الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَفسيرُ سُورةِ {قُلْ أُوحِيَ}
[قولُهُ تعالى: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3)}]
[2310]
حدَّثنا سعيدٌ، نا أبو مُعاويةَ، عن الأعمشِ، عن إبراهيمَ
(1)
، عن عَلْقمةَ
(2)
، أنه كان يقرأُ التي في الجنِّ:{وأَنَّا} ، {وأَنَّا}
(3)
.
[قولُهُ تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19)}]
[2311]
حدَّثنا سعيدٌ، نا هُشَيمٌ، أنا مُغيرةُ
(4)
، عن أبي معشرٍ
(5)
،
(1)
هو: النخعي.
(2)
هو: ابن قيس.
[2310]
سنده صحيح.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 9 - 10) لعبد بن حميد.
وقد أخرجه الفراء في "معاني القرآن"(3/ 191) عن الحسن بن عياش وقيس بن الربيع، عن الأعمش، به.
(3)
يعني بفتح الهمزة؛ كما نص عليه الفراء، ويعني أيضًا أن ذلك فيما ورد في سورة الجن من همزات، من قوله تعالى: {وَأَنَّهُ تَعَالَى
…
} [الجن 3] إلى قوله: {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ} [الجن: 14]؛ وهي اثنتا عشرة همزة. وكذلك قرأ يحيى وإبراهيم النخعي وأصحاب عبد الله بن مسعود. قال ابن الجزري: "فقرأ ابن عامر وحمزة والكِسائي وخلف وحفص بفتح الهمزة فيهن، ووافقهم أبو جعفر في ثلاثة: {وَأَنَّهُ تَعَالَى}، {وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ}، {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ}. وقرأ الباقون [باقي العشرة] بكسرها في الجميع. واتفقوا على فتح {أَنَّهُ اسْتَمَعَ} وَ {أَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ} ". اهـ. واختلفوا أيضًا في {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ} الآية (19) فنافع وأبو بكر شعبة بكسرها، والباقون بفتحها. واتفقوا على كسر {فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا} .
قال ابن عطية: "واختلف الناس في الفتح من هذه الألفات وفي الكسر اختلافًا كثيرًا يطول ذكره وحصره وتقصّي معانيه". اهـ. انظر: "معاني الفراء"(3/ 191 - 192)، و"السبعة"(ص 656)، و "المحرر"(5/ 378)، و "البحر المحيط"(8/ 340)، و"النشر"(2/ 391 - 392)، و"معجم القراءات" للخطيب (10/ 114، 115 - 116، 119 - 123، 126 - 127).
(4)
هو: مغيرة بن مقسم، تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن.
(5)
هو: زياد بن كليب الكوفي، تقدم في الحديث [87] أنه ثقة.
[2311]
سنده صحيح إلى سعيد بن جبير، لكنه مرسل، وسيأتي موصولًا =
عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ؛ في قولِهِ: {كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} ؛ قال: كانوا يَرْكَعون [برُكوعِهِ]
(1)
، ويَسجُدون بسُجوبٍ.
[2312]
حدَّثنا سعيدٌ، نا أبو مُعاويةَ، نا عبدُ الرَّحمنِ بنُ زيادِ بنِ
= بإسناد صحيح.
وقد أخرجه الحاكم في "المستدرك"(2/ 503) عن الحسين بن علي أبي أحمد التميمي، عن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، عن جده أحمد بن منيع، عن هشيم، قال: أخبرني مغيرة، عن أبي معشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. ورواية الحاكم هذه تخالف رواية المصنِّف بذكر ابن عباس.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(23/ 344) عن محمد بن حميد الرازي، عن جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة، عن زياد أبي معشر، عن سعيد بن جبير؛ قوله.
وأخرجه أحمد (1/ 270 رقم 2431)، والترمذي (3323)، وابن جرير في "تفسيره"(23/ 344)، والضياء في "المختارة"(10/ رقم 67)؛ من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ قال: لما رأوه يصلي بأصحابه، ويصلون بصلاته، ويركعون بركوعه، ويسجدون بسجوده، تعجبوا من طواعية أصحابه له، فلما رجعوا إلى قومهم، قالوا:"إنه لما قام عبد الله - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - يدعوه كادوا يكونون عليه لبدًا". وهذا إسناد صحيح، وصححه الترمذي فقال:"هذا حديث حسن صحيح".
(1)
أخطأ الناسخ في كتابتها، ثم حاول إصلاحها، فأصبحت هكذا:"بركوه".
[2312]
سنده ضعيف جدًّا؛ لما سيأتي عن ابن أنعم وابن رافع، ومتنه منكر؛ فقد ثبت عن ابن مسعود أنه قال: ما صحبه منا أحد؛ كما في الحديث بعد التالي.
وانظر الأثر التالي.
وقد أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (2/ 454)، و "المطالب العالية" (50) - عن أبي معاوية، به.
وأخرجه سحنون في "المدونة الكبرى"(1/ 8) عن ابن وهب، وابن أبي عمر العدني في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة المهرة"(454/ 1)، و"المطالب العالية"(50) - عن عبد الله بن يزيد أبى عبد الرحمن المقرئ؛ كلاهما (ابن وهب، والمقرئ) عن ابن أنعم، به.
أَنْعُمٍ
(1)
، عن عبدِ الرحمنِ بنِ رافعٍ
(2)
، عن ابنِ مسعودٍ؛ قال: كنتُ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليلةَ الجِنِّ، فسألوه عن الاستنجاءِ؟ فأمرهم بثلاثةِ أحجارٍ؛ قالوا: فالماءُ؟ قال: "ذَلِكَ أَطْهَرُ".
(1)
هو: عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي قاضي إفريقية، أبو أيوب، ويقال: أبو خالد، ضعيف من جهة حفظه؛ قال ابن المديني - كما في "سؤالات ابن أبي شيبة" (220) -:"كان أصحابنا يضعفونه، وأنكر أصحابنا أحاديث كان يحدث بها لا تعرف". وقال السمعاني في "الأنساب"(3/ 431): "وكان مع زهده ضعيفًا في الحديث من قبل حفظه، لا من علة أخرى"، وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (3/ 149):"وعبد الرحمن ضعيف كما أفهم كلامه، ولكنه من أهل العلم والزهد بلا خلاف، وكان من الناس من يوثقه ويربأ به عن حضيض رد الرواية، ولكن الحق فيه أنه ضعيف بكثرة رواية المنكرات، وهو أمر يعتري الصالحين كثيرًا لقلة نقدهم للرواة؛ ولذلك قيل: لم تر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث"، وقال يعقوب بن شيبة:"ضعيف الحديث، وهو ثقة صدوق، رجل صالح"، وقال الترمذي:"ضعيف عند أهل الحديث؛ ضعفه يحيى القطان وغيره، ورأيت محمد بن إسماعيل يقوي أمره، ويقول: هو مقارب الحديث"، وضعفه أيضًا ابن مهدي وابن معين والنسائي، وقال الإمام أحمد وصالح بن محمد:"منكر الحديث"، وقال أبو زرعة والدارقطني:"ليس بالقوي"، وقال أبو حاتم وابن خزيمة:"لا يحتج به"، زاد أبو حاتم:"يكتب حديثه"، وقال البزار في "المسند" (10/ 99 رقم 4162):"لم يكن أيضًا حديثه يدل على أنه حافظ؛ لأن في حديثه مناكير"، وذكر أنه لا يكون حجة إذا انفرد في حديث. وقال السمعاني: كان أحمد بن صالح ينكر على من يتكلم فيه، ويقول:"هو ثقة". وكذا رد سحنون على من ضعفه، وقال:"ثقة". وانظر: "التاريخ الكبير"(5/ 283)، و"الضعفاء" للعقيلي (2/ 332)، و "الجرح والتعديل"(5/ 234)، و "المجروحين" لا بن حبان (2/ 50)، و"الكامل" لابن عدي (4/ 279)، و"طبقات علماء إفريقية"(ص 27)، و"تهذيب الكمال"(17/ 102).
(2)
هو: عبد الرحمن بن رافع التنوخي أبو الجهم، ويقال: أبو الحجر المصري قاضي إفريقية. قال البخاري: "في حديثه مناكير"، وقال أبو حاتم الرازي: "وهو شيخ مغربي، إن صح الرواية عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم:=
[2313]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو عَوانةَ، عن مغيرةَ، عن إبراهيمَ؛ أنه كان يُنكِرُ أن يكونَ عبدُ اللهِ شَهِدَ ليلةَ الجِنِّ.
[2314]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ
(1)
، أنا داودُ ابنُ أبي هندٍ، عن الشَّعْبيِّ، عن عَلْقمةَ بنِ قيسٍ؛ قال: قلتُ لابنِ مسعودٍ: أكنتَ مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ليلةَ الجنِّ؟ فقال: ما صحِبَهُ منَّا أحدٌ، ولكنْ فَقَدْناه ليلةً بمكةَ فقُلْنا: اغتِيل، استُطِير، ما فَعل؟! فبتنا بشرِّ ليلةٍ باتَ بها قومٌ، حتى
(2)
إذا أَصبحْنا وكان في وجهِ الصُّبحِ؛ إذا نحنُ به
= "إذا رفع الرجل رأسه من آخر السجدة"، فهو حديث منكر"، وقال ابن حبان في "الثقات": "لا يحتج بخبره إذا كان من رواية عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، وإنما وقع المناكير في حديثه من أجله"، وقال الذهبي في "الكاشف": "منكر الحديث"، وقال الحافظ في "التقريب": "ضعيف".
وانظر: "التاريخ الكبير"(5/ 280)، و "الجرح والتعديل"(5/ 232)، و"الثقات" لابن حبان (5/ 95)، و"تهذيب الكمال"(17/ 83).
[2313]
سنده فيه مغيرة بن مقسم الضبي، وتقدم في الحديث [54] أنه ثقة ثبت، إلا أنه يدلس عن إبراهيم النخعي، ولم يصرح هنا بالسماع منه. لكن صح الأثر عن إبراهيم من غير طريقه كما سيأتي.
وقد أخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 551)، والثعلبي في "تفسيره"(9/ 22)، والبيهقي (1/ 11)؛ من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سألت أبا عبيدة بن عبد الله: أكان عبد الله مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ قال: لا. وسألت إبراهيم؟ قال: ليت صاحبنا كان ذاك. وهذا إسناد صحيح إلى إبراهيم النخعي.
وأخرجه مسلم (450) من طريق أبي معشر زياد بن كليب، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن قيس، عن عبد الله بن مسعود؛ قال: لم أكن ليلة الجن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وانظر الحديث التالي، والحديث السابق.
(1)
هو: ابن علية.
(2)
مكررة في الأصل.
[2314]
سنده صحيح، وهو عند مسلم كما سيأتي.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(13/ 343 - 344) لعبد بن حميد وأحمد ومسلم والترمذي.=
يَجيءُ من قِبَلِ حِرَاءٍ، قلنا: يا رسولَ اللهِ، وذكروا له الذي كُنَّا عليه،
= وقد أخرجه الخطيب في "الفصل للوصل المدرج"(2/ 627 - 628) من طريق المصنِّف.
وأخرجه أحمد (1/ 436 رقم 4149) عن إسماعيل بن علية، به.
وأخرجه مسلم (450)، والترمذي (3258)، وابن خزيمة - كما في "إتحاف المهرة"(12917) - والبيهقي (1/ 109)؛ من طريق علي بن حجر، وأبو يعلى (5237) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، والسراج في "مسنده"(105) عن مجاهد بن موسى وزياد بن أيوب؛ جميعهم (علي، وأبو خيثمة، وزياد، ومجاهد) عن إسماعيل بن علية، به. ولم يُذكر في رواية أبي خيثمة قول الشعبي.
وأخرجه الطيالسي (279)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 201)، و "الأوسط"(736)، وأبو داود (85)، من طريق وهيب بن خالد، عن داود ابن أبي هند، به، وأدرج الطيالسي كلام الشعبي في الحديث، وقرن مع وهيب يزيد بن زريع، ووقع عنده:"وكل عظم لم يذكر عليه اسم الله"، ولم يذكر البخاري وأبو داود كلام الشعبي.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(211) - وعنه مسلم (450) - عن عبد الله بن إدريس، عن داود بن أبي هند، به، ولم يذكر كلام الشعبي.
وأخرجه مسلم (450)، وابن خزيمة (82)، والسراج في "مسنده"(104)، وابن حبان (6527)، وأبو نعيم في "المسند المستخرج"(996)، والبيهقي (1/ 11 و 108 - 109)، والخطيب في "الفصل للوصل المدرج"(2/ 630 - 631)؛ من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والخطيب (2/ 621 - 622) من طريق علي بن عاصم، و (2/ 626 - 627) من طريق عدي بن عبد الرحمن الطائي؛ جميعهم (عبد الأعلى، وعلي، وعدي) عن داود بن أبي هند، به، إلا أنهم أدرجوا كلام الشعبي في الحديث. وفي رواية عدي:"وكل عظم لم يذكر عليه اسم الله".
وأخرجه الدارقطني في "السنن"(1/ 77)، وأبو نعيم في "المسند المستخرج بها (996)، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/ 630 - 631)؛ من طريق بشر بن المفضل، عن داود، به، كما عند المصنِّف، إلا أن لفظ الدارقطني مختصر جدًّا.
وأخرجه أبو عوانة في "مسنده"(584 و 3787) عن محمد بن إسحاق الصغاني وعلي بن سهل البزاز، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 124) عن علي بن معبد، والبيهقي في "السنن الصغرى"(55)، والخطيب في "الفصل =
فقال: "أَتَانِي وَافِدُ الجنِّ، فَأَتَيْتُهُمْ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمْ"، فانطلق بنا فأَرانا
= للوصل المدرج" (2/ 632)؛ من طريق يحيى بن أبي طالب؛ جميعهم (الصغاني، وعلي بن سهل، وعلي بن معبد، ويحيى بن أبي طالب) عن عبد الوهاب بن عطاء، عن داود بن أبي هند، به، ولفظ الصغاني مطوَّل، وفصل فيه كلام الشعبي عن الحديث، وقال في آخره: "قال داود: فلا أدري هذا في الحديث أو شيء قاله الشعبي؟ "، ولم يسق أبو عوانة لفظ علي بن سهل بتمامه، وأما علي بن معبد ويحيى بن أبي طالب فروياه عن عبد الوهاب مختصرًا، بلفظ: عن ابن مسعود قال: سألَتِ الجنُّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم آخر ليلةٍ لقيهم في بعض شعاب مكة الزادَ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل عظم يقع في أيديكم قد ذكر اسم الله عليه أوفر ما كان لحمًا، والبعر علف لدوابكم"، فقالوا: إن بني آدم يخبثون علينا، فعند ذلك قال: "لا تستنجوا بروث دابة ولا عظم؛ فإنه زاد إخوانكم من الجن".
وأخرجه أبو نعيم في "المسند المستخرج"(996)، والبيهقي (1/ 109)؛ من طريق محمد بن أبي عدي، عن داود بن أبي هند، به، إلى قوله:"وآثار نيرانهم"، ثم قال: فقال داود: ولا أدري في حديث علقمة أو في حديث عامر أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة الزادَ، فقال:"كل عظم لم يذكر اسم الله عليه فإنه يقع في أيديكم أوفر ما كان لحمًا، وكل بعر بيع من دوابنا فهو علف لدوابكم". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تستنجوا بالعظام ولا بالبعر؛ فإنه زاد إخوانكم".
ورواه يزيد بن زريع عن داود بن أبي هند، واختلف عليه: فأخرجه الطيالسي (279)، والبزار (1594) عن نصر بن علي؛ كلاهما (الطيالسي، ونصر بن علي) عن يزيد بن زريع - وقرن الطيالسي معه وهيب بن خالد - عن داود، به، وأدرجا كلام الشعبي في الحديث، ووقع عندهما:"وكل عظم لم يذكر عليه اسم الله".
وأخرجه أبو عوانة في "مسنده"(586 و 3788) من طريق يحيى بن غيلان، والخطيب في "الفصل للوصل المدرج"(2/ 631) من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل؛ كلاهما عن يزيد بن زريع، عن داود، به، وفصلا كلام الشعبي عن حديث عبد الله، ووقع عند أبي عوانة:"وكل عظم لم يذكر عليه اسم الله"، ولم يذكر الخطيب المتن.
وأخرجه أبو نعيم في "المسند المستخرج"(996) من طريق عمرو بن علي أبي حفص الفلاس، عن يزيد بن زريع، عن داود، وأحال على رواية ابن أبي عدي.
ورواه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن داود بن أبي هند، واختلف عليه:=
آثارَهم، وآثارَ نيرانِهم.
= فأخرجه أحمد (1/ 436 رقم 4149) عن ابن أبي زائدة، عن داود، مقرونًا مع رواية ابن علية.
وأخرجه ابن خزيمة (82)، والسراج في "مسنده"(105)؛ عن زياد بن أيوب، عن ابن أبي زائدة، عن داود؛ قرنه ابن خزيمة مع عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وقرنه السراج مع ابن علية.
وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى"(11559) عن أحمد بن منيع، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 96) من طريق أسد بن موسى؛ كلاهما عن ابن أبي زائدة، عن داود، ولم يذكرا كلام الشعبي.
وأخرجه ابن حبان (1432) من طريق عمرو بن زرارة، عن ابن أبي زائدة، عن داود، وأدرج كلام الشعبي في الحديث.
وأخرجه الثعلبي في "تفسيره"(9/ 21 - 22)، والخطيب في "الفصل للوصل المدرج"(2/ 629)؛ من طريق مسروق بن المرزبان، عن ابن أبي زائدة، عن داود، به، وأدرج الثعلبي كلام الشعبي في الحديث، ووقع عنده:"وكل عظم لم يذكر عليه اسم الله"، ورواية الخطيب كرواية المصنِّف.
وأخرجه ابن أبي شيبة (1660)، والترمذي (18)، والبزار (1598)، والنسائي في "السنن الكبرى"(39)، والطوسي في "مختصر الأحكام"(17)، وأبو عوانة في "مسنده"(585)، والحكيم الترمذي في "المنهيات"(ص 40)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 124)، والشاشي في "مسنده"(316)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 349) تعليقًا، والخطيب في "الفصل للوصل المدرج"(2/ 632 و 633 - 634)؛ من طريق حفص بن غياث، عن داود بن أبي هند، به، مختصرًا، بلفظ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تستنجوا بالعظام ولا بالروث؛ فإنهما زاد إخوانكم من الجن".
وأخرجه أبو عوانة في "مسنده"(585) عن محمد بن إسحاق الصغاني، والطبراني في "المعجم الكبير"(10/ رقم 10010) عن محمد بن الليث الجوهري؛ كلاهما عن يحيى بن طلحة اليربوعي، عن حفص بن غياث، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، مختصرًا، باللفظ السابق. قال أبو عوانة: قال الصغاني: إنما هو حفص، عن داود، عن عامر، عن علقمة؛ أخطأ فيه اليربوعي.=
قال الشَّعْبيُّ: فسألوه الزَّادَ، وكانوا من جِنِّ الجَزيرةِ، فقال: "كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي يَدِ أَحَدِكُمْ أَوْفَرَ مَا كَانَ لَحْمًا، وَكُلُّ رَوْثَةٍ
= وأخرجه البزار (1595) عن أبي الصباح محمد بن الليث الهدادي، عن معلى بن أسد، عن عبد العزيز بن المختار، عن منصور بن المعتمر، عن الشعبي، بنحو حديث داود بن أبي هند المطوَّل. ومحمد بن الليث ذكره ابن حبان في الثقات (9/ 135)، وقال:"يخطئ ويخالف". وانظر: "لسان الميزان"(7/ 466 - 467).
وأخرجه مسلم (450)، والبزار (1545)، وأبو عوانة في "مسنده"(3790 و 3791)، وابن المنذر في "الأوسط"(174)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 95)، والشاشي في "مسنده"(331)، وابن الأعرابي في "معجمه"(1587)، والطبراني في "المعجم الكبير"(10/ رقم 9971)، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه"(100)، والثعلبي في "تفسيره"(9/ 22)، وأبو نعيم في "المسند المستخرج"(998)، والبيهقي (1/ 11)؛ من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن خالد بن مهران الحذاء، عن أبي معشر زياد بن كليب، عن إبراهيم بن يزيد النخعي، عن علقمة، عن عبد الله؛ قال: لم أكن ليلة الجن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووددت أني كنت معه.
قال ابن خزيمة - كما في "إتحاف المهرة"(10/ 351) -: "هذا الحديث ثابت صحيح عن علقمة عن عبد الله، وإنما اختلف أصحاب داود بن أبي هند في إسناده، فأدرج عبد الأعلى وابن أبي زائدة حديث الشعبي المرسل مع حديثه عن علقمة المتصل، وميَّز بعضهم؛ فجعل الزيادة عن الشعبي مرسلة".
وقال الترمذي بعد أن أسند رواية حفص بن غياث: "وقد روى هذا الحديثَ إسماعيلُ بن إبراهيم وغيره عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن علقمة، عن عبد الله؛ أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن، الحديث بطوله، فقال الشعبي: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تستنجوا بالروث ولا بالعظام؛ فإنه زاد إخوانكم من الجن". وكأن رواية إسماعيل أصح من رواية حفص بن غياث".
وقال صالح بن أحمد بن حنبل لأبيه - كما في "مسائله"(2/ 284 - 285 رقم 892) -: "قلت: حديث داود عن الشعبي، عن علقمة، عن عبد الله؛ في قصة ليلة الجن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تستنجوا بالعظام ولا بالبعر، فإنه زاد إخوانكم من الجن" هو من قول علقمة عن عبد الله، أو من قول الشعبي؟ قال: أما إسماعيل بن إبراهيم ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة فقالا جميعًا: قال =
أَوْ بَعْرَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ. فَلَا تَسْتَنْجُوا بِهِمَا؛ زَادُ إِخْوَانِكُمْ مِنَ الجنِّ".
= الشعبي - وليس هو في حديث علقمة -: "سألوه الزاد وكانوا من جن الجزيرة
…
" فذكر الحديث. قال أبي: فبلغني أن حفص بن غياث حدث به فجعله في حديث علقمة عن عبد الله، فنرى أنه وهم، وهذا أثبت".
وقال الدارقطني في "التتبع"(98): "وأخرج مسلم حديث عبد الأعلى، عن داود، عن الشعبي، عن علقمة، عن عبد الله؛ حديث ليلة الجن بطوله، وآخر الحديث إنما هو من قول الشعبي مرسل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وآخر حديث ابن مسعود: "فأرانا آثار نيرانهم"، وما بعده إلى آخر الحديث، وهو قوله: "وسألوه الزاد" إلى آخره. وكذلك رواه ابن علية ويزيد بن زريع وابن إدريس وابن أبي زائدة وغيرهم عن داود. وقد رواه حفص، عن داود، عن الشعبي، عن علقمة، عن عبد الله وأتى بآخره مسندًا ووهم فيه حفص. والله أعلم".
وقال الدارقطني أيضًا في "العلل"(769): "يرويه داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن علقمة، عن عبد الله؛ رواه عنه جماعة من الكوفيين والبصريين، فأما البصريون فجعلوا قوله: "وسألوه الزاد" إلى آخر الحديث من قول الشعبي مرسلًا، وأما يحيى بن أبي زائدة وغيره من الكوفيين فأدرجوه في حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم، والصحيح قول من فصله؛ فإنه من كلام الشعبي مرسلًا". وقال الخطيب في "الفصل للوصل المدرج في النقل"(2/ 624 - 626): "كذا روى هذا الحديث علي بن عاصم وعبد الأعلى عن داود بن أبي هند، وأبو داود الطيالسي عن وهيب بن خالد ويزيد بن زريع عن داود بن أبي هند، وتابعهم عدي بن عبد الرحمن الطائي أبو الهيثم بن عدي، فرواه عن داود كذلك سياقة واحدة مرفوعًا متصلًا، وبعض المتن ليس هو عند الشعبي عن علقمة، وإنما كان يرويه مرسلًا لا يسنده إلى أحد وهو من قوله: "وسألوه الزاد
…
" إلى آخر الحديث، فأدرج ذلك في رواية علي بن عاصم وعبد الأعلى، وفي رواية أبي داود التي ذكرناها عن وهيب ويزيد، وفي رواية عدي بن عبد الرحمن عن داود ابن أبي هند عن الشعبي، عن علقمة، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وروى الحديث إسماعيل بن علية ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة وبشر بن المفضل، عن داود بن أبي هند، فبينوه وفصلوا كلام الشعبي الذي أرسله من حديث عبد الله المسند، وكذلك رواه إسحاق بن أبي إسرائيل عن يزيد بن زريع مميزًا مبينًا؛ وهذا يدل على أن أبا داود حمل رواية يزيد على رواية وهيب لما جمع بينهما. وروى عبد الله بن إدريس الأودي عن داود المسندَ من الحديث فقط دون=
[2315]
حدَّثنا سعيدٌ، نا جَريرٌ
(1)
، عن منصورٍ
(2)
، عن مُسلمٍ البَطينِ
(3)
، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ؛ قال: قال إبليسُ: يا ربِّ، ليس في الخلائقِ أحدًا
(4)
إلا جعلتَ له معيشةً ورِزقًا، فاجعلْ لي معيشةً ورزقًا. قال: إن معيشتَكَ ورِزقَكَ ما لم يُذكَرِ اسمُ اللهِ عليه.
* * *
= الكلام الذي أرسله الشعبي. وروى عبد الوهاب بن عطاء عن داود بن أبي هند قصة سؤال الجن الزاد إلى آخر الحديث. وروى حفص بن غياث عن داود الفصل الأخير في النهي عن الاستنجاء بالروث والعظام حسب، دون ما قبله، ووصل عبد الوهاب بن عطاء وحفص بن غياث جميعًا ما روياه وأسنداه فأخطأ! فيه خطأ فاحشًا لأنهما تركا أول الحديث وهو المسند ورويا ما ليس بمسند، ولو رويا الجميع وأدرجا الإسناد كان أيسر لوهمهما وأقوم بعذرهما".
(1)
هو: ابن عبد الحميد.
(2)
هو: ابن المعتمر.
(3)
هو: مسلم بن عمران البطين، تقدم في الحديث [384] أنه ثقة.
[2315]
سنده صحيح، وقد روي عن ابن عباس مرفوعًا، كما سيأتي.
وقد أخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(1134)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(8/ 126)، والضياء في "المختارة"(10/ رقم 385)؛ من طريق فضيل بن عياض، عن منصور، به، مرفوعًا. قال أبو نعيم:"غريب من حديث منصور وفضيل، لم يروه عنه متصلًا إلا الهيثم".
(4)
كذا في الأصل، وعلى الدال ما يشبه التنوين.
وعند أبي الشيخ والضياء: "كل خلقك
…
".
وعند أبي نعيم: "ليس أحدٌ من خلقك". ورفع "أحد" هو الجادة، لأنه اسم "ليس". وما في الأصل يوجه على أن "أحدًا" منصوب بفعلٍ محذوف تقديره:"أجد" أو نحوه، واسم "ليس" ضمير الشأن المحذوف؛ ومنه قولهم:"ليس خَلَقَ اللهُ أشعرَ منه". وانظر في ضمير الشأن مع كان وأخواتها: "همع الهوامع"(1/ 274، 408، 418).
وانظر التعليق على الحديث [1875، 1929].