدق من هؤلاء.
وأخرج ابن أبي خيثمة بسند حسن، عن قتادة، قال: بلغ حذيفة أن كعبا يقول: إن السماء تدور على قطب كالرّحى. فقال: كذب كعب، إن اللَّه يقول: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا [سورة فاطر آية 41] .
ووقع ذكره في عدة مواضع في الصحيح، منها عند مسلم في حديث الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال:«إذا أدّى العبد حقّ اللَّه وحقّ مواليه كان له أجران» «1» قال أبو هريرة: فحدثت به كعبا فقال: ليس عليه حساب ولا على مؤمن مزهد.
وأخرج ابن أبي الدّنيا من طريق أسامة بن زيد، عن أبي معن «2» ، قال: لقي عبد اللَّه ابن سلام كعبا عند عمر، فقال: يا كعب، من العلماء؟ قال: الذين يعملون بالعلم، قال:
فما يذهب العلم من قلوب العلماء؟ قال: الطمع، وشره النفس وتطلّب الحاجات إلى الناس. قال: صدقت.
وأخرج ابن عساكر من مسند محمد بن هارون الرّوياني، من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود- أنّ رأس الجالوت قال لهم: إنّ كل ما تذكرون عن كعب بما يكون أنه يكون إن كان قال لكم إنه مكتوب في التوراة فقد كذبكم، إنما التوراة ككتابكم، إلا أن كتابكم جامع:
يسبح للَّه ما في السموات وما في الأرض، وفي التوراة يسبح للَّه الطير والشجر. وكذا وكذا، وإنما الّذي يحدث به كعب عما يكون من كتب أنبياء بني إسرائيل وأصحابهم كما تحدّثون أنتم عن نبيكم وعن أصحابه.
قال ابن سعد: مات بحمص سنة اثنتين وثلاثين، وفيها أرّخه غير واحد: وقال ابن حبّان في «الثقات» مات سنة أربع وثلاثين، وقيل سنة اثنتين، وقد بلغ مائة وأربع سنين، وقال البخاريّ: قال حسن- يعني ابن رافع، عن ضمرة: هو ابن ربيعة، وابن عياش، هو إسماعيل: لسنة بقيت من خلافة عثمان.
قلت: وهو يوافق ابن حبان، لأن قتل عثمان في آخر سنة خمس وثلاثين. وقال ابن سعد: مات سنة اثنتين وثلاثين بحمص.
(1) أخرجه مسلم في صحيحه 3/ 1285 عن أبي هريرة بلفظه في كتاب الإيمان باب 11 ثواب العبد وأجره إذا نصح لسيده وأحسن عبادة اللَّه حديث رقم 45- 1666 وأورده التقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 25106 وعزاه إلى مسلم في الصحيح ومسند أحمد.
(2)
في أمعمر.