الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
191 - مُحَمَّدُ بنُ أَسَدِ بنِ عَلِيٍّ أَبُو الحُسَيْنِ البَغْدَادِيُّ *
الإِمَامُ، المُقْرِئُ، شَيْخُ الكِتَابَة، وَكبِير المُجَوِّدِيْنَ بِالعِرَاقِ، أَبُو الحُسَيْنِ (1) البَغْدَادِيُّ، البَزَّازُ، الكَاتِبُ، شَيْخُ ابْنِ البَوَّاب.
سَمِعَ مِنْ: جَعْفَر الخُلْدِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ النَّجَّاد.
رَوَى عَنْهُ الخَطِيْبُ، وَقَالَ: كَانَ صَدُوْقاً، تُوُفِّيَ سَنَةَ عَشْرٍ وَأَرْبَع مائَة فِي أَوِّلِ السَّنَة (2) .
قُلْتُ: انْتَهَى إِلَيْهِ حسنُ الخَطّ، وَلَكِنْ أَربَى عَلَيْهِ تِلْمِيْذُهُ أَبُو الحَسَنِ (3) .
192 - عَلِيُّ بنُ هِلَالٍ ابْنُ البَوَّابِ البَغْدَادِيُّ **
مَوْلَى مُعَاوِيَة بن أَبِي سُفْيَانَ الأُمَوِيّ.
وَكَانَ ابْنُ البَوَّاب (4) دَهَّاناً يُجِيْدُ التَّزْوِيْق.
(*) تاريخ بغداد 2 / 83، المنتظم 7 / 296، وفيات الأعيان 3 / 342، 343، الوافي بالوفيات 2 / 201، البداية والنهاية 12 / 14 ضمن ترجمة ابن البواب، وقد تحرف اسمه فيه إلى عبد الله بن محمد بن أسد، مفتاح السعادة 1 / 85، 86.
(1)
كناه ابن خلكان في " الوفيات " أبا عبد الله.
(2)
" تاريخ بغداد " 2 / 83.
(3)
وهو علي بن هلال ابن البواب، صاحب الترجمة التالية.
(* *) المنتظم 8 / 10، معجم الأدباء 15 / 120 - 134، وفيات الأعيان 3 / 342 - 344، دول الإسلام 1 / 246، العبر 3 / 113، البداية والنهاية 12 / 14، 15، صبح الاعشى 3 / 13، النجوم الزاهرة 4 / 257، 258، مفتاح السعادة 1 / 85، 86، شذرات الذهب 3 / 199، دائرة المعارف الإسلامية 1 / 103.
(4)
قال ابن خلكان: ويقال له: ابن الستري أيضا، لان أباه كان بوابا، والبواب ملازم ستر الباب، فلهذا نسب إليه.
وَصَحِبَ أَبَا الحُسَيْن بن سَمْعُوْنَ الوَاعِظَ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي عُبَيْد اللهِ المَرْزُبَانِيّ، وَقَرَأَ النَّحْو عَلَى أَبِي الفَتْحِ بنِ جِنِّي.
وَبَرَعَ فِي تَعْبِيْرِ الرُّؤيَا، وَقَصَّ عَلَى النَّاسِ بِجَامع المَنْصُوْر، وَلَهُ نَظْمٌ وَنَثَرٌ وَإِنْشَاءٌ.
قَالَ ابْنُ خَلِّكَان: هَذَّبَ ابْنُ البَوَّاب طَرِيْقَةَ ابْنِ مُقْلَة (1) ، وَنَقَّحَهَا، وَكَسَاهَا طَلَاوَةً وَبَهْجَةً (2) .
وَكَانَ يُذْهِبُ إِذْهَاباً فَائِقاً، وَكَانَ فِي أَوَّلِ أَمْرِهِ مُزَوِّقاً يُصَوِّرُ الدُّور فِيْمَا قِيْلَ، ثُمَّ أَذْهَبَ الكُتُبَ، ثُمَّ تَعَانَى الكِتَابَة، فَفَاق الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ فِيْهَا، وَنَادم الوَزِيْرَ فَخْرَ المُلك أَبَا غَالِب.
وَقِيْلَ: وَعَظَ بِجَامع المَنْصُوْر، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ فِي عَصْرِهِ ذَاكَ النِّفَاقُ الَّذِي تَهَيَّأَ لَهُ بَعْد مَوْتِهِ، لأَنَّهُ وَجَدَ بِخَطِّهِ وَرَقَةٌ قَدْ كَتَبَهَا إِلَى كَبِيْرٍ يَسْأَلُهُ فِيْهَا مُسَاعَدَةَ صَدِيْقٍ لَهُ بِشَيْءٍ لَا يُسَاوِي دِيْنَارَيْنِ، وَقَدْ بَسَطَ القَوْلَ فِيْهَا نَحْو السَّبْعِيْنَ سَطْراً، وَقَدْ بِيْعَتْ بَعْدَ ذَلِكَ بِسبعَة عشر دِيْنَاراً إِمَامِيَّة (3) .
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ البَنَّاء: حَكَى لِي أَبُو طَاهِرٍ بنُ الغُبَارِي أَنَّ الحَسَنَ بنَ البَوَّاب أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ سَهْلَان (4) اسْتدَعَاهُ، فَأَبَى، وَتَكَرَّرَ
(1) المتوفى سنة 328، مرت ترجمته في الجزء الخامس عشر، وهو أبو علي محمد بن علي بن حسن بن مقلة الكاتب.
(2)
" وفيات الأعيان " 3 / 342.
(3)
انظر " معجم الأدباء " 15 / 121، 122، وفيه قال ياقوت: وبلغني أنها بيعت مرة أخرى بخمسة وعشرين دينارا.
وقد ذكر بروكلمان أن في مكتبة لاللي رقم (5) مصحفا بخطه بالقلم الريحاني، وفي مكتبة آيا صوفيا ديوان لسلامة بن جندل كتبه سنة 408. " تاريخ الأدب العربي " 4 / 331.
(4)
هو الحسن بن الفضل بن سهلان، أبو محمد، وزير سلطان الدولة، وهو الذي بنى =
ذَلِكَ.
قَالَ: فَمَضَيْتُ إِلَى أَبِي الحَسَنِ بنِ القَزْوِيْنِيّ، وَقُلْتُ: مَا يُنْطِقُهُ اللهُ بِهِ أَفْعَلُهُ، فَلَمَّا دَخَلْتُ، قَالَ:
يَا أَبَا الحَسَنِ: اصْدُقْ وَالقَ مَنْ شِئْتَ.
فَعُدْتُ، فَإِذَا عَلَى بَابِي رسُلُ الوَزِيْر، فَمَضَيْتُ مَعَهُم، فَلَمَّا دَخَلْتُ، قَالَ: مَا أَخَّرَكَ عَنَّا؟
فَاعْتَذَرْتُ، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ مَنَاماً.
فَقُلْتُ: مَذْهَبِي تَعْبِيْرُ المَنَامِ مِنَ القُرْآن.
فَقَالَ: رَضِيْتُ.
قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ قَدِ اجْتَمَعَا وَسَقَطَا فِي حَجْرِي.
قَالَ وَعِنْدَهُ فَرَحٌ بِذَلِكَ: كَيْفَ يَجْتَمِعُ لَهُ المُلْكُ وَالوزَارَة؟
قُلْتُ: قَالَ اللهُ - تَعَالَى -: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ، يَقُوْلُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ المَفَرُّ، كَلَاّ لَا وَزَرَ} [القِيَامَة:9 - 11] وَكَرَّرْتُ عَلَيْهِ هَذَا ثَلَاثاً.
قَالَ: فَدَخَلَ إِلَى حُجْرَةِ النِّسَاء، وَذَهَبْتُ، فَلَمَّا كَانَ بَعْد ثَلَاثٍ، انْحَدَرَ إِلَى وَاسط عَلَى أَقْبَحِ حَالٍ، وَكَانَ قَتْلُه هُنَاكَ.
قَالَ الخَطِيْبُ: ابْنُ البَوَّاب صَاحِبُ الخَطّ لَا أَعْلَمُهُ رَوَى شَيْئاً (1) .
أَبُو غَالِبٍ بن الخَالَة: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ نَصْرٍ الكَاتِبُ، حَدَّثَنِي أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ هِلَال ابْنُ البَوَّاب - فَذَكَرَ حِكَايَةً مَضْمُوْنُهَا: أَنَّهُ ظَفرَ بِرَبْعَةٍ ثَلَاثِيْنَ جُزْءاً فِي خِزَانَة بَهَاء الدَّوْلَة بخطّ أَبِي عَلِيٍّ بنِ مُقْلَة، تَنْقُصُ جُزءاً، وَأَنَّهُ كَتَبَهُ وَعَتَّقَهُ، وَقلع جِلداً مِنَ الأَجزَاء، فَجَلَّدَهُ بِهِ.
وَاسْتَجَدَّ جِلْداً للجُزء الَّذِي قَلَعَ عَنْهُ، فَاخْتَفَى الجُزء الَّذِي كتبه عَلَى حُذَّاق الكُتَّاب (2) .
= سور الحائر بمشهد الحسين بكربلاء، وكان من كبار الشيعة، مات في الحبس سنة 414 هـ. انظر " الكامل " 9 / 305 - 308، و332، و" النجوم الزاهرة " 4 / 259.
(1)
انظر " العبر " 3 / 113، و" شذرات الذهب " 3 / 199.
(2)
انظر الخبر مفصلا في " معجم الأدباء " 15 / 122 - 124.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الهَمَذَانِيّ: تُوُفِّيَ ابْنُ البَوَّاب صَاحِبُ الخَطِّ الحَسَن فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
وَقَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ فِي وَفَاته كَذَلِكَ، وَقَالَ: كَانَ مِنْ أَهْلِ السّنَة.
قُلْتُ: عبثَ بِهِ شَاعِرٌ، فَقَالَ:
هَذَا وَأَنْتَ ابْنُ بَوَّابٍ وَذُو عَدَمٍ
…
فَكَيْفَ لَوْ كُنْتَ رَبَّ الدَّارِ وَالمَالِ (1)
وَلأَبِي العَلَاءِ المَعَرِيّ:
وَلَاحَ هِلَالٌ مِثْلَ نُوْنٍ أَجَادَهَا
…
بِمَاءِ النَّضَارِ الكَاتِبُ ابْنُ هِلَالِ (2)
وَقَدْ رثَاهُ الشَّرِيْفُ المُرْتَضَى بِقَوْله:
رُدِّيْتَ يَا ابْنَ هِلَالٍ وَالرَّدَى عَرَضٌ
…
لَمْ يُحْمَ مِنْهُ عَلَى سُخْطٍ لَهُ البَشَرُ
مَا ضَرَّ فَقْدُكَ وَالأَيَّامُ شَاهِدَةٌ
…
بِأَنَّ فَضْلَكَ فِيْهَا (3) الأَنْجُمُ الزُّهُرُ
أغْنَيْتَ فِي الأَرْضِ وَالأَقْوَامِ كُلِّهِم
…
مِنَ المَحَاسِنِ مَا لَمْ يُغْنِهِ المَطَرُ فلِلْقُلُوْبِ الَّتِي أَبْهَجْتَهَا حَزَنٌ
…
وَلِلْعُيُونِ الَّتِي أَقْرَرْتَهَا سَهَرُ
وَمَا لِعَيْشٍ وَقَدْ (4) وَدَّعْتَهُ أَرَجٌ
…
وَلَا لِلَيْلٍ وَقَدْ (4) فَارَقْتَهُ سَحَرُ
وَمَا لَنَا بَعْدَ أَنْ أَضْحَتْ مَطَالِعُنَا
…
مَسْلُوْبَةً مِنْكَ أَوْضَاعٌ (5) وَلَا غُرَرُ (6)
قَالَ ابْنُ خَلِّكَان: رَوَى الكَلْبِيُّ وَالهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ أَنَّ النَّاقِلَ للكِتَابَة
(1) البيت في " معجم الأدباء " 15 / 125 و" النجوم الزاهرة " 4 / 258.
(2)
البيت في " معجم الأدباء " 15 / 128.
(3)
في " معجم الأدباء ": " فيه ".
(4)
في " معجم الأدباء "" إذا " بدل " وقد " في الموضعين من البيت.
(5)
في " معجم الأدباء " أوضاح.
(6)
الابيات في " معجم الأدباء " 15 / 134.
العَرَبِيَّة مِنَ الحِيْرَةِ إِلَى الحِجَاز هُوَ حَرْبُ بنُ أُمَيَّةَ.
فَقِيْلَ لأَبِي سُفْيَانَ: مِمَّنْ أَخَذَ أَبُوكَ الكِتَابَة؟
قَالَ: مِنِ ابْنِ سِدْرَة، وَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ أَخَذَهَا مِنْ وَاضعهَا مرَامر بنِ مُرَّةَ.
قَالَ: وَكَانَتْ لِحِمْيَر كِتَابَةٌ تُسَمَّى المُسْنَد، حُرُوْفُهَا مُنْفَصِلَةٌ، غَيْرُ (1) مُتَّصِلَة، وَكَانُوا يَمْنعُوْنَ العَامَّةَ مَنْ تَعَلُّمِهَا، فَلَمَّا جَاءَ الإِسْلَامُ، لَمْ يَكُنْ بجَمِيْع اليَمَن مَنْ يَقْرَأ وَيَكَتُب.
قُلْتُ: هَذَا فِيْهِ نَظَرٌ، فَقَدْ كَانَ بِهَا خَلْقٌ مِنْ أَحْبَار اليَهُوْدِ يَكْتُبُوْنَ بِالعبرَانِي
…
إِلَى أَنْ قَالَ: فَجَمِيْعُ كِتَابَات الأُمَم اثْنَتَا عَشْرَةَ كِتَابَةً، وَهِيَ: العَرَبِيَّةُ، وَالحِمْيَرِيَّةُ، وَاليُوْنَانيَّة، وَالفَارِسِيَّة، وَالرُّوْمِيَّةُ، وَالسِّرْيَانيَّة، وَالقِبْطِيَّة، وَالبَرْبَريَّة، وَالأَنْدَلُسِيَّة، وَالهِنْدِيَّةُ، وَالصِّيْنِيَّةُ، وَالعِبْرَانِيَّة، فَخَمْسٌ مِنْهَا ذَهَبَتْ: الحِمْيَرِيَّةُ، وَاليُوْنَانِيَّةُ، وَالقِبْطِيَّةُ، وَالبَرْبَرِيَّةُ، وَالأَنْدَلُسِيَّةُ.
وَثَلَاثٌ لَا تُعْرَفُ بِبِلَادِ الإِسْلَام: الرُّوْمِيَّةُ، وَالصِّيْنِيَّةُ، وَالهِنْدِيَّةُ (2) .
قُلْتُ: الكِتَابَةُ مُسَلَّمَةٌ لابْنِ البَوَّاب، كَمَا أَنَّ أَقرأَ الأُمَّةِ أُبَيُّ بنُ كَعْب، وَأَقْضَاهُم عَلِيٌّ، وَأَفْرَضَهُم زَيْد، وَأَعْلَمَهُم بِالتَّأْوِيْلِ ابْنُ عَبَّاس، وَأَمِيْنَهُم أَبُو عُبَيْدَةَ، وَعَابِرَهُم مُحَمَّدُ بنُ سِيْرِين، وَأَصْدَقَهُم لَهْجَة أَبُو ذَر، وَفَقِيْهَ الأُمَّةِ مَالِك، وَمُحَدِّثَهُم أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَلُغَويّهُم أَبُو عُبَيْدٍ، وَشَاعِرَهُم أَبُو تَمَّام، وَعَابدَهُم الفُضَيْل، وَحَافِظَهُم سُفْيَانُ الثَّوْرِيّ، وَأَخْبَاريَّهُم الوَاقِدِيُّ، وَزَاهِدَهُم مَعْرُوفٌ الكَرْخِيّ، وَنَحْويَّهُم
(1) ما بين معقوفين مستدرك من " وفيات الأعيان ".
(2)
أنظر " وفيات الأعيان " 3 / 344.