الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مُجَلَّد، وَكِتَاب (الّلبَاب (1)) وَغَيْر ذَلِكَ (2) .
وَلَمْ يَطُلْ عُمُره (3) ، تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة، وَلَهُ سبعٌ وَأَرْبَعُوْنَ سَنَة رحمه الله.
267 - القَفَّالُ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ *
الإِمَامُ، العَلَاّمَةُ الكَبِيْرُ، شَيْخُ الشَّافِعِيَّة، أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ المَرْوَزِيُّ، الخُرَاسَانِيُّ.
(1) وقد اختصره أبو زرعة العراقي المتوفى سنة 826 هـ بعنوان " تنقيح اللباب " ثم اختصر هذا المختصر شيخ الإسلام زكريا الأنصاري المتوفى سنة 926 هـ بعنوان " تحرير تنقيح اللباب " ثم شرح مختصره هذا بكتاب " تحفة الطلاب بشرح تحرير تنقيح اللباب " وكلاهما مطبوع، وعلى هذا الشرح الحواشي التالية: حاشية عبد البر بن عبد الله الاجهوري المتوفى في حدود سنة 1070 هـ، وحاشية المدابغي المتوفى سنة 1070 هـ وحاشية القليوبي، وحاشية عبد الله بن حجازي الشرقاوي المتوفى سنة 1227 هـ وشرح كتاب " اللباب " نفسه عبد الرؤوف المناوي المتوفى سنة 1031 هـ.
انظر " كشف الظنون " 1541، 1542، و" تاريخ الأدب العربي " لبروكلمان النسخة العربية 3 / 304، 305.
و" تاريخ التراث العربي " لسزكين 2 / 191، 192.
(2)
انظر " هدية العارفين " 1 / 72 و" تاريخ " بروكلمان 3 / 305، و" تاريخ " سزكين 2 / 192.
(3)
قال النووي: ولما بلغ الشيخ أبا حامد أن المحاملي صنف " المجموع " و" التجريد " و" المقنع " قال أبو حامد: بتر كتبي، بتر الله عمره. فما عاش بعد ذلك إلا قليلا انظر " تهذيب الأسماء واللغات " 2 / 210، " طبقات " السبكي 4 / 49، و" طبقات " الاسنوي 2 / 383.
(*) طبقات العبادي 105، الأنساب 10 / 212، طبقات ابن الصلاح ورقة 51 ب، وفيات الأعيان 3 / 46، المختصر في أخبار البشر 2 / 156، العبر 3 / 124، دول الإسلام 1 / 248، تتمة المختصر 1 / 509، طبقات السبكي 5 / 53 - 62، طبقات الاسنوي 2 / 298، 299، البداية والنهاية 12 / 21، 22، تراجم الرجال: 20، النجوم الزاهرة 4 / 265، مفتاح السعادة 2 / 323، 324، طبقات ابن هداية الله 134، 135، شذرات الذهب 3 / 207، روضات الجنات 448، 449، إيضاح المكنون 2 / 188، هدية العارفين 1 / 450.
حَذَقَ فِي صنعَة الأَقْفَال حَتَّى عَمل قُفْلاً بآلَاته وَمِفتَاحه، زنَة أَرْبَع حبَّات، فَلَمَّا صَارَ ابْنَ ثَلَاثِيْنَ سَنَةً، آنَس مِنْ نَفْسه ذكَاءً مُفرطاً، وَأَحَبَّ الفِقْهَ، فَأَقبل عَلَى قرَاءته حَتَّى بَرَع فِيْهِ، وَصَارَ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ، وَهُوَ صَاحِبُ طريقَة الخُرَاسَانيين فِي الفِقْه (1) .
تَفَقَّهَ بِأَبِي زَيْدٍ الفَاشَانِي (2) ، وَسَمِعَ مِنْهُ، وَمِنَ الخَلِيْلِ بنِ أَحْمَدَ السِّجْزِيّ، وَسَمِعَ بِبُخَارَى وَهَرَاة.
تَفَقَّهَ عَلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ المَسْعُوْدِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ شُعَيْب السِّنْجِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فُورَان المَرَاوزَة.
قَالَ الفَقِيْه نَاصِرٌ العُمَرِيّ: لَمْ يَكُنْ فِي زَمَان أَبِي بَكْرٍ القَفَّال أَفْقَهُ مِنْهُ، وَلَا يَكُون بَعْدَهُ مثلهُ، وَكُنَّا نَقُوْلُ: إِنَّهُ مَلَكٌ فِي صورَة الإِنسَان، حَدَّثَ، وَأَمْلَى، وَكَانَ رَأْساً فِي الفِقْه، قُدْوَةً فِي الزُّهْد (3) .
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ السَّمْعَانِيّ فِي (أَمَاليه) :كَانَ وَحيدَ زَمَانِهِ فقهاً وَحفظاً وَوَرِعاً وَزُهْداً، وَلَهُ فِي المَذْهَبِ مِنَ الآثَارِ مَا لَيْسَ لغيره مِنْ أَهْلِ عصره، وَطَرِيْقَتُهُ المُهَذَّبَة (4) فِي مَذْهَبِ الشَّافِعِيّ الَّتِي حملهَا عَنْهُ أَصْحَابه أَمتنُ طريقَة، وَأَكْثَرُهَا تَحْقِيْقاً، رَحل إِلَيْهِ الفُقَهَاءُ مِنَ البِلَاد، وَتَخَرَّجَ بِهِ أَئِمَّةٌ.
(1) كما أن أبا حامد الاسفراييني هو صاحب طريقة العراقيين، وعنهما انتشر المذهب. انظر الصفحة 194 ت رقم (4) .
(2)
هو محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد الفاشاني المروزي، من قرية فاشان إحدى قرى مرو، متوفى سنة 371، مرت ترجمته في الجزء السادس عشر.
(3)
انظر " طبقات " السبكي 5 / 55.
(4)
في " طبقات " السبكي: " المهدية " وهو تصحيف.
ابْتَدَأَ بِطَلَبِ العِلْمِ وَقَدْ صَارَ ابْنَ ثَلَاثِيْنَ سَنَةً، فَتَرَكَ صَنْعَتَهُ، وَأَقبلَ عَلَى العِلْمِ (1) .
وَذكر نَاصِر المَرْوَزِيُّ أَنَّ بَعْضَ الفُقَهَاء المُختلفين إِلَى القَفَّال احتسبَ عَلَى بَعْضِ أَتْبَاع مُتَوَلِّي مَرْو، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى السُّلْطَانِ مَحْمُوْدٍ، فَقَالَ: أَيَأْخذُ القَفَّال شَيْئاً مِنْ دِيْوَاننَا؟
قَالَ: لَا.
قَالَ: فَهَلْ يتلبَّسُ بِشَيْءٍ مِنَ الأَوقَاف؟
قَالَ: لَا.
قَالَ: فَإِنَّ الاحْتِسَابَ لَهُم سَائِغٌ دَعْهُم (2) .
حَكَى القَاضِي حُسَيْنٌ عَنِ القَفَّال أُسْتَاذِهِ أَنَّهُ كَانَ فِي كَثِيْرٍ مِنَ الأَوقَاتِ يَقَعُ عَلَيْهِ البُكَاءُ حَالَةَ الدَّرْسِ، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَقُوْلُ:
مَا أَغْفَلَنَا عَمَّا يُرَادُ بِنَا (3) .
تَخَرَّجَ القَفَّال كَمَا قَدَّمنَا عَلَى أَبِي زَيْدٍ، وَقَبْرُهُ بِمَرْو يُزَار.
مَاتَ: فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، وَلَهُ مِنَ الْعُمر تِسْعُوْنَ سَنَة، وَسَمَاعَاتُهُ نَازلَةٌ، لأَنَّه سَمِعَ فِي الكُهُوْلَة وَقبلَهَا.
وَمَاتَ فِيْهَا: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سلَامَة السُّتَيْتِيُّ (4) الأَدِيْبُ الرَّاوِي عَنْ خَيْثَمَة بِدِمَشْقَ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ أَبِي الشَّوَارِبِ (5) الأُمَوِيُّ قَاضِي القُضَاة بِبَغْدَادَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى السُّكَّرِيّ (6) الرَّاوِي عَنِ الصَّفَّار، وَمُقْرِىءُ العَصْر
(1) انظر " طبقات " السبكي 5 / 53، 54.
(2)
" طبقات " السبكي 5 / 55. والسلطان محمود سترد ترجمته برقم (319) .
(3)
" طبقات " السبكي 5 / 55، و" طبقات " الاسنوي 2 / 299.
(4)
تقدمت ترجمته برقم (222) .
(5)
تقدمت ترجمته برقم (223) .
(6)
تقدمت ترجمته برقم (246) .