المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير سورة الحديد - سنن سعيد بن منصور - تكملة التفسير - ط الألوكة - جـ ٨

[سعيد بن منصور]

فهرس الكتاب

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الواقِعَةِ

- ‌تَفسيرُ سورةِ الحَدِيدِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُجَادلةِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الحَشرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُمْتَحَنَةِ(1)

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الصَّفِّ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الجُمُعَةِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُنافِقِيَن

- ‌تَفسيرُ سُورةِ التَّغابُنِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الطَّلاقِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ التَّحرِيمِ

- ‌سُورةُ المُلكِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {ن وَالْقَلَمِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الحاقَّةِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {سَأَلَ سَائِلٌ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ نُوحٍ عليه السلام

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {قُلْ أُوحِيَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُزَّمِّلِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُدَّثِّرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {لَا أُقْسِمُ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالْمُرْسَلَاتِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالنَّازِعَاتِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {عَبَسَ وَتَوَلَّى}

- ‌تفسير {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ "وَالفَجرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {لَا أُقْسِمُ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1)}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالضُّحَى (1)}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {أَلَمْ نَشْرَحْ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1)}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {إِذَا زُلْزِلَتِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالْعَادِيَاتِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {أَلْهَاكُمُ}

- ‌نَفسيرُ سُورةِ الهُمَزَةِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {لإِيلَافِ قُرَيْشٍ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {أَرَأَيْتَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الكَوْثَرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ النَّصْرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {تَبَّتْ}

- ‌تَفسيرُ سورةِ الصَّمَدِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الفَلَقِ

- ‌تفسير {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}

- ‌[بابٌ جامعٌ في علومِ القُرآنِ]

الفصل: ‌تفسير سورة الحديد

‌تَفسيرُ سورةِ الحَدِيدِ

[قولُهُ تعالى: {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (6)}]

[2173]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مَعْشَرٍ

(1)

، عن محمَّدِ بنِ كعبٍ؛ في قولِهِ عز وجل:{يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ} قال: يُدخِلُ من ليلِ الشِّتاءِ في نهارِ الصَّيفِ، ومن نهارِ الصَّيفِ في ليلِ الشِّتاءِ.

[2174]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مُعاويةَ، عن الأعمشِ، عن إبراهيمَ، عن عبدِ اللهِ؛ قال: قِصَرُ أيَّامِ الشِّتاءِ في طولِ ليلِهِ، وقِصَرُ ليلِ الصَّيفِ في طولِ نهارِهِ.

[قولُهُ تعالى: {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10)}

[2175]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سُفْيانُ، عن يُونُسَ بنِ أبي إسحاقَ

(2)

، عن رجلٍ، عن مُجاهدٍ؛ في قولِهِ عز وجل {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ}؛ يقولُ: مَن أسلم {وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ} ؛ يعني: أسلموا.

(1)

هو: نجيح بن عبد الرحمن السندي، تقدَّم في الحديث [167] أنه ضعيف.

[2173]

سنده ضعيف، لضعف أبي معشر.

[21741]

سنده صحيح، وتقدَّم تخريجه والكلام عليه برقم [1774].

(2)

تقدَّم في الحديث [311] أنه صدوق.

[2175]

سنده ضعيف، لجهالة الراوي عن مجاهد. =

ص: 31

[2176]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سُفْيانُ، عن زيدِ بنِ أسلمَ

(1)

؛ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَأْتِيكُمْ قَوْمٌ مِنْ هَهُنَا - وأشارَ إلى اليَمَنِ - تَحْتَقِرُونَ أعْمَالَكُمْ عِنْدَ أعْمَالِهِمْ"، قالوا: فنحنُ خيرٌ أم هُمْ؟ قال: "بَلْ أَنْتُمْ، لَوْ أَنَّ أحَدَهُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا أدْرَكَ مُدَّ أحَدِكُمْ وَلَا نَصِيفَهُ؛ فَصَلَتْ هَذِهِ الآيةُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ النَّاسِ: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} ".

= وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(14/ 263) للمصنِّف وعبد بن حميد وابن المنذر.

وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(22/ 392) عن محمد بن حميد الرازي، عن مهران بن أبي عمر الرازي، عن سفيان الثوري، جمن الليث بن أبي سليم، عن مجاهد:{لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ} يقول: من آمن.

ومحمد بن حميد الرازي، تقدم في تخريج الحديث [1420] أنه ضعيف جدًّا.

والليث بن أبي سليم، تقدم في الحديث [9] أنه صدوق اختلط جدًّا، ولم يتميز حديثه فترك.

(1)

تقدَّم في الحديث [398] أنه ثقة عالم، وكان يرسل.

[2176]

سنده ضعيف؛ لإرساله، وقد روي موصولًا، واستغربه ابن كثير كما سيأتي.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(14/ 264) للمصنِّف.

وقد أخرجه السمرقندي في "تفسيره"(3/ 382) من طزيق سعيد بن عبد الرحمن أبي عبيد الله المخزومي، عن سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه محمد بن عمر الواقدي في "المغازي"(2/ 586)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2285)، وابن جرير في "تفسيره"(22/ 394)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(805 و 2470 و 2471)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" - كما في "تفسير ابن كثير"(13/ 412) - من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم. =

ص: 32

[2177]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مُعاويةَ، قال: نا الأعمشُ، عن أبي صالحٍ

(1)

، عن أبي سَعيدٍ الخُدْريِّ؛ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي؛ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ

= وهشام بن سعد تقدم في الحديث [646] أنه ثقة في روايته عن زيد بن أسلم، وصدوق له أوهام إذا روى عن غيره، وهذا من روايته عن زيد بن أسلم، لكن قال الحافظ ابن كثير في الموضع السابق:"وهذا الحديث غريب بهذا السياق! والذي في الصحيحين من رواية جماعة عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد ذكر الخوارج "تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" الحديث

"، ثم ذكر رواية ابن جرير الآتية للحديث من طريق زيد بن أسلم، عن أبي سعيد التمار، عن أبي سعيد الخدري، ثم قال: "فهذا السياق ليس فيه ذكر الحديبية، فإن كان ذلك محفوظًا كما تقدم فيحتمل أنه أنزل قبل الفتح إخبارًا عما بعده".

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(22/ 395) - ومن طريقه الثعلبي في "تفسيره"(9/ 232) - عن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، عن سعيد بن الحكم ابن أبي مريم، عن محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن زيد بن أسلم، عن أبي سعيد التمار، عن أبي سعيد الخدري، به. وسقط من جميع نسخ "تفسير ابن جرير":"عن أبي سعيد الخدري"، كما قال محققه، وقد نقله ابن كثير في "تفسيره" (13/ 413) عن ابن جرير وفيه:"عن أبي سعيد الخدري"، كما أنها موجودة في "تفسير الثعلبي". وأبو سعيد التمار ذكره البخاري في "الكنى"(ص 34)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(9/ 376)؛ ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره مسلم في "المنفردات والوحدان"(ص 126) فيمن تفرد بالرواية عنه زيد بن أسلم، فقال:"وأبو سعيد التمار غير مسمى".

وانظر الحديث التالي.

(1)

هو: ذكوان السمان.

[2177]

سنده صحيح، وهو في الصحيحين كما سيأتي، وسيتكرر عند المصنِّف [3348/ الزهد] سندًا ومتنًا.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(14/ 265 - 266) لابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبي داود والترمذي. =

ص: 33

أَحَدَكمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ".

= وقد أخرجه حرب بن إسماعيل الكرماني في "مسائله"(1897) عن المصنِّف.

وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "غريب الحديث"(1/ 378 - 379)، ومسدد في "مسنده" - كما في "الأمالي المطلقة"(ص 51)، وعنه أبو داود (4658) - وأبو خيثمة زهير بن حرب في "مسنده" - كما في "الأمالي المطلقة"(ص 51)، وعنه أبو يعلى (1198) - وابن أبي شيبة (32944) - وعنه مسلم (2540) - وإسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "الأمالي المطلقة"(ص 51) - وأحمد (3/ 11 رقم 11079)، وأحمد بن منيع في "مسنده" - كما في "الأمالي المطلقة"(ص 51) - جميهم (أبو عبيد، ومسدد، وأبو خيثمة، وابن أبي شيبة، وابن راهويه، وأحمد، وابن منيع) عن أبي معاوية، به.

وأخرجه مسلم (2540) عن يحيى بن يحيى التميمي، و (2540)، وابن ماجه (161) عن أبي كريب محمد بن العلاء، والترمذي (3861/ م) عن الحسن بن علي الخلال، والبغوي في "الجعديات"(738 و 2460)، وابن حبان (7255)، والآجري في "الشريعة"(1996)؛ من طريق علي بن الجعد؛ جميعهم (يحيى بن يحيى، وأبو كريب، والحسن الخلال، وابن الجعد) عن أبي معاوية، به.

ووقع عند مسلم وفي بعض نسخ "سنن ابن ماجه": "عن أبي صالح، عن أبي هريرة"، وقد أطال الحافظ ابن حجر في تخريج هذا الحديث وبيان خطأ من قال:"عن أبي هريرة"؛ كما في "الجواهر والدرر" للسخاوي (1/ 349 - 371).

وأخرجه وكيع في "نسخته عن الأعمش"(24) - ومن طويقه مسلم (2541) - عن الأعمش، به.

وأخرجه ابن طهمان في "مشيخته"(145) عن الحسن بن عمارة، والطيالسي (2297) - ومن طريقه الترمذي (3861) - وأحمد (3/ 54 و 55 و 63 رقم 11517 و 11518 و 11608) ، والبخاري (3673)، ومسلم (2541). وابن أبي عاصم في "السنة"(989)، والنسائي في "السنن الكبري"(8250)، والبغوي في "الجعديات"(738 و 2460)، وابن حبان (7255)، والآجري في "الشريعة"(1996)؛ من طريق شعبة، وعبد بن حميد (918)، وابن أبي زمنين في "أصول السنة"(188)؛ من طريق أبي بكر بن عياش، ومسلم (2541)، وابن ماجه (161)، وأبو يعلى (1171)، وابن حبان (6994)؛ =

ص: 34

= من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن أبي عاصم في "السنة"(988)، والقطيعي في زوائده على "فضائل الصحابة"(535)؛ من طريق سفيان الثوري، جميعهم (الحسن بن عمارة، وشعبة، وأبو بكر بن عياش، وجرير، والثوري) عن الأعمش، به، وزاد أبو بكر بن عياش في روايته:"لو أنفق كل يوم مثل أحد".

وأخرجه محمد بن عاصم الثقفي في "جزئه"(12)، والبزار (9040)، والنسائي في "السنن الكبرى"(8251)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(291)، وتمام "فوائده"(1534/ الروض البسام)؛ من طريق عاصم بن أبي النجود، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به.

ورواه محمد بن جحادة، واختلف عليه؛ فأخرجه أبو يعلى (1087)، والطبراني في "الأوسط"(6567)، وفي "الصغير"(982)، والدارقطني في "الأفراد"(4796/ أطراف الغرائب)، وتمام في "فوائده"(1533) "من طريق داود بن الزبرقان، عن محمد بن جحادة، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، به.

وأخرجه خيثمة بن سليمان في "فضائل الصحابة" - كما في "الجواهر والدرر"(1/ 368) - من طريق الحسن بن إبي جعفر، عن محمد نن جحادة، عن عطية العوفى، عن أبي سعيد الخدري، به.

وأخرجه ابن بشران في "أماليه"(581) من طريق داود بن الزبرقان، عن أبي الأشهب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، به. وانظر الحديث السابق.

(1)

هو: عبد الله بن ميسرة الحارثي، تقدم في الحديث [489] أنه ضعيف.

(2)

لم نجد أبا نمرٍ هذا!

(3)

كذا في الأصل: "عن رجل من الفقهاء"! وألظاهر أن الصواب حذف "عن"، ويكون قوله:"رجل من الفقاء" صفة لأبي نمر؛ يدل على ذند رواية ابن أبي الدنيا الآتية.

[2178]

سنده ضعيف؛ لضعف أبي إسحاق وجهالة أبي نمر إن كان من رواة هذا =

ص: 35

عزَّ وجلَّ: {وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ} ؛ قال: بالشَّهواتِ واللَّذَّاتِ، {وَتَرَبَّصْتُمْ}؛ قال: بالتَّوبةِ، {حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ} قال: الموتُ، {وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ}؛ قال: الشَّيطانُ.

[2179]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مُعاويةَ، قال: نا الأعمشُ، عن عُمارةَ بنِ عُمَيرٍ

(1)

، عن الرَّبيعِ بنِ عُمَيْلَةَ

(2)

، قال: نا عبدُ اللهِ

= الأثر، وقد أخرجه ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل"(167) عن داود بن عمرو بن زهير الضبي، وفى "الأموال"(144) عن فضيل بن عبد الوهاب؛ كلاهما عن هشيم، عن أبي إسحاق الكوفي، عن بعض العلماء. ولم يذكرا في الإسناد:"عن أبي نمر".

(1)

تقدم في الحديث [146] أنه ثقة ثبت.

(2)

هو: الفزاري الكوفي، ثقة؛ وثقه ابن سعد وابن معين والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات".

انظر: "التاريخ الكبير"(3/ 270)، و"الجرح والتعديل"(3/ 467)، و"الثقات" لابن حبَّان (4/ 226)، و"تهذيب الكمال"(9/ 96)، و"تهذيب التهذيب"(1/ 595).

[2179]

سنده صحيح، وقد توبع الأعمش كما سيأتي في التخريج، وكما في الحديثين التاليين.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(14/ 278 - 279) للمصنِّف والبيهقي في "شعب الإيمان".

وعزاه الشاطبي في "الاعتصام"(3/ 259 - 260) للمصنِّف.

وقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(7183) من طريق سعدان بن نصر، عن أبي معاوية، به.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر"(74) من طريق سفيان بن عيينة، عن الأعمش، به.

وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" - كما في "تفسير ابن كثير"(13/ 423 - 424) - من طريق منصور بن المعتمر، عن الربيع بن عميلة، به. =

ص: 36

حديثًا

(1)

ما سمعتُ حديثًا هو أحسنُ منه إلا كتابَ اللهِ، أو روايةً عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أنَّ بني إسرائيلَ لما طال عليهم الأمدُ قستْ قلوبُهم؛ اخترعوا

(2)

كتابًا من عندِ أنفسِهم استهوتْهُ قلوبُهم، واستحلَتْهُ ألسنتُهم، وكان الحقُّ يحولُ بينَهم وبينَ كثيرٍ من شَهَواتِهم، حتَّى نبذوا كتابَ اللهِ وراءَ ظُهورهم؛ كأنهم لا يعلَمون، فقالوا: اعْرِضُوا هذا الكتابَ على

= وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(22/ 410) من طريق إبراهيم النخعي، عن ابن مسعود؛ نحوه.

وأخرجه ابن أبي شيبة (38577) عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب؛ قال: قال عِتْريسٌ لعبد الله بن مسعود: هلك من لم يأمر بالمعروف، وينه عن المنكر. فقال عبد الله: بل هلك من لم يعرف المعروف بقلبه، وينكر المنكر بقلبه. وهذا إسناد صحيح.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(7182) من طريق مسعر بن كدام، وابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 283) من طريق سفيان الثوري وشعبة؛ جميعهم عن قيس بن مسلم، به.

وانظر: "السلسلة الصحيحة" للشيخ الألباني (2694).

وانظر الأحاديث [3441 - 3444/ الزهد].

(1)

يعني: عبد الله بن مسعود. وقوله: "حديثًا" مفعول للفعل "حدثنا" الذي اختُصر إلى"نا".

(2)

قوله: "لما طال عليهم الأمد قست قلوبهم اخترعوا

"، كذا في الأصل، وكذا في "الاعتصام". والجادة: "لما طال عليهم الأمد وقست قلوبهم اخترعوا" كما في بعض المصادر، أو: "لما طال عليهم الأمد قست قلوبهم واخترعوا"؛ كما في بعض المصادر أيضًا. وقد تكون الفاء موضع الواو في التقديرين.

وما في الأصل و"الاعتصام" يخرّج على حذف حرف العطف؛ كقوله تعالى: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا} [التوبة: 92]، وخرجت الآية تخريجات أخرى تصلح هنا.

وانظر: "مغني اللبيب"(ص 599 - 600).

ص: 37

بني إسرائيلَ، فإن تابَعوكم فاتركُوُهم، وإن خالفَوكُم فاقتُلوهم؛ قالوا: لا، بل أَرسِلوا إلى فلانٍ - رجلٍ من علمائِهم - فاعْرِضوا عليه هذا الكتابَ، فإن تابَعكم فلن يخالفَكم أحدٌ بعدَهُ، وإن خالفَكم فاقتلوه، فلن يختلفَ عليكم بعدَهُ أحدٌ. فأرْسَلوا إليه فأخذ ورقةً وكَتب فيها كِتابَ اللهِ، [ثم جَعلها في قَرْنٍ]

(1)

، ثم علَّقها في عُنقِهِ، ثم لَبِس عليها الثِّيابَ، فعرَضُوا عليه الكِتابَ، فقالوا له: تؤمِنُ بهذا؟ فأومأ إلى صدرِهِ، فقال: آمنتُ بهذا، وما لي لا أومِنُ بهذا؟ يعني: الكتابَ الذي في القَرْنِ. فخلَّوْا سبيلَهُ. وكان له أصحابٌ يَغْشَوْنَهُ، فلمَّا مات وجدوا القَرْنَ الذي فيه الكتابُ معلَّقً

(2)

عليه، فقالوا: أَلَا

(3)

ترون إلى قولِهِ: "آمنتُ بهذا، وما لي لا أومن بهذا"؟ إنما عَنَى هذا الكتابَ! فاختلف بنو إسرائيلَ على بضع وسبعين ملةً، وخيرُ مِلَلِهم أصحابُ ذي القَرْنِ.

قال عبدُ اللهِ: وإنَّ مَن بقي منكم سيرى مُنْكَرًا، وَبِحَسْبِ امريءٍ يرى منكرًا لا يستطيعُ أن يغيِّرَهُ: أن يعلمَ اللهُ من قلبِهِ أنه له كارهٌ.

(1)

ليس في الأصل، وأثبتناه من "الاعتصام"، ويدل عليه قولُه بعد ذلك:"يعني: الكتاب الذي في القَرْن".

(2)

كذا في الأصل، والجادة:"معلقًا"، وما في الأصل كتب بدون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، المتقدم التعليق عليها في الحديث [1279].

(3)

في الأصل: "فقالوالا" بألف واحدة بعد الواو، ولعل أحدى الألفين سقطت لانتقال النظر.

ص: 38

[2180]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو الأَحْوَصِ، عن سعيدِ بنِ مَسْروقٍ

(1)

، عن طَلْحةَ الإِياميِّ

(2)

، عن عُمارةَ بنِ عُميرٍ، عن وبيعِ بنِ عُمَيْلَةَ؛ [ورُكَيْنِ]

(3)

بنِ الرَّبيعِ

(4)

، عن أبيه؛ قال: سمعتُ من عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ كلمةً ما سمعتُ - بعدَ آيةٍ من كتابِ اللهِ، ولا حديثٍ عن

(1)

هو: والد سفيان الثوري، تقدم في الحديث [52] أنه ثقة.

(2)

هو: طلحة بن مصرف، تقدم في الحديث [2577] أنه ثقة فاضل. والإيامي نسبة إلى "إيام" بطن من همدان، ويقال لها: يام، والسبة إليها: اليامي. "الأنساب"(1/ 233 - 234)، و (5/ 677 - 678).

(3)

في الأصل: "وزكين" بالزاي.

(4)

هو: ركين بن الربيع بن عُمَيلة الفزاري أبو الربيع الكوفي، ثقة؛ وثقه أحمد وابن معين والفسوي والنسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات".

انظر: "التاريخ الكبير"(3/ 330)، و"الجرح والتعديل"(3/ 513)، و"الثقات" لابن حبَّان (4/ 243)، و"تهذيب الكمال"(9/ 224).

[2180]

سنده صحيح. وسيعيده المصنِّف برقم [3443/ الزهد] دون قوله: "وركين بن الربيع، عن أبيه"، ولفظه مختلف.

وقد أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(734) من طريق مالك بن مغول، عن طلحة، عن عمارة، عن الربيع، عن ابن مسعود، به.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 181) من طريق ثابت بن محمد العابد، عن محمد بن طلحة، عن أبيه، عن الربيع بن عميلة، عن ابن مسعود، مرفوعًا. وثابت بن محمد العابد صدوق، إلا أنه يخطئ في أحاديث؛ كما تقدم في تخريج الحديث [818].

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 278)، و"الأوسط"(2/ 117) تعليقًا، والطبراني في "المعجم الكبير"(10/ رقم 10541)؛ من طريق الربيع بن سهل بن ركين، عن الركين بن الربيع، عن أبيه، عن ابن مسعود، موفوعًا. قال البخاري:"وروى غير واحد عن الركين وغيره، عن أبيه، عن عبد الله؛ قوله". قال الدارقطني في "العلل"(699): "يرويه الركين بن الربيع وعبد الملك بن عمير وطلحة بن مصرف، رفعه الربيع بن سهل الفزارى عن الركين، عن أبيه، ووقفه غيره، وهو الصواب".

وسيأتي عند المصنِّف في الزهد برقم [3444] من طريق سفيات بن عيينة، =

ص: 39

رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم هو

(1)

أحبُّ إليَّ ولا أعجبُ إليَّ منها؛ سمعتُه يقولُ: بحَسْبِ امرئٍ إذا رأى منكرًا فلم يستطعْ له غَيْرً

(2)

أَنْ يَعْلَمَ اللهُ من قلبِهِ أنه له كارهٌ.

[2181]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا مُعْتَمِرُ بنُ سُليمانَ

(3)

، قال: سمعتُ الرُّكينَ يُحدِّثُ عن أبيه، عن ابنِ مسعودٍ: إنه كان يقولُ لنا

(4)

-

= عن عمر بن سعيد، عن عمارة بن عمير، به، بمعناه.

وانظر: "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (1669).

وانظر الحديث السابق، والحديث التالي.

(1)

قوله: "ما سمعت - بعدَ آية

" إلخ، كذا في الأصل، ولفظه في "الزهد" مختلف، وأكثر المصادر هنا لم تَذكر هذه العبارة. والجادة فيها: "ما سمعت - بعد آية

- شيئًا هو أحب

"، أو: "

ما هو أحب

" أو نحو ذلك. وعلى هذين التقديرين تخرج العبارة على حذف المفعول به، وهو إما أن يكون نكرة، وتكون جملة "هو أحب إليّ" نعتًا له، ويكون فيه أيضًا حذف الموصوف وبقاء صفته، وهو جائز؛ كقولهم: "مِنَّا ظَعَنَ ومنَّا أَقَامَ"؛ أي: فريق؛ وكقوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ} [النِّسَاء: 159]؛ أي: إلا إنسان.

وإما أن يكون المحذوف موصولًا اسميًّا؛ ويكون فيه حذف الموصول وبقاء صلته، وهو جائز أيضًا، وخرج عليه الشاهدان السابقان، ومنه أيضًا قوله تعالى:{آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} [العَنكبوت: 46]؛ أي: والذي أنزل إليكم. وانظر في حذف المفعول به، وحذف الموصول والموصوف وبقاء الصلة والصفة:"مغني اللبيب"(ص 597 - 598 و 588 و 589).

(2)

أي: تغييرًا: كما في الأثر التالي، والغَيْرُ اسمٌ من التغيير. "تاج العروس" (غ ي ر). وكانت الجادة هنا أن يكتب بألف تنوين النصب:"غيرًا"، ولكنَّ حذْفَها جارٍ على لغة ربيعة، المتقدم التعليق عليها في الحديث [1279].

(3)

تقدم في الحديث [242] أنه ثقة.

(4)

سيكرر المصنِّف هذا الحديث برقم [3442/ الزهد] بالإسناد نفسه، وفيه:"عن ابن مسعود قال: كان يقال لنا". وقد رواه ابن أبي شيبة كما سيأتي، وعنده:"عن ابن مسعود قال: كان يقول لنا".

[2181]

سنده صحيح. وسيتكرر عند المصنِّف برقم [3442/ الزهد]. =

ص: 40

في زمنِ عُمرَ -: إنها ستكونُ هَنَاتٌ وهَنَاتٌ

(1)

، وأَنْ: بحَسْبِ امرئٍ إذا رأى أمرًا يكرهُهُ لا يستطيعُ له تَغْييرًا؛ أن يعلمَ اللهُ أن قلبَهُ له كارهٌ.

[قولُهُ تعالى: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (24)}]

[2182]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سُفْيانُ، عن عَمْرٍو

(2)

، سمع عُبيدَ بنَ عُميرٍ

(3)

يقرأُ: {وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ

(4)

}.

= وقد أخرجه ابن أبي شيبة (38301) عن المعتمر بن سليمان، به.

(1)

قوله: "هنات وهنات" كذا في الأصل بالتاء المبسوطة، وكذا عند ابن أبي شيبة، والجادة:"هَنَاةٌ" كـ "فَتاة"؛ وهي الداهية، والشر، والجمع: هَنَوَات.

وما في الأصل و"المصنَّف" من بسط التاء قد يُحمَل على لغة لبعض العرب، تقدم التعليق عليها في الحديث [1556]، وانظر:"تاج العروس"(هـ ن و).

ويمكن أن تُحمَل "ههَنَاتٌ وهَنَاتٌ" بالتاء المبسوطة: على أنها جمعُ "هَنَة" علي اللفظ: والهَنَةُ: الأمرُ القبيحُ، والله أعلم. وانظر:"الوسيط"(هـ ن و).

(2)

هو: ابن دينار المكي، تقدم في الحديث [15] أنه ثقة ثبت.

(3)

تقدم في الحديث [635] أنه مجمع على ثقته.

[2182]

سنده صحيح. وقد تقدَّم عند المصنِّف برقم [635] سندًا ومتنًا.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(4/ 438) للمصنِّف.

(4)

لم تضبط الكلمة في الأصل.

وقراءة عبيد بن عمير بفتح الباء والخاء؛ وهي قراءة أنس رضي الله عنه ويحيى بن يعمر ومجاهد وحميد وابن محيصن والحسن، ومن العشرة: حمزة والكسائي وخلف.

وقرأ باقي العشرة والجمهور: {بِالْبُخْلِ} بضم الباء وسكون الخاء.

وقرأ أبو العالية وابن السميفع: {بالبَخْل} بفتح فسكون، وقرأ نصر بن عاصم:{بالبُخُل} بضمتين.

وانظر: "السبعة"(ص 233 و 627)، و"تفسير القرطبي"(20/ 266 - 267)، و"النشر"(2/ 249 و 384)، و"معجم القراءات" للخطيب (9/ 346 - 347).

ص: 41

[قولُهُ تعالى: {وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (27)}]

[2183]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا هُشَيمٌ، قال: نا زكريَّا بنُ أبي مَريمَ الخُزاعيُّ

(1)

؛ قال: سمعتُ أبا أُمامةَ

(2)

يحدِّثُ؛ قال: إنَّ اللهَ عز وجل كَتب عليكم صيامَ شهرِ رمضانَ، ولم يَكْتُبْ عليكم قِيامَهُ، وإنَّما

(1)

زكريا هذا ليس بالقوي؛ كما قال النسائي في "الضعفاء والمتروكين"(222)، ولما ذُكر لشعبة جعل يتعجَّب، ثم ذكره فصاح صيحة دلّت على أنه لم يرضه؛ كما قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 592 - 593)، وقال أبو داود:"لم يرو عنه إلا هشيم"، وقال الساجي:"تكلموا فيه"، وقال الدارقطني:"يعتبر به"، وذكره ابن حبان في "الثقات"(4/ 263).

وانظر: "التاريخ الكبير"(3/ 417)، و"الضعفاء الكبير" للعقيلي (2/ 88)، و"الكامل" لابن عدي (3/ 214)، و"لسان الميزان"(3/ 511 رقم 3226).

(2)

هو: صُدَيّ بن عجلان الباهلي.

[2183]

سنده ضعيف؛ لما تقدم عن حال زكريا بن أبي مريم الخزاعي.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(14/ 292) للمصنِّف وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه وابن نصر.

وعزاه الشاطبي في "الاعتصام"(2/ 135 - 136) للمصنِّف وإسماعيل القاضي.

ونقله السيوطي في "المصابيح في صلاة التراويح"(ص 18 - 19) عن المصنِّف.

وقد أخرجه ابن أبي الدنيا في "فضائل رمضان"(54) عن شجاع بن مخلد، وابن جرير في "تفسيره"(22/ 433) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، والطبراني في "المعجم الأوسط"(7450) من طريق إسماعيل بن عمرو؛ جميعهم (شجاع، ويعقوب، وإسماعيل) عن هشيم، به.

وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة المهرة" للبوصيري (1722) - ومحمد بن نصر المروزي في "قيام رمضان"(ص 218/ مختصره)؛ من طريق أبي أمامة الباهلي، به، ولم يذكر في "الإتحاف" ولا =

ص: 42

القِيامُ [شيءٌ]

(1)

ابتدعتُموه

(2)

، فدُوموا عليه ولا تَتْركوه؛ فإن ناسًا من بني إسرائيلَ ابتْدَعوا بدعةً، فعابهم اللهُ بتركِها؛ فتلا هذه الآيةَ: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ

} إلى آخرِ الآيةِ.

* * *

= في "مختصر قيام رمضان" السند إلى أبي أمامة.

(1)

في الأصل: "شيئًا"، والمثبت من "الدر المنثور"، و"المصابيح في صلاة التراويح" للسيوطي.

(2)

ليس المراد البدعة المذمومة التي أحدثت على غير مثال سابق، وإنما المراد أنه لم يَجْرِ عليه العمل في باقي حياته صلى الله عليه وسلم وزمن أبي بكر رضي الله عنه، وصدر من خلافة عمر رضي الله عنه ويقول الشاطبي رحمه الله في "الاعتصام" (2/ 150 - 151): "وذلك أنه عدَّ عمل عمر رضي الله عنه في جمع الناس في المسجد على قارئ واحد في رمضان بدعة؛ لقوله حين دخل المسجد وهم يصلون: نعمت البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل. وقد مرَّ أنه إنما سماها بدعة باعتبارٍ ما، وأن قيام الإمام بالناس في المسجد في رمضان سنة، عمل بها صاحب السنة؛ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما تركها خوفًا من الافتراض، فلما انقضى زمن الوحي زالت العلَّة فعاد العمل بها إلى نصابه، إلا أن ذلك لم يتأتَّ لأبى بكر رضي الله تعالى عنه زمان خلافته؛ لمعارضة ما هو أولى بالنظر فيه، وكذلك صدر خلافة عمر رضي الله عنه، حتى تأتّى النظر، فوقع منه ما عُلِم، لكنه صار في ظاهر الأمر كأنه أمر لم يَجرِ عليه عمل مَنْ تقدَّمه دائمًا، فسماه بذلك الاسم، لا أنه أمر على خلاف ما ثبت من السنة.

فكأن أبا أمامة رضي الله عنه اعتبر فيه نظر ترك العمل به، فسمَّاه إحداثًا، موافقة لتسمية عمر رضي الله عنه، ثم أمر بالمداومة عليه بناء على ما فهم من هذه الآية؛ من أن ترك الرعاية هو ترك الدوام، وأنهم قصدوا إلى التزام عملٍ ليس بمكتوب، بل هو مندوب، فلم يوفوا بمقتضى ما التزموه

". إلخ.

ص: 43