الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
77 - أَبُو حَيَّانَ التَّوْحِيْدِيُّ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العَبَّاسِ *
الضَّالُ المُلحد (1) ، أَبُو حَيَّانَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العَبَّاسِ البَغْدَادِيُّ، الصُّوْفِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ الأَدبيَة وَالفلسفيَة، وَيُقَالُ: كَانَ مِنْ أَعيَان الشَّافِعِيَّة.
قَالَ ابْنُ بَابِي فِي كِتَاب (الخَريدَةِ وَالفَريدَةِ) :كَانَ أَبُو حَيَّانَ هَذَا كَذَّاباً، قَلِيْلَ الدِّين وَالوَرَعِ عَنِ القَذْفِ وَالمُجَاهرَة بِالبُهْتَان، تَعَرَّضَ لأُمُورٍ جِسَامٍ مِنَ القَدْحِ فِي الشَّريعَةِ وَالقَوْلِ بِالتَّعطيل، وَلَقَدْ وَقَفَ سيدُنَا الوَزِيْرُ الصَّاحبُ كَافِي الكفَاة عَلَى بَعْضِ مَا كَانَ يُدغِلُه وَيُخفيه مِنْ سوء الاعْتِقَادِ، فَطَلَبَهُ
(*) شد الازار للشيرازي 53، 54، معجم الأدباء 15 / 5 - 52، تهذيب الأسماء واللغات 2 / 223، وفيات الأعيان 5 / 112، 113، ميزان الاعتدال 4 / 518، عيون التواريخ 12 / 216 / 2، 217 / 2 الوافي بالوفيات خ 12 / 168، 169، طبقات السبكي 5 / 286 - 289، طبقات الاسنوي 1 / 301 - 303، لسان الميزان 7 / 38 - 41، بغية الوعاة 2 / 190، 191، مفتاح السعادة 1 / 234، 235، تاريخ ابن عدسة 3 / 354، 355، طبقات ابن هداية الله 114 - 116، كشف الظنون 140، 167، 246، روضات الجنات 714، إيضاح المكنون 1 / 602 و2 / 65، هدية العارفين 1 / 284، 685، هدية الاحباب 14، 15، كنوز الاجداد 221 - 232، دائرة المعارف الإسلامية 8 / 333 - 335، أمراء البيان 2 / 488، 545.
قال ابن خلكان في نسبته " التوحيدي ": ولم أر أحدا ممن وضع كتب الأنساب تعرض إلى هذه النسبة لا السمعاني ولا غيره، لكن يقال: إن أباه كان يبيع التوحيد ببغداد، وهو نوع من التمر بالعراق، وعليه حمل بعض من شرح " ديوان " المتنبي قوله: يترشفن من فمي رشفات * هن فيه أحلى من التوحيد والله أعلم بالصواب.
ونقل السيوطي عن شيخ الإسلام ابن حجر قوله: يحتمل أن يكون إلى التوحيد الذي هو الدين، فإن المعتزلة يسمون أنفسهم أهل العدل والتوحيد.
وانظر تعليق المؤلف على هذه النسبة ضمن الترجمة.
(1)
كذا وصفه المؤلف، ووصفه السبكي في " الطبقات " بقوله: المتكلم الصوفي. وقال ياقوت في " معجم الأدباء ": وكان يتأله، والناس على ثقة من دينه
…
فهو شيخ في الصوفية. وانظر ما يأتي في الصفحة 120 تعليق رقم (2) .
لِيَقتُلَهُ، فَهَرَبَ، وَالتَجَأَ إِلَى أَعدَائِه، وَنَفَقَ عَلَيْهِم تزخرفُهُ وَإِفكُه، ثُمَّ عَثَرُوا مِنْهُ عَلَى قَبِيح دِخْلَتِهِ وَسُوءِ عقيدَتِهِ، وَمَا يُبطِنُه مِنَ الإِلْحَاد، وَيرومُهُ فِي الإِسْلَامِ مِنَ الفسَاد، وَمَا يُلصِقُه بِأَعلَامِ الصَّحَابَة مِنَ القبَائِح، وَيُضِيفُه إِلَى السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنَ الفضَائِح، فَطَلَبَهُ الوَزِيْرُ المُهَلَّبِيّ، فَاسْتَتَر مِنْهُ، وَمَاتَ فِي الاسْتتَارِ، وَأَرَاح اللهُ، وَلَمْ يُؤْثَر عَنْهُ إِلَاّ مثلبَةٌ أَوْ مُخزيَة (1) .
وَقَالَ أَبُو الفَرَجِ ابْنُ الجَوْزِيِّ: زَنَادقَةُ الإِسْلَامِ ثَلَاثَةٌ: ابْنُ الرَّاوَنْدِي، وَأَبُو حَيَّانَ التَّوْحِيْدِيُّ، وَأَبُو العَلَاءِ المَعَرِيُّ، وَأَشدُّهُم عَلَى الإِسْلَام أَبُو حَيَّانَ، لأَنَّهُمَا صَرَّحَا، وَهُوَ مَجْمَجَ وَلَمْ يُصرِّح (2) .
قُلْتُ: وَكَانَ مِنْ تَلَامِذَة عَلِيِّ بن عِيْسَى الرُّمَّانِي (3) ، وَرَأَيْتُهُ يُبالغ فِي تَعَظِيْم الرُّمَّانِي فِي كِتَابِهِ الَّذِي أَلّفه فِي تَقْرِيظ الجَاحظ، فَانْظُرْ إِلَى المَادحِ وَالممدوحِ! وَأَجودُ الثَّلَاثَةِ الرُّمَّانِيُّ مَعَ اعتِزَالِهِ وَتَشيُّعِهِ.
وأَبُو حَيَّانَ لَهُ مُصَنّفٌ كَبِيْر فِي تَصوُّفِ الحُكَمَاءِ، وَزُهَّاد الفَلَاسِفَة، وَكِتَابٌ سَمَّاهُ (البصَائِرَ وَالذَّخَائِرَ (4)) ، وَكِتَاب (الصَّديق
(1) انظر " طبقات " السبكي 5 / 287.
(2)
ذكر قول ابن الجوزي السبكي في " الطبقات " 5 / 288، والسيوطي في " بغية الوعاة " 2 / 191.
ولم نجد ترجمة أبي حيان في " المنتظم "، وابن الجوزي ذكر نحوا من هذا الكلام وبأوسع منه في ترجمة أبي العلاء المعري في " المنتظم " 8 / 183، 185، وقد دافع السبكي عن أبي حيان، فقال: الحامل للذهبي على الوقيعة في التوحيدي مع ما يبطنه من بغض الصوفية! هذان الكلامان، ولم يثبت عندي إلى الآن من حال أبي حيان ما يوجب الوقيعة فيه، ووقفت على كثير من كلامه، فلم أجد فيه إلا ما يدل على أنه كان قوي النفس، مزدريا بأهل عصره، ولا يوجب هذا القدر أن ينال منه هذا النيل، وسئل الامام الوالد رحمه الله عنه، فأجاب بقريب مما أقول:" الطبقات " 5 / 288.
(3)
مرت ترجمته في الجزء السادس عشر.
(4)
نشر الجزء الأول منه الدكتور عبد الرزاق محيي الدين في بغداد سنة 1954، ونشره في القاهرة سنة 1953 أحمد أمين وأحمد صقر. ثم طبع بتمامه في دمشق.
وَالصَّدَاقَة (1)) مُجَلَّد، وَكِتَاب (المقَابسَات (2)) ، وَكِتَاب (مَثَالب الوَزِيْرين (3)) - يَعْنِي ابْن العَمِيْد وَابْن عَبَّاد - وَغيرُ ذَلِكَ (4) .
وَهُوَ الَّذِي نسب نَفْسَه إِلَى التَّوحيد، كَمَا سمَّى ابْنُ تُومرت أَتْبَاعَه بِالمُوحِّدينَ، وَكَمَا يُسَمِّي صُوفيَّةُ الفَلَاسِفَة نُفُوسَهُم بِأَهْل الوحدَة وَبَالاتحَادِيَّة.
أنبَانِي أَحْمَدُ بنُ أَبِي الخَيْرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الطَّرَسُوْسِيّ، عَنِ ابْنِ طَاهِرٍ، سَمِعْتُ أَبَا الفَتْحِ عَبْدَ الوَهَّابِ الشِّيْرَازِيَّ بِالرَّيِّ يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ أَبَا حَيَّان التَّوْحِيْدِيّ يَقُوْلُ:
أُنَاسٌ مَضَوْا تَحْتَ التَّوهُّمِ، وَظَنُّوا أَنَّ الحَقَّ مَعَهُم، وَكَانَ الحَقُّ وَرَاءهُم.
(1) طبع غير مرة، وآخر طبعة صدرت في دمشق سنة 1964 بتحقيق الدكتور إبراهيم الكيلاني.
(2)
وهو مئة وثلاث مقابسات في مباحث من العلوم، ذكر فيه بعض ما وقع له من مفاوضات علماء عصره في بغداد، وكانوا يجتمعون في دار أبي سليمان المنطقي، فيتذاكرون في مواضيع شتى في الفلسفة والأدب.
وقد طبع هذا الكتاب في الهند وغيرها، وآخر طبعة صدرت في بغداد سنة 1970 م بتحقيق الدكتور محمد توفيق حسين.
(3)
قال ابن خلكان في هذا الكتاب: ضمنه معايب أبي الفضل ابن العميد والصاحب بن عباد، وتحامل عليهما، وعدد نقائصهما، وسلبهما ما اشتهر عنهما من الفضائل والافضال، وبالغ في التعصب عليهما، وما أنصفهما، وهذا الكتاب من الكتب المجدودة، ما ملكه أحد إلا وتعكست أحواله، ولقد جربت ذلك، وجربه غيري على ما أخبرني من أثق به. " وفيات الأعيان " 5 / 112، 113.
والكتاب طبعه مجمع اللغة العربية بدمشق سنة 1965 م بتحقيق الأستاذ محمد بن تاويت الطنجي.
ومن آثار التوحيدي المطبوعة أيضا كتاب " الامتاع والمؤانسة "، وهو مجموع مسامرات في فنون شتى حاضر بها الوزير أبا عبد الله العارض في نحو أربعين ليلة، نشره أحمد أمين وأحمد الزين.
(4)
انظر مصنفاته في " معجم الأدباء " 15 / 7، 8، و" هدية العارفين " 1 / 684، 685، وانظر النسخ الخطية لبعضها في " تاريخ " بروكلمان 4 / 336 - 338.
قُلْتُ: أَنْتَ حَامِلُ لِوَائِهِم.
قَالَ الشَّيْخُ مُحْيِي الدِّيْنِ فِي (تَهْذِيبِ الأَسْمَاءِ) :أَبُو حَيَّانَ مِنْ أَصْحَابِنَا المُصَنَفِيْنَ، فَمِنْ غَرَائِبِهِ أَنَّهُ قَالَ فِي بَعْضِ رَسَائِلِهِ: لَا رِبَا فِي الزَّعْفَرَانِ، وَوَافَقهُ عَلَيْهِ أَبُو حَامِدٍ المَرُّوْذِيُّ (1) .
وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: لَهُ المُصَنَّفَاتُ الحَسَنَةُ (كَالبَصَائِرِ) ، وَغَيْرِهَا.
قَالَ: وَكَانَ فَقيْراً صَابِراً مُتَدَيِّناً صَحِيْحَ العَقِيْدَةِ (2) ، سَمِعَ جَعْفَراً الخُلْدِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ الشَّافِعِيَّ، وَأَبَا سَعِيْدٍ السِّيْرَافِيَّ، وَالقَاضِي أَحْمَدَ بنَ بِشْرٍ العَامِرِيَّ.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ يُوْسُفَ الفَامِي، وَمُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ جِيْكَانَ (3) ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ مُحَمَّدٍ الدَّاوُوْدِيُّ، وَنَصْرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الفَارِسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ فَارِسٍ الشِّيْرَازِيُّوْنَ، وَقَدْ لَقِيَ الصَّاحِبَ بنَ عَبَّادٍ وَأَمثَالَهُ.
قُلْتُ: قَدْ سَمِعَ مِنْهُ أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَمَّجَةَ الأَصْبَهَانِيُّ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ أَرْبَعِ مائَةٍ، وَهُوَ آخِرُ العَهْدِ بِهِ.
وَقَالَ السِّلَفِيُّ: كَانَ نَصْرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ يَنْفَرِدُ عَنْ أَبِي حَيَّانَ بِنُكَتٍ عَجِيْبَةٍ (4) .
وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ الحَافِظُ فِيْمَا يَأْثُرُوْهُ عَنْهُ جَعْفَر الحَكَّاك: سَمِعْتُ أَبَا سَعْدٍ المَالِيْنِيَّ يَقُوْلُ:
قَرَأْتُ الرِّسَالَةَ - يَعْنِي المَنْسُوْبَةَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مَعَ أَبِي عُبَيْدَةَ إِلَى عَلِيٍّ رضي الله عنهم عَلَى أَبِي حَيَّانَ، فَقَالَ: هَذِهِ
(1)" تهذيب الأسماء واللغات " 2 / 223. ثم قال النووي: والصحيح المشهور تحريم الربا فيه والله أعلم.
(2)
انظر " طبقات " السبكي 5 / 287، و" لسان الميزان " 7 / 39.
(3)
انظر " تبصير المنتبه " 1 / 475.
(4)
انظر " لسان الميزان " 7 / 39.