المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير سورة {لا أقسم} - سنن سعيد بن منصور - تكملة التفسير - ط الألوكة - جـ ٨

[سعيد بن منصور]

فهرس الكتاب

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الواقِعَةِ

- ‌تَفسيرُ سورةِ الحَدِيدِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُجَادلةِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الحَشرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُمْتَحَنَةِ(1)

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الصَّفِّ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الجُمُعَةِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُنافِقِيَن

- ‌تَفسيرُ سُورةِ التَّغابُنِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الطَّلاقِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ التَّحرِيمِ

- ‌سُورةُ المُلكِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {ن وَالْقَلَمِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الحاقَّةِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {سَأَلَ سَائِلٌ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ نُوحٍ عليه السلام

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {قُلْ أُوحِيَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُزَّمِّلِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُدَّثِّرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {لَا أُقْسِمُ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالْمُرْسَلَاتِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالنَّازِعَاتِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {عَبَسَ وَتَوَلَّى}

- ‌تفسير {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ "وَالفَجرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {لَا أُقْسِمُ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1)}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالضُّحَى (1)}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {أَلَمْ نَشْرَحْ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1)}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {إِذَا زُلْزِلَتِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالْعَادِيَاتِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {أَلْهَاكُمُ}

- ‌نَفسيرُ سُورةِ الهُمَزَةِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {لإِيلَافِ قُرَيْشٍ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {أَرَأَيْتَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الكَوْثَرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ النَّصْرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {تَبَّتْ}

- ‌تَفسيرُ سورةِ الصَّمَدِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الفَلَقِ

- ‌تفسير {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}

- ‌[بابٌ جامعٌ في علومِ القُرآنِ]

الفصل: ‌تفسير سورة {لا أقسم}

‌تَفسيرُ سُورةِ {لَا أُقْسِمُ}

[قولُهُ تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1)}]

[2460]

حدَّثنا سعيدٌ، نا عَمرُو بنُ ثابتٍ

(1)

، عن أبيه

(2)

، عن سَعيدِ بنِ جُبيرٍ؛ في قولِهِ:{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1)} ؛ قال: مكّةُ.

[قولُهُ تعالى: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2)}]

[2461]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مَعشرٍ

(3)

، ثنا عن

(4)

شُرَحْبِيلَ بنِ سعدٍ

(5)

؛ في قولِهِ: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2)} ؛ قال: يُحرِّمونَ أن

(1)

تقدم في تخريج الحديث [179] أنه رافضي متروك.

(2)

هو: ثابت بن هُرْمُز، تقدم في الحديث [200] أنه ثقة.

[2460]

سنده ضعيف جدًّا؛ لما تقدم عن حال عمرو بن ثابت، وانظر الأثرين [2462، 2464].

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 435) للمصنِّف وابن المنذر.

وقد أخرجه الطبراني في "الكبير"(12/ رقم 12412)، وفي "الأوسط"(5096)؛ عن محمّد بن العباس المؤدب، عن عبيد بن إسحاق العطار، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس؛ في قوله:{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1)} ؛ قال: مكة، {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2)} قال: مكة، {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3)}؛ قال: آدم، {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)}؛ قال: في اعتدال، في انتصاب. قال الطبراني:"لم يرو هذا الحديث عن ثابت أبي المقدام إلا ابنه عمرو بن ثابت". وعبيد بن إسحاق العطار، متروك الحديث؛ انظر:"ميزان الاعتدال"(3/ 18)، و"لسان الميزان"(5/ 349).

(3)

هو: نجيح بن عبد الرحمن، تقدم في الحديث [167] أنه ضعيف.

(4)

كذا في الأصل، ولم تَجْرِ بهِ عادة الناسخ، فالظاهر أن قوله:"ثنا" زيادة.

(5)

تقدم في الحديث [2193] أنه ضعيف يعتبر به، لكن هذه الرواية من قوله، فلا تُعَلّ به.

[2461]

سنده ضعيف؛ لما تقدم عن حال أبي معشر.=

ص: 343

يَقتلوا بها الصَّيْدَ، أو يَعْضِدُوا

(1)

بها شَجرةً، ويَستَحِلُّون إخراجَكَ وقَتْلَكَ!

[قولُهُ تعالى: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}]

[2462]

حدَّثنا سعيدٌ، نا عَمرُو بنُ ثابتٍ

(2)

، عن أبيه، عن سَعيدِ بنِ جُبيرٍ؛ في قولِهِ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ

(3)

} قال: آدمُ وما وَلَدَ، {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} قال: في انتصابٍ.

[2463]

حدَّثنا سعيدٌ، نا أبو الأَحوصِ، نا منصورٌ، عن إبراهيمَ؛ قال: مُنتَصِبًا

(4)

.

= وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 436) للمصنِّف وابن المنذر.

(1)

أي: يقطعوا؛ يقال: عَضَدَ الشجرَ يَعْضِدُه - من باب "ضرب" -: إذا قطعه.

وعَضَدَ الشجرةَ: نَثَرَ ورقَها لإبلِهِ. "تاج العروس"(ع ض د).

(2)

تقدم في تخريج الحديث [179] أنه رافضي متروك.

[2462]

سنده ضعيف جدًّا؛ لما تقدم عن حال عمرو بن ثابت، وانظر الحديث [2460].

(3)

في الأصل: "وولد"، ولا خلاف في قراءتها {وَوَالِدٍ} .

[2463]

سنده صحيح.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 439) للمصنِّف والفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن إبراهيم - أحسبه عن عبد الله -:{فِي كَبَدٍ} ؛ قال: منتصبًا.

وقد أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 231 - 232) من طريق قتيبة بن سعيد، عن أبي الأحوص، به.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(24/ 411) من طريق سفيان الثوري، عن منصور، به.

والأثر في "تفسير مجاهد"(2008) من طريق شيبان بن عبد الرحمن؛ عن منصور، به.

(4)

هذا الحديث مكرر في الأصل سندًا ومتنًا.

ص: 344

[2464]

حدَّثنا سعيدٌ، نا يزيدُ بنُ هارونَ، عن الحجَّاجِ بنِ أَرطاةَ

(1)

، عن الحكمِ

(2)

، عن مِقْسمٍ

(3)

، عن ابنِ عبَّاسٍ؛ قال: خلقَ اللهُ كُلَّ شيءٍ يَمشِي على أربعةٍ إلَّا الإنسانَ؛ فإنَّهُ خُلقَ مُنتَصِبًا، لم يَخلُقْ شيئًا مُنتَصِبًا غيرَهُ.

(1)

تقدم في الحديث [170] أنه صدوق، كثير الخطأ والتدليس.

(2)

هو: ابن عتيبة، تقدم في تخريج الحديث (28) أنه ثقة ثبت، ربما دلس، لم يسمع من مقسم إلا خمسة أحاديث؛ كما في "تهذيب التهذيب"(1/ 467) ليس منها هذا الحديث.

(3)

هو: ابن بُجْرة، تقدم في الحديث (365) أنه صدوق.

[2464]

سنده ضعيف؛ لما تقدم عن حال حجاج بن أرطاة، ورواية الحكم عن مقسم، وهو صحيح عن ابن عباس، بلفظ:" {فِي كَبَدٍ}: في شِدَّةِ خَلْقٍ"، وقد علقه البخاري في "صحيحه"(3/ 535 - الفتح) و (6/ 361 - الفتح) جازمًا به.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 439) للمصنِّف وابن المنذر وابن أبي حاتم.

وقد أخرجه ابن وهب في "التفسير من جامعه"(1/ 8 رقم 11) عن مسلمة بن علي، عن رجلٍ، عن الحكم بن عتيبة، عن ابن عباس: لقد خلقنا الإنسان في كبدٍ، قال: خلقنا (كذا في المطبوع!) مستويًا، وخلق كل دابة على أربع.

وإسناده ضعيف جدًّا؛ مسلمة بن علي متروك؛ كما في "التقريب"، وشيخه مجهول، والحكم لم يسمع من ابن عباس، بل هو يرويه عن مقسم، عن ابن عباس، ولم يسمعه من مقسم.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(24/ 408) من طريق علي بن أبي طلحة، وفي (24/ 410) من طريق عطية بن سعد العوفي؛ كلاهما (علي، وعطية) عن ابن عباس في قوله: لقد خلقنا الإنسان في كبد، يقول: في نصب.

ولفظ العوفي: "في انتصاب".

وعلي بن أبي طلحة، متكلم فيه، ولم يسمع التفسير من ابن عباس؛ كما تقدم في تخريج الحديث [1011]، وعطية بن سعد العوفي تقدم في تخريج الحديث [454] أنه شيعي ضعيف كان يدلس تدليسًا قبيحًا.

وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(1079) من طريق عبد الحميد الحماني، =

ص: 345

[2465]

حدَّثنا سعيدٌ، نا يزيدُ بنُ هارونَ، عن الحجَّاجِ

(1)

، عن القاسمِ بنِ نافعٍ

(2)

، عن مُجاهدٍ؛ في قولِهِ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي

= عن النضر بن عبد الرحمن، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى:{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} ؛ قال: منتصبًا في بطن أمه، وقد وكل به ملك إذا نامت الأم أو اضطجعت رفع رأسه؛ لولا ذلك لغرق في الدم.

وإسناده ضعيف جدًّا؛ النضر بن عبد الرحمن الخزاز - بمعجمات - متروك؛ كما في "التقريب".

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(24/ 410)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 523)؛ من طريق سفيان الثوري، والضياء المقدسي في "المختارة"(11/ 250، رقم 253) - ومن طريقه ابن حجر في "تغليق التعليق"(4/ 3) - من طريق سفيان بن عيينة؛ كلاهما (الثوري، وابن عيينة) عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس، في قوله:{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} ؛ قال: في شِدَّة خَلْقٍ، ثم ذكر مولده ونبات أسنانه. هذا لفظ رواية ابن عيينة، ولفظ الثوري نحوه.

قال الحافظ في "فتح الباري"(6/ 365): "رويناه في تفسير ابن عيينة بإسناد صحيح".

وأخرجه ابن جرير في الموضع نفسه عن محمد بن حميد الرازي، عن مهران بن أبي عمر، عن سُفيان الثوري، عن عَطاءٍ، عن سَعيدِ بنِ جبيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ:{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} ؛قال: فِي شِدَّةٍ.

وأخرجه بعده بالإسناد نفسه عن سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس؛ قال: في شدة معيشته، وحمله وحياته، ونبات أسنانه.

وإسناده ضعيف جدًّا؛ محمد بن حميد الرازي، تقدم في تخريج الحديث [1420] أنه ضعيف جدًّا، رماه غير واحد بالكذب. ومهران بن أبي عمر تقدم في تخريج الحديث [2025] أنه صدوق له أوهام، سيِّئ الحفظ.

وله إسناد آخر ضعيف، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، تقدم في تخريج الحديث [2460]، وانظر الحديث [2462].

(1)

هو: ابن أرطاة، تقدم في الحديث [170] أنه صدوق كثير الخطأ والتدليس.

(2)

هو: القاسم بن أبي بَزَّة، تقدم في تخريج الحديث [184] أنَّه ثقة.

[2465]

سنده ضعيف؛ لما تقدم عن حال حجاج بن أرطاة، وهو صحيح عن مجاهد، بلفظ: في شدَّة.=

ص: 346

كَبَدٍ} قال: حملتْهُ أمُّهُ كُرهًا ووضعتْهُ كُرهًا، ومَعِيشتُهُ في نَكَدٍ، وهو يُكابدُ ذلك.

[قولُهُ تعالى: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6)}]

[2466]

حدَّثنا سعيدٌ، نا أبو مَعْشَرٍ

(1)

، عن شُرَحْبِيلَ بنِ سَعْدٍ

(2)

؛ في قولِهِ: {أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا} ؛ قال: كثيرًا.

= وعزاه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(8/ 704) للمصنِّف.

وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(24/ 410) من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد بن جبر؛ في قوله:{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} ؛ قال: في شدة.

والأثر في "تفسير مجاهد"(2008) من طريق ابن أبي نجيح، به.

وسنده صحيح.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(24/ 410) عن محمد بن حميد الرازي، عن مهران بن أبي عمر، عن سفيان الثوري، قال: قال مجاهد في قوله: {الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} ؛ قال: في شدة خروج أسنانه.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(24/ 411 - 412) عن محمد بن حميد الرازي، عن جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة بن مقسم، عن مجاهد؛ {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قال: في صَعَدٍ.

وإسنادهما ضعيف؛ محمد بن حميد الرازي، تقدم في تخريج الحديث [1420] أنه ضعيف جدًّا، رماه غير واحد بالكذب.

(1)

هو: نجيح بن عبد الرحمن السندي، تقدَّم في الحديث [167] أنه ضعيف.

(2)

تقدم في الحديث [2393] أنه ضعيف يعتبر به، لكن هذه الرواية من قوله، فلا تُعَلّ به.

[2466]

سنده ضعيف؛ لحال أبي معشر.

ص: 347

[قولُهُ تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)}]

[2467]

حدَّثنا سعيدٌ، نا أبو الأَحْوَصِ، عن سِماكِ بنِ حربٍ

(1)

، عن عِكْرمةَ؛ في قولِهِ:{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} ؛ قال: الخيرُ والشرُّ.

[2468]

حدَّثنا سعيدٌ، نا أبو مَعْشَرٍ

(2)

، عن محمدِ بنِ كعبٍ؛ قال: الهدى والضلالةُ.

[2469]

حدَّثنا سعيدٌ، نا عَمرُو بنُ ثابتٍ

(3)

، عن أبيه

(4)

، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ؛ قال: نَجْدُ الخيرِ والشرَّ.

(1)

تقدم في الحديث [1011] أنه صدوق، وروايته عن عكرمة خاصةً مضطربةٌ.

[2467]

سنده حسن؛ لحال سماك، وما يخشى من روايته عن عكرمة إنما هو فيما يرفعه إلى ابن عباس.

وعزاه ابن تيمية في "مجموع الفتاوى"(16/ 143)، والسيوطي في "الدر المنثور"(15/ 443)؛ لعبد بن حميد.

وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(24/ 416) عن هناد بن السري، عن أبي الأحوص، به.

وأخرجه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة"(957) من طريق شريك بن عبد الله النخعي، عن خصيف بن عبد الرحمن، عن عكرمة، عن ابن عباس، به.

ورواية أبي الأحوص أرجح؛ فشريك بن عبد الله النخعي تقدم في الحديث [4] أنه صدوق يخطئ كثيرًا.

وهو في "تفسير مجاهد"(2010) من طريق آدم بن أبي إياس، عن شريك بن عبد الله النخعي، به.

(2)

هو: نجيح بن عبد الرحمن السندي، تقدَّم في الحديث [167] أنه ضعيف.

[2468]

سنده ضعيف؛ لحال أبي معشر.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 442) للمصنِّف.

(3)

تقدَّم في تخريج الحديث [179] أنه رافضي متروك.

(4)

هو: ثابت بن هرمز الكوفي، تقدم في الحديث [200] أنه ثقة.

[2469]

سنده ضعيف جدًّا؛ لحال عمرو بن ثابت. وعزاه اليافعي في "مرهم العلل المعضلة في الرد على أئمة المعتزلة"(ص 140) للمصنِّف.

ص: 348

[قولُهُ تعالى: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14)}]

[2770]

حدثنا سعيدٌ

(1)

: نا إسماعيلُ بنُ زكريَّا

(2)

، عن هشامِ بنِ حَسَّانٍ

(3)

، عن سعيدٍ العَلَّافِ

(4)

، [عن مجاهدٍ]

(5)

؛ قال: إن [من]

(6)

(1)

في الأصل: "حدثنا سعيد قال: نا حدثنا سعيد"، وهو تكرار.

(2)

تقدَّم في الحديث [81] أنه صدوق.

(3)

تقدَّم في الحديث [55] أنه ثقة.

(4)

هو: سعيد العلاف المكي، ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(4/ 76)، ونقل عن أبي زرعة الرازي أنه قال:"هو لين الحديث، لا أظنه سمع من ابن عباس". وانظر: "لسان الميزان"(4/ 87).

(5)

ما بين المعقوفين ليس في الأصل، وقد عزاه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(8/ 704) للمصنِّف من طريق مجاهد، وهكذا هو في مصادر التخريج.

(6)

ما بين المعقوفين ليس في الأصل، فأثبتناه من "فتح الباري" نقلًا عن المصنِّف.

[2470]

سنده ضعيف؛ لحال سعيد العلاف.

وعزاه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(8/ 704) للمصنِّف.

وقد أخرجه هناد في "الزهد"(634)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 74)، والخطيب في "الكفاية"(1156)، وأبو موسى المديني في "اللطائف من دقائق المعارف"(589)؛ من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الضرير، عن هشام بن حسان، به.

وأخرجه مسدد في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة المهرة"(3554) - عن عيسى بن يونس، وأبو موسى المديني في "اللطائف من دقائق المعارف"(590) من طريق محاضر بن المورع؛ كلاهما عن الأعمش، عن مجاهد، به.

وأخرجه الخطيب في "الكفاية"(1156)، وأبو موسى في "اللطائف من دقائق المعارف"(589)؛ من طريق محمد بن عبد الله بن عمار، قال: كان أبو معاوية إذا ذهب في حاجة أوصى من يترك عند الأعمش أن يتحفظ عليه ما يمر بعده، قال: فكان يجيء فيسأله عما مر بعده، قال: فجئت يومًا فذكروا لي أنه ذكر عن مجاهد: "من إيجاب المغفرة إطعام المسلم السّغبان"؛ قال: فسألته عنه؟ قال: فقال: أليس أنت حدثتني به عن هشام عن سعيد العلاف، عن مجاهد؟ قال: فقلت له: فحدثني به، فحدثه به. قال ابن عمار: فألقى الأعمش أبا معاوية وهشامًا وسعيدًا، وقال: مجاهد. وفي "التاريخ الكبير" للبخاري (1/ 74) عن ابن معين عن أبي معاوية قصة تدليس الأعمش باختصار.

وانظر: "المؤتلف والمختلف" للدارقطني (2/ 654 - 655).=

ص: 349

المُوجِباتِ

(1)

إطعامَ المؤمنِ [السَّغْبانِ]

(2)

.

[2471]

حدَّثنا سعيدٌ، نا إسماعيلُ بنُ زكريَّا

(3)

، عن عُبيدِ اللهِ بنِ الوليدِ

(4)

، عن أبي جعفرٍ

(5)

؛ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ الأَعْمَالِ

= ولكن ثبت نحوه عن مجاهد بلفظ آخر؛ فأخرجه الفريابي - كما في "تغليق التعليق"(4/ 368) - وابن جرير الطبري في "تفسيره"(24/ 425)؛ من طريق ورقاء بن عمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد؛ في قوله:{ذِي مَسْغَبَةٍ} ؛ قال: جوع.

وهو في "تفسير مجاهد"(2016) من طريق آدم، عن ورقاء، به. وفي "تفسير ابن وهب"(48) عن مسلم بن خالد، عن ابن أبي نجيح، به، ولفظهما:"ذي مجاعة".

وعلقه البخاري في "صحيحه"(6/ 169) عن مجاهد بصيغة الجزم. ولفظه: "مجاعة".

(1)

أي: موجبات المغفرة؛ كما صرح به في بعض مصادر التخريج.

(2)

في الأصل: "الشغبان"، والتصويب من "فتح الباري" ومصادر التخريج.

(3)

تقدَّم في الحديث [81] أنه صدوق.

(4)

هو: عبيد الله بن الوليد الوصافي، أبو إسماعيل الكوفي، وهو ضعيف جدًّا؛ ضعفه يحيى بن معين وابن المديني وأبو زرعة وأبو حاتم، وقال أحمد:"ليس بمحكم الحديث"، وقال عمرو بن علي الفلاس والنسائي:"متروك الحديث".

وقال العقيلي: "في حديثه مناكير، لا يتابع على كثير من حديثه". وقال ابن عدي: "ضعيف جدًّا، يتبين ضعفه على حديثه".

انظر: "التاريخ الكبير (5/ 402)، و"الضعفاء الكبير" للعقيلي (3/ 128) و "الجرح والتعديل" (5/ 336)، و "المجروحين" لابن حبان (2/ 63)، و"الكامل" لابن عدي (4/ 322)، و"تهذيب الكمال" (19/ 173 - 176).

(5)

هو: محمد بن علي بن الحسين الباقر، تقدم في الحديث [262] أنه ثقة فاضل.

[2471]

سنده ضعيف جدًّا لإرساله؛ ولما تقدم عن حال عبيد الله بن الوليد الوُصافي.

وله شواهد من حديث جابر، وأبي هريرة، وعمر بن الخطاب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم، وشاهد آخر من حديث الحكم بن عمير، ولا تثبت له صحبة.=

ص: 350

ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ: إِشْبَاعُ جَوْعَةِ الْمُؤْمِنِ، وَقَضَاءُ دَيْنِهِ، وَتَنْفِيسُ كُرْبَتِهِ".

= أما حديث جابر رضي الله عنه:

فأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده"(912/ بغية الباحث)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق"(2/ 439)، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب"(1163)، من طريق يحيى بن هاشم السمسار، عن سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من موجبات المغفرة: إدخالك السرور على أخيك المسلم، وإشباع جوعته، وتنفيس كربته".

ويحيى بن هاشم السمسار كذّبه ابن معين وغيره، وقال النسائي وغيره:"متروك". انظر: "لسان الميزان"(6/ 279).

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(7274) من طريق الحسين بن علي الجعفي، عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"من أفضل العمل إدخال السرور على المؤمن، يقضي عنه دينًا، يقضي له حاجة، ينفس عنه كربة".

هكذا جعله حسين الجعفي مرفوعًا مرسلًا، وهو غلط؛ فقد أخرجه الدينوري في "المجالسة"(1180) من طريق علي بن المديني، وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 149) من طريق الحسين بن الجنيد، وأبو عثمان البحيري في "فوائده"(20) من طريق عبد الرحمن بن بشر؛ جميعهم (ابن المديني، وابن الجنيد، وابن بشر) عن ابن عيينة، عن محمد بن المنكدر؛ أنه قال: إن من موجبات المغفرة إطعام المسكين السغبان.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(36421)، وأحمد في "العلل"(181) عن سفيان، قال: بلغني عن ابن المنكدر قيل له: أي العمل أحب إليك؟ قال: إدخال السرور على المؤمن. هذا لفظ أحمد، وعند ابن أبي شيبة:"قالوا لابن المنكدر" بدل: "بلغني عن ابن المنكدر"، وزاد: قالوا: فما بقي مما تستلذ؟ قال: الإفضال على الإخوان.

وبنحو سياق ابن أبي شيبة أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ"(1/ 366) عن إبراهيم بن محمد، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على الزهد"(2139) عن سفيان بن وكيع؛ كلاهما عن ابن عيينة.

وهكذا رواه البغوي في "الجعديات"(1678)، وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 149)، وابن عساكر (56/ 54)، من طريق إسحاق بن إبراهيم المروزي، =

ص: 351

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عن سفيان، عن رجل، عن ابن المنكدر؛ بمثل سياق ابن أبي شيبة.

وهكذا رواه علي بن حرب الطائي في "حديث سفيان بن عيينة"(142) عن سفيان، عن رجل، عن ابن المنكدر.

فكل هذا يدل على نكارة المرفوع من طريق ابن المنكدر.

وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

فأخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج"(112)، وفي "اصطناع المعروف"(172)، والطبراني في "مكارم الأخلاق"(91)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(7273)، من طريق أبي اليقظان عمار بن محمد ابن أخت الثوري، عن محمد بن عمرو بن علقمة الليثي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة؛ قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: "أن تدخل على أخيك المؤمن المسلم سرورًا، أو تقضي له دينًا، أو تطعمه خبرًا".

وضعفه البيهقي قائلًا: "عمار بن محمد فيه نظر".

وأما حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5/ 202 رقم 5081) من طريق محمد بن بشير الكندي، عن علي بن هاشم، عن كثير بن إسماعيل النواء، عن أبي مريم الأنصاري - وكان ابن خمسين ومئة سنة -: سمعت عمر بن الخطاب قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الاعمال أفضل؟ قال: "إدخالك السرور على مؤمن؛ أشبعت جوعته، أو كسوت عريه، أو قضيت له حاجة".

وقال الطبراني: "لا يروي هذا الحديث عن كثير النواء إلا علي بن هاشم؛ تفرد به محمد بن بشير، ولا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد".

وسنده ضعيف جدًّا؛ فيه محمد بن بشير بن مروان الكندي الواعظ، قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (3/ 491 رقم 7274):"قال ابن معين: ليس بثقة، وقال الدارقطني: ليس بالقوي في حديثه".

وفي سنده أيضًا كثير بن إسماعيل النوَّاء، وقد ضعفه أبو حاتم والنسائي، وقال السعدي:"زائغ"، وقال ابن عدي:"مفرط في التشيع"، وقال الذهبي:"شيعي جلد". انظر: "ميزان الاعتدال"(3/ 402 رقم 6930). وفي سنده أيضًا أبو مريم الأنصاري الراوي عن عمر رضي الله عنه، ولم نجد من ترجم له، سوى أن البخاري قال في "الكنى" (634):"أبو مريم: عن عمر، روى عنه ثور، عن زياد بن أبي سودة، عن أبي مريم"، ونحوه عند الذهبي في "المقتنى"(5699). =

ص: 352

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأما حديث ابن عباس رضي الله عنهما:

فأخرجه الحاكم في "المستدرك"(4/ 269 - 270) من طريق محمد بن معاوية بن أعين، ثنا مصادف - وأثنى عليه خيرًا - عن محمد بن كعب، عن ابن عباس رضي الله عنهما: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إن لكل شيء شرفًا، وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة

" الحديث، وفيه: وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال إلى الله تعالى؟ فقال: "من أدخل على مؤمن سرورًا؛ إما أن أطعمه من جوع، وإما قضى عنه دينًا، وإما ينفس عنه كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كرب الآخرة

".

ومحمد بن معاوية بن أعين متروك، كما في "التقريب"، وشيخه مصادف مجهول؛ كما في "الجرح والتعديل"(8/ 441 رقم 2013)، وانظر:"ميزان الاعتدال"(4/ 118 رقم 8554).

وأخرج أبو يعلى في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة"(5176) - والمعافى في "الجليس الصالح"(ص 172 و 277)، والدينوري في "المجالسة"(3543)، وأبو الغنائم النرسي في "ثواب قضاء الحوائج"(15)؛ من طريق عبد الصمد بن سليمان، عن سكين بن أبي سراج، قال: حدثنا عبد الله بن دينار، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! أي الناس أحب إليك؟ قال: "أنفعهم للناس، وإن من أحب الأعمال إلى الله تعالى سرورًا يدخل على مسلم، أو يكشف عن كربه، أو يسد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف شهرين في المسجد، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه لأمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضًا، ومن مشى مع أخ له في حاجة حتى يثبتها ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام، وسوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل". وهذا لفظ المعافى. وسيأتي أن آفته سكين بن أبي سراج، وقد اختلف عليه؛ فروي عنه بجعله من مسند ابن عمر؛ كما في الطريق التالي.

وأما حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:

فأخرجه الطبراني في "الكبير"(12/ 13646)، وفي "الأوسط"(6/ 6026)، وفي "الصغير"(2/ 861)، وأبو الشيخ في "التنبيه والتوبيخ"(88)، من طريق عبد الرحمن بن قيس الضَّبِّي، عن سكين بن أبي سراج، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، مرفوعًا؛ وفيه: "

وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على =

ص: 353

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تطرد عنه جوعًا، أو تقضي عنه دينًا

".

وأخرجه المعافى بن زكريا في "الجليس الصالح"(ص 178)، وأبو الحسن القدوري في "جزء من حديثه"(12)، و الدامغاني في "الأحاديث والحكايات"(1/ 110/ 1) - كما في "سلسلة الأحاديث الضعيفة"(3709) - جميعهم من طريق محمد بن عرعرة، عن سكين، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، به، هكذا بجعله عن عبد الله بن دينار بدل عمرو بن دينار، وتقدم في الطريق السابق أن عبد الصمد بن سليمان رواه عن سكين، عن عبد الله بن دينار، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس.

وهذا الاختلاف من سكين بن أبي سراج نفسه فيما يظهر، وهو آفة الحديث؛ فقد قال عنه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 360):"شيخ يروي الموضوعات عَن الْأثبات والملزقات عَن الثقات".

وثَمَّة اختلاف على عبد الله بن دينار أيضًا:

فأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(6/ 348) من طريق موسى بن محمد الموقري، والرافعي في "التدوين في تاريخ قزوين"(2/ 308) من طريق عبد الحميد بن بحر البصري؛ كلاهما (موسى الموقري، وعبدالحميد بن بحر) عن مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: قيل: يا رسول الله، أي العباد أحب إلى الله؟ قال:"أنفع الناس للناس"، قيل: فأي العمل أفضل؟ قال: "إدخال السرور على قلب المؤمن"، قيل: وما سرور المؤمن؟ قال: "إشباع جوعته، وتنفيس كربته، وقضاء دينه

". وتصحف الإسناد في "الحلية". إلى: "مالك بن عبد الله بن دينار".

قال أبو نعيم: "غريب من حديث مالك".

وهذا إسناد مكذوب؛ فالموقري الراوي عن الإمام مالك هو: موسى بن محمد بن عطاء، أبو الطاهر المقدسي، وقد كذبه أبو زرعة وأبو حاتم وموسى بن سهل الرملي. انظر:"الجرح والتعديل"(8/ 161 رقم 715).

ومتابعة عبد الحميد بن بحر البصري لا تنفعه؛ فقد اتهمه ابن حبان وابن عدي بأنه كان يسرق الحديث. انظر: "المجروحين"(2/ 142)، و "الكامل"(7/ 11)، و"لسان الميزان"(5/ 69).

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج"(36)، وفي "اصطناع المعروف"(92)؛ من طريق محمد بن يزيد، عن بكر بن خنيس، عن عبد الله بن دينار،=

ص: 354

[2472]

حدَّثنا سعيدٌ، نا إسماعيلُ بنُ زكريَّا، عن ابن أبي خالدٍ

(1)

، عن سعدٍ الطائيِّ

(2)

قال: أُخبِرْتُ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:

= عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه: "

وإن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن؛ تكشف عنه كربًا، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا

".

وأخرجه ابن عساكر (41/ 293) من طريق إبراهيم بن عبد الحميد الجرشي، عن بكر بن خنيس، عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر، به.

وفي سنده بكر بن خنيس، وهو صدوق له أغلاط؛ كما في "التقريب"، وقال الذهبي في "الكاشف":"واهٍ".

وأما حديث الحكم بن عمير:

فأخرجه الطبراني في "الكبير"(3/ 3187) من طريق سليمان بن سلمة الخبائري، ثنا بقية، عن عيسى بن إبراهيم، عن موسى بن أبي حبيب، عن عمه الحكم بن عمير، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أحب الأعمال إلى الله عز وجل من أطعم مسكينًا من جوع، أو دفع عنه مغرمًا، أو كشف عنه كربًا".

وهو حديث تالف؛ في سنده سليمان بن سلمة الخبائري أبو أيوب الحمصي، قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (2/ 209 رقم 3472):"وقال ابن الجنيد: كان يكذب، ولا أحدث عنه بعد هذا".

ولا تصح للحكم بن عمير صحبة، ولا يثبت له حديث؛ قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/ 125 رقم 568):"الحكم بن عمير: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم - لا يذكر السماع ولا لقاه - أحاديث منكرة من رواية ابن أخيه موسى بن أبي حبيب، وهو شيخ ضعيف الحديث، ويروي عن موسى بن أبي حبيب: عيسى بن إبراهيم، وهو ذاهب الحديث؛ سمعت أبي يقول ذلك".

(1)

في الأصل انتقل نظر الناسخ إلى الحديث السابق، فكتب هنا:"حدثنا سعيد، نا إسماعيل بن زكريا، عن عبيد الله بن الوليد أبي خالد"، ثم ضرب على قوله:"عبيد الله" و"الوليد"، وكأن الضرب امتدّ إلى كلمة "بن"، والظاهر أنه أراد إبقاءها لتكون الرواية عن "ابن أبي خالد"؛ وهو إسماعيل الراوي لهذا الحديث عن سعد الطائي؛ كما سيأتي في التخريج.

(2)

تقدَّم في الحديث [1873] أنه لا بأس به.

[2472]

سنده ضعيف؛ لإرساله، وقد خالف إسماعيل بن أبي خالد أبو خيثمة زهير بن معاوية، فرواه عن سعد الطائي، عن عطية بن سعد العوفي، عن أبي =

ص: 355

"مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِنًا جَائِعًا أَطْعَمَهُ اللهُ مِنْ ثِمَارِ الجَنَّةِ، وَمَنْ كَسَا مُؤْمِنًا عَارِيًا أَلْبَسَهُ اللهُ مِنْ خُضْرِ الجَنَّةِ، وَمَنْ سَقَى مُؤْمِنًا عَلَى ظَمَأٍ سَقَاهُ اللهُ مِنْ الرَّحِيقِ المَخْتُومِ".

= سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مع خلاف على زهير في رفعه ووقفه كما سيأتي. وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 309) لأحمد وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري، مختصرًا، مقتصرًا على الفقرة الأخيرة.

وقد أخرجه ابن أبي شيبة (35358)، وهناد في "الزهد"(658)؛ عن عبدة بن سليمان، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.

ورواه زهير بن معاوية أبو خيثمة، عن سعد الطائي، واختلف عليه: فأخرجه أحمد (3/ 13 - 14 رقم 11101)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق"(359 - ط. الرشد)، وابن مردويه في "ثلاثة مجالس من أماليه"(37)؛ من طريق الحسن بن موسى الأشيب، عن أبي خيثمة زهير بن معاوية، عن سعد الطائي، عن عطية بن سعد العوفي، عن أبي سعيد الخدري، أراه قد رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(3098) من طريق عثمان بن سعيد، عن زهير بن معاوية، عن سعد الطائي، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد، وعن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

، ولم يشك في رفعه.

وأخرجه البيهقي أيضًا (3099) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، عن زهير بن معاوية، عن سعد الطائي، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد، به، موقوفًا، ولم يرفعه.

وأخرجه يحيى بن سلام في "تفسيره" - كما في "تفسير ابن أبي زمنين"(5/ 135) - والترمذي (2449)، وابن أبي الدنيا في "الإخوان"(220)، وفي "قضاء الحوائج"(31)، وفي "اصطناع المعروف"(84)، وأبو يعلى (1111)، والطبراني في "مكارم الأخلاق"(192)، والقطيعي في "جزء الألف دينار"(263)، وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال"(370 و 371)، وابن بشران في "أماليه"(1497)؛ من طريق أبي الجارود زياد بن المنذر، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم.=

ص: 356

[2473]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا عبدُ اللهِ بنُ المباركِ وإسماعيل بن زكريا، عن جُوَيبر

(1)

، عن الضَّحَّاك

(2)

؛ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَضِفْ فِي طَعَامِكَ مَنْ تُحِبُّ فِي اللهِ".

= ووقع عند ابن سلام وأبي يعلى والطبراني والقطيعي وابن شاهين وابن بشران: "عن الجارود" بدلًا من: "عن أبي الجارود".

وأبو الجارود زياد بن المنذر هذا تقدم في الحديث [1162] أنه كذاب.

وقال الترمذي: "هذا حديث غريب، وقد روي هذا عن عطية، عن أبي سعيد موقوفًا، وهو أصح عندي وأشبه".

وقال أبو حاتم الرازي كما في "كتاب العلل" لابنه (2007): "الصحيح موقوف، الحفاظ لا يرفعونه".

وتقدم أن هاشم بن القاسم رواه عن زهير بن معاوية، عن سعد الطائي، عن عطية، عن أبي سعيد موقوفًا.

وأخرجه أبو داود (1682) من طريق يزيد بن عبد الرحمن أبي خالد الدالاني، عن نبيح بن عبد الله العنزي، عن أبي سعيد الخدري، مرفوعًا. وأبو خالد الدالاني قال عنه الحافظ في "التقريب":"صدوق يخطئ كثيرًا، وكان يدلس".

وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(8/ 134)، و "أخبار أصبهان"(2/ 267) من طريق عمارة بن جوين أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، مرفوعًا، مختصرًا. وعمارة بن جوين متروك كما في "التقريب".

وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (4554).

(1)

هو: ابن سعيد الأزدي، تقدم في الحديث [93] أنه ضعيف جدًّا.

(2)

هو: ابن مزاحم، تقدم في الحديث [39] أنه صدوق كثير الإرسال.

[2473]

سنده ضعيف جدًّا؛ لحال جويبر ولإرساله. وسيكرره المصنِّف برقم [2771/ الزهد].

وقد أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(366).

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان"(197) عن خالد بن مرداس، عن ابن المبارك وحده، به.

وأخرجه هناد في "الزهد"(639) عن أبي معاوية، عن جوبير، به.

ص: 357

[2474]

حدَّثنا سعيدٌ، نا عبدُ اللهِ بنُ المباركِ، عن [حَيْوَةَ]

(1)

بنِ شُريحٍ، عن سالمِ بنِ غَيْلانَ

(2)

، عن الوليدِ بنِ قيسٍ

(3)

، عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ - أو قال: عن أبي الهَيْثَمِ

(4)

، عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ - قال:

(1)

في الأصل: "جبير"، وسيأتي على الصواب في الحديث [2770].

وحيوة بن شريح تقدم في الحديث [1728] أنه ثقة ثبت فقيه زاهد.

(2)

هو: التُّجِيبي المِصْري: لا بأس به؛ كما قال أحمد، وأبو داود، والنسائي، ووثقه ابن بكير والعجلي، وذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات، توفي سنة 151 على الأصح.

وأما ما ورد عن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(4/ 134)، وابن حزم في "المحلى"(11/ 267)؛ أنه مجهول فالقاعدة أن من علم حجة على من لم يعلم.

وقول الدارقطني فيه: "متروك"، مخالف لمن تقدّمه، وفيهم الإمام أحمد ومنزلته معروفة في هذا الفن، وفيهم النسائي وهو متشدد في الرجال، وأبو حاتم الرازي مع معرفته بالرجال لم يظهر له فيه جرح، وإنما يقدّم الجرح على التعديل إذا كان الجرح مفسَّرًا مُبَيَّن السبب.

انظر: "الجرح والتعديل"(4/ 187)، و"تهذيب الكمال"(10/ 168)، و "الإكمال" لمغلطاي (5/ 196).

(3)

هو: الوليد بن قيس بن الأخرم التُّجِيبي المِصْري: لا بأس به؛ روى عن أبي سعيد الخدري، وروى عنه ابنه عبد الله، وبشير بن أبي عَمْرو الخولاني، وسالم بن غيلان التجيبي، ويزيد بن أبي حَبيب، وقال ابن يونس:"كان أبوه شهد فتح مصر، وكان الوليد قديمًا، يُقال: مات في خلافة عمر بن عبد العزيز"، وقال العجلي:"تابعي ثقة"، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وحسّن له الترمذي، والطوسي، وأخرج له ابن حبان، والحاكم.

انظر: "الثقات" للعجلي (1946)، و"الثقات" لابن حبان (5/ 491)، و "تهذيب الكمال"(31/ 68)، و "الإكمال" لمغلطاي (12/ 246).

(4)

هو: سليمان بن عمرو العتواري المصري، تقدم في الحديث [1010] أنه ثقة.

[2474]

إسناده حسن، والشك في سنده لا يضر؛ فالوليد بن قيس سمع من أبي سعيد، وورد تصريحه بالسماع في رواية الإمام أحمد وغيره، وعلى فرض =

ص: 358

قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَصْحَبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ".

= أن الواسطة بينهما هو أبو الهيثم، فهو ثقة كما تقدم، وقد حسنه الترمذي (2395) فقال:"هذا حديث حسن، لا نعرفه إلا من هذا الوجه"، وصححه ابن حبان - كما سيأتي - وقال الحاكم (4/ 128):"صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وحسنه البغوي في "شرح السنة"(3848)، وابن مفلح في "الآداب"(3/ 527)، وقال النووي في "رياض الصالحين" (237):"إسناده لا بأس به".

وعزاه السيوطي في "الجامع الكبير"(18207) للمصنِّف، وابن المبارك، والطيالسى، وأحمد، والدارمي، وأبي داود، والترمذي، وأبي يعلى، وابن حبان، والحاكم، والبيهقي في "شعب الإيمان".

وأخرجه الخطابي في "العزلة"(ص 142/ السواس) من طريق المصنِّف، ولكنه لم يذكر الشك في أبي الهيثم.

والحديث أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(364) برواية المروزي - من طريقه ابن عساكر في "ذم قرناء السوء"(46)، والمزي في "تهذيب الكمال"(10/ 168) - وصرَّح بأن الشك من سالم.

وأخرجه أبو داود (4834) عن عمرو بن عون، والترمذي (2395) - ومن طريقه الكلاباذي في "بحر الفوائد"(243) - عن سويد بن نصر، وابن أبي الدنيا في "الإخوان"(41) عن خالد بن خداش، وابن حبان (554) من طريق حبان بن موسى، و (555) من طريق محمد بن الصباح الدولابي، جميعهم (ابن عون، وسويد، وابن خداش، وحبان، والدولا بي) عن ابن المبارك، به. ولم يقع الشك في روايتي ابن حبان.

وأخرجه الطيالسي (2327) - ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(8938) - عن ابن المبارك، عن حيوة بن شريح، عن رجل سماه، عن أبي سعيد. فلعله أبهمه للشك المذكور في سنده.

وأخرجه ابن حبان أيضًا (560) من طريق عبد الله بن وهب، عن حيوة، به، بلا شك.

وأخرجه أحمد (3/ 38 رقم 11337)، والدارمي (2101)، وأبو يعلى (1315) عن زهير، والحاكم (4/ 128) من طريق خشنام بن الصديق؛ جميعهم =

ص: 359

[2475]

حدَّثنا

(1)

سعيدٌ، نا أبو مَعْشَرٍ

(2)

، عن شُرَحْبِيلَ

(3)

؛ في قولِهِ: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14)} ؛ قال: يومٍ ذي مَجَاعةٍ.

= (أحمد، والدارمي، وزهير، وخشنام) عن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن حيوة، به، بالشك.

ورواه البيهقي في "الشعب"(8937)، وفي "الآداب"(235) من طريق إبراهيم بن منقذ المصري، عن المقرئ، عن حيوة، عن سالم، عن دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، به. زاد في "الآداب":"أو عن الوليد بن قيس عن أبي سعيد".

وزيادة أبي السمح في السند شاذة، ويظهر أن إبراهيم بن منقذ سلك الجادة في الرواية عن أبي الهيثم.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3136) - وعنه أبو نعيم في "الأربعين الصوفية"(32) - من طريق عبد الله بن يوسف، نا ابن لهيعة، نا سالم بن غيلان، عن الوليد بن قيس، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، به.

وأخرجه أحمد بن منيع - كما في "إتحاف الخيرة المهرة"(4/ 288) - عن الحسن بن موسى، عن ابن لهيعة، ثنا حيوة بن شريح، عن سالم بن غيلان، عن أبي سعيد.

وابن يوسف من قدماء الرواة عن ابن لهيعة، وفي روايته تصريح ابن لهيعة بالتحديث عن سالم، وهو من شيوخه، كما في "الجرح والتعديل"(4/ 187)، ووافق بذلك رواية الآخرين. وأما رواية ابن منيع - إن كان النقل عنه سليمًا - فهي من أوهام ابن لهيعة التي خالف فيها.

فائدة: ذكر ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق"(3/ 462)، وابن كثير في "تفسيره" (3/ 41): أن الحديث محمول على الندب والاستحباب.

(1)

هذا الحديث هو آخر الأحاديث في تفسير هذه السورة، قدمناه على الأحاديث الثلاثة بعده مراعاة لترتيب الآيات.

(2)

هو: نجيح بن عبد الرحمن السندي، تقدَّم في الحديث [176] أنه ضعيف.

(3)

هو: ابن سعد، أبو سعد الخطمي المدني مولى الأنصار، تقدم في الحديث [2393] أنه ضعيف يعتبر به، ولكن هذا الأثر من قوله هو.

[2475]

سنده ضعيف؛ لحال أبي معشر.

ص: 360

[قولُهُ تعالى: {أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16)}]

[2476]

حدَّثنا سعيدٌ، نا إسماعيلُ بنُ زكريَّا

(1)

، عن جُوَيبرٍ

(2)

، عن الضَّحَّاكِ

(3)

؛ قال: ما تقرَّبَ العبادُ إلى اللهِ عز وجل بشيءٍ بعدَ أداءِ الفرائضِ أفضلَ من إطعامِ مِسْكينٍ.

[2477]

حدَّثنا سعيدٌ، نا سُفْيانُ، عن أبي أُميَّةَ

(4)

، عن مجاهدٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ؛ في قولِهِ:{أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ} قال: هو الذي ليس

(1)

تقدم في الحديث [81] أنه صدوق.

(2)

هو: ابن سعيد الأزدي، تقدم في الحديث [93] أنه ضعيف جدًّا.

(3)

هو: ابن مزاحم الهلالي، تقدم في الحديث [2] أنه ضعيف كثير الإرسال، وأنه لم يثبت سماعه عن أحد من الصحابة فيما قيل.

[2476]

سنده ضعيف جدًّا؛ لحال جويبر.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 452) لابن أبي شيبة.

وقد أخرجه ابن أبي شيبة (13337) عن أبي معاوية محمد بن خازم، وهناد في "الزهد"(649) عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي؛ كلاهما عن جويبر، به، ولفظ ابن أبي شيبة:"ما عمل الناس بعد الفريضة أحب إليّ من إطعام مسكين".

وأخرجه الحسين المروزي في زياداته على "البر والصلة"(335) عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، عن جويبر، عن الضحاك بن مزاحم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلًا، بلفظ:"ما تقرب العبد إلى الله بشيء بعد أداء الفرائض أحب إليه من إطعام مسكين". ولعل الاختلاف من جويبر نفسه، والله أعلم.

(4)

هو: عبد الكريم بن أبي المخارق، تقدم في الحديث [28] أنه ضعيف.

[2477]

سنده فيه أبو أمية عبد الكريم بن أبي المخارق البصري، وهو ضعيف، لكنه لم ينفرد به - كما سيأتي - فالحديث صحيح، وقد صححه الحاكم فقال:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"، وعلّقه البخاري في "صحيحه"(8/ 703 - فتح الباري) مجزومًا به عن مجاهد.

وعزاه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(8/ 704) للمصنِّف.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 450) للمصنِّف والفريابي وعَبد بن =

ص: 361

بينه وبين التُّرابِ شيءٌ.

= حُميد وَابن جَرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم؛ عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ في قوله: {أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16)} ؛ قال: هو المطروح الذي ليس له بيت.

وفي لفطٍ للحاكم: هو التَّرِب الذي لا يقيه من التراب شيء. وفي لفظ: هو اللازق بالتراب من شدة الفقر.

وأخرجه علي بن حرب الطائي في "حديثه عن ابن عيينة"(1/ 5/ أ) - ومن طريقه ابن حجر في "تغليق التعليق"(4/ 368 - 369) - عن سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد، به.

هكذا جاء التصريح في جزء ابن حرب وعند ابن حجر بأن عبد الكريم هو الجزري، وهو ثقة؛ ولذلك قال ابن حجر:"إسناده صحيح". ولكن جاء عند المصنَّف هنا أن شيخ سفيان هو أبو أمية، وهو عبد الكريم بن أبي المخارق البصري الضعيف، وهو والجزري كلاهما من شيوخ سفيان بن عيينة، وكلاهما يروي عن مجاهد أيضًا، ويُمكن أن يقال: إن لسفيان فيه إسنادين، ولكن مع ضيق مخرجه واتحاد سنده وتشابه الاسمين يُخشى أن تكون نسبة "الجزري" ممن دون سفيان، وابن أبي المخارق هو الذي تكثر الرواية عنه عند المصنِّف بالإسناد نفسه في التفسير [28 و 610 و 792]، وانظر أيضا [47 و 838]، ولم تسبق رواية من هذه الطريق للجزري الثقة، والله أعلم.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(24/ 426 و 427) من طريق مغيرة بن مقسم، و (24/ 427 - 428) من طريق منصور بن المعتمر، و (24/ 428) من طريق عثمان بن المغيرة الثقفي؛ جميعهم (المغيرة، ومنصور، وعثمان) عن مجاهد، عن ابن عباس، بمعناه. وسنده صحيح من طريق منصور وعثمان.

ورواه حصين بن عبد الرحمن السلمي عن مجاهد، واختُلف عليه:

فأخرجه الطبري في "تفسيره"(24/ 427) من طريق شعبة، وعبثر بن القاسم، وهشيم بن بشير، والحاكم (2/ 542) من طريق محمد بن فضيل؛ جميعهم عن حصين، عن مجاهد، عن ابن عباس، بنحوه.

وجاء في "تفسير مجاهد"(ص 338) من رواية ورقاء اليشكري، عن حصين، عن مجاهد، من قوله، ليس فيه ابن عباس.

ورواه سفيان الثوري عن حصين، واختلف عليه:

فأخرجه الطبري (24/ 428) من طريقَي وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، والحاكم (2/ 524) من طريق عبيد الله الأشجعي، جميعهم عن الثوري،=

ص: 362

[2478]

حدَّثنا سعيدٌ، نا خالدُ بنُ عبدِ اللهِ، عن حُصَينٍ

(1)

، عن

= عن حصين، عن مجاهد، عن ابن عباس، بمعناه.

وأخرجه الطبري (24/ 428) عن محمد بن حميد الرازي، حدثنا مهران، عن الثوري، عن حصين، عن مجاهد، موقوفًا عليه بنحوه، ليس فيه ابن عباس.

وهذه رواية منكرة عن الثوري؛ لأن الرازي ضعيف جدًّا؛ رماه غير واحد بالكذب، كما تقدم في الحديث [1420]، ومهران سيِّئ الحفظ، وفي روايته عن الثوري غلط كثير؛ كما قال ابن معين، وضعّف ابن عدي رواية ابن حميد عنه خصوصًا. انظر:"الجرح والتعديل"(8/ 301)، و "الكامل" لابن عدي (6/ 462)، و "تهذيب الكمال"(28/ 595).

فالثابت عن الثوري الرواية التي فيها ابن عباس، كالجماعة السابقين عن حصين.

وروي معناه عن حصين، عن عكرمة، من قوله، وهو الأثر التالي هنا.

وأخرجه الفريابي - كما في "تغليق التعليق"(4/ 368) - والطبري في "تفسيره"(24/ 429) من طريق عبد الله بن أبي نجيح، والطبري (24/ 428) من طريق ليث بن أبي سليم؛ كلاهما عن مجاهد، بنحوه من قوله، ليس فيه ابن عباس.

وهو في "تفسير مجاهد"(ص 338) كذلك من رواية ابن أبي نجيح.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 451) للفريابي وعبد بن حميد، عن مجاهد، مثله.

ويتحصل مما سبق أن الرواية عن مجاهد، عن ابن عباس صحيحة، ولا تعارضها الرواية الموقوفة على مجاهد - كرواية ابن أبي نجيح عنه - لأنه لا يمتنع أن يكون مجاهد فسَّر ذلك دون أن يسنده إلى ابن عباس، والله أعلم.

(1)

هو: ابن عبد الرحمن السُّلَمي، تقدم في الحديث [56] أنه ثقة تغيَّر حفظه في الآخر، لكن خالد بن عبد الله الواسطي - الراوي عنه هنا - هو ممن روى عنه قبل تغيره.

[2478]

سنده صحيح.

وأخرج الطبري في "تفسيره"(24/ 430) من طريق أبي الأحوص، عن حصين، عن عكرمة، أنه قال: هو المحارَف الذي لا مال له.

وهذه الرواية بمعنى ما سبق؛ فالمحارَف هو: المنقوص الحظ الذي لا يثمر له مال، وهو عكس المبارك؛ كما تقدم في التعليق على الحديث [2053].=

ص: 363

عِكْرمةَ؛ قال: هو المُلاصِقُ بالترابِ

(1)

.

* * *

= وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 374) من طريق عبد الكريم بن أبي المخارق، والطبري في "تفسيره"(24/ 429) من طريق جعفر بن برقان؛ كلاهما عن عكرمة، نحو ما عند المصنِّف.

ورواه معمر، واختلف عليه:

فأخرجه الطبري (24/ 429) من طريق محمد بن ثور الصنعاني، عن معمر، عن عكرمة، بنحوه.

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 375) عن معمر، عن رجل، عن عكرمة.

وزيادة الرجل المبهم زيادة ثقة، ومعمر يروي عن عكرمة عادة بواسطة.

(1)

في الأصل بعد هذا الموضع جاء الحديث [2475]، فقدمناه هناك مراعاة لترتيب الآيات.

ص: 364