الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَفسيرُ سُورةِ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}
[قولُهُ تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14)}]
[2379]
حدَّثنا سعيدٌ، نا أبو عَوانةَ، عن الأعمشِ، عن المنهالِ بنِ عمرٍو
(1)
، عن قيسِ بنِ السَّكَنِ
(2)
، قال: قال عبدُ اللهِ
(3)
: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا} ؛ قال: يبعثُ اللهُ الرِّيحَ فتحمِلُ الماءَ منَ
(1)
تقدم في الحديث [1021] أنه صدوق.
(2)
تقدم في الحديث [1180] أنه ثقة.
(3)
يعني ابن مسعود.
[2379]
سنده حسن؛ لحال المنهال بن عمرو.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 194 - 195) للمصنِّف والشافعي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والخرائطي والبيهقي في "سننه".
وقد أخرجه البزار (3212) عن محمد بن عبد الملك القرشي، والطبراني في "المعجم الكبير"(9/ رقم 9080) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، والبيهقي (3/ 364) من طريق عفان بن مسلم؛ جميعهم (محمد بن عبد الملك، والحماني، وعفان) عن أبي عوانة، به. ولفظ البزار: عن عبد الله؛ قال: إن الله تبارك وتعالى ينشئ السحاب، فيرسل الريح فتؤلف السحاب، فتدر كما تدر اللقحة، وقرأ:{أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69)} [الواقعة: 69].
ولفظ الطبراني: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} [الحجر: 22]؛ قال: يرسل الله الريح فتحمل الماء، فيمر سحاب، فيدر كما تدر اللقحة، ثم يمطر. وقرن الطبراني مع أبي عوانة عبد الرحمن بن محمد المحاربي، ومن طريق المحاربي أخرجه أيضًا ابن جرير في "تفسيره"(14/ 43).
وأخرجه صالح ابن الإمام أحمد في "مسائل الإمام أحمد"(614) من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، به، بلفظ المصنِّف.
وأخرجه الشافعي في "الأم"(1/ 254 - 255) عن إبراهيم بن محمد، وصالح بن أحمد في "مسائل الإمام أحمد"(613)، وابن أبي الدنيا في "المطر والرعد والبرق"(138 و 150)، وابن جرير في "تفسيره"(14/ 43)؛ =
السَّماءِ، فتمرُّ بهِ
(1)
السَّحابَ، فتَدُرُّ كما [تَدُرُّ]
(2)
اللِّقْحَةُ
(3)
، ثمَّ يبعَثُ اللهُ الماءَ كأمثالِ العَزَالِي
(4)
، فتصرِفُه الرياحُ، فينزِلُ متفرِّقًا.
[2380]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو عَوانةَ، عن قتادةَ؛ قال: في مصحفِ الفضلِ بنِ عبَّاسٍ: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ
(5)
مَاءً ثَجَّاجًا}.
= من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، وابن أبي الدنيا (150) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن جرير (14/ 43 - 44) من طريق أسباط بن محمد، والنحاس في "إعراب القرآن"(5/ 126 - 127) تعليقًا من طريق الحسين بن واقد؛ جميعهم (إبراهيم بن محمد، وأبو معاوية، وجرير، وأسباط، والحسين) عن الأعمش، به، بلفظ الطبراني في "المعجم الكبير" في تفسير قوله تعالى:{وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} ، إلا أن الشافعي والنحاس لم يذكرا الآية.
(1)
كذا في الأصل، وفي "الدر":"تمري به".
(2)
في الأصل: "تذر".
(3)
اللِّقْحَةُ - بكسر اللام، ويجوز فتحها -: هي النَّاقة اللَّقُوح؛ أَي الحَلُوب الغَزيرَةُ اللَّبنِ، القريبةُ العهْدِ بالنتاج. "مرقاة المفاتيح"(6/ 200)، و "تاج العروس"(ل ق ح).
(4)
العزالي: جمع العزلاء؛ أي: فم المزادة الأسفل؛ شَبَّهَ اتساع المطر واندفاقه بالذي يخرج من فم المزادة. "النهاية"(3/ 231).
[2380]
سنده صحيح.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 195) للمصنِّف وابن المنذر.
وقد أخرجه البغوي في "الجعديات"(1050) عن خلف بن هشام وأبي إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، عن أبي عوانة، به.
(5)
وكذا ذكرت هذه القراءة عن ابن عباس وابن الزبير رضي الله عنهما وعبد الله بن يزيد وعكرمة وقتادة. والقراءة المتواترة قراءة الجمهور: {مِنَ الْمُعْصِرَاتِ} .
انظر: "مختصر ابن خالويه"(ص 168)، و"البحر المحيط"(8/ 404)، و"معجم القراءات" للخطيب (10/ 263).
[قولُهُ تعالى: {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21)}]
[2381]
حدَّثنا سعيدٌ، نا حمَّادُ بنُ زيدٍ، عن عمرِو بنِ مالكٍ
(1)
، عن أبي الجوزاءِ
(2)
؛ في قولِهِ: {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا} ؛ قال: صارت.
[قولُهُ تعالى: {لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23)}]
[2382]
حدَّثنا سعيدٌ، نا هُشَيمٌ، عن أبي بَلْجٍ
(3)
، عن عمرِو بنِ ميمونٍ [الأَوْدِيِّ]
(4)
، عن عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو
(5)
؛ في قولِهِ: {لَابِثِينَ فِيهَا
(1)
تقدم في الحديث [1198] أنه صدوق.
(2)
هو: أوس بن عبد الله الرَّبَعي، تقدم في الحديث [1198] أنه ثقة.
[2381]
سنده حسن.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 199) للمصنِّف وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر.
وقد أخرجه ابن أبي شيبة (36575) عن يونس بن محمد، عن حماد بن زيد، به.
(3)
هو: أبو بَلْج الفزاري الواسطي، واسمه: يحيى بن سُلَيم، ويقال: يحيى بن أبي سليم. وثقه ابن سعد وابن معين والنسائي والدارقطني، وقال أبو حاتم:"صالح الحديث لا بأس به"، وقال ابن عدي:"لا بأس بحديثه"، وقال البخاري:"فيه نظر"، وقال الجوزجاني:"ليس بثقة"، وقال ابن حبان في "المجروحين":"كان ممن يخطئ، لم يفحش خطؤه حتى استحق الترك، ولا أتى منه ما لم ينفكَّ البشرُ عنه فيسلك به مسلك العدول، فأرى ألا يحتج بما انفرد من الرواية، وهو ممن أستخير الله فيه". وقال الحافظ في "التقريب": "صدوق ربما أخطأ".
انظر: "التاريخ الكبير"(8/ 279)، و "أحوال الرجال" للجوزجاني (ص 117)، و"الجرح والتعديل"(9/ 153)، و "المجروحين" لابن حبان (3/ 113)، والكامل" لابن عدي (7/ 229)، و"تهذيب الكمال" (33/ 162).
(4)
في الأصل: "الأردي"، وعمرو هذا تقدم في تخريج الحديث [74] أنه ثقة مخضرم مشهور.
(5)
في الأصل: "عبد الله بن عمرو الأودي"، ولعله انتقال نظر من الناسخ، وعبد الله بن عمرو هو: ابن العاص الصحابي الجليل.
[2382]
سنده ضعيف؛ لحال أبي بلج. =
أَحْقَابًا}؛ قال: الحُقُبُ
(1)
الواحدُ: ثمانونَ سنةً.
[2383]
حدَّثنا سعيدٌ، نا خلفُ بنُ خليفةَ
(2)
، قال: نا سيَّارٌ أبو الحَكَمِ
(3)
، قال: الحُقُبُ: ثمانونَ سنةً، والسَّنةُ: ثلاثُمئة وستونَ يومًا، واليومُ كألفِ سنةٍ ممَّا تعدُّونَ.
= وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 203) للمصنِّف وابن المنذر.
وعزاه في (15/ 201) للمصنف والحاكم، عن ابن مسعود؛ في قولِه تعالى:{لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا} ؛ قال: الحقب: ثمانون سنة. ولم نقف على هذه الرواية عند المصنِّف. وانظر الأثر التالي.
وقد أخرجه أحمد في "العلل ومعرفة الرجال"(2250) عن هشيم، قال: أخبرنا أبو بلج، به.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك"(2/ 512) عن يحيى بن منصور القاضي، عن محمد بن إبراهيم أبي عبد الله البوشنجي، عن أحمد بن حنبل، عن هشيم، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن مسعود؛ قال: الحقب: ثمانون سنة. وسقط من مطبوع "المستدرك" أول السند إلى: "أبي بلج"، فاستدركناه من "إتحاف المهرة"(10/ 408).
وهذا خطأ بلا شك، ولعل الخطأ من شيخ الحاكم يحيى بن منصور، ولا أظنه من البوشنجي، فإنه إمام حافظ، والله أعلم.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(15/ 310) فقال: حُدِّثت عن هشيم، ثنا أبو بلج، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن عمرو، به.
(1)
تقال بضم الحاء وسكون القاف وبضمهما. وقيل: الحُقْب: الدهر، والسنة، أو السنون. وجمع الحُقْب - بسكون القاف -: حِقاب، وجمع الحُقُب - بضمتين -: أحقاب وأحقب، وقيل: الأحقاب والأحقب جمع للحُقْب والحُقُب. "تاج العروس"(ح ق ب).
(2)
تقدم في الحديث [76] أنه صدوق، اختلط في آخر عمره.
(3)
تقدم في الحديث [156] أنه ثقة.
[2383]
سنده فيه خلف بن خليفة، وتقدم بيان حاله.
[قولُهُ تعالى: {إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25)}]
[2384]
حدَّثنا سعيدٌ، نا جَريرٌ، عن منصورٍ
(1)
، عن إبراهيمَ؛ في قولِهِ:{إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا} ؛ قال: الغسَّاقُ: ما ينقطعُ من جلودِ أهلِ النَّارِ وصديدُهم.
[قولُهُ تعالى: {وَكَأْسًا دِهَاقًا (34)}]
[2385]
حدَّثنا سعيدٌ، نا خالدُ بنُ عبدِ اللهِ، عن حُصَينٍ
(2)
، عن
(1)
هو: ابن المعتمر.
[2384]
سنده صحيح.
وقد أخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(568) من طريق المصنِّف.
وأخرجه ابن أبي شيبة (36404) عن جرير، به.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(20/ 128) و (24/ 30) عن محمد بن حميد الرازي، عن جرير، به.
وأخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد"(297/ رواية نعيم بن حماد)، وهناد في "الزهد"(291)، وابن جرير في "تفسيره"(24/ 29)؛ من طريق سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم؛ قال: ما يسيل من صديدهم.
(2)
هو: ابن عبد الرحمن السُّلَمي، تقدم في الحديث [56] أنه ثقة تغيَّر حفظه في الآخر، لكن خالد بن عبد الله الواسطي - الراوي عنه هنا - هو ممن روى عنه قبل تغيُّره.
[2385]
سنده صحيح، وقد أخرجه البخاري (3839) من طريق أبي كُدَيْنَةَ يحيى بن المُهَلّب، حدثنا حصين، عن عكرمة:{وَكَأْسًا دِهَاقًا} ؛ قال: ملأى متتابعة.
قال: وقال ابن عباس: سمعت أبي يقول في الجاهلية: اسقنا كأسًا دهاقًا. اهـ.
ومعنى قوله: "في الجاهلية": أي قبل أن يسلم. انظر: "فتح الباري"(7/ 152). وتبيَّن بهذا أن عكرمة يفسِّر {وَكَأْسًا دِهَاقًا} من عنده، ويذكر هذا عن ابن عباس، فلا تعلّ الرواية بإخراج بعضهم له من طريق حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس.
فقد أخرجه عبد بن حميد في "تفسيره" - كما في "تغليق التعليق"(3/ 501) - =
عِكْرمةَ؛ في قولِهِ: {وَكَأْسًا
(1)
دِهَاقًا} قال: المملوءَةُ المتابَعةُ.
* * *
= والمحاملي في "أماليه"(21)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 512)؛ من طريق هشيم، وابن جرير في "تفسيره"(24/ 42) من طريق جرير بن عبد الحميد؛ كلاهما (هشيم، وجرير) عن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، قوله.
وأخرجه الخطابي في "غريب الحديث"(2/ 244 - 245) من طريق علي بن عاصم، عن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ قال: ربما سمعت العباس يقول: اسقوني دهاقًا.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(24/ 41) من طريق عمر بن عطاء الحجازي، عن عكرمة، قال: صافية. وعمر بن عطاء ضعيف؛ كما في "التقريب".
وأخرجه ابن وهب في "التفسير من الجامع"(2/ رقم 199) من طريق عمرو بن دينار، وابن جرير في "تفسيره"(24/ 39 - 40) من طريق مسلم بن نسطاس، و (24/ 40) من طريق أبي صالح باذام وعلي بن أبي طلحة، والبيهقي في "البعث النشور"(357) من طريق علي بن أبي طلحة؛ جميعهم (عمرو، ومسلم بن نسطاس، وأبو صالح، وعلي بن أبي طلحة) عن ابن عباس؛ قال: مَلأَى، وفي رواية عمرو بن دينار، قال: دِراكًا.
(1)
في الأصل: "كأسًا" دون الواو.