المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير سورة {ويل للمطففين} - سنن سعيد بن منصور - تكملة التفسير - ط الألوكة - جـ ٨

[سعيد بن منصور]

فهرس الكتاب

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الواقِعَةِ

- ‌تَفسيرُ سورةِ الحَدِيدِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُجَادلةِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الحَشرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُمْتَحَنَةِ(1)

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الصَّفِّ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الجُمُعَةِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُنافِقِيَن

- ‌تَفسيرُ سُورةِ التَّغابُنِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الطَّلاقِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ التَّحرِيمِ

- ‌سُورةُ المُلكِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {ن وَالْقَلَمِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الحاقَّةِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {سَأَلَ سَائِلٌ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ نُوحٍ عليه السلام

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {قُلْ أُوحِيَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُزَّمِّلِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُدَّثِّرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {لَا أُقْسِمُ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالْمُرْسَلَاتِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالنَّازِعَاتِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {عَبَسَ وَتَوَلَّى}

- ‌تفسير {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ "وَالفَجرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {لَا أُقْسِمُ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1)}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالضُّحَى (1)}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {أَلَمْ نَشْرَحْ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1)}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {إِذَا زُلْزِلَتِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالْعَادِيَاتِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {أَلْهَاكُمُ}

- ‌نَفسيرُ سُورةِ الهُمَزَةِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {لإِيلَافِ قُرَيْشٍ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {أَرَأَيْتَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الكَوْثَرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ النَّصْرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {تَبَّتْ}

- ‌تَفسيرُ سورةِ الصَّمَدِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الفَلَقِ

- ‌تفسير {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}

- ‌[بابٌ جامعٌ في علومِ القُرآنِ]

الفصل: ‌تفسير سورة {ويل للمطففين}

‌تَفسيرُ سُورةِ {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}

[قولُهُ تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1)}]

[2417]

حدَّثنا

(1)

سعيدٌ، نا سفيانُ، عن أبي نَصرٍ

(2)

، عن سالمِ أبي الجَعْدِ

(3)

، قال: قال سَلمانُ

(4)

: إنّما الصلاةُ مِكيالٌ؛ فمَن

(1)

قدَّمنا هذا الحديث على الذي بعده مراعاة لترتيب الآيات.

(2)

هو: عبد الله بن عبد الرحمن، أبو نصر الضَّبِّي الكوفي، ثقة؛ وثقه الإمام أحمد، وقال أبو حاتم الرازي:"صالح". انظر: "التاريخ الكبير"(5/ 135 - 136)، و "الجرح والتعديل"(5/ 96)، و "المؤتلف والمختلف" للدارقطني (4/ 2207)، و"تهذيب الكمال"(15/ 231 - 232).

وقد جمع بعض العلماء بين عبد الله بن عبد الرحمن الضبي هذا وعبد الله بن عبد الرحمن بن أسيد الأنصاري الذي يروي عن أنس، وروى عنه خالد بن عبيد، ويظهر أنه غيره، فالضَّبِّي متأخر الطبقة عن الأنصاري. وانظر:"لسان الميزان"(4/ 510 - 511).

(3)

تقدم في الحديث [133] أنه ثقة، يرسل كثيرًا. وذكر ابن المديني أنه لم يلق ابن مسعود ولا عائشة. وذكر أبو زرعة أن روايته عن عثمان وعلي مرسلة. وذكر أبو حاتم أنه لم يدرك عمرو بن عَبَسَةَ وثوبان. وجميع هؤلاء كانت وفاتهم بعد سلمان رضي الله عنه وعنهم، فإنه توفي سنة (33 هـ) فيما يترجح. وتوفي سالم بن أبي الجعد سنة (100 هـ) وقيل قبلها أبو بعدها بيسير. انظر:"تهذيب التهذيب"(3/ 374)، و (4/ 121). وانظر:"جامع التحصيل"(ص 179)، و"تحفة التحصيل"(ص 120).

(4)

هو: الفارسي رضي الله عنه.

[2417]

سنده ضعيف لأن رواية سالم بن أبي الجعد عن سلمان مرسلة - فيما يظهر مما تقدم - ولم نجد من صرح بسماعه منه رضي الله عنه، وقد رُوي هذا المتن عن سلمان رضي الله عنه مرفوعًا - كما سيأتي - ولا يصح.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 289) للمصنِّف وابن أبي شيبة.

وقد أخرجه ابن أبي الدنيا في "التهجد وقيام الليل"(464) عن عبيد الله بن عمر القواريري، والدولابي في "الكنى والأسماء"(1927) عن محمّد بن منصور الجوّاز؛ كلاهما عن سفيان بن عيينة، به.=

ص: 275

أَوْفَى أُوفِيَ له، ومن طَفَّف فقد سَمِعْتم ما قال اللهُ في المُطفِّفينَ.

= وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1192)، وعبد الرزاق (3750)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ"(3/ 154)، والسمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 178)، والبيهقي في "السنن"(2/ 291)، وفي "الشعب"(2881)؛ من طريق سفيان الثوري، وابن أبي شيبة (2993)، والدولابي في "الكنى والأسماء"(1927)؛ من طريق محمّد بن فضيل الضبي؛ كلاهما (الثوري، ومحمّد بن فضيل) عن أبي نصر عبد الله بن عبد الرحمن، به. ووقع في "الزهد" لابن المبارك:"سفيان الثوري، عن رجل، عن سالم بن أبي الجعد".

وعلقه ابن حزم في "المحلى"(2/ 239) عن الثوري.

وأخرجه وكيع في "أخبار القضاة"(3/ 519)، وابن عبد البر في "الاستذكار"(1/ 278 رقم 575)، والضياء المقدسي في "المنتقى من مسموعات مرو"(838)؛ من طريق عبد الله بن شبرمة، عن سالم بن أبي الجعد، به.

وقد روي عن سلمان مرفوعًا؛ فأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(48/ 24 - 25) من طريق محمّد بن المصفى، عن عيسى بن يزيد الأعرج، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن سلمان الفارسي، به، مرفوعًا.

وإسناده ضعيف؛ انفرد به عيسى بن يزيد الأعرج، وحديثه ليس بالقائم. انظر:"معجم البلدان"(1/ 270)، و"ميزان الاعتدال"(3/ 328)، و"لسان الميزان"(6/ 290).

وروى ابن عساكر في الموضع السابق من "تاريخ دمشق" بسنده إلى أبي أحمد الحاكم؛ قال: "أبو عبد الرحمن عيسى بن يزيد الأعرج الأنطرطوسي الشامي، عن الأوزاعي، وأرطاة بن المنذر، حديثه ليس بالقائم، روى عنه محمّد بن المصفى، وعبد الواحد بن الضحاك

"، ثم ذكر حديث: "الصلاة كيل"، ثم قال: "هذا حديث منكر، وبين حسان وسلمان مفاوز تنقطع فيها أعناق الإبل".

وأخرجه ابن عدي في "الكامل"(5/ 371) من طريق عصمة بن محمّد الأنصاري، والبيهقي في "الشعب"(2882)، والديلمي - كما في "السلسلة الضعيفة"(3809) - من طريق محمّد بن الحارث مولى بني هاشم، عن يحيى بن منبه؛ كلاهما (عصمة بن محمد، ويحيى بن منبه) عن موسى بن عقبة، عن كريب، عن ابن عبّاس؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصلاة ميزان، من أوفى استوفى".

وعصمة بن محمد بن فضالة بن عبيد الأنصاري قال عنه ابن معين: "كذاب يضع الحديث"، وقال في رواية أخرى: "كان كذابًا يروي أحاديث كذبًا،=

ص: 276

[قُولُهُ تعالى: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7)

} إلى قولهِ تعالى: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18)} ]

[2418]

حدَّثنا سعيدٌ

(1)

، نا عَتّابُ بنُ بشيرٍ

(2)

، عن خُصَيْفٍ

(3)

؛ قال: انطلقتُ أنا ومجاهدٌ وذَرٌّ

(4)

إلى محمّدِ بنِ كعبٍ القُرظيِّ، فسألَهُ

(5)

= قد رأيته، وكان شيخًا له هيبة ومنظر، من أكذب الناس". وقال العقيلي:"يحدِّث بالبواطيل عن الثقات، ليس ممن يكتب حديثه إلا على جهة الاعتبار". وقال ابن عدي: "وكل حديثه غير محفوظ، وهو منكر الحديث"، وقال الدارقطني:"متروك". انظر: "الضعفاء" للعقيلي (3/ 340)، و "الكامل" لابن عدي (5/ 372)، و"تاريخ بغداد"(2/ 286).

ومحمّد بن الحارث، ويحيى بن منبه، لم نقف لهما على ترجمة، وقال الشيخ الألباني في الموضع السابق من "السلسلة الضعيفة":"لم أعرفهما". وقال ابن طاهر في "ذخيرة الحفاظ"(3/ 1551): "وهذا منكر، غير محفوظ عن موسى".

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1190) - ومن طريقه القضاعي في "مسند الشهاب"(1383) - عن إسماعيل بن عياش، عن تمام بن نجيح الدمشقي، عن الحسن؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن مثل الصلاة المكتوبة كالميزان؛ من أوفى استوفى". وسنده ضعيف جدًّا؛ لإرساله، وتمام بن نجيح ضعيف جدًّا؛ قال أبو حاتم الرازي في "الجرح والتعديل" لابنه (2/ 445):"منكر الحديث، ذاهب"، وقال ابن حبان في "المجروحين" (1/ 204):"منكر الحديث جدًّا؛ يروي أشياء موضوعة عن الثقات، كأنه المتعمد لها".

(1)

هذا الحديث في الأصل متقدم على الحديث السابق فأخّرناه هنا مراعاة لترتيب الآيات.

(2)

تقدم في الحديث [204] أنه لا بأس به؛ إلا في روايته عن خُصيف فإنها منكرة، وقد توبع عن خصيف كما سيأتي.

(3)

هو: ابن عبد الرحمن الجزري، تقدم في الحديث [204] أنه صدوق سيئ الحفظ، رمي بالإرجاء.

(4)

هو: ابن عبد الله بن زرارة، المُرْهَبِي الهَمْداني، تقدم في الحديث [1885] أنه ثقة.

(5)

يعني: سأل ذرٌّ محمدَ بن كعب؛ كما في "القضاء والقدر"، للبيهقي؛ وقد رواه من طريق المصنِّف، ولفظه:"فَسَأَلَهُ ذَرٌ".

[2418]

سنده ضعيف؛ لما تقدم عن حال خُصيف، وأما عتَّاب بن بشير فقد توبع.=

ص: 277

عن قولِهِ: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7)} ؟ فقال: قد رَقَمَ اللهُ عليهم ما هم عاملون، في سِجِّينٍ؛ فهو أسفلُ، والفُجَّارُ منتهون إلى ما قد

= وقوله: "وجدت في القرآن

" صحيح عن محمّد بن كعب القرظي، كما سيأتي.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 293 - 294) للمصنِّف وابن المنذر، دون قوله: "وقال القرظي: وجدت في القرآن

".

وقد أخرجه البيهقي في "القضاء والقدر"(445) من طريق المصنِّف.

وأخرجه الفريابي في "القدر"(226) عن سويد بن سعيد، عن عتّاب، به، نحوه، دون ذكر ذر.

وأخرجه اللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة"(985) من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن خُصيف، قال: سأل مجاهدٌ محمّد بن كعب القرظيَّ، وأنا معه:{إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ}

، به، نحوه، دون قوله: "وجدت في القرآن

".

وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة"(919) من طريق محمّد بن سلمة، والفريابي في "القدر"(409)، وابن جرير في "تفسيره"(22/ 162) من طريق عبد الواحد بن زياد العبدي؛ كلاهما عن خُصيف، قال: سمعت محمّد بن كعب القرظي يقول: لَمَّا تكَلَّمَ النَّاسُ في القدرِ، نظرتُ، فإذا هذه الآيةُ أنزلتْ فيهم: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47)

} إلى قَوْلِهِ: {خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} .

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 260) عن داود بن قيس الصنعاني، قال: سمعت محمّد بن كعب القرظي، قال: "كنت أقرأ هذه الآية فلا أدري ما عنى بها، حتى سقطت عليها: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47)

} إلى: {كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} ؛ فإذا هم المكذبون بالقدر".

وفي سنده داود بن قيس الصنعاني، روى عنه ابنه سليمان بن داود، وعبد الرزاق، وغيرهما، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 240)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 423)؛ ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 288)، وقال في "مشاهير علماء الأمصار" (ص 192):"من خيار أهل اليمن ومتقنيهم، ممن أخذ عن وهب بن منبه الهدي في العبادة"، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول. وانظر: "تهذيب الكمال"(8/ 442)، و "تهذيب التهذيب"(1/ 570).=

ص: 278

رَقَمَ اللهُ عليهم؛ وعن {كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18)} ؟ قال: قد رَقَمَ اللهُ عليهم ما هم عاملون، في عِلّيِّينَ؛ وهم فوقُ، فهم منتهون إلى ما قد

= وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة"(941)، والفريابي في "القدر"(246)، وابن جرير في "تفسيره"(22/ 162)؛ من طريق سفيان الثوري، عن سالم بن أبي حفصة العجلي، عن محمّد بن كعب القرظي؛ في قوله عز وجل:{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} قال: نزلت تعييرًا لأهل القدر.

وإسناده حسن؛ سالم بن أبي حفصة اختلف في توثيقه، وقال ابن حجر في "التقريب":"صدوق في الحديث، إلا أنه شيعي غالٍ".

وأخرجه ابن بطة في "الإبانة"(1535/ كتاب القدر)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة"(1260)؛ من طريق سفيان بن عيينة، عن عاصم بن محمّد بن زيد العمري، عن محمّد بن كعب القرظي؛ أنه قرأ هذه الآية:{يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} [القَمَر: 48 - 49]؛ قال: ما نزلت إلا تعييرًا لأهل القدر.

وسنده صحيح؛ عاصم بن محمّد بن زيد العمري، ثقة؛ كما في "التقريب".

وعزاه السيوطي في الدر المنثور (14/ 92) لسفيان بن عيينة في "جامعه"، بهذا اللفظ.

تنبيه: تصحف: "العمري" في "الإبانة" إلى: "العمي".

وأخرجه الفريابي في "القدر"(250)، وابن بطة في "الإبانة"(1768/ القدر)؛ من طريق معتمر بن سليمان، عن محمّد بن أبي حميد الأنصاري، عن محمّد بن كعب القرظي؛ قال: سمعته يقول: لقد سمى الله عز وجل المكذبين بالقدر باسم نسبهم إليه في القرآن؛ فقال: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} [القَمَر: 47 - 49]؛ فقال: هم المجرمون.

ومحمّد بن أبي حميد الأنصاري تقدم في تخريج الحديث [395] أنه ضعيف جدًّا.

وأخرجه الفريابي في "القدر"(254) عن محمّد بن مصفًّى، حدثنا بقية، حدثني صفوان بن عمرو، أخبرني المعلى بن إسماعيل، قال: سمعت القرظي يقول: فيهم نزلت: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47)} إلى آخر الآية.

وإسناده ضعيف؛ محمّد بن مُصَفَّى بن بهلول، صدوق له أوهام، وكان يدلس؛ كما في "التقريب".

وأخرجه البيهقي في "القضاء والقدر"(444)، والواحدي في "أسباب =

ص: 279

رَقَمَ اللهُ عليهم في عِلِّيينَ.

وقال القُرَظيُّ: وجدتُّ في القرآنِ آيةً نَزلتْ في أهلِ القَدَرِ: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ [خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ]

(1)

(49)}.

[2419]

حدَّثنا سعيدٌ، نا يعقوبُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ الزُّهْريُّ

(2)

، عن أبيه

(3)

؛ قال: سمعتُ عونَ بنَ عبدِ اللهِ

(4)

يقولُ: ما رأيتُ أحدًا أعلمَ

= النزول" (ص 464 - 465)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (55/ 146)؛ من طريق أبي عتبة أحمد بن الفرج، عن بقية بن الوليد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن بكر بن أسيد، عن أبيه، قال: حضرت محمّد بن كعب وهو يقول: إذا رأيتموني أنطق في القدر، فغلوني فإني مجنون، فوالذي نفسي بيده، ما أنزلت هؤلاء الآيات إلا فيهم. ثم قرأ: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47)

} إلى قوله: {خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} .

وإسناده ضعيف؛ أسيد، لم يرو عنه غير ولده بكر، ولم يرو عن بكر غير عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان. انظر:"الإكمال" لابن ماكولا (1/ 55).

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(22/ 163) عن محمّد بن حميد، عن مهران بن أبي عمر، عن خارجة بن مصعب، عن أسامة بن زيد الليثي، عن محمّد بن كعب القرظيّ؛ قال: جاء مشركو قريش إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم يخاصمونه في القدر، فنزلت:{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} .

وسنده ضعيف جدًّا؛ لإرساله، ومحمّد بن حميد الرازي، تقدم في تخريج الحديث [1420] أنه ضعيف جدًّا، رماه غير واحد بالكذب.

(1)

ما بين المعقوفين سقط من الأصل، وأثبتناه من "القضاء والقدر"، للبيهقي؛ فقد رواه من طريق المصنِّف، وهو موضع الشاهد من الآية الكريمة.

(2)

تقدم في الحديث [263] أنه ثقة.

(3)

هو: عبد الرحمن بن محمّد بن عبد الله بن عبدٍ القاري المدني، ثقة؛ وثقه ابن معين، وروى عنه مالك، وذكره ابن حبان في "الثقات".

انظر: "التاريخ الكبير"(5/ 346)، و "الجرح والتعديل"(5/ 281)، و"الثقات" لابن حبان (7/ 86)، و"تاريخ دمشق"(35/ 371).

(4)

هو: عون بن عبد الله بن عتبة، تقدم في الحديث [1018]، أنه ثقة عابد.

[2419]

سنده صحيح، وسيكرره المصنِّف برقم [3569/ الزهد] سندًا ومتنًا.=

ص: 280

بتأويلِ القرآنِ من القُرَظيِّ

(1)

، وما رأيتُ أحدًا

(2)

يُفَرْفِرُ

(3)

الدُّنيا فَرْفرةَ هذا الأعرجِ؛ يعني: أبا حازمٍ

(4)

.

[2420]

حدَّثنا سعيدٌ، نا سفيانُ، قال: سُئل الحسنُ: مَنْ الأبرارُ؟ قال: الذين لا يُؤذُونَ الذَّرَّ.

= وإنما أورد المصنِّف هذا الأثر لبيان مكانة القرظي الذي روى قوله السابق في تفسير الآية.

ونقل ابن قتيبة في "غريب الحديث"(3/ 658) شطره الثاني عن المصنِّف.

وقد أخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ"(1/ 564)، وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه"(295)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 499)؛ من طريق المصنِّف؛ بشطره الأول فقط.

وأخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ"(1/ 676)، وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 229 - 230)؛ من طريق المصنِّف، بشطره الثاني.

ومن طريق الفسوي وأبي زرعة والبيهقي، أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(55/ 141) و (22/ 25).

(1)

هو: محمد بن كعب المتقدم في الأثر السابق.

(2)

قوله: "وما رأيت أحدًا" مكرر في الأصل.

(3)

أَي: يَذُفُهَا، ويُمَزّقُها بالذَّمِّ والوَقِيعَة فيها. "تاج العروس"(ف ر ف ر).

(4)

هو: سلمة بن دينار، تقدم في الحديث [791] أنه ثقة عابد.

[2420]

سنده ضعيف؛ للانقطاع بين سفيان بن عيينة والحسن البصري، وقد روي عن ابن عيينة متصلًا، وروي عن الحسن البصري من طرق أخرى كما سيأتي، فالأثر بمجموع طرقه أقل أحواله أنه حسن لغيره.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور (4/ 192) لابن أبي حاتم.

وقد أخرجه أحمد في "الزهد"(ص 381) عن سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم"(45) عن بشر بن موسى، عن الحميدي، عن سفيان بن عيينة، عن أسلم، عن مُطرِّف [وهو: ابن معقل الشقري] عن الحسن، به.

وسنده رجاله ثقات، غير أسلم شيخ ابن عيينة في هذا الحديث؛ فقد ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (2/ 25) فقال: "أسلم عن كهمس وأبي حرة، روى عنه ابن عيينة مراسيل؛ حدثنا الحميدي، قال: ثنا سفيانُ، عن أسلم،=

ص: 281

[قولُهُ تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)}

[2421]

حدَّثنا سعيد، قال: نا عيسى بنُ يُونُسَ

(1)

، عن الأعمش، عن مجاهدٍ؛ في قولِهِ:{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} ؛ قال: كانوا يَرَوْنَ أنّ الرَّيْنَ هو الطَّبْعُ.

= عن مُطرِّف الشقري، عن الحسن؛ قوله".

وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(2/ 308)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وأورده ابن حبان في "الثقات"(8/ 135).

وقد تابع مطرفًا عليه السريُّ بنُ يحيى، عن الحسن.

أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(24/ 206) عن إسحاق بن زيد الخطابي، عن محمّد بن يوسف الفريابي، عن السري بن يحيى، عن الحسن، به.

وإسناده حسن؛ إسحاق بن زيد بن عبد الكبير الخطابي، سمع منه ابنه عبد الكبير بن إسحاق، والإمام أبو حاتم الرازي - وهو لا يروي إلا عن ثقة - وأكثر عنه ابن جرير الطبري، وأبو عروبة الحراني، وذكره ابن أبي حاتم في لا الجرح والتعديل" (2/ 220)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 122).

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(24/ 206)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(4681)؛ من طريق هشام الدَّستُوائي، عن رجل، عن الحسن، به.

(1)

تقدم في الحديث [249] أنه ثقة مأمون.

[2421]

سنده صحيح، وقد صرح الأعمش بالسماع من مجاهد؛ كما سيأتي.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 299 - 300) للمصنف وابن المنذر والبيهقي في "شعب الإيمان".

وقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(6814) من طريق المصنِّف.

وأخرجه الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق"(4/ 363) من طريق الحسين بن إسماعيل المحاملي، عن محمّد بن عمرو بن أبي مذعور، عن عيسى بن يونس، به. وعزاه في "فتح الباري"(8/ 696) لأبي عبد الله المحاملي في "الأجزاء المحامليات" من طريق الأعمش، عن مجاهد.

وأخرجه الحسين المروزي في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (1071) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 282) - وابن جرير في "تفسيره"(1/ 266)، و (24/ 202)، وابن بطة في "الإبانة"(1124/ كتاب الإيمان)؛ =

ص: 282

[قولُهُ تعالى: {يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26)}]

[2422]

حدَّثنا سعيدٌ، نا أبو مُعاويةَ، عن الأعمشِ، عن عبدِ اللهِ بنِ مُرَّةَ

(1)

، عن مسروقٍ، عن عبدِ اللهِ؛ في قولِهِ: {يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ

(2)

}؛ قال: الرحيقُ: الخمرُ، والمختومُ: يجدونَ عاقبتَها طَعْمَ المِسكِ.

= من طريق وكيع، عن الأعمش، قال: سمعت مجاهدًا يقول: القلب بمنزلة الكف، فإذا أذنب الرجل الذنب انقبض - حتى قبض أصابعه كلَّها أصبعًا أصبعًا - ثم يطبع عليه؛ فكانوا يرون أن ذلك: الرين؛ قال الله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)} . هذا لفظ المروزي في "الزهد".

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(1/ 266)، و (24/ 201 - 202)؛ من طريق يحيى بن عيسى الرملي، وابن الجوزي في "ذم الهوى"(100) من طريق عمار بن سيف؛ كلاهما عن الأعمش، به، نحوه.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(24/ 202)، والديباجي في "فوائده" - كما في "فتح الباري"(8/ 696)، ومن طريقه ابن حجر في "تغليق التعليق"(4/ 363) - من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد؛ في قول الله:{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} ؛ قال: ثبتت على قلوبهم الخطايا حتى غمرته.

وهمو في "تفسير مجاهد"(1943) - ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(6813) - من طريق ابن أبي نجيح، به، باللفظ السابق، وزاد: وهو الران الذي قال الله عز وجل: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} .

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(24/ 203) من طريق منصور بن المعتمر، عن مجاهد، نحوه.

وعلقه البخاري في "صحيحه"(8/ 695/ فتح الباري) بصيغة الجزم؛ قال: قال مجاهد: {رَانَ} : ثَبْتُ الخَطَايَا.

وقال الحافظ ابن حجر: "وصله الفريابي".

(1)

تقدم في الحديث [142] أنه ثقة.

(2)

قوله: "مختوم" ليس في الأصل، وهو مثبت في رواية البيهقي من طريق المصنِّف.

[2422]

سنده صحيح.=

ص: 283

[2423]

حدَّثنا سعيدٌ، نا أبو الأحوصِ، ثنا أشعثُ بنُ سُليمٍ

(1)

، عن يزيدَ بنِ مُعاوبةَ العَبسيِّ - قال سعيدٌ: هو زيدُ بنُ مُعاويةَ العَبسيُّ

(2)

،

= وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 308) للمصنِّف وابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في "البعث".

وقد أخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(361) من طريق المصنِّف، إلا أنه جعله من قول مسروق ولم يذكر ابن مسعود، ونقل هذا الأثر الإمام ابن القيم في "حادي الأرواح"(ص 271 - 272/ طبعة السواس)(وهو كذلك في 2/ 402/ طبعة عالم الفوائد) عن سعيد بن منصور بسنده، عن مسروق، من قوله؛ لم يذكر ابن مسعود أيضًا. ولعله أخذه من "البعث والنشور". وتقدم عزو السيوطي للمصنِّف والبيهقي في "البعث" عن ابن مسعود، وهو الموافق لما في مصادر التخريج الآتية.

وأخرجه هناد في "الزهد"(64)، عن أبي معاوية، به، بذكر ابن مسعود.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"(137) عن داود بن عمرو الضبي، عن أبي معاوية، به، وفيه:"يجدون عاقبتها ريح المسك".

وأخرجه ابن أبي شيبة (35087 و 35088)، وهناد في "الزهد"(66)، والحسين المروزي في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (1494)، والحربي في "غريب الحديث"(2/ 558)، وابن جرير في "تفسيره"(24/ 215 و 216)؛ من طريق وكيع، عن الأعمش، عن عبد الله بن مُرّةَ، عن مسروق، عن عبد الله؛ قال:"الرحيق": الخمر، {مَخْتُومٍ}: ممزوج، {خِتَامُهُ مِسْكٌ}؛ قال: طعمه وريحه. زاد ابن أبي شيبة في الموضع الثاني وهناد: {تَسْنِيمٍ} ؛ قال: عين في الجنَّة يشرب بها المقرَّبون صِرْفًا، وتُمْزجُ لأصحاب اليمين". وستأتي هذه الزيادة برقم [2424].

(1)

هو: ابن أبي الشعثاء، المحاربي، الكوفي، تقدم في الحديث [937] أنه ثقة.

(2)

هو: زيد بن معاوية العبسى الكوفي، روى عنه أبو إسحاق السبيعي، وأشعث بن سليم، وولده بشر بن زيد، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 406)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 572)؛ ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، ووثقه العجلي في "معرفة الثقات"(531)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 317 - 318)، كما ذكره أيضًا في "الذيل على كتاب الضعفاء".

انظر: "ميزان الاعتدال"(2/ 106)، و"لسان الميزان"(3/ 563).

[2423]

سنده فيه زيد بن معاوية العَبْسي، وتقدم بيان حاله، فمن يعتدّ بتوثيق =

ص: 284

ولكن هكذا قال أبو الأحوصِ - قال: سألتُ علقمةَ عن قولِهِ: {خِتَامُهُ

= العجلي وذكر ابن حبان له في "الثقات". ورواية ثلاثة عنه، ولا يرى ذكر ابن حيان له في "الذيل على الضعفاء" مؤثرًا؛ لأنه جرح غير مفسَّر، فإنه يحسِّن حديثه أو يصححه.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 308) لهنّاد.

وقد أخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(360) من طريق المصنِّف.

وأخرجه هناد في "الزهد"(67) عن أبي الأحوص، به.

وأخرجه الفراء في "معاني القرآن"(2/ 344)، (3/ 248) - ومن طريقه الثعلبي في "تفسيره"(10/ 156) - عن أبي الأحوص، عن أشعث بن أبي الشعثاء؛ قال: قرأ علقمة بن قيس: خَاتَمُهُ مِسْكٌ

نحوه؛ ولم يذكر فيه: "ابن معاوية". وهو عكس ما هنا في القراءة.

والأثر في "تفسير مجاهد"(1949) من طريق آدم بن أبي إياس، عن شيبان النحوي، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن زيد العبسي، قال: سألت علقمة بن قيس: "خاتمه مسك"؟ قال: خلطه: مسك.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(24/ 216) عن محمّد بن عبيد المحاربي، عن أيوب بن جابر السحيمي، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عمن ذكره، عن علقمة؛ في قوله:"ختامه مسك"؛ قال: "خلطه: مسك".

وأخرجه في "تفسيره"(24/ 217) عن أبي كريب محمّد بن العلاء، عن وكيع بن الجراح، عن أبيه، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن زيد بن معاوية، عن علقمة:{خِتَامُهُ مِسْكٌ} ؛ قال: طعمه وريحه مسك.

وقد خالف هؤلاء جميعًا سفيان الثوري، فجعله عن علقمة، عن ابن مسعود: أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(277/ رواية نعيم بن حماد)، وابن وهب في التفسير من "جامعه"(1/ 143 رقم 334)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في "فضائل القرآن"(ص 345)، وابن جرير في "تفسيره"(24/ 216)، والطبراني في "المعجم الكبير"(9/ رقم 9062)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 517) من طريق سفيان الثوري، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن زيد بن معاوية، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود؛ قال:{خِتَامُهُ مِسْكٌ} : خلطه، وليس بخاتم يختم.

وقد أخرج ابن أبي حاتم في "مقدمة الجرح والتعديل"(1/ 78 - 79)، وابن حبان في "المجروحين"(1/ 51)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" =

ص: 285

مِسْكٌ}، فقرأتُها:{خَاتَمُهُ مِسْكٌ} ، فقال لي علقمةُ: ليس: {خَاتَمُهُ مِسْكٌ} ، ولكنِ اقرأْها:{خِتَامُهُ}

(1)

، ثم قال لي علقمةُ:

= (ص 324 - 325)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 87)؛ من طريق عمرو بن علي الفلاس، قال: سمعت سفيان بن زياد يقول ليحيى بن سعيد في حديث: سفيان، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن زيد بن معاوية العبسي، عن علقمة، عن عبد الله:{خِتَامُهُ مِسْكٌ} ، فقال: يا أبا سعيد خالفه أربعة! قال: من؟ قال: زائدة، وأبو الأحوص، وإسرائيل، وشريك. فقال يحيى: لو كان أربعة آلاف أمثال هؤلاء، كان سفيان أثبت منهم. قال الفلاس: وسمعت سفيان بن زياد يسأل عبد الرحمن عن هذا، فقال عبد الرحمن: هؤلاء قد اجتمعوا، وسفيان أثبت منهم، والإنصاف لا بأس به.

قال الحافظ ابن حجر في "النكت"(2/ 780): "فأشار عبد الرحمن إلى ترجيح روايتهم؛ لاجتماعهم".

(1)

كذا جاءت اللفظة في الأصل على الترتيب: "ختامه""خاتمه""خاتمه""ختامه".

والقراءة بكسر الخاء والتاء وبالألف بعد التاء: {خِتَامه} ؛ هي قراءة الجمهور.

وقرأ علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهم والضحاك وقتادة والنخعي وطاوس وزيد بن علي وأبو حيوة وابن أبي عبلة، والكسائي وحده من العشرة:{خَاتَمُه} بفتح الخاء والتاء والألف بينهما.

ونسب الفراء في إسناده لهذا الأثر، هذه القراءة إلى علقمة، وهو عكس ما هنا وما في مصادر التخريج، وتبعه على ذلك القرطبي في "تفسيره"، وذكر ذلك أيضًا مكي الصقلي في "الكشف"، وغيره.

وقرأ الضحاك - ورويت عن الكسائي - بفتح الخاء وكسر التاء والألف بينهما: "خاتِمه".

انظر: "معاني الفراء"(2/ 344)، (3/ 248)، و"السبعة"(ص 676)، و "المبسوط" للأصبهاني (ص 468)، و "الكشف" لمكي (2/ 366)، و"المحرر الوجيز"(5/ 453)، و"تفسير القرطبي"(22/ 152 - 153)، و"البحر المحيط"(8/ 434)، و"النشر في القراءات العشر"(2/ 399)، و"إتحاف فضلاء البشر"(2/ 597)، و"معجم القراءات" للخطيب (10/ 350 - 351).

ص: 286

[{خِتَامُهُ}]

(1)

: خِلْطُهُ؛ ألم تر أنَّ المرأةَ من نِسائِكم تقولُ للطِّيبِ: إنَّ خِلْطَهُ من مسكٍ لكذا

(2)

وكذا.

[قولُهُ تعالى: {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28)}]

[2424]

حدَّثنا سعيدٌ، نا أبو مُعاويةَ، عن الأعمشِ، عن عبدِ اللهِ بنِ مُرّةَ

(3)

، عن مسروقٍ، عن عبدِ اللهِ؛ في قولِهِ:{وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ} ؛ قال: تُمزَجُ لأصحابِ اليمينِ، وَيشرَبُها المُقرَّبونَ صِرْفًا.

(1)

ما بين المعقوفين سقط من الأصل، فاستدركناه من "البعث والنشور" للبيهقي و "الزهد" لهناد.

(2)

وضع في الأصل تحت اللام نقطة، حتى كادت تشبه:"بكذا"، إلا أن اللام طويلة. وهي عند البيهقي وهناد:"لكذا" باللام.

(3)

تقدم في الحديث [142] أنه ثقة.

[2424]

سنده صحيح.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 310) للمصنِّف وابن المبارك وابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.

ونقله ابن القيم في "حادي الأرواح"(ص 272) عن المصنِّف بسنده ومتنه.

وقد أخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(362) من طريق المصنِّف.

وأخرجه هناد في "الزهد"(65) عن أبي معاوية، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة (35088)، وهناد في "الزهد"(66)، وحسين المروزي في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (1522)؛ عن وكيع بن الجراح، عن الأعمش، به.

ورواه سفيان الثوري، واختلف عليه:

فأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(24/ 222) عن محمّد بن بشَّار، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن الأعمش، به.

وأخرجه ابن جرير أيضًا عن محمّد بن حميد الرازي، عن مِهْرَان بن أبي عمر، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن عبد الله بن مُرّةَ، عن مسروق؛ قوله؛ لم يذكر ابن مسعود. =

ص: 287

[2425]

حدَّثنا سعيدٌ، نا خالدُ بنُ عبدِ اللهِ

(1)

، عن عطاءِ بنِ السَّائب، عن سَعيدِ بنِ جُبيبر، عن ابنِ عبَّاسٍ؛ في قولِهِ: {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ

(2)

(28)}؛ قال: يَشرَبُ منها المُقرَّبونَ

= وأخرجه ابن جرير أيضًا عن محمّد بن حميد الرازي، عن مِهْران بن أبي عمر، عن سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن مالك بن الحارث، عن مسروق؛ من قوله.

ومحمّد بن حميد الرازي، تقدم في تخريج الحديث [1420]، أنه ضعيف جدًّا، رماه غير واحد بالكذب.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(275/ رواية نعيم بن حماد) عن سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن مالك بن الحارث؛ من قوله؛ لم يذكر مسروقًا ولا ابن مسعود.

وأخرجه ابن أبي شيبة (35089) عن جرير بن عبد الحميد، عن منصور بن المعتمر، عن مالك بن الحارث به؛ من قوله.

وانظر الحديث [2422].

(1)

هو: الطحان الواسطي، تقدم في الحديث [18]، أنه ثقة ثبت، لكن روايته عن عطاء بن السائب بعد اختلاطه، كما تقدم بيانه في الحديث [782].

(2)

في الأصل: "القربون".

[2425]

سنده فيه عطاء بن السائب، وتقدم في الحديث [5]، أنه ثقة اختلط في الآخر، والراوي عنه هنا هو خالد بن عبد الله، وهو ممن روى عنه بعد الاختلاط، لكن تابعه سفيانُ بنُ عيينة، وروايته عن عطاء قبل الاختلاط على الراجح؛ كما تقدم في تخريج الحديث [6]، فالأثر صحيح.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 309 - 310) للمصنِّف وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي.

وقد أخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(363) من طريق المصنِّف.

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 357) - وعنه عبد بن حميد؛ كما في تغليق التعليق (3/ 501) - عن ابن عيينة، وأبو جعفر بن البختري في "الجزء الرابع من حديثه"(410/ مجموع فيه مصنفات ابن البختري)، والضياء في "المختارة"(10/ 300 رقم 320)، من طريق ابن عيينة، وابن جرير في "تفسيره"(24/ 222، 223) من طريق أبي حمزة محمّد بن ميمون السكري؛ =

ص: 288

صِرْفًا، وتُمْزَجُ لِمَن دُونَهم.

* * *

= كلاهما (سفيان بن عيينة، وأبو حمزة السكري) عن عطاء بن السائب، به.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"(355) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، قال: قال ابن عباس: {تَسْنِيمٍ} وما التسنيم؟ يشربها المقربون صرفًا، وتُمزج لأصحاب اليمين.

وسنده ضعيف جدًّا؛ إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، متروك؛ كما في "التقريب"، وهو من أتباع التابعين لم يدرك ابن عباس.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(24/ 223) من طريق عطية بن سعد العوفي، عن ابن عبّاس؛ قوله:{وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28)} : عينًا من ماء الجنة تُمزج به الخمر. وعطية بن سعد العوفي، تقدم في تخريج الحديث [454] أنه شيعي ضعيف، كان يدلس تدليسًا قبيحًا.

ص: 289