الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6890- عمرو، والد عطية
«1» :
هو عمرو السعدي المذكور آنفا.
6891
-
عمران «2» بن حطان بن ظبيان بن لوذان بن الحارث بن سدوس السدوسي:
ويقال: الذهلي، يكنى: أبا شهاب.
تابعي مشهور، وكان من رءوس الخوارج من القعدية- بفتحتين، وهم الذين يحسّنون لغيرهم الخروج على المسلمين، ولا يباشرون القتال، قاله المبرد، قال: وكان من الصفرية، وقيل: القعدية لا يرون الحرب، وإن كانوا يزينونه.
وقال أبو الفرج الأصبهاني: إنما صار عمران قعديا بعد أن كبر وعجز عن الحرب.
وقال ابن البرقيّ: كان حروريا. وقال ابن حبان في الثقات: كان يميل إلى مذهب الشراة.
قلت: وقال المرزباني: شاعر مفلق مكثر، ومن قوله السائر:
أيّها المادح العباد ليعطي
…
إنّ للَّه ما بأيدي العباد
فاسأل اللَّه ما طلبت إليهم
…
وارج فضل المهيمن العوّاد
[الخفيف] لم يذكره أحد في الصحابة إلا ما وقع في تعليقة القاضي حسين بن محمد الشافعيّ شيخ المراوزة، فإنه ذكر أبيات عمران هذا التي رثى بها عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي يقول فيها:
يا ضربة من تقيّ ما أراد بها
…
إلّا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إنّي لأذكره يوما فأحسبه
…
أوفى البريّة عند اللَّه ميزانا
[البسيط] قال: فعارضه الإمام أبو الطيب الطبري فقال:
إنّي لأبرأ ممّا أنت تذكره
…
عن ابن ملجم الملعون بهتانا
إنّي لأذكره يوما فألعنه
…
دينا وألعن عمران بن حطّانا
[البسيط]
(1) أسد الغابة ت (3390) .
(2)
في أ: عمرو.
قال القاضي حسين: هذا الّذي قاله القاضي أبو الطيّب خطأ، فإن عمران صحابي لا تجوز لعنته، وهكذا قرأت بخط القاضي تاج الدين السبكي، وذكر أنه وجد حاشية على التعليقة ما نصه: هذا غلو من القاضي حسين، وكيف لا يلعن عمران، وقد فعل ما فعل! وطول من هذا المعنى.
قال القاضي تاج الدّين وعجب «1» من الأمرين، وليس عمران صحابيا، وإنما هو من الخوارج، وقد أجابه عن أبياته المذكورة من القدماء بكر بن حماد التاهرتي، وهو من أهل القيروان في عصر البخاري، وأجاب عنها السيد الحميري الشاعر المشهور الشيعي، وهي في ديوانه، وأجابه عنها أبو المظفر الشهرستاني في كتابه التبصير.
وقد أخرج البخاري وأبو داود لعمران بن حطان، من رواية يحيى بن أبي كثير، عنه، عن عائشة حديثا، واعتذروا عنه بأنه إنما أخرج عنه لكونه تاب، فقد ذكر المعافى في تاريخ الموصل، عن محمد بن بشر العبديّ «2» ، قال: ما مات عمران بن حطّان حتى رجع عن رأي الخوارج. وقيل: إنما خرج عنه ما حدّث به قبل أن يبتدع فقد قال يعقوب بن شيبة. أدرك جماعة من الصحابة، وصار في آخر أمره أن رأى رأي الخوارج، وكان سبب ذلك أنه تزوج ابنة عم له، فبلغه أنها دخلت في رأي الخوارج، فأراد أن يردّها عن ذلك فصرفته إلى مذهبها.
وقال يعقوب بن شيبة: حديثه «3» عن الأصمعي، عن معتمر بن سليمان عن عثمان البتيّ، قال: كان عمران من أهل السنة، فقدم غلام من عمان كأنه يصل بقلبه «4» في مجلس.
وفي هذا الاعتذار نظر، فإن يحيى بن أبي كثير إنما سمع منه حال هربه من الحجاج، وكان الحجاج يطلبه ليقتله بسبب رأي الخوارج.
وقصته في ذلك مع روح بن زنباع، وعبد الملك بن مروان، مشهورة، ذكرها المبرد وغيره.
واعتذر أبو داود عن التخريج له بأنّ الخوارج أصحّ أهل الأهواء حديثا، ثم ذكر عمران وأنظاره، وروى عن التّبوذكي، عن أبان العطار، قال: سمعت قتادة يقول: كان عمران لا يتّهم في الحديث.
(1) في أ: وعجبت.
(2)
في أ: العقدي.
(3)
في هـ: حدث
(4)
في هـ: يقدم غلام
…
كأنه يصل فقليه....