المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير سورة "والفجر - سنن سعيد بن منصور - تكملة التفسير - ط الألوكة - جـ ٨

[سعيد بن منصور]

فهرس الكتاب

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الواقِعَةِ

- ‌تَفسيرُ سورةِ الحَدِيدِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُجَادلةِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الحَشرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُمْتَحَنَةِ(1)

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الصَّفِّ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الجُمُعَةِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُنافِقِيَن

- ‌تَفسيرُ سُورةِ التَّغابُنِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الطَّلاقِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ التَّحرِيمِ

- ‌سُورةُ المُلكِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {ن وَالْقَلَمِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الحاقَّةِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {سَأَلَ سَائِلٌ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ نُوحٍ عليه السلام

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {قُلْ أُوحِيَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُزَّمِّلِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ المُدَّثِّرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {لَا أُقْسِمُ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالْمُرْسَلَاتِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالنَّازِعَاتِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {عَبَسَ وَتَوَلَّى}

- ‌تفسير {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ "وَالفَجرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {لَا أُقْسِمُ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1)}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالضُّحَى (1)}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {أَلَمْ نَشْرَحْ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1)}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {إِذَا زُلْزِلَتِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {وَالْعَادِيَاتِ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {أَلْهَاكُمُ}

- ‌نَفسيرُ سُورةِ الهُمَزَةِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {لإِيلَافِ قُرَيْشٍ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {أَرَأَيْتَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الكَوْثَرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}

- ‌تَفسيرُ سُورةِ النَّصْرِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ {تَبَّتْ}

- ‌تَفسيرُ سورةِ الصَّمَدِ

- ‌تَفسيرُ سُورةِ الفَلَقِ

- ‌تفسير {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}

- ‌[بابٌ جامعٌ في علومِ القُرآنِ]

الفصل: ‌تفسير سورة "والفجر

‌تَفسيرُ سُورةِ "وَالفَجرِ

"

[قولُهُ تعالى: {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)}]

[2449]

حدَّثنا سعيدٌ، نا نوحُ بنُ قيسٍ الحُدّانيُّ

(1)

، أنا عثمانُ بنُ مُحْصنٍ

(2)

؛ أنَّ ابنَ عبَّاسٍ كان يقولُ في: {وَالْفَجْرِ

(3)

(1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)

(1)

تقدم في الحديث [192] أنه ثقة، رمي بالتشيع.

(2)

ذكره البخاري في "تاريخه"(6/ 252)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(6/ 167)؛ ولم يذكرا فيه جرجًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 159)، قال أبو حاتم الرازي - كما في "الجرح والتعديل" لابنه -:"روايته عن ابن عباس مرسلة".

(3)

في الأصل: "الفجر" بلا واو.

[2449]

سنده ضعيف؛ لجهالة عثمان بن محصن، والانقطاع بينه وبين ابن عبّاس رضي الله عنه.

ونقله السيوطي في "الشماريخ في علم التاريخ"(ص 15 - 16) عن المصنِّف بسنده ومتنه، نحوه.

وعزاه في "الدر المنثور"(15/ 393) للمصنِّف والبيهقي في "الشعب" وابن عساكر.

وقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(3494)، وفي "فضائل الأوقات"(228)؛ من طريق المصنِّف.

ومن طريق البيهقي أخرجه ابن حجر في "الأمالي المطلقة"(ص 24).

وأخرجه ابن جرير في "تاريخه"(2/ 390) من طريق قتيبة بن سعيد، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 52) من طريق أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني؛ كلاهما عن نوح بن قيس، به.

وأخرج ابن جرير في "تفسيره"(24/ 344)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" - تعليقًا - (9/ 448 - 449)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 522)؛ من طريق سفيان الثوري، عن الأغر بن الصباح، عن خليفة بن حصين بن قيس، عن أبي نصر الأسدي، عن ابن عبّاس؛ قال:{وَالْفَجْر} : فجر النهار.=

ص: 329

قال: الفجرُ: هو المُحرَّمُ؛ فجرُ السَّنَةِ.

= والأثر في "تفسير مجاهد"(1996) من طريق آدم بن أبي إياس، عن قيس بن الربيع، عن الأغر بن الصباح، به، نحوه.

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وأبو نصر هذا هو: الأسود بن هلال".

وهذا خطأ من الحاكم رحمه الله؛ فإن الأسود بن هلال كنيته أبو سلَّام، وهو المحاربي، أدرك النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، وروى عن عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل وأبي هريرة رضي الله عنهم وغيرهم، وروى عنه إبراهيم النخعي وأشعث بن أبي الشعثاء وجامع بن شداد وعثمان بن عاصم الأسدي وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي وغيرهم، وهو ثقة، روى له البخاري ومسلم، توفي سنة أربع وثمانين من الهجرة.

انظر: "التاريخ الكبير"(1/ 449)، و"الجرح والتعديل"(9/ 448 - 449)، و"تهذيب الكمال"(3/ 231)، و"سير أعلام النبلاء"(4/ 257).

أما أبو نصر الأسدي، فروى عن ابن عبّاس رضي الله عنهما، وروى عنه خليفة بن حصين، وسئل عنه أبو زرعة الرازي؟ فقال:"كوفي ثقة"، وروى له البخاري تعليقًا عقب الحديث (5105) بعد أثر عكرمة عن ابن عبّاس:"إذا زنى بأخت امرأته لا تحرَّم عليه امرأته"؛ قال البخاري: "ويذكر عن أبي نصر أن ابن عباس حرَّمه، وأبو نصر هذا لم يُعرف بسماعه مِن ابن عباس".

وانظر: "الجرح والتعديل"(9/ 448 - 449)، و"تهذيب الكمال"(34/ 343)، و"تهذيب التهذيب"(4/ 597).

فالأثر ضعيف بهذا الإسناد أيضًا؛ للانقطاع بين أبي نصر الأسدي وابن عباس رضي الله عنهما.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(24/ 344) من طريق عطية بن سعد العوفي، عن ابن عبّاس؛ قال {وَالْفَجْر}: صلاة الفجر.

وعطية بن سعد العوفي، شيعي ضعيف، كان يدلس تدليسًا قبيخا؛ كما تقدم في تخريج الحديث [454].

ص: 330

[قولُهُ تعالى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3)}]

[2450]

حدَّثنا سعيدٌ، نا سُفْيانُ، عن محمّدِ بنِ المرتَفِعِ

(1)

، سَمع ابنَ الزُّبيرِ يقولُ: الشَّفْعُ قولُهُ: {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ}

(2)

، والوَتْرُ: اليومُ الثالثُ.

(1)

هو: محمّد بن المرتفع بن النضر بن الحارث بن علقمة العَبْدري القرشي، روى عن ابن الزبير، وروى عنه ابن جريج وسفيان بن عيينة وأبو سعيد بن عوذ البرّاد وعمر بن محمّد العمري، وهو ثقة؛ وثقه ابن سعد والإمام أحمد.

انظر: "الطبقات الكبرى"(8/ 39)، و "العلل ومعرفة الرجال"(2/ 309 رقم 2374)، و "التاريخ الكبير"(1/ 220)، و "الجرح والتعديل"(8/ 98)، و"الثقات"(5/ 359).

(2)

من الآية (203) من سورة البقرة.

[2450]

سنده صحيح.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 406) للمصنِّف وعبد الرزاق وابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

وقد ذكره الإمام أحمد - كما في "سؤالات ابن هانئ"(2228 و 2229) - عن ابن عيينة، به، بمعناه.

وأخرجه عبد الله بن وهب في "التفسير من الجامع"(1/ 49 رقم 107) - ومن طريقه ابن جرير في "تفسيره"(24/ 350) - عن عمر بن قيس المكي، وابن سعد في "الطبقات"(6/ 482)، والبخاري في "الكنى"(ص 35)، وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(ق 184/ أ، ب)؛ عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن أبي سعيد بن عوذ البراد المكي، والثعلبي في "تفسيره"(10/ 192) من طريق عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج؛ ثلاثتهم (عمر بن قيس، وأبو سعيد بن عوذ، وابن جريج) عن محمّد بن المرتفع، به، نحوه.

وتصحف: "أبو سعيد بن عوذ البراد" في المطبوع من "الكنى" للبخاري إلى: "أبو سعيد بن عوف البزاز"، وانظر:"شعب الإيمان"(5/ 305) للبيهقي؛ فقد نقل هذا النص عن "البخاري" وفيه: "عن أبي سعيد بن عوذ البراد".

وهو: أبو سعيد بن عوذ المكي، قال الدارقطني: "لا يعرف اسمه، مكي، =

ص: 331

[2451]

حدَّثنا سعيدٌ، نا جَريرٌ

(1)

، عن منصورٍ

(2)

، عن رجلٍ، عن مجاهدٍ؛ قال: الشَّفْعُ: الخَلْقُ، وَالوَتْرُ: اللهُ الواحدُ.

= يعتبر به".

وقال غيره: اسمه رجاء بن الحارث، روى عن مجاهد وغيره، وروى عنه يحيى بن المتوكل ومروان بن معاوية وأبو نعيم الفضل بن دكين وأبو أحمد الزبيري وآخرون. واختلفت في الرواية عن ابن معين؛ فروى ابن أبي مريم عنه قال:"أبو سعيد ليس به بأس"، وروى غيره عن ابن معين تضعيفه، وقال ابن عدي:"مقدار ما يرويه غير محفوظ".

ترجمته في: "الكنى" للبخاري (ص 35)، و"الجرح والتعديل"(3/ 501)، و"الكامل"(7/ 299)، و "سؤالات البرقاني"(ص 152 رقم 569/ طبعة دار الفاروق)، و "تاريخ الإسلام"(3/ 1020 - 1021/ تحقيق بشار عواد)، و"ميزان الاعتدال"(4/ 535)، و "لسان الميزان"(9/ 77 - 78).

وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" - كما في "تفسير ابن كثير"(14/ 339) - من طريق النعمان بن عبد السلام، والثعلبي في "تفسيره"(10/ 192 - 193)، والواحدي في "تفسيره"(4/ 480)؛ من طريق مروان بن معاوية الفزاري؛ كلاهما (النعمان، ومروان) عن أبي سعيد بن عوذ [وقد تصحف في هذه المصادر الثلاثة إلى: عوف]، قال: سمعت عبد الله بن الزبير، بنحوه هكذا ليس فيه ذكر لمحمّد بن المرتفع.

(1)

هو: ابن عبد الحميد، تقدم في الحديث [10] أنه ثقة.

(2)

هو: ابن المعتمر، تقدم في الحديث [10] أنه ثقة ثبَت.

[2451]

سنده ضعيف؛ لجهالة الراوي عن مجاهد، وهو صحيح عن مجاهد، وقد علقه البخاري في "صحيحه" بصيغة الجزم؛ كما سيأتي.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 404) للمصنِّف والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم؛ عن مجاهد: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3)} ؛ قال: كلُّ خَلْقِ اللّهِ شفعٌ؛ السماء والأرض، والبر والبحر، والإنس والجن، والشمس والقمر، ونحو هذا شفع، والوتر: اللهُ وحده.

وقد أخرجه الواحدي في "الوسيط"(4/ 479) من طريق موسى بن بحر، عن عَبِيدة بن حُميدٍ، عن منصور بن المعتمر، عن مجاهد، به. وزاد في آخره:"الصمد".=

ص: 332

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وموسى بن بحر، قال ابن حجر في "التقريب":"مقبول"؛ أي عند المتابعة وإلا فلين. وعَبيدة بن حميدٍ تقدَّم في الحديث [898] أنه: لا بأس به حسن الحديث، لكن خالفهما جرير بن عبد الحميد عند المصنِّف فرواه عن منصور، عن رجل، عن مجاهد، فروايته أرجح.

وأخرجه عبد الرزاق (9803)، والفاكهي في "أخبار مكة"(1/ 273)، وابن جرير في "تفسيره"(24/ 351) من طريق ابن جريج، قال: وكان مجاهدٌ يقول لقول الله تبارك وتعالى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3)} قال: الله الوتر، والشَّفْعُ: كلُّ زوجٍ. ولفظ ابن جرير أطول.

وأخرجه الفريابي في "تفسيره" - كما في "تغليق التعليق"(4/ 4) - عن ورقاء بن عمر، وابن جرير في "تفسيره"(24/ 351) من طريق عيسى بن ميمون وورقاء؛ كلاهما (ورقاء، وعيسى) عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.

والأثر في "تفسير مجاهد"(1998) من طريق ورقاء بن عمر، عن ابن أبي نجيح، به.

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 369)، وابن جرير في "تفسيره"(24/ 352) من طريق معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد؛ في قوله:{وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} ؛ قال: الخلق كله شفع ووتر، فأقسم بالخلق.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(24/ 352)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" - كما في "التوضيح لشرح الجامع الصحيح"(23/ 526)، و"تفسير ابن كثير"(8/ 392 - من طريق أبي يحيى القتات، وابن جرير أيضًا في الموضع السابق من طريق جابر بن يزيد الجُعفي، والخلعي في "التاسع عشر من الخلعيات" (1/ 39) - ومن طريقه ابن حجر في "تغليق التعليق"(4/ 366) - من طريق الحكم بن عتيبة، وابن حجر في "تغليق التعليق"(4/ 366) من طريق عبد الكريم الجزري؛ جميعهم (أبو يحيى، وجابر، والحكم، وعبد الكريم) عن مجاهد به.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(6/ 361 - الفتح)، و (8/ 701 - الفتح) عن مجاهد تعليقًا مجزومًا به فقال:"وقال مجاهدٌ: كلُّ شيءٍ خلقه فهو شفع؛ السَّماء شفع، والوتر الله تبارك وتعالى".

ص: 333

[2452]

حدَّثنا سعيدٌ، نا جَريرٌ

(1)

، عن مُغيرةَ

(2)

، عن إبراهيمَ؛ في قولِهِ:{وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} ؛ قال: الزَّوجُ والفَردُ.

[2453]

حدَّثنا سعيدٌ، نا خالدُ بنُ عبدِ اللهِ، عن مُغيرةَ، عن إبراهيمَ: الشَّفْعُ: الزَّوجُ، والوَتْرُ: الفَرْدُ.

[قولُهُ تعالى: {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ}]

[2454]

حدَّثنا سعيدٌ، نا خَلَفُ بنُ خَليفةَ

(3)

، نا هِلالُ بنُ خَبَّاب

(4)

؛ قال: سمعتُ مُجاهدًا يقولُ في قولِهِ: {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} ؛ قال: لِذِي عَقْلٍ.

(1)

هو: ابن عبد الحميد.

(2)

هو: ابن مقسم الضبي، تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن، إلا أنه يدلس عن إبراهيم النخعي، وهذا من روايته عنه، ولم يصرح فيها بالسماع.

[2452]

سنده ضعيف؛ لما تقدم عن حال مغيرة عن إبراهيم.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 404) للمصنِّف وعبد بن حميد وابن المنذر.

وقد ذكره أبو المظفر السمعاني في "تفسيره"(6/ 218) - معلقًا - عن هشيم، عن مغيره، به.

وسيأتي في الحديث التالي من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن مغيرة، به.

[2453]

سنده ضعيف؛ وهو طريق آخر للأثر السابق.

(3)

تقدَّم في الحديث [76] أنه صدوق، إلا أنه تغير في آخر عمره.

(4)

تقدم في الحديث [1503] أنه ثقة، تغيَّر قبل موته من الكبر.

[2454]

سنده ضعيف؛ لاختلاط خلف بن خليفة، وهلال بن خبَّاب. وهو صحيح عن مجاهد، كما سيأتي.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 409) للمُصنِّف وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي.

وقد أخرجه ابن أبي شيبة (26348) عن خلف بن خليفة، به.=

ص: 334

[قولُهُ تعالى: {كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18)}]

[2455]

حدَّثنا سعيدٌ، نا سُفيانُ، عن حُميدٍ الأعرجِ

(1)

، عن

= وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(24/ 360) عن الحسن بن عرفة، عن خلف بن خليفة، به.

وأخرجه ابن جرير أيضًا (24/ 359)، والبيهقي في "الشعب"(4331)؛ من طريق ورقاء بن عمر، وابن جرير في الموضع نفسه، من طريق عيسى بن ميمون الجرشي، وابن جرير (24/ 360)، والشاموخي في "جزئه"(25) من طريق إسرائيل بن يونس؛ جميعهم (عيسى، وورقاء، وإسرائيل) عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.

وسنده صحيح.

ووقع في الموضع الأخير من "تفسير الطبري": "إسرائيل، عن أبي يحيى"، وعلق المحقق في الحاشية عليه بقوله:"في الأصل: ابن أبي نجيح."، فإن صح ما في المطبوع فهو أبو يحيى القتَّات، تقدم في تخريج الحديث [1965] أنه لين الحديث، وإلا فالصواب:"ابن أبي نجيح"؛ كما جاء في الأصل المخطوط من "تفسير الطبري"، وهو الموافق لما رواه الشاموخي في "جزئه" من طريق إسرائيل، كما تقدم، وإسرائيل يروي عن أبي يحيى القتات وعن ابن أبي نجيح. فالله أعلم بالصواب.

(1)

هو: ابن قيس، تقدم في الحديث [31] أنه ثقة.

[2455]

سنده صحيح.

وقد روي مرفوعًا بإسناد ضعيف كما سيأتي.

فأخرجه أبو عمر الدوري في "جزء قراءات النبي"(125) عن محمد بن سعدان، والحاكم في "المستدرك"(2/ 255) من طريق أحمد بن صالح، كلاهما (محمد، وأحمد) عن أبي المطرف مغيرة بن مطرف، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه؛ أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يقرأ:{كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18)} ؛ كلُّهُنَّ بالياء. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه".

وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(3/ 527)، والدارقطني في "الأفراد"(2971/ أطراف الغرائب) من طريق عبد الله بن محمد المعروف =

ص: 335

= بـ"الضعيف"، عن أبي المطرف مغيرة بن مطرف، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، به مرفوعًا.

وقع في المطبوع من "طبقات المحدثين بأصبهان": "أبو سلمة، عن أبيه"، وذكر المحقق في الحاشية أن في "الأصل":"سالم، عن أبيه"، وما جاء في "الأصل" هو الصواب، وهو موافق لرواية عبد الله بن محمد الضعيف عند الدارقطني في "العلل"(4/ 275 - 276 رقم 559)، و "الأفراد"(2971/ أطراف الغرائب).

قال الدارقطني في الموضع السابق من "العلل": "وكلاهما غير محفوظ". وذكره الدارقطني في الموضع السابق من "الأفراد" من طريق عبد الله بن عمرو بن أمية، عن أبي المطرف، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، مرسلا، لم يذكر أباه.

ومدار الطريقين على أبي المطرف مغيرة بن مطرف وهو ضعيف؛ ذكره بحشل في "تاريخ واسط"(ص 181) ولم ينقل فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكر له الدارقطني في "العلل" (5/ 89 رقم 735) حديثًا رواه عن ابن ثوبان أخطأ فيه؛ لذلك ترجم له الذهبي في "المقتنى في سرد الكنى" (2/ 81) فقال:"المغيرة ابن مطرف الواسطي، عن ابن ثوبان، واهٍ"، وقد اختلف عليه في هذا الحديث كما سبق، والله أعلم.

(1)

رسم الناسخ في الأصل "يكرمون" بالياء المثناة التحتية، ولم ينقط ياء "يحضون" التي رسمها بلا ألف بعد الحاء.

وقد اختلف القراء في هاتين الآيتين والآيتين بعدهما: {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا} [الفَجر: 19 - 20] فقرأها جميعًا أبو عمرو ويعقوب - من العشرة - ومجاهد والحسن وأبو رجاء وقتادة وعاصم الجحدري ويحيى اليزيدي: "يُكْرِمُونَ، يَحُضُّونَ، يَأْكُلُونَ، يُحِبُّونَ"، بالياء المثناة التحتية؛ على الغيبة، في الجميع، وبضم الحاء بلا ألف بعدها في "يَحُضُّونَ".

وقرأها جميعًا باقي العشرة - وهم ثمانية - بالتاء المثناة الفوقية؛ على الخطاب: "تُكْرِمُونَ، تَحضُّونَ، تَأْكُلُون، تُحِبُّونَ"، واختلف هؤلاء الثمانية في إثبات الألف في "تَحَاضُّونَ" وحذفها، مع اتفاقهم على فتح التاء فيها، فأثبتها أبو جعفر المدني والكوفيون: عاصم وحمزة والكسائي وخلف، وحذفها - مع =

ص: 336

قولُهُ تعالى: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26)} ]

[2456]

حدَّثنا سعيدٌ، نا خالدُ بنُ عبدِ اللهِ، عن خالدٍ

(1)

، عن أبي قِلابةَ

(2)

، عمَّن سَمِع النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، أو مَن سَمِع مَن سَمِع النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقرأُ:{لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26)}

(3)

.

= ضم الحاء - نافع وابن كثير وابن عامر: "تَحُضُّونَ".

انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص 685)، و "المحرر الوجيز"(5/ 479 - 480)، و"البحر المحيط"(8/ 466)، و "النشر"(2/ 400)، و"إتحاف فضلاء البشر"(2/ 608 - 609)، و"معجم القراءات" للخطيب (10/ 425 - 428).

(1)

هو: ابن مهران الحذّاء، تقدم في الحديث [88] أنه ثقة يرسل.

(2)

هو: عبد الله بن زيد الجرْميّ، تقدم في الحديث [106] أنه ثقة فاضل، كثير الإرسال.

(3)

لم تضبط القراءة في الأصل. والقراءة المقصودة هنا بفتح الذال من {يُعَذِّبُ} والثاء من {يُوثِقُ} ؛ وبها قرأ الكسائي ويعقوب - من العشرة - والمفضل عن عاصم، والحسن وابن سيرين وابن أبي إسحاق وأبو حيوة وابن أبي عبلة وغيرهم. وقرأ باقي العشرة وعلي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهم وأبو عبد الرحمن السلمي وابن محيصن والأعمش واليزيدي - وهي قراءة الجمهور - بكسر هما: {يُعَذِّبُ

يُوثِقُ}. واختلف أيضا في "وثاقه": فقرأ الجمهور بفتح الواو: "وَثاقه"، وقرأ الخليل وأبو جعفر ونافع - في غير العشرة - وشيبة، بكسرها:"وِثاقه".

انظر: "معاني الفراء"(3/ 262)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص 685)، و "المبسوط" للأصبهاني (ص 471)، و "المحرر الوجيز"(5/ 481)، و"تفسير القرطبي"(22/ 283 - 284)، و"البحر المحيط"(8/ 467)، و"النشر في القراءات العشر"(2/ 400)، و"إتحاف فضلاء البشر"(2/ 609)، و"معجم القراءات" للخطيب (10/ 429 - 430).

[2456]

سنده ضعيف؛ لأنه إما مرسل، أو متصل في إسناده راوٍ مبهم غير الصحابي، حسب الاختلاف في إسناده الآتي ذكره.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 425 - 426) للمصنِّف وعبد بن حميد وابن جرير والبغوي والحاكم وصححه وأبي نعيم وابن مردويه؛ عن أبي قلابة، =

ص: 337

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عمن أقرأه النَّبيّ صلى الله عليه وسلم وفي رواية عن مالك بن الحويرث؛ أن النبيّ صلى الله عليه وسلم أقرأه، وفي لفظ: أقرأ أباه: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ} ؛ منصوبةَ الذال والثاء.

وقد اختلف على خالد الحذاء في هذا الحديث:

فأخرجه أبو جعفر النحاس في "إعراب القرآن"(5/ 225)، والثعلبي في "تفسيره"(10/ 252) من طريق علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد القاسم بن سلام، عن هشيم وعباد بن عباد، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عمن أقرأه النَّبيّ صلى الله عليه وسلم؛ هكذا من غير شك، وسيأتي عند المصنِّف في الحديث التالي من طريق هشيم وحده على الشك. وسيأتي من طريق عباد من غير شك.

وتصحف "هشيم" في "إعراب القرآن" إلى: "هشام"، وتصحف في "تفسير الثعلبي" إلى:"هيثم"، وتصحف فيه أيضًا "عباد بن عباد" إلى:"عناد بن عباد".

وقد أخرجه أبو داود (3997)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(ص 482 رقم 584)؛ من طريق حماد بن زيد، عن خالد الحذّاء، عن أبي قلابة، قال: أنبأني من أقرأه النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، أو من أقرأه من أقرأه النَّبيّ صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه أحمد (5/ 71 رقم 20691)، وأبو داود (3996)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(6/ 3145، رقم 7241) من طريق شعبة بن الحجاج، والفراء في "معاني القرآن"(3/ 262)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 255) من طريق عبد الله بن المبارك، ومحمّد بن الجهم في زوائده على "معاني القرآن" للفراء (3/ 262) عن عبد الوهاب الخفاف، وأبو عمر الدوري في "جزء قراءات النبي صلى الله عليه وسلم (126)، وأبو جعفر النحاس في "إعراب القرآن" (5/ 225)، والثعلبي في "تفسيره" (15/ 202)؛ من طريق عباد بن عباد المهلبي، وأبو عمر الدوري في "جزء قراءات النبي صلى الله عليه وسلم " (127) عن علي بن عاصم بن صهيب، وابن جرير في "تفسيره" (24/ 391 - 392) من طريق خارجة بن مصعب، والواحدي في "تفسيره" (4/ 486) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وذكره الدارقطني في "العلل" (14/ 67 رقم 3424) من طريق وهيب بن خالد ومحبوب بن الحسن؛ جميعهم (شعبة، وعبد الله بن المبارك، وعبد الوهاب الخفاف، وعباد بن عباد، وعلي بن عاصم، وخارجة بن مصعب، ويحيى بن أبي زائدة، ووهيب بن خالد، ومحبوب بن الحسن) =

ص: 338

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم

فذكره، وقال بعضهم: "عمن أقرأه النَّبيّ صلى الله عليه وسلم.

تنبيه: وقع التصريح بسماع أبي قلابة من شيخه في بعض هذه الطرق لكن لا يخلو شيء منها من ضعف.

وقع في بعض طبعات "سنن أبي داود" عقب هذا الحديث أنه قال: "بعضهم أدخل بين خالد وبين أبي قلابة رجلًا"، وهي غير موجودة في طبعات أخرى من الكتاب، ولم يذكرها المزي في تحفة الأشراف، والظاهر أنها محرفة فإننا لم نقف على رواية فيها واسطة بين خالد الحذاء وأبي قلابة.

وأخرجه الدارقطني في "الأفراد"(4402/ أطراف الغرائب) من طريق مسدد بن عطاء، عن خالد الحذِاء، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث، أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أقرأه:{فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ} .

وسنده ضعيف جدًّا؛ مسدد بن عطاء لم نقف له على ترجمة.

وأخرجه ابن منده في "معرفة الصحابة"(1/ 422 رقم 231)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2/ 819، رقم 2147) من طريق عبيد الله بن موسى، عن سليمان الخوزي، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث؛ أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أقرأ أباه.

ولفظ أبي نعيم: "أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قرأ".

وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(19/ رقم 643)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 627)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2/ 819 رقم 2148)؛ ثلاثتهم من طريق سويد بن سعيد، عن عبيد بن عقيل، عن أبي محمد سليمان بن أبي سليمان القافلاني، عن عاصم بن العجاج الجحدري، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث؛ أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أقرأ أباه.

وقع عند الحاكم: "أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أقرأه"، وعند أبي نعيم:"أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قرأ".

وهذه كلها أسانيد شديدة الضعف؛ سليمان الخوزي: ذكره البخاري في "التاريخ الكبير"(4/ 9)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(4/ 154)؛ ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 388)، وقال العقيلي في "الضعفاء الكبير" (2/ 125):"لا يتابع على حديثه"، وسماه بحشل في "تاريخ واسط" (ص 183): "سليمان بن يزيد الخوزي، أخو=

ص: 339

[2457]

حدَّثنا سعيدٌ، نا هُشيمٌ، نا خالدٌ الحَذَّاءُ، عن أبي قِلابةَ، عمَّن أَقرَأَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، أو مَن أَقرأَهُ مَن أَقرأَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:{لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ}

(1)

.

= "إبراهيم بن يزيد الخوزي"، وانظر: ميزان الاعتدال (2/ 230)، ولسان الميزان (4/ 183 - 184).

وأما سليمان القافلاني، فهو: سليمان بن محمد، أبو محمّد القافلاني، وقيل: أبو الربيع، قال ابن المديني:"ليس بشيء"، نقل ذلك أبو نعيم في "الضعفاء" (ص 87). وقال في "سؤالات محمّد بن عثمان بن أبي شيبة" (ص 67):"ضعيفًا ضعيفًا [كذا]، ليس بشيء". وقال ابن معين في "تاريخه"(4/ 129 رقم 3528 - رواية الدوري): "ضعيف". وقال ابن عدي: "لا أرى بحديثه بأسًا إذا روى عنه ثقة".

وانظر: "التاريخ الكبير"(4/ 34)، و"الضعفاء الكبير"(2/ 136)، و"الكامل"(3/ 260)، و"تعجيل المنفعة"(1/ 614 رقم 419).

وقد جمع الدارقطني بينهما فجعلهما شخضا واحدً، كما سيأتي، وقال ابن الجوزي في ترجمة القافلاني من "الضعفاء والمتروكين" (2/ 21):"روى عنه عبيد اللّه بن موسى، فقال: "سليمان الخوزي".

قال الدارقطني في "العلل"(14/ 66 - 67 رقم 3424): "يرويه خالد الحذاء عن أبي قلابة، واختلف عنه: فرواه سليمان الخوزي - وهو القافلائي [كذا في المطبوع]- والعباس بن الفضل الأنصاري قاضي الموصل ومسدد بن عطاء، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث، وخالفهم شعبة ووهيب وحماد بن زيد وعبد الله بن المبارك وعباد بن عباد ومحبوب بن الحسن والخفاف؛ رووه عن خالد، عن أبي قلابة، عمن أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسموه وهو المحفوظ".

[2457]

سنده ضعيف كسابقه.

(1)

لم تضبط القراءة في الأصل، والقراءة المقصودة بفتح الذال والثاء، وتقدم تخريج القراءة في التعليق على الحديث السابق.

ص: 340

[قولُهُ تعالى: {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27)}]

[2458]

حدَّثنا سعيدٌ، نا إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ

(1)

، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مُجاهدٍ؛ في قولِهِ:{يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27)} ؛ قال: المُخْبِتةُ.

(1)

هو: ابن عُلَيَّة، تقدم في الحديث [59] أنه ثقة حافظ.

[2458]

سنده صحيح، وانظر الأثر الثالي.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 429) للفريابي وعبد بن حميد.

وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(24/ 395) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن إسماعيل بن علية، به.

وأخرجه ابن جرير أيضًا (24/ 394) من طريق عيسى بن ميمون وورقاء بن عمر، عن ابن أبي نجيح، به، وزاد فيه:"والمُطْمَئِنَّةُ إلى اللهِ".

والأثر في تفسير مجاهد (2004) من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.

وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء"(1/ 297، رقم 515)، وابن بطة في "الإبانة"(1731/ كتاب القدر)، والخطيب في "الموضح لأوهام الجمع والتفريق"(1/ 380 - 381)؛ من طريق الحجاج بن المنهال، والثعلبي في "تفسيره"(10/ 203) من طريق سوّار بن عبد الله القاضي؛ كلاهما (حجاج، وسوَّار) عن المعتمر بن سليمان، قال: سمعت إبراهيم أبا إسماعيل يحدث عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد؛ في قوله:{يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27)} ؛ قال: الراضية بقضاء الله، التي علمت أن ما أصابها لم يكن ليخطئها وما أخطأها لم يكن ليصيبها.

وأخرجه الواحدي في "تفسيره"(4/ 487) من طريق محمّد بن حاتم، عن إبراهيم بن نافع المكي، عن ابن أبي نجيح، به، باللفظ السابق.

وسقط من المطبوع من "الكنى والأسماء" للدولابي ذكر المعتمر بن سليمان، ووقع عنده:"إبراهيم، قال: أنبأ إسماعيل" بدل: "إبراهيم أبا إسماعيل"، وهو تصحيف من النساخ؛ لأنه أورده في الكلام عمن كنيته أبو إسماعيل. والله أعلم.

ووقع في المطبوع من "تفسير الثعلبي": "إبراهيم بن إسماعيل"، وهو تحريف أيضًا صوابه:"إبراهيم أبي إسماعيل".

وإبراهيم أبو إسماعيل، هو: إبراهيم بن يزيد الخوزي؛ كما بينه الخطيب في الموضع السابق من "الموضح"، وهو متروك الحديث؛ كما في "التقريب".

ص: 341

[2459]

حدَّثنا سعيدٌ، نا سُفيانُ

(1)

، عن مَنصورٍ

(2)

، عن مُجاهدٍ؛ قال: التي أَيقنتْ بلقاءِ اللهِ عز وجل، وضَربتْ لذلك جَأشًا

(3)

.

* * *

(1)

هو: ابن عيينة.

(2)

هو: ابن المعتمر، تقدم في الحديث [10] أنه ثقة ثبت.

[2459]

سنده صحيح، وانظر الأثر السابق.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 428) للمصنِّف والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(24/ 395) عن سعيد بن الربيع الرازي، عن سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه ابن جرير (24/ 394، 395) من طريق سفيان الثوري، وابن جرير أيضًا في (24/ 394)، وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 283)، والواحدي في "الوسيط"(4/ 486 - 487)؛ من طريق جرير بن عبد الحميد؛ كلاهما (الثوري، وجرير) عن منصور، به، بنحوه.

(3)

الجَأْشُ: نفسُ الإنسانِ، وقيل: قلبُه، وقيل: رباطه، وقيل: شدته عند الشيء يسمعه لا يدري ما هو. والرابط الجَأشِ: الذي يَرْبِطُ نفسَه عن الفِرار يَكُفُّها؛ لجُرْأَتِه وشَجاعَته. وضرب للأمر جأشًا: وطَّن نفسَهُ صابرًا عليه. والمعنى: أنها قَرَّتْ يَقينًا واطمَأنَّت؛ كما يضربُ البعيرُ بصدره الأرضَ إذا بَرَكَ وسَكَن.

"تهذيب اللغة"(11/ 135)، و"الفائق"(2/ 33)، و"إكمال الإعلام بتثليث الكلام" لابن مالك (2/ 375)، و"تاج العروس"(ج أش).

ص: 342