الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحِمْصِيِّ الصَّفَّار، وَحَمْزَةَ الكِنَانِيّ، وَالحُسَيْنِ بن إِبْرَاهِيْمَ الفَرَائِضي الدِّمَشْقِيّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الحَبَّال، وَسَمِعَ مِنْهُ الحَبَّالُ (السِّيْرَةَ) تَهْذِيْبَ ابْنِ هِشَام، وَإِنَّمَا يُعْرف الحَبَّالُ بروَايته للسِّيْرَة عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ النَّحَاس.
مَاتَ: ابْنُ مَرْزُوْق سَنَة ثَمَان عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة رحمه الله.
257 - ابْنُ المَغْرِبِيِّ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ المِصْرِيُّ *
الوَزِيْرُ، الأَدِيْبُ، البَلَيْغُ، أَبُو القَاسِمِ الحُسَيْنُ ابْنُ الوَزِيْرِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ (1) بنِ مُحَمَّدٍ المِصْرِيُّ، المَعْرُوفُ: بِابْنِ المَغْرِبِيِّ.
قَتَلَ الحَاكِمُ أَبَاهُ وَعَمَّه وَإِخْوَتَهُ، فَهَرَبَ هَذَا وَنَجَا، فَأَجَارَهُ أَمِيْرُ العَرَبِ حَسَّانُ بنُ مُفَرِّج الطَّائِيُّ، فَامْتَدَحَهُ، وَأَخَذَ صِلَاتِهِ (2) .
رَوَى عَنِ: الوَزِيْر جَعْفَر بن حِنْزَابه.
وَعَنْهُ: وَلَدُهُ عَبْدُ الحَمِيْدِ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الطَّيِّب الفَارِقِي.
(*) الرجال للنجاشي: 51، دمية القصر 1 / 115 - 120، الإشارة إلى من نال الوزارة: 47، الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة: القسم الرابع / المجلد الثاني / 475 - 515، المنتظم 8 / 32، 33، معجم الأدباء 10 / 79 - 90، الكامل في التاريخ 9 / 321، 331، 335، 362، بغية الطلب 5 / 14 - 30، وفيات الأعيان 2 / 172 - 177، المختصر في أخبار البشر 2 / 155، تتمة اليتيمة 1 / 24، العبر 3 / 128، تتمة المختصر 1 / 507، البداية والنهاية 12 / 23، أعتاب الكتاب 206، لسان الميزان 2 / 301، فحول البلاغة 189، شذرات الذهب 3 / 210، تهذيب تاريخ دمشق 4 / 312 - 314، النجوم الزاهرة 4 / 266، الدرة المضية 6 / 309 - 312.
(1)
في " معجم الأدباء ": " الحسن " بدل " الحسين ".
(2)
انظر " وفيات الأعيان " 2 / 174، 175 و" معجم الأدباء " 10 / 80، 81.
وَوَزَرَ لِصَاحِب مَيَّافَارِقِيْن أَحْمَدَ بنِ مَرْوَانَ (1) .
وَلَهُ نَظْمٌ فِي الذّروَة (2) ، وَرَأْيٌ وَدهَاءٌ وَشهرَةٌ وَجلَالَةٌ، وَكَانَ جَدُّهُم يُلَقَّبُ بِالمَغْرِبِيّ لِكَوْنِهِ خدم كَاتِباً عَلَى دِيْوَان المَغْرِبِ، وَأَصْلُهُ بَصْرِيٌّ (3) .
وَقَدْ قَصَدَ أَبُو القَاسِمِ الوَزِيْر فَخْرَ المُلك، وَتَوَصَّلَ إِلَى أَنْ وَلِيَ الوزَارَةَ فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة (4) .
وَلَهُ ترسُّلٌ فَائِقٌ (5) وَذَكَاءٌ وَقَّاد.
وَقَالَ مِهْيَارٌ الشَّاعِر (6) :وَزر ابْنُ المَغْرِبِيّ بِبَغْدَادَ، وَتَعَظَّمَ وَتَكَبَّرَ، وَرهِبَهُ النَّاسُ، فَانقبضتُ عَنْ لقَائِه، ثُمَّ عَمِلْتُ فِيْهِ قَصِيْدَتِي البَائِيَّة، وَدَخَلْتُ فَأَنْشَدتُهُ، فَرَفَعَ طَرْفَه إِليَّ، وَقَالَ: اجلسْ أَيُّهَا الشَّيْخ! فَلَمَّا بَلَغْتُ:
جَاءَ بِكَ اللهُ عَلَى فَتْرَةٍ
…
بآيَةٍ مَنْ يَرَهَا يَعْجَبِ
لَمْ تَأْلَفِ الأَبْصَارُ مِنْ قَبْلِهَا
…
أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنَ المَغْرِبِ
فَقَالَ: أَحْسَنْتَ يَا سَيِّدِي.
وَأَعْطَانِي مائَتَي دِيْنَار.
وَمن نظم الوَزِيْر:
وَكُلُّ امرِئٍ يَدْرِي مَوَاقِعَ رُشْدِهِ
…
وَلَكِنَّهُ أَعْمَى أَسِيْرُ هَوَاهُ
(1) انظر " المنتظم " 8 / 32، و" معجم الأدباء " 10 / 82، وقال ابن خلكان: وقصد أبا نصر بن مروان بميافارقين، وأقام عنده على سبيل الضيافة إلى أن توفي.
" وفيات الأعيان " 4 / 176.
(2)
انظر " الذخيرة " 4 / 2 / 507 - 514، و" معجم الأدباء " 10 / 85 - 90.
(3)
انظر " وفيات الأعيان " 2 / 177.
(4)
انظر تفصيل ذلك في " وفيات الأعيان " 2 / 175، 176، و" معجم الأدباء " 10 / 81، 82.
(5)
انظر بعض رسائله في " الذخيرة " 4 / 2 / 480 و496 - 507.
(6)
هو مهيار بن مرزويه الديلمي، سترد ترجمته برقم (310) .
هَوَى نَفْسِهِ يُعْمِيهِ عَنْ قُبْحِ عَيْبِهِ
…
وَيَنْظُرُ، عَنْ حِذْقٍ عُيُوبَ سِوَاهُ
وَقَدْ وَصل القَاضِي ابْنُ خَلِّكَان (1) نسب الوَزِيْر ببَهْرَام جُور، وَقَالَ لَهُ: دِيْوَانُ شِعْر، وَ (مُخْتَصر إِصْلَاح الْمنطق) ، وَكِتَاب (الإِينَاس) ، وُلِدَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَثَلَاثِ مائَةٍ، وَحَفِظَ كتباً فِي اللُّغَة وَالنَّحْو، وَتَحَفَّظَ مِنَ الشِّعْر نَحْو خَمْسَةَ عَشَرَ أَلف بَيْت، وَبَرَعَ فِي الحسَاب، وَلَهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَهُوَ القَائِلُ:
أَرَى النَّاسَ فِي الدُّنْيَا كَرَاعٍ تَنَكَّرتْ
…
مَرَاعِيهِ حَتَّى لَيْسَ فِيْهِنَّ مَرْتَعُ فَمَاءٌ بِلَا مَرْعَىً وَمَرْعَىً بِغَيْرِ مَا
…
وَحَيْثُ يُرَى مَاءٌ وَمَرْعَىً فَمَسْبَعُ (2)
وَكَانَ مِنْ دُهَاةِ العَالَم، هَرَبَ مِنَ الحَاكِمِ، فَأَفْسَدَ نيَّاتِ صَاحِبِ الرَّمْلَة (3) أَقَاربه، وَسَارَ إِلَى الحِجَازِ، فَطَمَّعَ صَاحِبَ مَكَّة فِي الخِلَافَة، وَأَخْذِ مِصْر، فَانزعج الحَاكِمُ، وَقَلِقَ.
وَهُوَ القَائِلُ وَكَتَبَ إِلَى الحَاكِم:
وَأَنْتَ وَحَسْبِي أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ لِي
…
لِسَاناً أَمَامَ المَجْدِ يَبْنِي وَيَهْدِمُ
وَلَيْسَ حَلِيْماً مَنْ تُقَبَّلُ كَفُّهُ
…
فَيْرْضَى وَلَكِنْ مَنْ تُعَضُّ فَيَحْلُمُ (4)
قَالَ: وَمَاتَ بَمَيَّافَارِقِيْن سَنَة ثَمَان عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة، فَحُمِلَ تَابُوْتُهُ إِلَى الكُوْفَةِ بِوَصِيَّةٍ مِنْهُ، فَدُفِنَ بقُرْبِ المَشْهَد (5) .
وَكَانَ شِيْعِيّاً.
(1) في " وفيات الأعيان " 2 / 172، 173.
(2)
البيتان في " وفيات الأعيان " 2 / 173، و" معجم الأدباء " 10 / 87، والمسبع: الأرض تكثر فيها السباع.
(3)
يعني حسان بن مفرج بن دغفل الجراحي.
(4)
لم يرد هذان البيتان في المطبوع من " وفيات الأعيان " ولا في المصادر المذكورة التي ترجمت لأبي القاسم المغربي.
(5)
انظر " وفيات الأعيان " 2 / 176.