الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأخرج البخاريّ، وابن أبي خيثمة، والبغويّ، وابن السّكن، من طريق محمد بن يزيد الواسطي، عن أبي يلج، عن لبى بن لبا- رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، رأيته وعليه مطرف خزّ أحمر سبق فرس له فجلّله ببرد عدني، اختصره البخاري.
وقال ابن فتحون: ضبطناه عن الفقيه أبي علي لبا بوزن عصا. وضبطناه عن الاستيعاب بضم اللام وتشديد الموحدة، ورأيته بخط ابن مفرج مثله، وكذلك في لبى انتهى.
وتبع ابن الدباغ أبا عليّ، وكذا ابن الصلاح في علوم الحديث، وخالف الجميع ابن قانع فجعله مع أبي بن كعب، وقد أشرت إلى وهمه في ذلك في حرف الألف.
7557- لبيد بن ربيعة
بن عامر «1» بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن صعصعة الكلابي الجعفري، أبو عقيل الشاعر المشهور.
قال المرزبانيّ في «معجمه» : كان فارسا شجاعا شاعرا سخيا، قال الشعر في الجاهلية دهرا، ثم أسلم، ولما كتب عمر إلى عامله بالكوفة: سل لبيدا والأغلب العجليّ ما أحدثا من الشعر في الإسلام، فقال لبيد: أبدلني اللَّه بالشعر سورة البقرة وآل عمران، فزاد عمر في
(1) أسد الغابة ت (4527) ، الاستيعاب ت (2260) ، المغازي للواقدي 350، 351، والمحبر لابن حبيب 178، 299، سيرة ابن هشام 2/ 22 و 175، والمعارف 332- والتاريخ الكبير 7/ 249 والتاريخ الصغير 31 و 32- وتاريخ الطبري 3/ 145 و 6/ 185 وأنساب الأشراف 1/ 228 و 416- والجرح والتعديل 7/ 181 وجمهرة أنساب العرب 195- والمذيل 541، 542 وثمار القلوب 102 و 184- ولباب الآداب لابن منقذ 93 و 94 ومعجم الألفاظ والتراكيب المولدة 202- والشعر والشعراء 1/ 194- 204 والنقائض 201- وجمهرة أشعار العرب 30 و 63- وصفة الصفوة 1/ 736 والسير والمغازي 179- والزيارات للهروي 79- والتاريخ لابن معين 2/ 500- والأغاني 15/ 361- 379 وطبقات الشعراء لابن سلام 113- وشرح شواهد المغني 56 وربيع الأبرار 4/ 32- والبرصان والعرجان 14 و 57 ومعاهد التنصيص 1/ 202- وأمالي المرتضى 1/ 21 و 25 ومجالس ثعلب 449 و 450- والعمدة 1/ 27- وحياة الحيوان 5/ 173 والأمالي للقالي 1/ 5 و 7- وتاريخ اليعقوبي 1/ 268 و 2/ 72 وتخليص الشواهد 41 و 44 و 153- وشرح القصائد التسع المشهورات لأبي جعفر النحاس 1/ 123 ودلائل الإعجاز للجرجاني 45 و 274- وأسرار البلاغة للجرجاني 52 وشذور الذهب 365- وهمع الهوامع 1/ 154- والدور اللوامع 1/ 37 وشرح الأشموني 2/ 30- والتصريح 1/ 254- والكتاب لسيبويه 1/ 245 و 256- المقتضب 3/ 282- المحتسب 1/ 230 والخصائص 2/ 353- وشرح الشريشي 1/ 21 ومعجم الشعراء في لسان العرب 356- 359- الكامل في التاريخ 1/ 636 ومرآة الجنان 1/ 119- والوفيات لابن قنفذ 58 و 59 والتذكرة الحمدونية 2/ 65 و 266- وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 70، 71- والمعمرين للسجستاني 62- وطبقات ابن سعد 6/ 33 والكامل للمبرد 2/ 60، 61- والبدء والتاريخ 5/ 108، 109 وتاريخ الإسلام 1/ 110.
عطائه، قال: ويقال: إنه ما قال في الإسلام إلا بيتا واحدا:
ما عاتب المرء اللّبيب كنفسه
…
والمرء يصلحه الجليس الصالح «1»
[الكامل] ويقال: بل قوله:
الحمد للَّه إذ لم يأتني أجلي
…
حتّى لبست من الإسلام سربالا «2»
[البسيط] ولما أسلم رجع إلى بلاد قومه، ثم نزل الكوفة حتى مات في سنة إحدى وأربعين لما دخل معاوية الكوفة، إذ صالح الحسن بن علي.
ونحوه قال العسكريّ. ودخل بنوه البادية، قال: وكان عمره مائة وخمسا وأربعين سنة منها خمس وخمسون في الإسلام وتسعون في الجاهلية.
قلت: المدة التي ذكرها في الإسلام وهم، والصواب ثلاثون وزيادة سنة أو سنتين إلا أن يكون ذلك مبنيّا على أن سنة وفاته كانت سنة نيف وستين، وهو أحد الأقوال. وقال أبو عمر: البيت الّذي أوله:
الحمد للَّه إذ لم يأتني أجلي
[البسيط] ليس للبيد، بل هو لقردة بن نفاثة، وهو القائل القصيدة المشهورة التي أولها:
ألا كلّ شيء ما خلا اللَّه باطل
[الطويل]
وقد ثبت أن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أصدق كلمة قالها الشّاعر كلمة لبيد» ،
فذكر هذا الشطر قال أبو عمر: في هذه القصيدة ما يدل على أنه قاله في الإسلام، وذلك قوله:
وكلّ امرئ يوما سيعلم سعيه
…
إذا كشّفت عند الإله المحاصل
«3» [الطويل]
(1) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (4527) ، الاستيعاب ترجمة رقم (2260) .
(2)
ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (4527) ، الاستيعاب ترجمة رقم (2260) والشعر والشعراء لابن قتيبة 1/ 275.
(3)
ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (4527) ، الاستيعاب ترجمة رقم (2260) وانظر ديوان لبيد بن ربيعة ص 132 يروي الحصائل وهي الحسنات والسيئات معا.
قلت: ولم يتعين ما قال، بل فيه دلالة على أنه كان يؤمن بالبعث مثل غيره من عقلاء الجاهلية كقسّ بن ساعدة، وزيد بن عمرو، وكيف يخفى على أبي عمر أنه قالها قبل أن يسلم مع القصة المشهورة في السير لعثمان بن مظعون مع لبيد لما أنشد قريشا هذه القصيدة بعينها، فلما قال: ألا كلّ شيء
…
قال له عثمان: صدقت، فلما قال: وكلّ نعيم لا محالة زائل- قال له عثمان: كذبت، نعيم الجنة لا يزول، فغضب لبيد، وكادت قريش تضرب سيفهم على وجهه، إنما كان هذا قبل أن يسلم لبيد.
نعم، ويحتمل أن يكون زاد هذا البيت بخصوصه بعد أن أسلم، ويكون مراد من قال:
إنه لم ينظم شعرا منذ أسلم، يريد شعرا كاملا لا تكميلا لقصيدة سبق نظمه لها. وباللَّه التوفيق.
وقال أبو حاتم السّجستاني في المعمرين. عن أشياخه، قالوا: عاش لبيد مائة وعشرين سنة، وأدرك الإسلام فأسلم، قال: وسمعت الأصمعي يقول: كتب معاوية إلى زياد أن أجعل أعطيات الناس في ألفين، وكان عطاء لبيد ألفين، وخمسمائة، فقال له زياد: أبا عقيل، هذان الخراجان، فما بال هذه العلاوة؟ قال: الحق الخراجين بالعلاوة، فإنك لا تلبث إلا قليلا حتى يصير لك الخراجان والعلاوة، قال: فأكملها له زياد ولم يكملها لغيره، فلما أخذ لبيد عطاء آخر حتى مات.
وحكى الرّياشيّ، وهو في ديوان شعره، من غير رواية أبي سعيد السكري، قال: لما اشتد الجدب على مضر بدعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفد عليه وفد قيس، وفيهم لبيد فأنشده:
أتيناك يا خير البريّة كلّها
…
لترحمنا ممّا لقينا من الأزل
أتيناك والعذراء تدمى لبانها
…
وقد ذهلت أمّ الصّبيّ عن الطّفل
فإن تدع بالسّقيا وبالعفو ترسل
…
السّماء والأمر يبقى على الأصل
وألقى تكنّيه الشّجاع استكانة
…
من الجوع صمتا لا يمرّ ولا يحلي
[الطويل] وفي الصحيحين، عن أبي هريرة- مرفوعا: أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد:
[الطويل]
ألا كلّ شيء ما خلا اللَّه باطل
ووقع في «معجم الشعراء» للمرزباني أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالها على المنبر.
وقال المدائني، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان، وغيره، قالوا: وفد من بني كلاب على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة عشر رجلا منهم لبيد بن ربيعة.
وقال ابن أبي خيثمة: أسلم لبيد وحسن إسلامه. وقال هشام بن الكلبيّ، وغيره:
عاش مائة وثلاثين سنة. وفي حكاية الشعبي مع عبد الملك بن مروان أنه عاش مائة وأربعين. وقال البخاريّ: قال الأويسي، عن مالك: عاش لبيد مائة وستين سنة. وأخرج ابن مندة وسعدان بن نصر في الثاني من فوائده، من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة- أنها قالت: رحم اللَّه لبيدا حيث يقول:
[الكامل] :
ذهب الّذين يعاش في أكنافهم
…
وبقيت في خلف كجلد الأجرب «1»
قالت عائشة: فكيف لو أدرك زماننا هذا.
قال عروة: رحم اللَّه عائشة كيف لو أدركت زماننا هذا. قال هشام: رحم اللَّه عروة، كيف لو أدرك زماننا. واتصلت السلسلة هكذا إلى سعدان وإلى ابن مندة.
وقال المبرّد: لما أسلم لبيد نذر ألّا تهبّ الصبا إلا أطعم، وكان امتنع من قول الشعر، فهبّت الصبا وهو مملق، فقال لابنته: قولي شعرا، وذلك في إمرة الوليد بن عقبة على الكوفة فقالت:
إذا هبّت رياح أبي عقيل
…
دعونا عند هبّتها الوليدا «2»
[الوافر]
…
الأبيات والقصة.
ومما يستجاد من شعره قوله:
وأكذب النّفس إذا حدّثتها
…
إنّ صدق النّفس يزري بالأمل «3»
[الرمل]
(1) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (4527) والاستيعاب ترجمة رقم (2260) .
(2)
البيت في ديوان لبيد بن ربيعة ص 233 ونسبها له ابن السكّيت في إصلاح المنطق (124)، والأصح أن هذا لابنته تجيب بها الوليد بن عقبة:
طويل الباع أبيض شمري
…
أعان على مروءته لبيدا
(3)
البيت للبيد بن ربيعة كما في ديوانه 141، يقول: حدث نفسك بالظفر دائما وبلوغ الأمل لتنشطها على الإقدام ولا تحدثها بالخيبة فتثبطها أو منّها بالعيش الطويل لتجد في الطلب ولا تقل لها: لعلك تموتين اليوم أو غدا.