المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير سورة {لا أقسم} - سنن سعيد بن منصور - تكملة التفسير - ط الألوكة - جـ ٨

[سعيد بن منصور]

فهرس الكتاب

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الواقِعَةِ

- ‌تَفسيرُ سورةِ الحَدِيدِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُجَادلةِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الحَشرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُمْتَحَنَةِ(1)

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الصَّفِّ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الجُمُعَةِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُنافِقِيَن

- ‌تَفسيرُ سُورةِ التَّغابُنِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الطَّلاقِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ التَّحرِيمِ

- ‌سُورةُ المُلكِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {ن وَالْقَلَمِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الحاقَّةِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {سَأَلَ سَائِلٌ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ نُوحٍ عليه السلام

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {قُلْ أُوحِيَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُزَّمِّلِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُدَّثِّرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {لَا أُقْسِمُ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالْمُرْسَلَاتِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالنَّازِعَاتِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {عَبَسَ وَتَوَلَّى}

- ‌تفسير {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ "وَالفَجرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {لَا أُقْسِمُ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1)}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالضُّحَى (1)}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {أَلَمْ نَشْرَحْ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1)}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {إِذَا زُلْزِلَتِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالْعَادِيَاتِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {أَلْهَاكُمُ}

- ‌نَفسيرُ سُورةِ الهُمَزَةِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {لإِيلَافِ قُرَيْشٍ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {أَرَأَيْتَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الكَوْثَرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ النَّصْرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {تَبَّتْ}

- ‌تَفسيرُ سورةِ الصَّمَدِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الفَلَقِ

- ‌تفسير {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}

- ‌[بابٌ جامعٌ في علومِ القُرآنِ]

الفصل: ‌تفسير سورة {لا أقسم}

‌تَفسيرُ سُورةِ {لَا أُقْسِمُ}

[قولُهُ تعالى: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4)}]

[2347]

حدَّثنا سعيدٌ، نا مَهْدِيُّ بنُ مَيْمونٍ

(1)

، عن غَيلانَ بنِ جَريرٍ

(2)

، عن أصحابِهِ؛ في قولِهِ:{بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} ؛ قال: قادرينَ أن نجعلَها مثلَ رُبعٍ

(3)

.

[2348]

حدَّثنا سعيدٌ، نا سُوَيدٌ

(4)

، عن حُصَينٍ

(5)

؛ أنَّ ابنَ عبَّاسٍ قال في قولِهِ تعالى: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4)} ؛ قال: لو شاءَ

(1)

تقدم في الحديث [111] أنه ثقة.

(2)

تقدم في الحديث [144] أنه ثقة.

[2347]

سنده صحيح إلى غيلان، إلا أنه لم يبين لنا مَن أصحابه.

(3)

كذا في الأصل، لكنه وضع ضمة على الباء. والظاهر أن المراد: نجعلها مثل يد الرُّبَع أو قدمه، والرُّبَع هو ولد الناقة في أول النتاج، ولا أصابع له، ويؤكده الرواية التالية:"كفًّا ليس فيه أصابع". ويجمع الرُّبع على "رِبَاع".

وانظر: "أدب الكاتب"(ص 145)، و "تاج العروس"(ر ب ع).

(4)

هو: ابن عبد العزيز السلمي، تقدم في الحديث [174] أنه ضعيف.

(5)

هو: ابن عبد الرحمن السلمي، تقدم في الحديث [56] أنه ثقة، إلا أنه تغيَّر حفظه في الآخر.

[4823]

سنده ضعيف؛ لضعف سويد.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 97) للمصنِّف.

وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(23/ 471)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 508 - 509)؛ من طريق جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة بن مقسم، عن أبي الخير بن تميم الضبي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ قال: لو شاء لجعله خُفًّا أو حافرًا. ووقع في "المستدرك": عن تميم الضبي.

وأخرجه ابن جرير (23/ 471 - 472) من طريق إسرائيل بن يونس، عن مغيرة بن مقسم، عمَّن حدثه، عن سعيد بن جبير، به.=

ص: 215

لجعَلَه كفًّا ليسَ فيه

(1)

أصابعُ.

[قولُهُ تعالى: {يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10)}]

[2349]

حدَّثنا سعيدٌ، نا سُفْيانُ، عن عمرِو بنِ دينارٍ، قال: فيما حَفِظْتُ عن ابنِ عبَّاسٍ؛ أنَّه كانَ يقرأُ: {أَيْنَ الْمَفَرُّ (2)}

(2)

.

= وأخرجه عبد الرزَّاق في "تفسيره"(2/ 333) عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عباس؛ قال: نجعله مثل خفِّ البعير. وابن مجاهد تقدَّم في تخريج الحديث [153]، أنه متروك، ولم يسمع من أبيه.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(23/ 471) من طريق عطية بن سعد العوفي، عن ابن عباس؛ قال: أنا قادر على أن أجعل كفه مجمرة مثل خُفِّ البعير. وعطية تقدم في تخريج الحديث [454] أنه ضعيف. والسند إليه مسلسل بالضعفاء.

(1)

كذا في الأصل بتذكير الضمير، والكف مؤنثة، وكذا وقع في بعض نسخ "الدر"، وفي بعضها كما هنا. ويتوجه تذكير الضمير هنا على أنه أعاد الضمير إلى "البنان"، أو على أنه حمل الكفَّ على معنى "العضو"، وقد تقدم الحمل على المعنى في التعليق على الحديث [1189]. وانظر:"البلغة في الفرق بين المذكر والمؤنث" لابن الأنباري (ص 70).

[2349]

سنده صحيح.

وذكره النحاس في "إعراب القرآن"(5/ 81) عن ابن عيينة، به.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 101) لأبي عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر، عن عبد الله بن خالد؛ قال: قرأها ابن عباس: {أَيْنَ الْمَفَرُّ} بنصب الميم وكسر الفاء.

وأخرجه الفرَّاء في "معاني القرآن بها (3/ 210) من طريق سلمة بن كهيل، عن رجل، عن ابن عباس، به.

(2)

لم تضبط في الأصل. ونص في "الدر المنثور" على أن ابن عباس رضي الله عنه قرأ بفتح الميم وكسر الفاء؛ وهي قراءة الحسن بن علي والحسن بن زيد والحسن البصري وعكرمة وأيوب السختياني وكلثوم بن عياض ومجاهد ويحيى بن يعمر وحماد بن سلمة وأبي رجاء وعيسى بن عمر وابن أبي إسحاق وأبي حيوة وابن أبي عبلة والزهري وقتادة؛ وتعني: الموضع الذي يُفَرُّ إليه.=

ص: 216

[قولُهُ تعالى: {كَلَّا لَا وَزَرَ (11)}]

[2350]

حدَّثنا سعيدٌ، نا أبو الأَحْوَصِ، نا سعيدُ بنُ مسروقٍ

(1)

عن عِكْرمةَ؛ في قولِهِ: {كَلَّا لَا وَزَرَ} ؛ قال: لا مَلْجَأَ ولا مَنْعًا

(2)

.

[قولُهُ تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16)}]

[2351]

حدَّثنا سعيدٌ، نا سُفْيانُ، عن عمرِو بنِ دينارٍ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان إذَا أُنزِلَ عليه الوَحْيُ يُحرِّكُ لسانَه؛ يَعْجَلُ بحفظِهِ، فقالَ اللهُ:{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} ؛ وكان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لا يَعْلَمُ خَتْمَ سورةٍ حتَّى ينزِلَ عليهِ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} .

= وقرأها: {الْمَفَرُّ} - بكسر الميم وفتح الفاء - الحسن والزهري؛ وتعني: الرجل الجيِّد الفرار.

وقرأ الجمهور: {أَيْنَ الْمَفَرُّ} ؛ وتعني: الفِرَار.

انظر: "مختصر ابن خالويه"(166)، و"المحرر الوجيز"(5/ 403)، و "تفسير القرطبي"(21/ 414)، و "البحر المحيط"(8/ 377)، و"إتحاف فضلاء البشر"(563)، و"معجم القراءات" للخطيب (10/ 187).

(1)

هو: والد سفيان الثوري، تقدم في الحديث [52] أنه ثقة.

[2350]

سنده صحيح.

(2)

كذا في الأصل. وهي منصوبة عطفًا على محل اسم "لا" الأولى، وتكون "لا" الثانية زائدة بين العاطف والمعطوف؛ ومنه قول الشاعر [من السريع]:

لا نَسَبَ اليومَ ولا خلةً

بنصب "خلة"، وهذا أحد الأوجه الخمسة الجائزة إذا عطف على "لا" واسمها نكرة مفردة وتكررت "لا"؛ نحو:"لا حول ولا قوة إلا بالله". وانظر: شروح الألفية، باب "لا التي لنفي الجنس".

[2351]

سنده صحيح إلى سعيد بن جبير، لكنه ضعيف لإرساله، وقد روي موصولًا بذكر ابن عباس، ولا يصح من هذا الوجه كما سيأتي. وسيأتي في الحديث التالي بلفظ آخر، وهو صحيح.

وقد أخرجه الحميدي (538) عن ابن عيينة، به.=

ص: 217

[2352]

حدَّثنا سعيدٌ، نا سُفْيانُ، عن مُوسَى بنِ أبي عائشةَ

(1)

، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ؛ في قولِهِ:{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} ؛ قالَ: يقولُ بِفَمِهِ هكذا

(2)

، وحَرَّكَ سُفْيانُ شَفَتَيْهِ.

= وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(23/ 497) عن عبيد بن إسماعيل الهباري ويونس بن عبد الأعلى، وابن أبي حاتم في "كتاب العلل"(1690) من طريق ابن أبي عمر العدني؛ جميعهم (عبيد، ويونس، والعدني) عن سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه البزَّار (4977) عن الحسن بن الصباح، و (4976 و 4977 و 4979)، والنَّسائيُّ في "السنن الكبرى"(11572)؛ عن أحمد بن عبدة، والبزار (4978)، وابن جرير في "تفسيره"(23/ 496 - 497) عن أبي كريب محمد بن العلاء؛ جميعهم (الحسن، وأحمد، وأبو كريب) عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. قال البزَّار في الحديث (4979):"أشك في حديث ابن عبدة؛ قال: عن ابن عباس، أو قال: عن سعيد، ولم يقل: عن ابن عباس".

وقال أبو حاتم في "كتاب العلل"(1690): "قال أبي: منهم من لا يقول في هذا الحديث: ابن عباس، ويرسله، والمرسل أصح".

وقال الحافظ في "فتح الباري"(8/ 681): "فمِن أصحاب ابن عيينة من وصله بذكر ابن عباس فيه، منهم أبو كريب عند الطبري، ومنهم من أرسله، منهم سعيد بن منصور". وانظر الحديث التالي.

(1)

تقدم في الحديث [994] أنه ثقة عابد.

(2)

هذا من إطلاق القول على الفعل؛ وفسره بعد بقوله: "وحرَّك سفيان شفتيه".

وانظر في ذلك التعليق على الحديث [1198].

[2352]

سنده صحيح، وهو عند البخاري بهذا الإسناد، وفي الصحيحين من طرف أخرى عن موسى كما سيأتي.

وعزاه الحافظ في "فتح الباري"(8/ 681) للمصنِّف، فقال:"في رواية سعيد بن منصور: وحرَّك سفيان شفتيه".

وقد أخرجه الحميدي (537) - وعنه البخاري (4927) - وأحمد (1/ 220 رقم 1910)؛ عن سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه الترمذي (3329) عن ابن أبي عمر العدني، وابن جرير في "تفسيره" =

ص: 218

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (23/ 497) عن عبيد بن إسماعيل الهباري، والسراج في "مسنده"(823) عن عبد الجبار بن العلاء، والسمعاني في "تفسيره"(6/ 105) من طريق سعيد بن عبد الرحمن المخزومي؛ جميعهم (العدني، وعبيد، وعبد الجبَّار، وسعيد) عن سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه أبو داود الطيالسي (2750)، وابن سعد في "الطبقات"(1/ 198)، وأحمد (1/ 343 رقم 3191)، والبخاري (5 و 7524)، ومسلم (448)، والنسائي (935)، وأبو عوانة في "مسنده"(3786)، وابن حبان (39)، وابن منده في "الإيمان"(689)، وأبو نعيم في "المسند المستخرج"(994)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(428)؛ من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، وابن سعد (1/ 198)، والنسائي في "السنن الكبرى"(7924)؛ من طريق عبيدة بن حميد، والبخاري (4929 و 5044)، ومسلم (448)، وابن جرير في "تفسيره"(23/ 497 - 498)، والسراج في "مسنده"(822)، وابن منده في "الإيمان"(692)، وأبو نعيم في "المسند المستخرج"(993)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(7/ 56)؛ من طريق جرير بن عبد الحميد، والبخاري (4928) والسراج (824)، وابن منده في "الإيمان"(691)؛ من طريق إسرائيل بن يونس، وابن أبي حاتم في "تفسيره" - كما في "تفسير ابن كثير"(14/ 197) - من طريق إسماعيل بن إبراهيم أبي يحيى التيمي؛ جميعهم (أبو عوانة، وعبيدة، وجرير، وإسرائيل، وإسماعيل) عن موسى بنِ أبي عائشة، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس؛ في قوله تعالى:{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} ؛ قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شِدَّةً، وكان مما يحرك شفتيه - فقال ابن عباس: فأنا أحركهما لكم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرّكهما، وقال سعيد: أنا أحركهما كما رأيت ابن عباس يحركهما. فحرَّك شفتيه - فأنزل الله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17)} ؛ قال: جمعه له في صدرك وتقرؤه، {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18)}؛ قال: فاستمع له وأنصت، {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)} ، ثم إن علينا أن تقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما قرأه. هذا لفظ البخاري.

ورواه سفيان الثوري، عن موسى بن أبي عائشة، واختلف عليه: فأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(23/ 498 و 500 و 502 و 504) عن محمد بن حُمَيْد=

ص: 219

[قولُهُ تعالى: {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (21)}]

[2353]

حدَّثنا سعيدٌ، نا سُفْيانُ، عن حُميدٍ الأَعْرَج

(1)

، عن مُجاهدٍ؛ أنَّه كان يقرأُ:{كَلَّا بَلْ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَيَذَرُونَ الْآخِرَةَ (21)}

(2)

.

[قولُهُ تعالى: {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27)}]

[2354]

حدَّثنا سعيدٌ، نا مُعتمرُ بنُ سُليمانَ

(3)

، عن أبيهِ

(4)

، عن

= الرازي، عن مهران بن أبي عمر، عن سفيان الثوري، به؛ نحوه. ومحمد بن حميد الرازي، تقدم في تخريج الحديث [1420] أنه ضعيف جدًّا.

وأخرجه ابن جرير (23/ 498) عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن موسى بن أبي عائشة، قال: سمعت سعيد بن جبير يقول: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16)} ؛ قال: كان جبريل عليه السلام ينزل بالقرآن، فيحرك به لسانه؛ يستعجل به، فقال:{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16)} .

وانظر: الحديث السابق.

(1)

هو: حميد بن قيس، تقدم في الحديث [31] أنه ثقة.

(2)

رسمت في الأصل بالياء في "يذرون" فقط، وقرأها: {يُحِبُّونَ

وَيذَرُونَ} بياء الغيبة فيهما: مجاهد والحسن وقتادة، ومن العشرة: ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب.

وقرأ باقي العشرة والجمهور: {تُحِبُّونَ

وَتَذَرُونَ} بتاء الخطاب فيهما.

انظر: "معاني الفراء"(3/ 211)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص 661)، و"المحرر الوجيز"(5/ 405)، و "تفسير القرطبي"(21/ 427)، و "البحر المحيط"(8/ 380)، و"النشر"(2/ 393)، وا"إتحاف فضلاء البشر"(2/ 574)، و"معجم القراءات" للخطيب (10/ 190 - 191).

[2353]

سنده صحيح.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 109) للمصنِّف فقط.

(3)

تقدم في الحديث [242] أنه ثقة.

(4)

هو: سليمان بن طرخان التَّيمي، تقدَّم في تخريج الحديث [94] أنه ثقة.

[2354]

سنده ضعيف؛ لجهالة حال شبيب.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 135) لعبد بن حميد وابن جرير=

ص: 220

شَبِيبٍ

(1)

، عن أبي قِلَابَةَ

(2)

؛ في قولِهِ: {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ} قال: هل من طبيب.

[2355]

حدَّثنا سعيدٌ، نا مُعتمرُ بنُ سُليمانَ، عن أبيه، قال: بَلَغَني عن أبي العاليةِ

(3)

؛ أنَّه قال: يَختصِمُ فيهِ ملائكةُ الرَّحمةِ وملائكةُ العذابِ؛ أيُّهم يَرْقَى بِهِ.

[2356]

حدَّثنا سعيدٌ، نا مَرْوَانُ بنُ مُعاويةَ

(4)

، نا أبو بِسْطَامٍ

(5)

، أو سَلَمَةُ بنُ نُبَيْطٍ

(6)

، أو كلاهما؛ قال: قال الضَّحَّاكُ بنُ مُزاحِمٍ: {وَقِيلَ

(7)

مَنْ رَاقٍ}؛ قال: هو الطَّبيبُ.

= وابن المنذر، عن أبي قلابة:{وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ} ؛ قال: من طبيبٌ شافٍ؟

وقد أخرجه ابن أبي شيبة (23768) عن معتمر، به.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(23/ 514) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: بلغني عن أبي قلابة، به.

وأخرجه وكيع في "الزهد"(48)، وابن جرير في "تفسيره"(23/ 513)؛ من طريق سفيان الثوري، عن سليمان بن طرخان التيمي، عن شبيب، به.

(1)

ذكره البخاري في "التاريخ الكبير"(4/ 232)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(4/ 358)؛ ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 443).

(2)

هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي.

(3)

هو: رُفَيع بن مهران الرِّياحي.

[2355]

سنده ضعيف؛ لجهالة الراوي عن أبي العالية.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 136) للمصنّف وابن المنذر.

(4)

تقدم في الحديث [128] أنه ثقة حافظ.

(5)

هو: يحيى بن عبد الرحمن أبو بسطام السعيدي التميمي، قال أبو حاتم الرازي:"ليس بالقوي"؛ كما في "الجرح والتعديل" لابنه (9/ 166). وانظر "سؤالات ابن الجنيد لابن معين"(244).

(6)

تقدم في الحديث [483] أنه ثقة.

(7)

في الأصل: "قيل" بلا واو.

[2356]

سنده صحيح إن كان شيخ مروان هو سلمة بن نبيط، أو هو وأبا بسطام، وأما إن كان شيخه هو أبا بسطام فقط، فسنده ضعيف؛ لما تقدم من كلام=

ص: 221

[قولُهُ تعالى: {وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28)}]

[2357]

حدَّثنا سعيد، قال: نا سُفْيانُ، عن عمرِو بنِ دِينارٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ؛ أنه كان يقرأُ:"وَأَيْقَنَ أَنَهُ الفِرَاقُ"

(1)

.

[قولُهُ تعالى: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35)}]

[2358]

حدَّثنا سعيدٌ، نا أبو عَوانةَ، عن موسى بنِ أبي عائشةَ

(2)

؛

= أبي حاتم فيه، وقد رواه الحسن بن عرفة عن مروان، عن أبي بسطام، عن الضحاك، من غير شك، لكن سعيد بن منصور أوثق من الحسن بن عرفة.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 135) للمصنِّف وابن جرير وابن المنذر.

وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(23/ 513) عن الحسن بن عرفة، عن مروان بن معاوية، عن أبي بسطام، عن الضحاك، به، من غير شك.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(23/ 514) من طريق جويبر بن سعيد، عن الضحاك، قال: هل من مداوٍ؟ وجويبر ضعيف جدًّا كما تقدم في الحديث [93].

[2357]

سنده صحيح.

وعزاه السيوطى في "الدر المنثور"(15/ 136) للمصنِّف وعبد بن حميد وابن المنذر.

(1)

هذه قراءة تفسيرية، ذكرها ابن جني في "المحتسب"(2/ 342) عن ابن عباس رضي الله عنه، وقال:"وقال ابن عباس في تفسيره: ذهب الظن. ينبغي أن يحسن الظن بابن عباس، فيقال: إنه أعلم بلغة القوم من كثير من علمائهم، ولم يكن ليخفى عليه أن "ظننت" قد تكون بمعنى "علمت"

لكنه أراد لفظ اليقين الذي لا يستعمل في الشك، وكأنه قال: ذهب اللفظ الذي يصلح للشك، وجاء اللفظ الذي هو تصريح باليقين، إلى هذا ينبغي أن يذهب، والله أعلم". اهـ.

وانظر: "البرهان في علوم القرآن"(1/ 336 - 337).

(2)

تقدم في الحديث [994] أنه ثقة عابد.

[2358]

رجاله ثقات، إلا أنه اختلف على أبي عوانة في هذا الحديث، فروي عنه بذكر ابن عباس كما سيأتي.=

ص: 222

أنَّهُ سَأل سعيدَ بنَ جُبيرٍ عن قولِ اللهِ عز وجل: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35)} ؛ أشيءٌ قالَهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

؟ قال: قالَهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ فأنزلَه اللهُ عز وجل.

* * *

= وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 138 - 139) للمصنِّف وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وابن مردويه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. ورواية المصنِّف وابن جرير ليس فيها ابن عباس.

وقد أخرجه النسائي في "السنن الكبرى"(11574) من طريق محمد بن سليمان وأبي النعمان محمد بن الفضل عارم، والحاكم في "المستدرك"(2/ 510)؛ من طريق محمد بن الفضل أيضًا، والطبراني في "المعجم الكبير"(11/ رقم 12298) من طريق حجاج بن إبراهيم الأزرق؛ جميعهم (محمد بن سليمان، وعارم، وحجاج) عن أبي عوانة، عن موسى بن أبي عائشة، عن سعيد بن جبير؛ قال: سألت ابن عباس

فذكره.

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 335)، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(53)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" - كما في "تفسير ابن كثير"(14/ 202) - من طريق إسرائيل بن يونس، وابن جرير في "تفسيره"(23/ 525) من طريق سفيان الثوري؛ كلاهما (إسرائيل، والثوري) عن موسى ابن أبي عائشة، قال: سألت سعيد بن جبير

فذكره.

ولكن رواية ابن جرير جاءت من طريق محمد بن حميد، عن مهران بن أبي عصر، عن الثوري. ومحمد بن حميد، تقدم في تخريج الحديث [1420] أنه ضعيف جدًّا، وقد روي بإسناد أرجح منه عن الثوري، فجعله عن ابن عباس.

فقد أخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(2/ 162) من طريق يحيى بن آدم، والضياء في "المختارة"(10/ رقم 413) من طريق يحيى بن اليمان؛ كلاهما عن سفيان الثوري، عن موسى بن أبي عائشة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ في قوله تعالى:{أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} ؛ قال: أبو جهل.

(1)

يعني: "قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل، أم نزل به القرآن؟ " كما جاء في مصادر التخريج.

ص: 223