الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَفسيرُ سُورةِ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}
[قولُهُ تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)}]
[2494]
حدَّثنا سعيدٌ، نا سُفْيانُ، عن عَمرِو بنِ دينارٍ، عن عُبيدِ بنِ عُمَيرٍ
(1)
، قال: جاء جبريلُ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال له:"اقْرَأْ"، فقال: "وَمَا أَقْرَأُ؟! فَوَاللهِ مَا أَنَا بِقَارٍ
(2)
"، فقال: "اقْرَأْ"، قال:
(1)
تقدم في الحديث [635] أنه تابعي ثقة.
(2)
كذا في الأصل "وهي صحيحة" من قَرَيْتُ الصحيفةَ، لغة في "قرأتها". "تاج العروس"(ق ري).
[2494]
سنده ضعيف؛ لإرساله، لكنه يتقوى بشواهده.
وعزاه السيوطي في "الإتقان"(1/ 75) للمصنِّف، وساقه بسنده ومتنه - إلا أن فيه سقطًا؛ لانتقال النظر - وعزاه لابن أُشته أيضًا في كتاب "المصاحف" عن عبيد.
وعزاه في "الدر المنثور"(15/ 522) لابن أبي شيبة وعبد بن حميد مختصرًا.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 385) عن سفيان بن عيينة، به، مختصرًا.
وأخرجه ابن سعد (1/ 166)، وابن أبي شيبة (30723 و 36824 و 36825)، والبلاذري في "أنساب الأشراف"(1/ 110)، وابن جرير في "تفسيره"(24/ 530 و 531)، وابن أبي داود في "المصاحف"(252)؛ من طريق شعبة، عن عمرو، به، مختصرًا.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 384) عن معمر، عن عمرو بن دينار والزهري مرسلًا - ليس فيه عبيد بن عمير - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بحراء، إذ أتاه ملك بنمط من ديباج فيه مكتوب:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} إلى قوله: {مَا لَمْ يَعْلَمْ} .
ورواه ابن إسحاق في "السيرة"(1/ 236 بتهذيب ابن هشام) فقال: حدثنا وهب بن كيسان، عن عبيد
…
، فذكره مطولًا جدًّا.
وأصل الحديث صحيح متفق على صحته من حديث عائشة رضي الله عنهما الطويل في قصة بدء الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه: قالت: كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حُبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه - وهو التعبد - =
"وَمَا أَقْرَأُ؟ " فقال: "اقْرَأْ"، قال:"ومَا أَقْرَأُ؟ " فَغَتَّهُ
(1)
بِنَمَطٍ
(2)
، فقال:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} ؛ فكأنه يقولُ: هو أولُ ما أُنزلَ.
[قولُهُ تعالى: {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)}]
[2495]
حدَّثنا سعيدٌ، نا سُفْيانُ، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مُجاهدٍ؛ قال: أقربُ ما يكونُ العبدُ من ربَّهِ إذا كان ساجدًا؛ أَلَمْ تسمعْ إلى قولِهِ: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} ؟!
= الليالي أولات العدد قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى فجأه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ، قال:"ما أنا بقارئ"، قال:"فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ"، قال:"قلت: ما أنا بقارئ"، قال: "فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)} [العَلق: 1 - 5].
(1)
الغَتُّ: حبس النفس مدة وإمساك اليد أو الثوب على الفم والخنق خنفًا؛ غَتَّه يغُتُّه غَتًّا. ويقال بالطاء: "غطه"، في الخنق وتغييب الرأس في الماء. وقد رويت أيضًا بالطاء. قال في "النهاية". (3/ 342):"الغت والغط سواء؛ كأنه أراد عصرني عصرًا شديدًا حتى وجدت منه المشقة؛ كما يجد من يغمس في الماء قهرًا". انظر: "مشارق الأنوار"(2/ 133)، و"تاج العروس"(غ ت ت).
(2)
كذا وقع في الأصل: "فغته بنمط"، ووقع سقط في "الإتقان" وفي بقية المصادر جاء الأثر مختصرًا.
وعند عبد الرزاق في "تفسيره" - ونحوه عند ابن إسحاق في "السيرة" -: "أتاه ملك بنمط من ديباج".
والنمط: نوع من الفُرُش والبُسُط، والنمط: ثوب صوف يُطرح على الهودج له خمل رقيق، وقال الأزهري: هو ضرب من الثياب المصبَّغة. "تاج العروس"(ن م ط).
[2495]
سنده صحيح. =
[2496]
حدَّثنا سعيدٌ، نا هُشَيمٌ، نا خالدٌ
(1)
ومنصورٌ
(2)
، عن ابنِ سِيرينَ؛ قال: كانُوا يَستَحِبُّونَ
(3)
الرَّجلَ
(4)
إذا اغتسلَ أن يصلِّيَ ركعتين، ثم يَدعُوَ.
وزاد خالدٌ في حديثِهِ عن ابنِ سيرينَ: إنَّ أقربَ ما يكونُ العبدُ من ربِّهِ إذا كان طاهرًا.
* * *
= وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 531) للمصنِّف وعبد الرزاق وابن المنذر.
وقد أخرجه الشافعي في "الأم"(238) - ومن طريقه ابن عبدويه في "أحكام القرآن من رواية الشافعي"(70)، والبيهقي في "المعرفة"(3548) - وعبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 385)؛ كلاهما (الشافعي، وعبد الرزاق) عن سفيان بن عيينة به.
وصح من حديث أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء"؛ رواه مسلم (482)
(1)
هو: خالد بن مهران الحذاء، تقدم في الحديث [88] أنه ثقة.
(2)
هو: ابن زاذان، تقدم في الحديث [57] أنه ثقة عابد.
[2496]
سنده صحيح عن ابن سيرين.
(3)
في الأصل يشبه أن تكون: "يستحون".
(4)
كذا في الأصل. والجادة: "للرجل". فإن لم يكن ما في الأصل تصحيفًا فإنه يخرج على نصب "الرجل" على نزع الخافض. وانظر في ذلك: التعليق على الحديث [1776].